موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة
.:.:.:.:.
.:.:.
.:.:. { } .:.:.
.:.:.:.


.. تم حفظ الحقوق الأدبيّة ..




وليلَة إنشَطرَ فِيها القَمر فتَبعثَر أشلاء أشلاء فِي وسطِ السّماء ينزِف الضّوء
وقَد بزغت تلكَ الملامِح المتصدعة في عنقِ السماء تلتف على خاصرةِ النجوم ، وبكت المُزن ألمًا وحسرَة حتّى كَادت تغرِقُ المجرّة
والرّياح كَانت فِي صراع مَع السحاب تجتاح الكواكِب لِـ تزلزلها تعكسُ إتجاهها متمردة ، أمّا غدِير فقط كَانت فِي صِراع مَع أوراقها المتطايرَة وقلمها العاصِي
وأحاسِيسها الغارقَة وجدا تتوقُ لِـ أسرِ القلم بينَ معصميها ولكنّه يأبَى هذه الليلة !
تنظر إلى عقارِب الساعة وإذا بها تتدلى كَـ البندول تارةً إلى اليمين وتارة إلى الشمال ، والبوصلة تشيرُ نحوَ الجنُون ، ومعلم الحانة قَد أسدَل الستَار
وعشاق الحانة قَد إعتزلوا النبيذ ، عندمَا توقف الزمن برهَة سلبَ ذلك الضوء الخاطف نظرَها نظرت إليه عبر النافذة ثُمّ لبست معطفها الأحمر وذهبت بخطوات متثاقلة





لِـ ترى العصافِير خاشعَة والفراشات قانتة والزهور تنصُت متفتحة تسير رويدا رويدا والقشعريرة قَد قبعت فِي الأطراف ، وإذا بهِ عزفٌ صَاخِب كلما إقتربت ازدَاد الصدى تمردا وهيمنة
يفرضُ نفسه بكل هنجعية ، معزوفَة فيروزيّة أشبه بسمفونية عشق تختال لِـ سماعها القلوب سلبتها عقلها احتضنَ كل جفنٍ الآخر فأطبقت العينين و صوت العزف يقودها نحوَ الجنُون أم تراه تمرّد أم هوَ جمال
لَم تكن تعلَم حتّى إستوقفها صوت عذب ينهمِرُ كَـ الزلال تراقصَت بِـ استحياء والأهداب في لحظةِ عناق
كَـ فراشَة تختال بين واحاتِ العشق والجمال حتّى كادت الورود تحتضن قدميها إلى أن هوَت أسفَل حفرةٍ عميقَة إلتفت ساقها وبقيت تتدلى معلق طرف معطفها بشوك مُدمي
والحرَارَة تقترِبُ منها وصوتُ نواح وعويل ! تُرى أهوَ غضب السماء أم لعنة ؟؟
افترقت الأهداب معلن كل منها الرحيل عن الآخر فإذا بشهقَة تراودُ شفتيها وزفرَات تائهة ، نار مُلتهبَة كَـ جحيم لامفر منه ولا مهرب أهوَ يوم البعث !! أهيَ نار جهنّم ؟؟ الجنُون يغويها لكِي ترمِي بتلك النفس الطاهرة وهي تتأرجحُ على حافةِ شجرَة جوفاء خاوية ثُمّ تنطقُ سَاحرَة ماكرَة تتربع على عرش وسط النار لِـ تقول : لديكِ مفتاح للنجاة !! ، إن أردتِي أن ترحمُكِ ناري فارمِي لها بكل مافِي جيبك وإقتلعي قلبك بأحد فروع الشجرة فَـ ناري تشتهي طعم القلوب وحتمًا ستتوشح رداء العطف ولَن تلتهمك ، ليسَ لديكِ الكثِير ، تمتمت بألم قلبي لا فهو جُل ماأملك و لَا يوجد في جيبي سوَى قلم ومحبرَة يرسمانِ أحلام غدير وأناتها !!
إذا فلتذهبِي إلى الجحيم أيتها اللعينة .. حمقاء .. فَـ سقطت في عمقِ النار المدججة بالقلوب تصرُخ وتئن حتّى ثملت مِن شدّة الوجع ، يآه إلتهمتها النيران ولَم يتبقَى سوَى ذلكَ القلم !!
ثُمّ فتحت عينيها وإذا بها لحظَة تيهٍ عانقتها ليلة اكتمال القمر .. رشفات مِن نار الحب تذوقتها فكَم مِن عزف إغتال القلوب وكَم مِن نارٍ أحرقتها ، فكتبت sms رسالة مضمونها :
حين أموت،
لا تكتبوا اسمي على شاهدة قبري...
ولكن سطّروا حكاية حبي
وانقشوا: هنا ترقد امرأة،
عشقت ورقةً!.. وماتت غرقاً.. داخل محبرة!..


.:.:.:.:.
.:.:.:.{ }.:.:.:.
.:.:.:.

مادوّن باللون الأسـود إقتباس مِن الفاتنَة : ( غادة السمان ) .
هيَ مصافحَة أولَى وولوج لدَى آل نُور في ثرثرَة حكايَة ولَن تكُون الأخيرَة بإذن الله ..

Eiman al.Zafiry



موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©