موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة
كرمة إسباني .للشاعر محمد العريان امرؤ البحر






جَادَ خُزامَي الغيْمِ مِنْ هَيجِْ أحْوَالِي
مِراراً بأوراقِ الْبنفْسَجِ كالنِّصَالِ

وأحسنَ ما تأتي الصباحَ بصحوةٍ
غريرَ العيونِ في هدوءٍ بإسبالِ

مراراً بكِ قيدُ الكلامِ وثغْرُكِ
ألا ليتَ صبَّ كنتُ أشربُ في رُغَالِ

أدمتُ لإعلاء الصباحِ تنزلاً
بخفضِ العيونِ بينَ بئري هنيبالِ

فعينٌ بتونسَ وعينٌ بلبنانَ
وروحٌ بنجدٍ في تفاصيلِ تمثالِ

نفضتُ غبارَ الليلِ عَنْ ثوبي ولِمَا
وجَدْتُ تشبُّهَ ذِهابي بإقبالي

مَررتُ غداةَ الشمسِ فوقَ مياهها
أجرُّ كثيراً نشأةَ الليلِ أذيالي

ويومَ توشْحَتْ ككأسٍ صديقةٍ

حَزاماً وإغْريقيةُ النسجِ جدينار جزائريِ

وزرْقاءَ الوشاحِ على خصرٍ مُفصلٍ
تراكيبُ قنطرةٍ على هيكلٍ عالي

لمستُ قواقعاً وأصدافَ لؤلؤٍ
رخوٍ كأنّهُ يذوبُ بإسْلالي

وبيضةِ عنْقاءٍ فضضتُ غشاءها
فسالت وقد جُنت جنوناً بإيغالي

فريّانةُ الظفرِ وريانةُ النوى
ككرمةِ إسباني غنيٍ لها سالي

إلى ظلِّ أسوارِ حديقٍ مُعَبَّدٍ
حجارةِ قوطيٍّ تُندّى بهطَّالِ

وكأسٍ على ذاك البساطِ شربتها
بخيٍطٍ هُلاميٍ خفيفٍ بإنسالِ

كأنّ بيوتَ عنكبوتٍ تلونتْ
بتوتِ شرانقَ الفراشِ الأميرالِ

عناقيدِ بيضٍ فوقَ جذعٍ موشَّجٍ
غضّس مُفصَّلٍ برسمٍ لسدينار جزائريي

كأنّي وفي يدي وأشربُ جالساً
رداءٌ كأسمالٍ كبالٍ على بالِ

وغالٍ سميرُ الليلِ في صفو ليلةٍ
تمرُّ حرارةَ رمالٍ بغرْبالِ

تقولينَ ماذا لو أتيتكَ ناشداً
ببيتٍ على سكّابِ نبعٍ وسيّالِ

بظلٍّ عبقريٍ تمادتْ شِعَابهُ
إلى أنْ تقولينَ الهي لكَ ما لي

كرغوةِ ماءٍ حولَ مِنسَمِ ضُفدّعٍ
فقاقيعُ أسماكٍ تلاعبُ سروالي

تودينَ لو أشكي تودينَ لو أبكي
بشعرٍ كتفاحِ الحدائقِ في مالي

ويوماً بمترو يومَ ما سلالماً
نزلتُ على يأسٍ تَذَكَّرتُ إجْمَالي

رَكِبْتُ مدينةَ الزُجاجِ وربَّما
تصور 2014تُ أنِّي مثّلُ هرٍّ بأدْغالِ

فأنْشَبتُ مِخْلبي ومثلي بجانبي
كلانا مُحملانِ حتماً بأثقالِ

ويمْضي كلانا في طريقٍ مُشرَّطٍ
بقضبانِ حدّادٍ يدخنُ سعّالِ

فأنفاقُ فأرةٍ بأنفاقٍ قُندُسٍ
بأنفاقِ إنسانٍ بأنفاقٍ تجوالي

ثلاثينَ عاماً قد علمتكَ لاهياً
تقولُ وقَدْ أرْخَتْ ذوائبَ أْسْدالِ

تقولينَ أنِّي بالمدينةِ لاهيٌ
وأنّي بلا غَدٍ وأنَّي لا أبالي

وإنِّي على وعدٍ من الأمسٍ صادقاً
بأن الغدَ الآتي لمنْ عاشوا قتّالِ

فإما على لهوٍ وإمّا على ثرى
أشدُّ قِماشَ قبْرَ عيدي بأطلالِ

وأذكرُ أقواماً تُعايرُ ربَّها
بتعدادٍ أخطاءٍ وفيها كأمْثَالِ

ولا قُبْحَ قومٍ بالخطيئةِ أُفردوا
ومن ضاقَ في كأسٍ يُنسى بترحالِ

ولو متُّ في أرضٍ فهلّا يمامةً
تُخبّركِ عنّي أَمْ غرابٌ بأقوالي

ومن ضاقَ في عيشٍ كريمٍ فما لهُ
سلامٌ على كفٍّ ولا زهدٌ بتسئالِ

ومن ضاقَ في قبرٍ عظيمٍ بلى ولو
بكتهُ عذارى طيّباتٍ بإعوالِ

أُلاعبُ صيّادَ بُلطيٍ وقِطَةٌ
تُلاعبُ أقفاصاً وصُمَّتْ بأقفالِ

وفنجانِ قهوةٍ سوداءَ محْجَري
كجفنةِ هنديٍ أسيرٍ بنيبالِ

لهُ حقلَ شوفانٍ سَويٍّ بتلّةٍ
أحمرَ ماءهُ كسيّارةِ رالي

كأنَّ السماءَ لو تُجالسُ حارسهُ
كَلْونيْ قميصَيها وأهدابَ بنطالي
نُشرت بجريدة صوت الوطن الفلسطينية
بتاريخ 23/9/2014
كَرْمَةِ إسْبَاني بقلم:محمد العريان | دنيا الرأي

موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©