موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة
من منا لايحب أمه وأباه ؟ ومن منا لايعترف بالفضل العظيم لوالديه ؟ هذا حال أحد الأبناء يحكي معاناته وقسوة والده الذي قلب حياته وحياة أمه وبقية أخوته إلى جحيم وعذاب لايطاق ولايحتمل .

أب لتسعة أبناء سبعة منهم من الذكور وإثنتان من الإناث وأم توفي والديها وأخوتها جميعاً ولم يبق لها في هذه الحياة سوى أبنائها قرة عينيها ترعاهم وتهتم بهم وتقدم لهم كل العطف والحب .

يعمل هذا الأب مقاولاً في إحدى مدن المملكه كان يخرج كل صباح لعمله ولا يعود إلا مع غروب الشمس ، وكان عند حضوره للمنزل يصرخ بصوت عالي على زوجته لتقدم له طعام العشاء وكان يضربها إذا تأخرت عليه بالطعام ، كان يأكل بسفرة طعام لوحده ولايسمح لأحد من أبناءه الإقتراب منه ومشاركته الطعام ، الأم بعطفها وحنانها على أولادها كانت تحتفظ بشيء قليل من الطعام لأولادها وهي تنام وبطنها خاوي من الطعام والدمع ينهمر في عينيها على حالها وحال أبنائها .

لم يفكر هذا الأب يوماً في زوجته وأولاده ولم يكن يشتري لهم أبداً متطلباتهم ومايحتاجونه في حياتهم ، وحتى في الأعياد لايشتري لهم مايكسيهم من ثياب جديده وحلوى لذيذه ولم يكن يسمح لهم أيضاً بزيارة أصدقائهم ومشاركتهم أفراحهم بالعيد السعيد ،، كذلك منعهم من الذهاب إلى المدرس مفصله لتلقي العلم بحجة أنهم يضيعون وقتهم دون فائده . فدمرهم وحطم مستقبلهم .

كان الأولاد يكبرون ويكبر معهم حقدهم وكرههم لأبيهم حتى أنهم في مابينهم كانوا يتمننون موته على العيش معه ،،
خالد أكبرهم سناً أستيقظ ذات يوم فزعاً على صراخ أمه وهي تبكي والأب يضربها في جميع ارجاء جسمها فطفح به الكيل ووقف يوماً بوجه أبيه وهو يشاهده يضرب أمه بقساوه وبدون سبب ... فقال لوالده : أتركها .. أترك أمي ولاتضربها .. فنظر ذلك الأب لخالد وقال له هيا أذهب عن وجهي بعيداً وإلا ضربتك أنت الآخر .. فازداد غضب خالد وهو ينظر لأمه وقد بانت آثار الضرب عليها وحمل بيده عصا صغيره وبغير شعور منه ضرب والده بكل قوه ،، فنهض ذلك الأب المتسلط وأخذ بيده قطعة من الحديد وكسر بها ذراع خالد وضربه فوق رأسه حتى سقط خالد على الأرض مغشياً عليه .

ظل خالد فاقداً لوعيه ساعات ثم استعاد وعيه ليرى نفسه مستلقياً على الأرض وأمه وأخوته من حوله والدمع ينهمر من أعينهم خوفاً وحزناً لما أصابه .
لم يعد خالد قادراً على تحريك يده ،، فلقد كسر العظم نتيجة لضرب والده لها وشج رأسه أيضاً ،، فنظر إلى أمه وقال لها : هل أنتي بخير يا أمي ؟؟ فقالت له أمه نعم ،، أنا بخير ياولدي المهم هو أنت لماذا فعلت هذا ،، لماذا ضربت والدك ؟ فقال خالد : أنا أحبك يا أمي ولا أريد أحدا أن يضربكي . فبكت الأم وضمت خالد لصدرها وقالت له أياك أن تفعل ذلك مجدداً أياك .

ذهب خالد للمستشفى بنفسه فسأله الطبيب عن سبب كسر يده والجرح الذي برأسه ؟ فقال : كنت ألعب مع أخوتي بالمنزل وسقطت من أعلى الدرج . فقام الطبيب بوضع جبيره على يده المكسوره وخاط الجرح في رأسه ،، وطلب منه مراجعته بعد ثلاثة أسابيع للإطمئنان عليه .

كانت الأم خائفة على أولادها ،، وكانت مستعدة للتضحية من أجلهم بكل شيء ،، حتى بحياتها ،، وذات يوم دخل ذلك الأب غاضباً وهو يشتم اليوم الذي أنجب فيه أولاده ،، وأمسك سكيناً بيده وحاول قتل إبنته الصغيره ( ندى ) ،، فما كان من الأم إلا أن أعترضته وهي تصرخ بأعلى صوتها ( إبنتي ،، إبنتي ،، سوف يقتلها هذا المجرم ) فضربها على كتفها بالسكين محدثاً جرحاً غزيراً سالت منه الدماء بكثره ، فلم تكترث الأم واستمرت في مقاومته حتى جاء خالد مسرعاً وأمسك بيد والده ورمى السكين على الأرض وقال له : ماذا تفعل ..؟ هل أنت مجنون لتقتل إبنتك ..؟ فما كان من أبوه إلا أن قام بضربه وأخرجه من البيت وأمام أعين الناس ضربه ضرباً مبرحاً وأسقطه على الأرض وداس عليه بقدمه وهو يقول أنت ولد عاق وسأفعل بك ما أشاء سأضربك حتى الموت ،، . فهرع الناس وأمسكوا بهذا الأب القاسي ومنعوه من ضرب إبنه هكذا أمام أعين الناس . عندها دخل الأب إلى المنزل وهو يجر خالداً بيده فأدخله غرفة وأقفل عليه الباب وحرمه من تناول الطعام والشراب يوماً كاملاً .






كان أخوة خالد يتألمون لما يحصل لأخيهم الأكبر ،، ولكن ماذا يفعلون ؟ فلا حول ولاقوة لهم سوى الدموع التي تترجم أقسى معاني الحزن والألم .
أصبحت حياتهم جحيماً لاتطاق وأصبح الحزن ملازماً لهم ،، لايعرفون معنى السعاده مع هذا الأب المتسلط ،، لم يعرفوا يوماً حنان الأب بل على العكس ،، كان الكره والحقد يولد في قلوبهم يوماً تلو الآخر على أبيهم .

وفي يوم من الأيام خرج خالد خلسة من المنزل ،، إستغل غياب والده فذهب لزيارة أحد أصدقائه وتأخر خالد عند صديقه ولم يشعر بمضي الوقت .. وعند عودة والده لم يجده فغضب واستل عصا ضخمه ووقف عند باب المنزل ينتظر خالد ،،، وعند عودة خالد تفاجأ بوالده واقفاً ينتظره وفي يده تلك العصا الكبيره ،، فخاف خالد وأسرع هارباً في الطريق ووالده يركض وراءه ويصرخ ويأمره بالتوقف ،، إلا أن خالداً لم يتوقف واستمر بالهرب حتى وصل إلى بيت صديق له فأخبره بما حدث ونام تلك الليله عند صديقه والدموع لم تتوقف من عينيه ..

غاب خالد عن المنزل ثلاثة أيام متتاليه ،، وأمه المسكينه وأخوته الصغار يبكون خوفاً عليه وعجزاً لفعل أي شيء ،،، ولم يكترث هذا الأب لغياب إبنه بل كان يقول : روحه بلا رجعه ...وفي اليوم الرابع عاد خالد للمنزل وقلبه يدق بشده خوفاً من والده فدخل المنزل ورأى أمه المسكينه في وضع يرثى له ،،! كانت مريضه على فراشها .. ونحيله ..؟ لم تذق طعم النوم ولم تهنأ بطعام أو شراب منذ غياب خالد ،،وأخوته كانوا جميعاً يدعون ربهم بكشف كربتهم وينتظرون رجوع أخيهم وهو يبكون حزناً عليه .

ذهل خالد لما رآه ،، فرفع يده إلى السماء باكياً وقال : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ( وبالوالدين إحساناً ،، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أوف ولاتنهرهما وقل لهما قولاً كريما ،،، واخفض لهما جناح الذل من الرحمه ،،، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ) .
عندها سمعته أمه وهو يتلو كلام ربه فنهضت وحضنته إلى قلبها فرحاً برجوعه وجاء أخوته والتفوا من حوله وكلهم فرح وسعاده برجوع أخيهم إلى البيت . فكانت هي المره الأولى التي يرون فيها السعاده التي حرموا منها بسبب قسوة هذا الأب .


تحياتي:المحتارة

موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©