موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة
عزيزة


الاهدا/

"للتي غادرت حياتنا ونحن نحبها , للتي كشفت ضعفنا أمام هول الدنيا. ومصاعب الحياة".


رغم قناعته بان عددهم ما زال ثمانية إلا انه يرى أنهم سبعة, ورغم قناعه بأنه يجيد حل هذه المعادلات الرياضية المعقدة إلا انه مازال يحاول, فقد كن ثلاثا وأصبحن اثنتين ,بينما كانو سبعة وأمسوا خمسة.

لم تكن هذه معادلة رياضية صعب حلها او استحال التفكير فيها, لكنها حالة خرجت مقبورة من بطن الحزن, مأسوفا عليها وقد نأت بصنع نهايتها عن غيرها.

"عزيزة" فتاة راوها يوم ولادتها وقد اكتست بجمالها, وازدانت , احبوها وعشقوها كبرت وكبر الحلم معها , خرجت من بيتها الرابض في اعطاف الجبال ,ومن قريتها الجاثمة علي ذكريات سطرها الفقر والبؤس ,وبيوت بنيت بعرق الرجال , أخبار رواها الخارجون منها , والهاربون الي نعيم المدينة ,حيث الماكل والمشرب والملبس الفاخر , حيث الناس المتحضرون –حتي في كلامهم -,لم تلبث غير قليل حتي جاءها النصيب ينقلها بين غضة عين وانتباهة اخرى الي الرياض , حيث يعمل زوجها وهناك رسمت لنفسها صور 2014ة التاقلم وكيفية التعامل , كانت انطلاقتها الي الحياة مع زوجها , لم تكن بعيدة بتفكيرها عن اهلهافقد احبوها حبا يفوق غيرها , وعقلا ندر ان تتحلي به اخريات غيرها, اقترب منها ابنؤها كثيرا حتي كانت الاب والام , وكانت الصديق اذا لزم الامر واشتد الحال وضاقت الارض عليهم بما رحبت , سددت كثيرا وقاربت اكثر , حرمت نفسها واعطت ابناءها نا لا تملك قبل ان تملكه , اعتاوا ان تكون نهاية العام من كل عام نزهة الي موطن الاهل , حيث الام والاشقاء , تقرب بينهم ,تجمعهم اليها . مع غياب كل شفق يتحادثون ويتناجون , يفكرون ويقرون ,في منزلها اعدت اريكة قروية لامها التي هدها الوجع لتحط بجسدها المثقل عليها , تنسى هموما قد القت بها ارزاء العمر وامراض العصر ورغم ذالك كانت الانس بها كثيرا فقد كان الاحفاد يرونها اما ثانيةلا تقل في قيمتها عن امهم الاولي احسو بقيمة وجودها بينهم , تزرع الفرح في صدورهم وتستوقف العمر معهم , ياسفون عليها وهي تغادر عتبة بابهم الي بيت خالتهم لانهم لم يعودوا قادرين علي فراقها , اما (عزيزة) فلم تكن في قرارة نفسها تطلب اكثر من ان تري اهلها يجتمعون حولها , كانت تقول في حضرتهم جيميعا : ان لم تات امي الي الرياض لتري بيتنا وتصوم رمضان معنا فلن تشاهدوا وجهي مرة اخري , لم يكن هاتف منزلها يهدا , انهن صديقاتها اللائي احبنها , يبحثن عنها .
كانت تقول مبتسمة : ان وزنها قد زاد وجسمها قد ترهل لدرجة فقدانها لرشاقتها , ومع ذلك ما زلن مصرات علي دعواتها , والجلوس للحديث معها يتسلين ببعض الحلى التي يتسابقن على صنعها والتفنن في تقديمها , مع كل لقمة يزددنها , تتعالى ضحكاتهن فرحا ببعض , الا ان شرودا مفاجئا كان يسلب من " بعضا من التفكيرها كانت تقول : ترى فيما يري النائم انها تسبح فوق شريط اسود قادم من الجنوب يمتد نحوها حتي يغطي جسدها كاملا , كانت ترى انها تقف معه بصعوبة شديدة ونفحات الهواء تحفها من كل جانب لم تمكث غير القليل حتي قرروا الععودة الي الرياض وقبل انعطاف النهار تحت عباءة الليل , حتي كانت السيارة التي تقلهم تنثر جسدها واجساد ابنائها علي مساحات شاسعة من الطريق , لتغدوافئدة من بعدهم مسكونة بالاحزان , واحداقهم مفجوعة بالبكاء , تلقي عليهم بروائح الامكنة المهجورة , ينثرون في ذاكرة الاحياء منهم بقايا نكاتهم , ويزرعون فيهم بقايا اجساد متقافزة هدتها المواجع وهم يتذكرون جميعا مقولتها : "رمضان موعدنا " لترحل هي , ويبقي رمضان موعدا للتعساء الذين احبوها .

موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©