صفحة من كتاب حياتي...



السلام عليكم ورحمة الله وبركته

دخلت لأكتب وأنفس قليلاً من حالة الضغط التي أعيشها ... توقفت دقائق
لم أعرف من أين أبدأ وماذا أكتب! ترددت وكنت سألغي الفكرة من رأسي...

عمري 31 سنة ومتزوجة من 6 سنوات وليس لي أولاد بعد، فقط!

هل تستطيع إحداكن أن تلمح شيئاً آخر غير هذا السطر؟!
...
...
...
أكيد لكل مبتلاة بتأخر الحمل، ستتوقف مرات عديدة عند هذه الجملة "وليس لي أولاد بعد" وسترى فيها ما لا تستطيع أي إمرأة أخرى أن تراه!!!
سترى دفاتر ملأى بأحزان لا تنتهي وآمال تزهر حيناً وتذوي أحياناً كثيرة...
سترى أرضاً جدباء وأحجاراً صماء وأفقاً بلا سماء...
عبثاً أحاول تلوين الصورة، كلما بانت ألوانها قليلاً، تداهمني دموعي وأحزاني لتجرف معها كل لون بهيّ لتترك قاع الرسمة مظلماً...
أحزاني هذه عواصف شهرية، تأتي في أوقات متقاربة لكن إلى الآن لم أتعود عليها.. أو إن شئت قولي لا أريد أن أتعود عليها... دائماً ما كنت أقول بضحكة بريئة وأمل يملأ الكون: "أنا حامل إلى أن يأتي ما يخالف ذلك."
لكن دائماً يأتي ما يخالف ذلك !! لا أدري هل هذا من فرط غبائي أم أنه الأمل...

طبياً لا يوجد مانع لتأخر الحمل، عملت 4 محاولات تلقيح صناعي، كانت الأمور كلها جيدة، لكن رغم ذلك فشلت جميعها.
أخبرني طبيبي أنه يجب أن نمر لمرحلة أطفال أنابيب... أنا وقتها فضلت أن ارتاح قليلاً وأنسى الهرمونات والحقن والمواعيد...
وفي هذه الفترة، اقتربت من ربي أكثر، طهرت قلبي من التعلق بغيره، تعلمت وعشت معاني الإنكسار بين يدي رب العالمين والتوكل وحسن الظن... وفي هذه الفترة أيضاً، اكتشفت أني مريضة روحية مصابة بسحر ومس وحسد... ارتحت من معاناة الأدوية لأعيش معاناة أخرى مع شياطين الجن والإنس...
مضت الآن أكثر من 5 أشهر على الرقية، تحسنت فيها حالتي لا أنكر، لكن مازال الأشرار لي بالمرصاد، ومازلت مستمرة على الرقية...
وبعد إقناع زوجي لي بالعودة إلى الطبيب وبدء المرحلة الجديدة، ذهبنا
وبدأنا من جديد أخذ الإبر المنشطة. بالأمس كان الموعد مع الطبيب لمراقبة نمو البويضات بعد 12 حقنة جونال... لكن ماذا تتوقعون النتيجة؟!
كنت وأنا أجهز نفسي، أسمع وسوسة من داخلي تخبرني " كأنك ما عملت شي".. لا مستحيل هذه مجرد وسوسة، لأني في العادة استجيب للإبر وليس لدي أدنى مشكلة... لكن للأسف لكن عساه خيرا إن شاء الله، كان هذا نفس رد طبيبي! في الحقيقة هو تعجب لماذا لم استجب للعلاج؟
هو يعرفني ويعرف حالتي من الأول، كنت من حقنة واحدة واثنين و ثلاثة تكون النتيجة ممتازة، لكن الآن، لماذا لم استجب!! يبقى السؤال المحير!!
طبعاً هو زاد في الكمية وأعطاني موعد بعد 3 أيام، ليرى إن تحسن الوضع أم لا، إن لم يتحسن الوضع لن تتم عملية طفل الأنابيب.

هذا بإختصار حالي، أردت أن أحكي.. أن أتكلم.. أن أجد من يقاسمني أحزاني... أنا وحيدة في هذا البلد بعيدة عن أهلي، لا صديقات ولا جيران.. وزوجي طول اليوم في العمل... أنا وحيدة في هذا البيت الكبير.. صمت مطبق كتم على أنفاسي...لم أعد اتحمل ورفعت يدي واستسلمت...
لأول مرة أشعر بهذا الشعور، ولأول مرة وددت أن أصرخ صرخة تخفف قليلاً عما تراكم بقلبي.. لعل إحداكن سمعتها بين هذه الأسطر القليلة...

إن شاء الله ستكون هذه صفحتي، وفيها تتابعون أخباري.
ولكل من مر على موضوعي سواء رد أم لم يرد، أرجو الدعاء لي بالنصر على من ظلمني وأن يرزقني الله الذرية الصالحة، لعل فيكم من لو أقسم على الله لأبره.



موضوع حصري لمنتديات شباب باتنة