الطـــــــــــــلاق الــعاطــفـــــــــــــــــــــــي





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإنسان يمر بمراحل جاء ذكرها في قوله تعالى : { اعلموا أنما الحياة الدنيا لعبُ ولهوٌ وزينةٌ وتفاخرٌ بينكم وتكاثرٌ في الأموال والأولاد..}[الآية20 من سورة الحديد].

فهذة خمس مراحل ، ولو أعطينا لكل مرحلة ثمان سنوات لكان المجموع( اربعون سنة)، وهي سن النضوج، ولعلى في مشاركة أخرى بإذن الله أتكلم فيها عما ينبغي علينا القيام به عند بلوغ الأربعين..

المقصود أن بعض تلك المراحل لا تتم إلا بالتقاء الرجل والمرأة على درب واحد..فالتفاخر والتكاثر لا يتم الوصول اليهما إلا على سلم الزواج..

و في فترة تحقيق ذالك على أرض الواقع نلحظ أن الرجل يسعى سعياً حتيثاً للبحث عن الشق الأخر..ففي هذه المرحلة تجده يُدَوِّن الشروط التي أحياناً قد تصل عند بعضهم مئةَ شرطٍ..أن تكون كذا ، وأن تكون كذا..

يسهر الليالي بين تأملات وسرحان واشعار وأحلام..

يقوم بمئات الاتصالات الهاتفية المكثفة..

يصرف المال الوفير..أحيانا تجده يبكي بلا سبب وأخرى يبكي كالهبل

يعيش أحلامه الوردية بين الحقيقة والخيال..

يكاد يُصرح بمكنوناته للجميع للكبير والصغر .. ولولا مخافة اتهامه بالجنون لصرح بما يجول في خاطره للحيوان والنبات والجماد ولكل ما يدب على وجه البسيطة..
مرحلة لابد منها ، ولا انفكاك عنها ، مغروسة في الفطرة..شاء أم أبى..لابد أن يعطيها قسطاً لابأس به من الوقت والتأمل والتفكر والتدبير..

لكن وللأسف الشديد بمجرد أن ينتهي ذلك المشوار، وينقشع الغبار تراه ممتطياً حمارا، بعد أن كان راكباً فرسا لا يشق له غبار..

بمجرد أن ينال بغيته وينقض على فريسته،

بمجرد أن يقع بين يده ذلك الصيد الثمين الذي كلفه الكثير والكثبر..

بمجرد أن يتم الزواج، وينتهي ما يسمى شهر العسل إن صح التعبير..

في تلك اللحظات نلحظ أن تلك الآمال أصبحث أضغات أحلام..فجاءة تتحول علاقتهما إلى روتين إداري..وافترقنا يا صديقه وكل منا في طريقه..

هو منغمس في السهرات عند الاصدقاء والأحباب..ينام في نهاية الاسوع في مزرعة فلان بن علان..وهي بين المطبخ والغسيل والنشر والنشير..نشر القيل والقال ونشر الملابس على حبل الغسيل..تتعلم عادات سيئة لغياب المربي والمعلم..ترها تجري وراء الاولاد..وهكذا دواليك لا يلتقيان إلا في المساء وبالتحديد في الفراش لإشباع رغبته وافراغ شهوته..

فهكذا زيجة غاية وأحسن ما يقال فيها أنها تجمع بين الزواج والطلاق..ولا أقصد بالطلاق ذلك المتعارف عليه ، ولكنه طلاق عاطفي مع وجود ذلك العقد بينهما..

وهكذا تمر سويعات وأيام الحياة على هذا المنوال.. بل تمر السنون والحال هو الحال

وثمرة هذا الطلاق العاطفي هجران القلب للقلب..وقيام بنيان البيت على عوائد وروتين قاتل..

هذا إذا سلمنا بخلو البيت من المشاكل..

ولكن هيهات هيهات أن يحدث ذلك..

ففي مثل هذه الزيجة وهذه التركيبة لابد أن يحدث التصادم والصدام باللسان والأيدي والأقدام..

فيقع القلب ضحية هذا الخصام..

وما أن تعود المياه إلى مجراها ويسود من جديد الوئام لبضعة أيام ..

فإذا بسهم التلاسن ، وسهم السباب والتراشق يعود من جديد ،

وهاهنا يتدخل الأقارب ،وهذا والله عين الخطأ إذا ما تسرب ماهو بالداخل إلى الخارج، فتكثر الأيدي في حل الإشكال، كل يدلو بدلوه، وكلٌ له رأي ، وعن طريق هؤلاء تتسرب أخبار الزوجين..

يصبحان حديث الناس في الصباح و المساء وأضحكوة المجالس..

وبعدأيام من الزعل تعود الزوجة من بيت أبيها إلى بيت زوجها وتعود المياه إلى مجاريها، لكن للأسف الشديد اخبار حياتهما الخاصة التي تسربت للناس لن تعود إلى جحرها مع عودتهما، بل تظل معششة في رؤوس الناس تلاحظها في نظراتم واشاراتهم ، وغمزهم ولمزهم ،

حديث الناس يبقى في الرأس ويخرج على السطح من جديد عند أول صراع أخر ..


أختكم الزوجة البائسة.



موضوع حصري لمنتديات شباب باتنة