موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة
يقول هذا التائب : "كان المنعطف الأول في حياتي في سن مبكرة جدا حيث كان عمري آنذاك ست سنوات لاغير، وقبل أن أعي الحياة وأدركها كـما ينبغي صحوت على "مأساة عائلية" . لقد طلق والدي أمي ، وانفصلت عنه ، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل ازداد الأمرتعقيدا حينما قررت أمي أن تتزوج. . واختار أبي زوجة أخرى، فأصبحت تائها ، ضائعا بين الاثنين . . وكما يقولون . "أمران أحلاهما مر" . . فعند أبي كنت أقشركة ابل بمقالب جاهز زوجة أبي ، أما عند أمي فكان زوج أمي يكشرعن أنيابه دائما في وجهي ، ومن الطريف أنني كنت دائما حاضرا عند كليهما، وكنت أيضا غائبا عن كليهما . . فكنت الحاضر الغائب ، والموجود المفقود . ومع هذا الظروف العائلية غير الطبيعي و صحي و صحي للغايةة ، ومع التفكك والاضمحلال الأسري ، سقطت في هوة الإدمان مع رفقاء السوء ، ووجدت معهم الملاذ الذي افتقدته ، والعطف والاهتمام اللذين حرمـت منهما ، طبعا لم يكـن عطفا واهتماما خالصا لوجه الله ، وإنما من أجل الوصول إلى أغراضهم الخبيثة . أصبحت أقضي معظم وقتي مع أولئك الأشرار مابين شرب وتعاط وإدمان ، وحينما يسألني أبي أين كنت ؟ أقول له عند أمي ، وحينما تستفسر أمي عن غيابي ، أقول لها كنت عند أبي ، وهكذا يظن كلاهما أنني موجود، وكنت مفقودا ويعتقد كلاهما أني حاضر، وكنت في تلك الأثناء الغائب الوحيد . . الغائب عن الحياة . . ألساقط في التيه والضياع . كان هذا هو المنعطف الذي ألقي بي في هاوية الإدمان ، ولكن كيف خرجت إلى شط الأمان ؟

تلك قصة أخرى سأرويها لكم : ففي ليلة من الليالي ، وبعـد سهـرة تطايرت فيها الرؤوس ، وتلاعبت بها المخـدرات ، خرجنا من "الوكر" لكي نتنفس الهواء العليل لنزيدنا طربا على طرب ! ! ونشوة إلى نشوة ! ! وبينما كنا في سعادة مرهونة غامرة ، وغيابات كاذبة ، إذ بالسيارة تنقلب عدة مرات . كنا أربعـة من الشياطين داخل السيارة، توفي الثلاثة ولم يبق إلا أنا نجوت باعجوبة . . بفضل الله تعالى. ومكثت في المستشفى عشرة أيام كاملة مابين الحياة والموت ، غيبوبة كاملة تماما ، كتلك التي كنت أحياها من قبل . وأفقت من الغيبوبة الصغرى عقب الحادث ، على حقيقة الغيبوبة الكبرى التي كنت أحياها، واكتشفت نفسي من جديد، وشعرت بالإيمان بعد أن مات الإحساس لدي ، وجمدت إلى الله ضارعا مستغفرا حامدا شاكرا لأنه تولاني وأنقذني من موتتين : موت السيارة، وموت الإدمان ، وخرجت من المستشفى إلى المسجد مباشرة، وقطعت كل صلتي بالماضي ، وأحمد الله أنني دخلت المسجد بدلا من السجن ، والقرآن الكريم هو أوفى صديق لي الآن يلازمني وألازمه . هذه قصتي باختصار، وأنصح إخواني الشباب وغيرهم بالحذر من رفقاء السوء، الذين يلبسون للناس جلود الضان من اللين ، ألسنتهم أحلى من العسل ، وقلوبهم قلوب الذئاب ، كـما أنصحهم بالبعد عن المخدرات فإنها رأس كل خطيئة ، والله الموفق ."








أعلى الصفحة

موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©