الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

أما بعد :

قال أبو داود 2522 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « لَمَّا أُصِيبَ إِخْوَانُكُمْ بِأُحُدٍ جَعَلَ اللَّهُ أَرْوَاحَهُمْ فِى جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ تَرِدُ أَنْهَارَ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا وَتَأْوِى إِلَى قَنَادِيلَ مِنْ ذَهَبٍ مُعَلَّقَةٍ فِى ظِلِّ الْعَرْشِ فَلَمَّا وَجَدُوا طِيبَ مَأْكَلِهِمْ وَمَشْرَبِهِمْ وَمَقِيلِهِمْ قَالُوا : مَنْ يُبَلِّغُ إِخْوَانَنَا عَنَّا أَنَّا أَحْيَاءٌ فِى الْجَنَّةِ نُرْزَقُ لِئَلاَّ يَزْهَدُوا فِى الْجِهَادِ وَلاَ يَنْكُلُوا عِنْدَ الْحَرْبِ فَقَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ : أَنَا أُبَلِّغُهُمْ عَنْكُمْ. قَالَ : فَأَنْزَلَ اللَّهُ (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا) ». إِلَى آخِرِ الآيَةِ.

أقول : وقد انفرد عبد الله بن إدريس بذكر سعيد بن جبير في السند
وخالفه أربعة

1_ إبراهيم بن سعد الجوهري وحديثه عند أحمد (2388) وفيه تصريح ابن إسحاق بالتحديث

2_ محمد بن فضيل وحديثه عند ابن أبي شيبة في المصنف (19332)

3_ زفر بن الهذيل وحديثه عند أبي الشيخ الأصبهاني في جزء ( ما رواه أبو الزبير عن غير جابر 13 )

4_ عبد الله بن المبارك في كتاب كامل الجهاد (62)

5_ موسى بن عيسى وحديثه عند البزار (4994)

6_ إسماعيل بن عياش وحديثه عند الطبري في تفسيره

فجميعهم رواه عن أبي الزبير عن ابن عباس وهذا منقطع

قال عبد الرحمن بن أَبي حاتم : حَدَّثَنَا أبي ، حَدَّثَنَا ابن الطباع ، حَدَّثَنَا سفيان بن عُيَيْنَة قال : يقولون : أبو الزبير المكي لم يسمع من ابن عباس (المراسيل : 193).

قال التِّرْمِذِيّ سألت محمدا وقلت له : أبو الزبير سمع من عائشة ، وابن عباس ؟ قال : أما ابن عباس فنعم ، وإن في سماعه من عائشة نظر. (ترتيب العلل ، الورقة 26). وَقَال عبد الرحمن بن أَبي حاتم : سمعت أبي يقول : أبو الزبير رأى ابن عباس رؤية ، ولم يسمع من عائشة (المراسيل : 193).

أقول : قوله ( رآه رؤية ) نفيٌ ضمني للسماع

وقد أشار الدارقطني لهذه العلة في أطراف الأفراد والغرائب حيث قال :" ( 2405 ) حديث : «لما أصيب إخوانكم.. ». الحديث. تفرد به عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن إسماعيل بن أمية عن أبي الزبير عنه، وغيره يرويه عن ابن إسحاق، لا يذكر فيه سعيد بن جبير"

وقد روي عن أبي الزبير من غير طريق ابن إسحاق بإسقاط سعيد بن جبير"

قال ابن المنذر في تفسيره 1178 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَمَّا أُصِيبَ إِخْوَانُكُمْ بِأُحُدٍ، جَعَلَ اللهُ أَرْوَاحَهُمْ فِي أَجْوَافِ طُيُورٍ خُضْرٍ، تَرِدُ أَنْهَارَ الْجَنَّةَ، وَتَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا، وَتَأْوِي إِلَى قَنَادِيلَ مِنْ ذَهَبٍ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ فَلَمَّا وَجَدُوا طَيِّبَ مَشْرَبِهِمْ وَمَأْكَلِهِمْ وَحُسْنَ مُنْقَلَبِهِمْ، قَالُوا: يَا لَيْتَ إِخْوَانَنَا يَعْلَمُونَ بِمَا صَنَعَ اللهُ لَنَا، لِئَلا يَزْهَدُوا فِي الْجِهَادِ، وَلِئَلا يَنْكِلُوا فِي الْحَرْبِ فَقَالَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ: " أَنَا أُبْلِغُهُمْ عَنْكُمْ، فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ عَلَى رَسُولِهِ هَذِهِ الآيَاتِ: {وَلا تَحْسَبَنَّ} "

قال مسلم 4993 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ كِلاَهُمَا عَنْ أَبِى مُعَاوِيَةَ ح وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ جَمِيعًا عَنِ الأَعْمَشِ ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ - وَاللَّفْظُ لَهُ - حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ قَالاَ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ سَأَلْنَا عَبْدَ اللَّهِ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) قَالَ أَمَا إِنَّا قَدْ سَأَلْنَا عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ « أَرْوَاحُهُمْ فِى جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ لَهَا قَنَادِيلُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ تَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ ثُمَّ تَأْوِى إِلَى تِلْكَ الْقَنَادِيلِ فَاطَّلَعَ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمُ اطِّلاَعَةً فَقَالَ هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئًا قَالُوا أَىَّ شَىْءٍ نَشْتَهِى وَنَحْنُ نَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شِئْنَا فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَنْ يُتْرَكُوا مِنْ أَنْ يُسْأَلُوا قَالُوا يَا رَبِّ نُرِيدُ أَنْ تَرُدَّ أَرْوَاحَنَا فِى أَجْسَادِنَا حَتَّى نُقْتَلَ فِى سَبِيلِكَ مَرَّةً أُخْرَى. فَلَمَّا رَأَى أَنْ لَيْسَ لَهُمْ حَاجَةٌ تُرِكُوا ».

أقول : وفي حديث ابن عباس على هذا الحديث زيادات


الأولى : قوله (مُعَلَّقَةٍ فِى ظِلِّ الْعَرْشِ) وأما حديث مسلم ففيه ( معلقة في العرش )

الثانية: قوله (قَنَادِيلَ مِنْ ذَهَبٍ ) وليس في صحيح مسلم هذا الوصف

ثم إن هذه الرواية خارج صحيح مسلم التي انفردت بهذه الزيادات انفرد بهذا ابن إسحاق وهو صاحب أوهام لا يحتمل تفرده من دون الثقات واضطرابه في السند

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©