حامل بذكر او انثى



ذكر الأطباء العرب عددا من العلامات السريرية( والتي في مجملها تعتمد على الفلسفة اليونانية) التي بواسطتها حددوا جنس الجنين:
1) جهة توضع الجنين: نجد في ما ذكره الأطباء العرب الكثير عن تمييز جنس الجنين من وضعية الجنين داخل بطن المرأة، وان وجدنا أحيانا اختلافات هامة في بعض هذه العلامات، إلا إنهم اجمعوا على أن (وإن كان في الجانب الأيمن، كان ولدها ذكراً.... وإن كان في الجانب الأيسر كان ولدها أنثى)،والبعض أشار لتوجه الجنين طولياً أو عرضانيا ًكدليل على جنس المولود.

2) تبدلات الثديين: أشار كل الأطباء العرب إلى إن التبدلات التي تصيب الثديين من تغير في الحجم واللون والشكل لا تكون متساوية بين الطرفين (وهذه حقيقة علمية )،ولكنهم اعتمدوا عليها خطأً في تحديد جنس الجنين معتمدين على المقولة السابقة بأن الجنين الذكر يكون في الطرف الأيمن من الرحم أو البطن وعليه فيجب أن تظهر التبدلات الشكلية بصورة أشد في نفس الطرف، والعكس بالعكس.

3) شدة ظهور التبدلات اللونية:اعتمد الأطباء العرب على شدة ظهور العلامات الخارجية من الكلف و القناع الوجهي التي تصيب الحامل لتحديد جنس الجنين،فأجمعوا على أن:
(إذا حسن لونها وقل الوحم والكلف كان الجنين ذكراً....وعلامة الحمل بالإناث الضد من ذلك أي رداءة لونها وكلف وجهها....) وعللوا ذلك بالاعتماد على النظرية الابقراطية من اختلاف المزاج بين المرأة والرجل وتأثير جنس الجنين بالتالي على مزاج الحامل به،ونحن نعلم اليوم أن لا علاقة بين ظهور التبدلات اللونية أو درجتها وبين جنس الجنين.

4) ) النشاط الجسدي والحالة النفسية:ربط الأطباء العرب بين الحالة النفسية للحامل ونشاطها الحركي وبين جنس الجنين معتمدين على النظرية الطبية الابقراطية السابقة لتفسير هذا الاعتقاد فقالوا ( تكون سهلة نشيطة الحركة.....) كعلامة للحمل بالذكر و العكس بالعكس.


5) تبدلات في الأطراف limbs( الساعدين والساقين):ذكر عدد من الأطباء علامات تظهر على بدن الحامل وخاصة الأطراف limbs السفلية وعدوها علامات تدل على جنس المولود ومثال ذلك قولهم ( وان عرض لها في ساقيها أورام وقروح فإن الجنين أنثى) وغير ذلك من العلامات التي سنعرض لها عند دراسة أراء كل طبيب في ما يلي.

وينبغي أن نشير أن الكثير من العلامات التي تحدث الأطباء العرب كعلامات محددة لجنس المولود هي أعراض تصيب كل الحوامل بدرجات مختلفة لا تتعلق حقيقة – أو بالاستناد إلى العلم الحديث- بكون الجنين ذكراً أو أنثى. ولكنهم وقعوا في هذه الأخطاء لسببين:
1- عدم وجود وسائل تشخيصية مخبرية أو غيرها.
2- اعتمادهم على النظرية اليونانية الطبية القائمة على اختلاف الطبائع والأمزجة بين الذكر والأنثى،والتي تقدم تفسيراً منطقياً ومحكماً لدرجة كبيرة لهذه التصورات،والتي كانت _ بغياب أي إمكانية علمية حقيقية لدحضها _ تحكم ممارستهم وأفكارهم وكتاباتهم.



موضوع حصري لمنتديات شباب باتنة