استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع
سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى
-
06-01-2015, بتوقيت غرينيتش 02:30 PM
#1
غالب بني آدم يعتقد أنه مبخوس الحق ناقص الحظ وأنه يستحق فوق ما أعطاه الله ! - إبن القي
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الفقيه، المفتي، الإمام الربّاني شيخ الإسلام الثاني أبو عبد الله شمس الدين محمد الزرعي الدمشقي الشهير بابن قيم الجوزية -رحمه الله تعالى وأثابه خير الثواب *:
"...فَأَكْثَرُ الْخَلْقِ بَلْ كُلُّهُمْ إلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ السَّوْءِ، فَإِنَّ غَالِبَ بَنِي آدَمَ يَعْتَقِدُ أَنَّهُ مَبْخُوسُ الْحَقِّ نَاقِصُ الْحَظِّ، وَأَنّهُ يَسْتَحِقُّ فَوْقَ مَا أَعْطَاهُ اللَّهُ وَلِسَانُ حَالِهِ يَقُولُ: ظَلَمَنِي رَبِّي وَمَنَعَنِي مَا أَسْتَحِقُّهُ، وَنَفْسُهُ تَشْهَدُ عَلَيْهِ بِذَلِكَ، وَهُوَ بِلِسَانِهِ يُنْكِرُهُ، وَلَا يَتَجَاسَرُ عَلَى التَّصْرِيحِ بِهِ، وَمَنْ فَتَّشَ نَفْسَهُ وَتَغَلْغَلَ فِي مَعْرِفَةِ دَفَائِنِهَا وَطَوَايَاهَا رَأَى ذَلِكَ فِيهَا كَامِنًا كُمُونَ النَّارِ فِي الزِّنَادِ، فَاقْدَحْ زِنَادَ مَنْ شِئْتَ يُنْبِئْكَ شَرَارُهُ عَمَّا فِي زِنَادِهِ، وَلَوْ فَتَّشْتَ مَنْ فَتَّشْتَهُ لَرَأَيْتَ عِنْدَهُ تَعَتُّبًا عَلَى الْقَدَرِ وَمَلَامَةً لَهُ وَاقْتِرَاحًا عَلَيْهِ خِلَافَ مَا جَرَى بِهِ، وَأَنّهُ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ كَذَا وَكَذَا، فَمُسْتَقِلٌّ وَمُسْتَكْثِرٌ، وَفَتِّشْ نَفْسَكَ هَلْ أَنْتَ سَالِمٌ مِنْ ذَلِكَ.
فَإِنْ تَنْجُ مِنْهَا تَنْجُ مِنْ ذِي عظيمَةٍ *** وَإِلَّا فَإِنِّي لَا إِخَالُكُ نَاجِيًا
فَلْيَعْتَنِ اللَّبِيبُ النَّاصِحُ لِنَفْسِهِ بِهَذَا الْمَوْضِعِ، وَلْيَتُبْ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، وَلِيَسْتَغْفِر ْهُ كُلَّ وَقْتٍ مِنْ ظَنِّهِ بِرَبِّهِ ظَنَّ السَّوْءِ، وَلْيَظُنَّ السَّوءَ بِنَفْسِهِ الَّتِي هِي مَأْوَى كُلَّ سُوءٍ، وَمَنْبَعُ كُلَّ شَرٍّ الْمُرَكَّبَةِ عَلَى الْجَهْلِ وَالظُّلْمِ، فَهِيَ أَوْلَى بِظَنِّ السَّوءِ مِنْ أَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ وَأَعْدَلِ الْعَادِلِينَ وَأَرْحَمِ الرَّاحِمِينَ، الْغَنِيِّ الْحَمِيدِ الَّذِي لَهُ الْغِنَى التَّامُّ وَالْحَمْدُ التَّامُّ وَالْحِكْمَةُ التَّامُّةُ، الْمُنَزَّهُ عَنْ كُلِّ سَوْءٍ فِي ذَاتِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ وَأَسْمَائِهِ، فَذَاتُهُ لَهَا الْكَمَالُ الْمُطْلَقُ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، وَصِفَاتُهُ كَذَلِكَ، وَأَفْعَالُهُ كَذَلِكَ، كُلُّهَا حِكْمَةٌ وَمَصْلَحَةٌ وَرَحْمَةٌ وَعَدْلٌ، وَأَسْمَاؤُهُ كُلُّهَا حُسْنَى.
فَلَا تَظُنَّنَّ بِرَبِّكَ ظَنَّ سَوْءٍ *** فَإِنَّ اللَّهَ أَوْلَى بِالْجَمِيلِ
فلا تظننَّ بربِّك ظنَّ سوءٍ *** فإنَّ الله أولى بالجميلِ
ولا تظننَّ بنفسِك قطُّ خيرًا *** فكيف بظالمٍ جانٍ جهولِ
وقلْ: يا نفسُ مأوَى كلِّ سوءٍ *** أترجو الخيرَ مِن مَيْتٍ بخيلِ
وظنَّ بنفسِك السُّوأى تجدْها *** كذاك وخيرُها كالمستحيلِ
وما بك مِن تُقًى فيها وخيرٍ *** فتلك مواهبُ الربِّ الجليلِ
وليس لها ولا منها ولكن *** مِن الرحمنِ فاشكرْ للدليلِ..." اهـ
* (مقتطف من كتاب "زاد المعاد في هدي خير العباد" ج3/ص211>212 نسخة الشاملة)
*****
ولا حول ولا قوة إلا بالله
والله الموفق
نحبكم في الله
والحمد لله رب العالمين
" اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بكَ من فتنةِ النَّارِ وعذابِ النَّارِ وفتنةِ القبرِ وعذابِ القبرِ وشرِّ فِتنةِ الغنى وشرِّ فتنةِ الفقرِ اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بكَ من شرِّ فتنةِ المسيحِ الدَّجَّالِ اللَّهمَّ اغسل قلبي بماءِ الثَّلجِ والبَرَدِ ونقِّ قلبي منَ الخطايا كما نقَّيتَ الثَّوبَ الأبيضَ منَ الدَّنسِ وباعد بيني وبينَ خطايايَ كما باعدتَ بينَ المشرقِ والمغربِ اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بكَ منَ الكسلِ والمأثمِ والمغرمِ " [صحيح - صحيح البخاري]
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة romaissa في المنتدى الحديث والسيرة النبوية
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 11-08-2013, بتوقيت غرينيتش 01:48 PM
-
بواسطة admin في المنتدى تقنيات المواقع SEO و XML و RSS و محركات البحث و الأرشفة
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 11-01-2013, بتوقيت غرينيتش 05:04 PM
-
بواسطة admin في المنتدى صور مسن msn
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 10-18-2013, بتوقيت غرينيتش 03:42 PM
-
بواسطة ام بهاء في المنتدى أمراض النساء وتأخر الحمل
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 10-01-2013, بتوقيت غرينيتش 01:07 AM
-
بواسطة ام بهاء في المنتدى مرحلة الحمل و الولادة
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 09-29-2013, بتوقيت غرينيتش 06:24 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى