موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة










،


،
أقبَل الفجرُ بهدوء صاخِب حركَة التيّار متناغمَة والحروف تتموسقُ بِـ همس أهازِيج فرحٍ وتباشِير لقَاء
فالبعِيد قَادِم هَذَا المسَاء لِـ يجتث الألم ، ذلكَ البعِيد هُوَ زوجِي وقِبلةُ أحلامِي
مضَى على غيابهِ ما يقاربُ الحول أنهكنِي التوق لِـ رسمِ مساحات من القُبل على جبينه
سئمتُ تلكَ الليالي المظلمَة ووحدتِي المؤلمَة أحتضن وسادتِي كل مساء وأذرف الدمع مدرارًا و الأنام نيام
أمسك بهاتفِي وتتراقص أناملي بلهفَة لِـ تطرق أبواب الأرقام
ولكنّه لا يجِيب حتمًا هوَ العمَل يسرقهُ منّي ويحرمنِي لذّة الحديث معه أُبطِنُ الخيبَة
وأتذكر تلكَ اللحظات القاسيَة كَم تجرعت الألم رشفةً رشفة و توشحتُ جنُونًا لِـ غيرةٍ أجَّاجة
أخشَى أن يرَى مِن الجمال ما يفتنه فَـ ينصب لهُ إبليس أحبولة
لِـ يضاجعَ بائعَة هوَى ويتركنِي هُنا كالبلهَاء !
عندمَا أعلنت الذاكرَة صهيلها رسمت شفاهِي ابتسامة سُخريَة مِن الفكر الخاوِي وعتمَة دجى وسوسة ِ النساء !!
فكيف يُخيّل لِي أن خَالد يرمقُ غيرِي .. هو يعشقنِي حد الثمَالة .. ولا يُمارِس طقُوس الجنُون إلا على شرفات جسدِي
ألا تذكرين يَا إيمَان تلكَ الليالِي الحمرَاء ؟
حينمَا كَان يرسمك على سطح القمر نُور يقدّ مِن إبريز ويطرز الزهر بلون شفاهك ..
حتّى كاد الغرور يقتلكِ يومًا .. ومَن حولِك ينظرون إلى تلك اللوحات ويلهثُون صديقاتك يضمرنَ الحسرَة
ويهمسن msn من خلفِك تُرى هل تستحق كل هذا !!
يآآآه كَم كانت جميلَة حكايةُ عشقنا كَـ أسطُورة عانقت الغيم لِـ تهطل بِِوشركة ابلِ عشق ينهل منه كل عاشق لِـ يرتوِي
رمقتُ الحلم ساخرة اليومَ سيعُود لِـ تعلنَ السماء عرسًا ضبابيًّا لا يكتمِل إلا به
يجلسُ القرفصاء كَـ قمر يقبّل عنق سمائِي وأحتضنه .
تنهدَات مُختلجَة تقودنِي لِـ عالم لا يشبههُ سوَاه فالغوص فيه مِن عجائِب الدنيَا والغرق أمر محتّم .
لَم تمضِ اللحظَة تلوَ اللحظَة
إلا بعدمَا استنفدت تلكَ اللحظَات صبرِي .. تسير الدقائق بهدُوء كأنهَا تصر على إرهاقِي
بدأت أحضر عصير الفراولة اللذيذ وطرزت الحلوَى بتفاصِيل حرُوفه


خَاء : خمرٌ يثملني .
ألف :أمنٌ يسكنني .
لَام : لهفَة تعانقنِي .
دَال : دجى يسترنِي .

و صنعتُ من غرفتِي أعجُوبة .. جنّة يتمناها كل عاشق .. نثرت أوراق الزهر الأحمر
لِـ تداعب قدميه بلطف وتدغدغه ورائحة العبير تفُوح لتمتزِج بِـ أنفاسه الشذية ..
وطبعتُ قبل على الجدران بحجمِ الشوق في قلبي ..
ارتديت فستاني الأحمر ووشمت شفاهِي بلون الدم وتركت شعري ينساب كالحرير
ثُمَّ استرخيتُ على ذلك السرير أعد اللحظات والثواني والدقائق والساعات .. كلمَا سمعتُ صوتًا قادم خفق قلبي بلهفَة ..
كل الأصوات من حولي تثير جنُوني .. إلى أن سمعت تلكَ الخطوات مازالت تقترب ويزداد معها خفقان القلب
حتّى كدت أظن أن قلبي سيتوقف مِن شدَّة الخفقان .. هَل هو الإحساس بقرب البعيد أن أنه خوف اللقاء !
مقبض الباب يتحرك يُدار بلطف لَم أستطع أن أحتمل تلك اللحظَة فتصلبت شراييني وتوقف الدم بينَ الوريد والشريَان .
اقشعر بدنِي وتحركت كل خلية بجسدي .. هُو خالد .. نعم خالد لَم أقفز إليه كمَا كنت أظن ولَم أقبله ولَم أجرِي نحوه بَل تجمدت أطرافي
كَـ تمثال يعجز عن الحركة والدموع تهطل بلا توقف هَل هيَ دمُوع فرح أم شوق أم ألم وحكايَة غربَة رُوح ؟!
اقترب مني وهو يبتسم ثُمّ قال : إيمَان ما بكِ لا تبكِ عزيزتِي ها أنَا أمامك ..!
لمسَ شعرِي كَـ عادته وبدأ يداعب خصلات شعرِي ويقترب ليطبع قبلة لقاء هادئَة ..
تنهيداتِي مُضطربة ورعشَة تعانقُ جسدِي يلمس أطرافِي ويلملم ما تبعثر منّي .. يقُول : ( جسدك بارد جدًا ) !!
أجابته شفاهي رغمًا عني لِـ تقول : منذُ أن فارقتك وجسدِي بَارد لايدهِش !
حينهَا فقط أدركت بأنهُ لَم يكن طيفًا بَل حقيقَة انقشع الغمام لأعانقه وأعتصره بقوّة ألف امرأة في آن واحد
لا أعلَم لمَا كنت أبكِي ولَم أكن أدرك حينها أن أنفاسي تتقدُ عشقًا
وملامحِي قد كساها الجنُون .. أمَّا عيناي فَـ تاهت غرقًا فِي بحر عينيه ..
أتمايلُ غنجًا بينَ راحتِيه ، أرسمُ تفاصِيل الحنِين بِ انحناءة شطرَ صدره لأخبرهُ كَم مرَّة ضاجعت فيهَا وجعًا باتَ يسكنُ عمقِي
كنتُ أرمقُ عينيه بِـ دمعَة حائرَة بينمَا يلتفُّ حولَ خاصرتِي بشغف .. ألهذَا الحد يعشق جسدِي أم هو الشوق يخترق عمقه ؟
ولكنها عادتهُ دائمًا يمعن النظر في تفاصِيل الجسد لمَا أعجب لطالمَا كان يفعل ذلك ..
تشرنقت يدايَ تحتضنُ راحتيه لأقدّم دعوةً لِـ رقصَة لقَاء ، فَـ راقصنِي أسفَل ضوءٍ خافت ، يجيد اللعب بأناملي تجده مرة يلتصق بِي ليثير جنونِي
ومرة يبتعد لِـ يجبرني على الاقتراب منه ثُم عرقلني بحركة مُذهلَة لأسقط بينَ أحضانه
فَـ حملنِي إلى تلكَ الأريكة لِـ يركع أمامي أحضَر عصير الفراولة
فَـ ارتشفت رشفَة ثُمَّ قرّبه من فاه ليرتشف رشفَة من ذات المكان فَـ ابتسمت فرحًا
كّم أغبطني على زوج يشبهه ، كانت تلكَ الليلة شهيّة
قُبل ولذيذُ عناق ، أسدل الستار عند بزُوغ الفجر لِـ نستسلم لِلرقاد بعدَ لحظَات آسرَة قضينَاها وليلَة حمرَاء بنكهَة الحب
صحوت متأخرة قليلًا فوجدته نائمًا يحتضنهُ كلي كَـ طفل صغير
طبعت قبلة على جبينه وذهبت لأستحم ثُم خرجت مهرولةً إلى المطبخ وقد لففت المنشفة على جسدي لأحضّر لهُ طعام الغداء أشعلتُ النَّار لِـ أرسم آخر تفاصِيل سعادتِي
تلك اللحظة هي آخر لحظة رأت فيها عيناي النُّور
فما كَان بعد ذلك جحيم مستعر .. استيقظت والبياض يتوشحنِي لَم أكن أنَا .. بَل كنت شبحًا يشبهنِي
ليست تلكَ العينان عيناي ولا ذلك الجسد هو جسدي أين شفاهِي الحمراء ؟!
لا أرى سوى سوادًا أعظم .. حينهَا لم أكن أتمتم سوى بإسم خالد





الذي لم يعد يطيق النظر إلى جسدِي ولم يعد يرانِي أجمَل نساء الكون بَل رمَانِي كَـ أحدث لعبة قديمة في سلة المهملات
لأنه لَم يعشق إيمَان يومًا بل عشِق ذلك الجسد الذي كانت تتلبسه .

.. ( بقلمِي ) ..



،




موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©