السلام عليكم ورحمة الله تعالى

الحمد لله على كل حال والصلاة والسلام على خير الأنام سيدنا ونبينا محمد عليه أفضل الصلوات وازكى السلام ، أمّا بعد:
لعلّ العنوان فيه تساؤل يعقبه تعجّب. نعم من المسؤول عن الوضع الذي آل إليه حال أبنائنا ، من الذي جعل العلم آخر شيء يُتحَدَّثُ عنه في المجالس، أين الرغبة الجامحة في طلبه، ومن وأده في المهد ، أحيانا نصبّ جامّ َغضَبِنا على المدرسة والمناهج وأحيانا نردّ المسؤولية لولي الأمر الذي صار يبحث لابنه عن مستودع يتلقى فيه الحشو المعلوماتي(الدروس مفصلة الخاصّة) دون الرغبة من المتعلم أي أنه يأتي مكرها ربّما لهدية وعدت بها الأمّ، أو لنزهة برمجها الأب بعد النجاح طبعًا ، فالطفل لا ياتي إلى المدرسة بتلك الشعلة المتوهّجة لتحصيل العلم وحبّ المنافسة في الوصول إلى مراتب الشّرف، لكن هيهات هيهات أن نصل إلى المبتغى إذا لم تتوفر شروط النجاح : وهل ينفع الدواء إذا كان المريض لا يثق بطبيبه، أو إن هو وثِق به فإنّه لا يتناول الدّواء في الوقت المطلوب وإن تناوله فهو يسرق في كمية الجرعات خاصّة إذا كان الدواء مرًّا أو مُؤلمًُا كالحقن مثلاً لمن يخاف استعمالها.
نعم إخوتي لقد توصلت بخبرتي المتواضعة إلى أنّ المدرسة الجزائرية صارت هي آخر حلقة في سلسلة المجتمع الذي كان في زمن غير بعيد يتلقّى كل شيء في البيت والمدرسة ، واليوم قد تخلّى ربّ الأسرة عن دوره وأوهن هيبة المدرّس في نفس وليده فصار يزور المؤسّسة عند تسجيل الطفل في السنة الأولى، وربّما عند الاستفسار عن ملف المعوزين أو عن نتائج الطفل آخر المطاف يعني لمّا يكون العام قد أوشك على الرحيل ، وتتراكم عيوب ومشاكل الطفل المسكين الذي لم يجد سندا وحضناً يُؤويه ، لماذا لأنّ النّجاح صار في عين والده هو ذلك اللاعب الذي يقبض الملايير... بكل أسف المجتمع طغت عليه المادة ويحضرني حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام، في مثل هذه المواقف
" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : " تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ ، إِنْ أَعْطَى رَضِيَ وَإِنْ مَنَعَ سَخِطَ ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ ، وَإِذَا شِيكَ فَلا انْتَقَشَ ، فَطُوبَى لِعَبْدٍ آخِذٍ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، أَشْعَثُ رَأْسُهُ مُغْبَرَةٌّ قَدَمَاهُ ، إِنْ كَانَتِ السِّيَاقَةُ كَانَ فِي السِّيَاقَةِ ، وَإِنْ كَانَتِ الْحِرَاسَةُ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ ، إِنِ اسْتَأْذَنَ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ ، وَإِنْ شَفَعَ لَمْ يُشْفَعْ ، طُوبَى لَهُ وَطُوبَى لَهُ " .

أريد آراءكم بكل موضوعية ولاتبخلوا بمساهماتكم




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©