ما المقصود بالفضيلة..؟؟







أ- حسب لسان العرب:


من جدر ” فضل” ، يقال الفضل والفضيلة معروف: ضد النقص والنقيصة، والجمع فضول، وروي بيت أبي ذؤيب، ” وشيك الفضول بعيد الغفول ” .
فضل يفضل ، وهو فاضل، ورجل فضال ومفضل : كثير الفضل .
“الفضيلة “: الدرجة الرفيعة في الفضل، والفاضلة الاسم من ذلك، والفضال والتفاضل التماري في الفضل، وفضله مزاه، والتفاضل بين القوم: أن يكون بعضهم أفضل من بعض. ورجل فاضل: ذو فضل ورجل مفضول: قد فضله غيره.
ويقال فضل فلان على فلان إذا غلب عليه ، وفضلت الرجل : غلبته، وأنشد الشاعر :
شمالك تفضل الأيمان إلا * يمين أبيك نائلها الغزير.
ويقال فاضلني ، ففضلته، أفضله فضلا ، غلبة بالفضل وكنت أفضل منه.




ب- حسب المعجم الفلسفي لجميل صليبا :


الفضيلة virtus – virtue – vertu ، خلاف الرذيلة، وهي مشتقة من الفضل، ومعناه في اللغة الزيادة على الحاجة، أو الإحسان ابتداء بلا علة، أو ما بقي من الشيء. وفضيلة الشيء مزينة أو وظيفته التي قصدت منه، أو كماله الخاص به. يقال: فضيلة السيف إحكام القطع ، وفضيلة الأفيون قوة التنويم .
والفضيلة في علم الأخلاق هي الاستعداد الدائم لسلوك طريق الخير، أو مطابقة الأفعال الإرادية للقانون الأخلاقي، أو مجموع قواعد السلوك المعترف بقيمتها.
يعرف أفلاطون الفضيلة بالعلم بالخير والعمل به، وقال أرسطو:” الفضيلة هي الاستعداد الطبيعي أو المكتسب للقيام بالأفعال المطابقة للخير. وقال كانط : إن الرجل لا يكون فاضلا حتى يكون فعله صادرا عن إرادة صالحة تسمى بنية الفعل، وقوام هذه الإرادة الصالحة عنده العمل بمقتضى القانون الأخلاقي المطابق لأحكام العقل دون طمع في ثواب، أو خوف من عقاب. وقد فرق “كانط” بين الفضيلة والواجب ، فقال إن الفضيلة هي المبدأ الداخلي للأفعال التي يحقق بها الإنسان كماله الذاتي ، سعادته، وسعادة غيره، في حين أن الواجب هو الأمر المطلق الذي توزن به الأفعال .
وأمهات الفضائل عند القدماء هي :الحكمة، العفة، الشجاعة، العدالة، وأضدادها من الرذائل :الجهل والشره والجبن والجور. فالحكمة ” فضيلة النفس الناطقة، وأما العفة ففضيلة النفس الشهوانية، وأما الشجاعة فهي فضيلة النفس الغضبية، وأما العدالة فهي التي تجتمع من هذه الفضائل الثلاث ” أفلاطون”
وكل فضيلة هي وسط بين رذيلتين ” أرسطو”، فالحكمة هي وسط بين السفه والبله، والعفة فضيلة بين الشره وخمود الشهوة، الشجاعة فضيلة وسط بين التهور والجبن، والعدالة وسط بين الظلم والانظلام .
ومن شروط الفضيلة أن تتم في الحياة الاجتماعية، لأن من ترك مخالطة الناس وتفرد بالأمر دونهم لا تحصل له الفضيلة، ولا معنى للتواضع والصداقة والكرم، والإخلاص وإنكار الذات، وغيرها من الفضائل إلا بالنسبة إلى رجل يعيش مع الناس، ويشاركهم في أحوالهم، ويقول أفلاطون:” إن الفضائل تختلف باختلاف طبقات المجتمع، فإذا كانت العفة فضيلة العمال، والشجاعة فضيلة الجنود والحكمة فضيلة الحكام، فإن المجتمع الفاضل هو المجتمع العادل، الذي تتحقق فيه جميع الفضائل الإنسانية في وزن واحد من الأنساق “ .
وقد فرقوا في القرون الوسطي بين الفضائل الأخلاقية(vertus morales)، وهي الفضائل الأربع التي ذكرناها ، وبين الفضائل الدينية أو اللاهوتية : (vertus théologales) وهي الإيمان ، الرجاء والمحبة. والفضيلة السياسية عند “مونتيسكيو”، هي إيثار المنفعة العامة على المنفعة الخاصة، والإنسان الفاضل Vertueux ،المتصف بالفضيلة .




ج- الفضيلة حسب معجم لالاند :


قدرة، قوة، مادية أو معنوية، وأحيانا يجري تصورها كأنها قوة مشتركة مادية معنوية، هي خاصية الشيء، باعتبارها علة ما يحدث من معلولات . إن الخاصية الموجودة في كل قطعة مغناطيسية تشبه الخاصية الموجودة في الكل .
هي استعداد دائم للرغبة في أداء نوع محدد من الأعمال الأخلاقية، ليس حب النظام هو الفضيلة الكبرى بين الفضائل الأخلاقية، بل هو الفضيلة الوحيدة. إنه الفضيلة الأم، الأساسية الكلية، الفضيلة الوحيدة التي أعادت النفوس أو استعدادات العقول فاضلة .
وفي هذا النص يبدو أن تعبير فضائل أخلاقية لا يعني سوى ” الفضائل بالمعنى الأخلاقي” لتمييز هذا عن المعنى السابق. لكن هذا التعبير له معنى آخر مصدره أرسطو، فالفضائل الأخلاقية هي التي يكون موضوعها أفعال الحياة العملية: العدل، الشهامة، العطاء، الشجاعة، الصداقة، والفضائل العقلية هي التي يكون موضوعها العلم والتأمل.
الفضيلة استعداد دائم لإرادة الخير، عادة فعل الخير. ومن محاسن الفضيلة أنها تكفى نفسها بنفسها وأنها تحسن الاستغناء عن المعجبين والمؤيدين والحماة.
موضوعيا، هي مجموع القواعد السلوكية التي يعترف بصلاحها: تكون الفضيلة ضرورة لقلوبنا لدرجة أننا نصطنع لأنفسنا واحدة، عندما نتخلى ذات يوم عن الفضيلة الحقيقية، وربما نتمسك بها تمسكا أشد لأنها من صنعنا واختيارنا






©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©