اهل الزوج وما ادراك مااهل الزوج!!!!!!!!

بسم الله الرحمن الرحيم




أسباب المشكلات بين الزوجة وأهل زوجها ، وطرق حلها



أولاً:كثيرة هي المشكلات القائمة بين الزوجة وأهل زوجها ،

ولحل أي مشكلة ينبغي النظر في أسبابها قبل كل شيء :

1. فقد تكون هذه الأسباب راجعة لطبيعة أهل الزوج ، فبعض الناس صار الشر
طبعاً لهم ، يكبِّرون الصغير ، ويعظمون التافه الحقير ، وهؤلاء ليس
المشكلات فقط بينهم وبين زوجة ابنهم ، بل هي عامة تشمل الناس جميعاً ،
وحل هذه المعضلة يحتاج لجهود مضنية ، بتعليمهم الخطأ من الصواب ،
والخير من الشر ، وتربيتهم على الإيمان والطاعة ، وفي هذه الحال يجب
على الزوج الذي يعلم هذا من طبيعة أهله أن لا يلتفت لكلامهم في زوجته ،
ولا يقيم له وزناً ، وأن يساهم في إصلاح حال أهله ، ودعوتهم للخير ،
وأن يخفف على زوجته إذا وقع عليها ظلم من أهله .

2. وقد يكون سبب المشكلات بين الطرفين : الغيرة التي تدب في قلوب أهل
الزوج ، وذلك عندما يرون تعلق ابنهم بزوجته ، وتدليلها لها ، وحلُّ هذه
المشكلة يكون بتعويضهم بدلال زائد ، ورعاية خاصة ، وكثرة هدايا ، مع
عدم إظهار تعلق الزوج بزوجته أمامهم ، ومع إعطاء الزوج اهتماماً لهم ،
وكثرة الدعاء بأن يزيل الله الغيرة من قلوبهم .

3. وقد يكون سبب تلك المشكلات : ما يراه أهل الزوج على الزوجة من تقصير
مع ابنهم ، أو مع أولادها ، أو في بيتها ، أو ما تبديه لهم من تصرفات
شائنة ، وعدم احترام لوالدتهم ، وغير ذلك مما هو موجود فعلاً – وليس
افتراء – عند كثير من الزوجات ، وهذا هو الجانب الإيجابي من تلك
المشكلات ! لأن به تعرف الزوجة ما عندها من تقصير ، وتفريط ، فتصلح
الخطأ ، وتجبر الخلل ، وتكمل النقص ، ولا يمكن لزوجة أن تدعي الكمال في
تصرفاتها ، وأخلاقها ، وهذا أيسر الأسباب لتلك المشكلات ؛ لأن الحل سهل
ويسير على الزوجة ، وهو إصلاح نفسها ، وإصلاح ما بينها وبين أهل زوجها
، بحسن التصرف ، وإعطاء كل ذي حق حقَّه من التقدير ، وبذلك تصلح ما فسد
من الأمور ، وتكسب قلب زوجها لجانبها .


ثانياً:الذي نراه أنه على الزوجة أن تطيع زوجها إن أمرها أن لا تخبر
أحداً بما يجري بينها وبين أهله ، وهذا القرار من الزوج فيه مصلحة
عظيمة تفوق مصلحة تنفيس الزوجة عن نفسها ، فمثل هذه الأمور إذا ظهرت
وانتشرت : شارك كل واحد برأي ، أو اخترع مكيدة ، أو ساهم برأي منكوس
لحل تلك المشكلات ، وهنا يتسع الخرق على الراقع ، وتكثر تلك المشكلات ،
وتتعدد أسبابها ، وقد يشق ، أو يصعب بعده حلها .
وشكوى الزوجة لأحد من العقلاء جائز ، ولا يدخل في الغيبة المحرمة ، وفي
الوقت نفسه للزوج أن يمنعها من هذا المباح إن كان يرى مصلحة شرعية من
المنع .

فالذي نراه أنكِ قد أخطأتِ بمخالفة كلامه ، وبكلامك مع أختك ، وزجة
أخيك ، بما جرى بينك وبين أهل زوجك ، ولإصلاح ذلك : عليك التوبة
والاستغفار ، وعدم الاستمرار في الكلام معهما في هذا الشأن ، وتوصيتهما
بعدم ذِكر شيء مما قلتيه لهما لأحدٍ من الناس ، ولا داعي للاعتراف
لزوجك بما فعلتيه ؛ لعدم ترتب مصلحة على ذلك ، بل إن الظاهر أنه سيترتب
عليه مفاسد ، منها : كراهيته لك ، ولفعلك ، ومنها : منعك من الحديث
نهائيّاً مع أختك ، وزوجة أخيك ، وكل ذلك متوقع ، والشيطان له حضور
بالغ في مثل هذه الأوقات ، وهو ينفخ فيها ، ويعظم شأنها ، ويوقع بينكم
العداوة والبغضاء .


ثالثاً:يحتاج التعامل مع زوجك وأهله لحكمة بالغة منكِ ، وأنتِ – إن شاء
الله – تستطيعين التعامل مع ذلك ، والمطلوب منك :


1. تجاهل ما تسمعينه من أهل زوجك مما تعرفين أنه بقصد الاستفزاز ، وأنه
محض افتراء .

2. أن تصلحي شأنك ، وبيتك ، وأولادك ، وما تسمعينه منهم مما هو عندك
فعلاً : فلا بدَّ من إصلاحه ، والقيام عليه حق القيام .


3. حاولي التودد لأهله بحسن الأسلوب ، ورقة الكلمات ، وجميل التصرفات ،
وتفقديهم بين الحين والآخر بهدية تليق بهم ، أو بطعام تصنعينه لهم ، أو
بحلويات تخصينهم بها ، ومعروف أن للهدايا شأناً بالغاً في تقريب القلوب
، وإشاعة المحبة والمودة بين طرفيها .

4. أحسني لزوجك بعدم ذِكر ما يجري من أهله لأحدٍ من الناس ، واجعلي
ثقته فيك عالية ، ولا تجعلي يسمع منك أو يرى ما يكره .


5. ومع كل ذلك : فإن هذا لا يعني السكوت الكلِّي عن الطعون والافتراءات
، منهم عليكِ ، لكننا ننصحك برد ذلك إلى زوجك ، وتحميله مسئولية إصلاح
الأمور ، وإعطاء كل ذي حقَّه ، وأظهري له حسن تربية أهلك لك .

6. وأخيراً : لا بأس أن تقترحي على زوجك الانتقال من السكن من قرب أهله
، وليس واجباً عليه أن يستجيب ، فحقك إنما هو في سكن مستقل ، وأنت
تتمتعين به ، لكن من الحكمة والمصلحة أن يبتعد الزوج عن سكن أهله إن
كان يعلم عدم توافق بينهم وبين زوجته ، ولعلَّ ذلك البُعد أن يساهم في
تقوية الروابط بين الأطراف جميعها ، وأن يزيل من القلوب تلك الإحن ،
وذلك الحقد .

واستعيني بالله ربك بالدعاء ، مع القيام بما أوجب عليك من الطاعات ،
ونسأل الله تعالى أن يوفقكم لما فيه رضاه ، وأن يجمع بينكم جميعاً على
خير .
والله أعلم



موضوع حصري لمنتديات شباب باتنة