موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة
حبيبى الذى لا اعرفة
خيم الحزن وتكبدت الالم وجلست ندى
على سرير والدها الذي توفي منذ ثلاث أيام والذي كان يمثل لها الأب والأم والصديق – معه لعبت – معه كبرت وتفتحت زهرتها على يداه حيث توفيت أمندى ولم تبلغ ندى الثالثة من عمرها بعد ولم يتزوج الأب وافرغ لرعاية ندى وأخويها فكان لهم الأب والأم معاً حتى وصل الولدين إلى بر الأمان وتزوج الأخ الأكبر ويدعي ( مجدي ) وأصبح له حياته المستقلة وسافر ( أيمن ) الأخ الثاني إلى إحدى الدول العربية . واستمر الأب في رعاية ندى يمدها بالحب والدفئ ويلفها بالحنان والعطف ويحتويها فكان يعلمها مع كل مرحلة سنية للفتاة ما يجب أن تتعلم طريقةه حتى دقائق الأمور حتى بلغت ندى كمثيلتها سن المراهقة وحاول الأب تهيئة الجو لهذا السن فهو يعرف خطورة هذه المرحلة على فتاة فتقدت أمها . فكان دائماً يرشدها ويلفت نظرها ويعلمها متطلبات هذه المرحلة والتغيرات النفسية والجسدية والتقلبات المزاجية وكيف أن الفتاة في مثل هذه المرحلة ترغب في أن تكون لفت نظر الشباب كما ترغب في الحب تبحث عنه دون دراية بحقيقة الأمور ودون تعقل . فلو تحركت مشاعر فتاة تجاه أي شاب لوقعت في حبه دون تعقل لعواقب الأمر فهذه من سمات مرحلة المراهقة . ولذا كانت ندى فتاة تعقل كلام ونصائح أبوها فكان دائماً يقول لها .
- اوعي يا ندى تحبي لمجرد ان شاب قال لك كلمة غزل أو حسسك بجمالك وأنوثتك .
وكانت ندى تتمتع بروح عالية ومرحة ووجه يملئه البراءة وملامح تغطي عليها الصفاء . فما وجدت ندى في أي تجمع إلا لفتت أنظار الجميع ورغب الكل في الحديث معها . تجذبهم على غير مقصد منها بابتسامتها الرقيقة وحديثها العذب وصوتها الخلاب وضحكتها الرنانة وعقلها الراجح .. هكذا كان يقول عنها الجميع . إنها شخصية ذات حضور أي إذا وجدت خطفت الأنظار وجذبت الأرواح وإذا غابت تظل روحها معلقة بالمكان الذي كانت فيه . كبرت ندى ولم تنتهي بعد من إتمام دراستها الجامعية وعلى فجأة وبدون أي مقدمات توفي الأب وراح الصديق وهكذا أصبحت ندى بدون صديق بلا أب ... بلا مرشد .
ما أصعب هذه الحياة التي تفقد فيها الصديق والمعلم والمرشد والحبيب . حياة عارية بلا احتواء .. وعاد ( أيمن ) من سفره وقرر أن يتزوج في نفس الشقة التي تسكن فيها ندى حيث لم يكن لديه استطاعة أن يستأجر شقة أخرى . وأصبحت ندى تمثل عبئا ثقيلاً لدى أخويها يرغبان التخلص منها هذا ما شعرت به ندى . فعلى الرغم من تمتعها بخفة الظل إلا أنها كانت تشعر أنها ثقيلة على أخويها مما جعلها توافق على ( حسام ) الذي سبق وتقدم في حياة والدها ولم يرفض وتم تأجيل الموضوع لإنتهاء ندي من دراستها فلم يكن هناك حل أمامها للتخلص من وحدتها وإحساسها بأنها عبئاً يرغب أخويها في التخلص منها سوى الزواج من ( حسام ) الذي تزوجته وانتقلت معه إلى إحدى محافظات الصعيد ( المنيا ) وعاشت ندى مع ( حسام ) جسد بلا روح وأنجبت ( طارق ) ففرحت به فرحاً شديداً حيث كان شاغلها الشاغل فكثيراً ما تلعب معه تجالسه تبني معه البيوت من المكعبات وتعلم طريقةه الرسم والتلوين وكبر طارق وبلغ 4 سنوات والتحق بحضانة ومنذ هذا الوقت أصبح لطارق فريق من الأصدقاء في نفس سنه فكان يفضل اللعب معهم عن اللعب مع أمه وكان ينزل الشارع يلعب مع الجيران وكانت ندى تتابعه بالنظر عليه من الشباك خوفاً عليه حتى اعتاد ( طارق ) اللعب مع أقرانه وتعودت هي على بعده أما الزوج فكان منهمك في عمله صباحاً مشغول في دراسته بعد الظهر والمذاكرة ليلاً فهو شاب طموح لم يكتفي بإتمام الدراسة الجامعية فقط بل أخذ يتدرج في سلم الدراسات العليا دبلومة ثم ثلاث ماجستير وهو الآن مشغول في تحضير الدكتوراه – وهكذا كتبت على ( ندى ) الوحدة عاشتها متضرة ولكنها كثير ما حاولت التخلص منها فكانت تتصل بأخويها وتزورهما رغبة منها أن تشعر أن لها أهل تسأل عنهم ويسألون عنها ولكن لم يكتمل إحساسها بذلك فكانت هي التي تمد حبل الوصال تزورهم كثيراً ويزورونها قليل تفرح بهما بعد ما تفترق عنهم وتظل تعيش وهم الارتباط ولكنهم ينسونها بمجرد ما يرحلون عنها حتى أنها لم تجدهم في أصعب المواقف حياتها حينما ذهبت لتضع طفلها الأول لم يكن معها سوى زوجها وأبوه وجارتها التي قشركة ابلتها عند الدكتور بالصدفة . أما أقرب الناس إليها وهم أخويها لم تبلغهم على الرغم أن لديهم علم بموعد ولادتها ولكنها لم تستدعيهم لأنها تعلم طريقة إذا اتصلت بهم وأخبرتهم لم يهتموا فهذا أمر ليس على ذات أهمية لديهم ففضلت ان تشعر نفسها أن أخويها لم يكونا يعلمان بدلاً من أن تشعر أنهما علموا ولم يحضروا لعدم الاهتمام بها وتأكد لديها شعورها حينما جاءوا يباركون المولود كلاً مع زوجته ولم يكلف أحدهم خاطره أن يترك زوجته تساعد ندى في أيامها الأولى بعد الولادة فهي شديدة الاحتياج لمن يقوم بمساعدتها واعتذرت كلاً من الزوجتين بعدم استطاعتها المكث بجوار ندى وتحججتا بظروف الحياة . وعدى الموقف كما عدت مواقف كثيرة لم تترك في نفس ندى سوى مزيد من الوحدة مما جعلها تلجأ إلى أحلام اليقظة تهرب من الوحدة إى عالم الخيال لعلها تجد فيه الاحتواء والحب والحنان والدفئ الذي ترغب أن تعيشه ولم تجده في عالمها . وتسلل الملل ذات يوم إلى ندى ووقفت في شباك حجرته تنظر على المارة هذا يرتدي جلبان وأخر ترنج وأخرى فستان..وتارة ترفع رأسها إلى السماء تتأمل نعومها ثم قررت الخروج واستعدت لزيارة إحدى صديقاتها بعد ما رفعت سماعه التليفون وتأكدت من وجودها بالمنزل ورحبت الأخرى بزيارة ندى . وهناك على الأريكة تجاذبت ندى معها الحديث عن الحياة وما فيها من وقت فراغ وما كان من الصديقة إلا نصيحة علقت برأس ندى الانترنت نعم قنبلة هذا العصر الموقوتة وبالفعل اشترت ندى كمبيوتر وتعلم طريقةت تستخدم الانترنت وكونت لها أصدقاء على الشات تتحدث إليهم ويتحدثون إليها وعلى تلك الشاشة التي لا يتبادل فيها المتحدثون سوى كلمات وعبارات ترسل وجدت ندى خط جديد يشعرها بالسعادة شيئاً ما . فكانت ترمي نفسها في عالم النت وتعرفت على الكثير من الشباب والبنات التي التقت معهم بالروح أحبتهم وأحبوها وكثيراً ما كنوا يرغبون في القاء مشاكلهم لديها حيث استطاعت بما لديها من خفت الظل وحلاوة الروح ان تكون صديقة لهم كما تبادلت مع الكثير منهم أرقام الموبايلات حتى تكون بينهم رنات فرنات الموبايل كانت علامة وجود هؤلاء الأصدقاء على النت أو بمعنى أخر إشارة استدعاء للتقشركة ابل على الانترنت وأصبحت ندى لهؤلاء الاصدقاء كالوعاء يفرغون فيه شحنة غيظهم إذ ما كانت لديهم مشاكل ويرغبون التنفس عنها . وغاصمت ندى في هذا العالم فهي ما بين المنتديات الفكرية والثقافية والشات ولم يمثل النت في حياة ندى سوى وسيلة لقتل الوقت تعيش فيه ساعات تشعر فيها أنها ذات قيمة حيث أنها تقدم لمن تعرفهم من الشباب حل لمشاكلهم أو تشاركهم فرحهم وأحزانهم ومشاعرهم وفي إحدى المرات التي كانت تجلس فيها على الانترنت استقبلت sms رسالة تعارف من شاب فلسطيني .





- ممكن نتعرف .
- معنديش مانع . مين حضرتك .
- أنا عماد من فلسطين .
- وأنا ندى من مصر .
- بتشتغلي ايه .
- ست بيت وانت .
- ضابط .
- ضابط ! يا خبر وبتعمل ايه على النت .
- عادي أنا بحب اتعرف على الناس ولقيت نفسي زهقان قلت أدخل يمكن ألقي حد أدردش معاه لقيتك انتي .
- أهلاً بيك .. وزهقان ليه بقى انت مش متزوج .
- لاء .
- عندك كام سنة .
- 30 سنة وانتي .
- 27 سنة ومتزوجة وعندي ولد .

موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©