أنتَ إنسان .. كالشُعلة الزرقاء أنتْ
أنتَ إنسان .. كالرِمال المتحركة أنتْ
أنتَ إنسان .. كأمواج المُحيط أنتْ
أنت إنسان .. أنتَ رخو كالنارٌ و الرمل و الماء !
قبل البدء لنعود لما هيّة الإنسان ؟
ما الإختلاف الذي جعلنا نتطور بهذا الشكل .
الإنسان ثديّ رئيسي، و هو العاقل الوحيد على هذه الأرض، الوحيد القادر على التفكير المجرد و استخدام اللغات و النطق من خلال الدماغ العالي التطور الذي يملكه كل إنسان منّا .. دماغ يخولنا للتفكير و التفكير الداخلي الذاتي .. يجعل لنا القدرة على إعطاء الحلول للمشاكل .. حتى أعضاء الإنسان و أطرافه تتحرك بالتنسيق مع الدماغ و لا يحدث شيئاً في أجسادنا إلا من خلال هذا الدماغ .. و بالتالي فإن توظيفنا لهذا الدماغ لا يمكن أن يقف عند حدّ معين أبداً . الإنسان يتميز بالبراعة بشكل متفرّد في كثير أشياء كالحِس الجمالي و تقديره لذلك من خلال تذوقه للجمال و هو ما يدفع الإنسان للإبداع في الأدب و الموسيقى و الفن بكل أشكاله .
المُجتمع الإنساني تشكله المجموعات المكونة من بشر و تؤثر عليه بشكل أساسي الطقوس الدينية و يليها القيم و المعايير و العادات الإجتماعية و التي ليس بالضرورة أن تكون جيدة . للإنسان القُدرة على تكوين مجموعات إجتماعية بالغة التعقيد بداية بالعائلات و إنتهاءاً بالدُول .. و للإنسان طبع إجتماعي يجعله قادراً على إستخدام أساليب كثيرة في التواصل و التعبير و تبادل الأفكار و الإستفادة من كل ما يحيط به . و من المشهور جداً عن الإنسان و عن بني البشر بشكل عام هو الرغبة في الفهم و هذه الرغبة كانت أساس ظهور كل العلوم .. رغبة الإنسان هذه جعلته يتميز بشرح طريقة طريقة نظره للأمور و تميزه بفضوله الذي يؤدي إلى التبادل الثقافي و العلمي . المخلوق الوحيد القادر على إيجاد و صناعة تقنيات عديدة تساعده على زيادة فعالية ما يقوم به هو الإنسان .. هو المخلوق الوحيد القادر على إشعال النيران ! ولو تكلمنا عن الإنسان هنا لن ننتهي من ذلك .. هذا المخلوق الضعيف البالغ التعقيد و البساطة ! الكُتلة من مجموعة أشياء .
لو لم نكن بشراً لقلنا أننا لن نتعرض للأزمات، لكنّا و ببساطة بشر .. لا أكثر و لا أقل .الأزمة و مرورها في حياتنا تعتبر حدثاً عادياً يتكرر خلال فترة عيشنا على هذه الأرض كثيراً و لا يمكن التحكم في مجيء الأزمة أو عدمه . الأزمة أمر
إلهي مُطلق، لا أحد منّا له عليه سلطان و هو مقدر و مكتوب .. و سنرهق أنفسنا إن فكرنا كثيراً في ذلك، إذن لندع عنا القضاء و الأقدار فإن ما قُـدِّر كانَ .
فوق الأزمة هناك أزمة .. فوق الأزمة تجد هذا الإنسان الضعيف يزيد من أزمته على نفسه من خلال الهَم الذي يتلبسه، بدلاً من أن يفكرّ كيف يتعامل مع أزمته جيداً و بتعقل .. و هنا يظهر القصور 2014 في عقلنا أحياناً . ثقافتنا حول الأزمة هي ثقافة الفطرة و ثقافة المُحيط التي تكون أقرب إلى ثقافة الخوف و الهلع و لهذا ترعبنا بعض الأزمات حدّ الموت و لدرجة يموت فيها صاحب الأزمة نفسياً قبل أن يموت في اللحظة التي هي قدره . الأزمة لن تقتلك مهما كان شكلها .. الموت ليس من شأننا حتى و إن كانت أزمتنا مرتبطة بألم و عذاب لا يقف إلا بالموت . لكن الفضول يسأل، لماذا يكون هذا ؟ لم التفكير خلال الأزمة يكون مشوهاً و لا يساعدنا على تجاوز أيٌ حال نحن فيه !
رأيي صغير و بسيط .. لأننا بشر، لأننا أغبياء نفعل ذلك .
من خلال تجارب كثيرة و أزمات كثيرة مررت بها بإمكاني القول أن ما تفكر فيه و ما تفعله و ما تحدّث به نفسك هو الإجابة لحالتك التي تسيطر عليك أثناء الأزمة التي تمرّ بها .. من خلال ذلك علينا معرفة ما يجب أن نقترب منه و ما نبتعد عنه .. ما الذي يفيدنا و ما الذي يزيدنا ضرراً و عطباً . للأشياء أيديولوجيا دائماً .. و الأيديولوجيا كما عرّفها ماركس هي : مجموعة من الأفكار التي تفرضها الطبقة المهيمنة في المجتمع على باقي أفراد المجتمع . و لها تعريف أجمل و يناسب ما نحن نتحدث عنه أكثر .. الأيديولوجيا هي : مجموعة منظمة من الأفكار تشكل رؤية متماسكة . و الأيديولوجيا كذلك هي علم الأفكار، إذن الأمر بسيط و التفكير بأيديولوجيا قادر على مساعدتنا بشكل كبير ..
كيف لنا الآن أن ننتبه لأنفسنا و نتعامل معها بأفكار منظمة و مرتبة و واضحة داخل رؤوسنا .. أي كيف نضع أيديولوجيا حتى نتمكن من الحصول على معنى لكل شيء حولنا و نمرّ به و نحصل على نتائج ثابته و راسخة و تساعدنا .
سأجعلها بشكل قائمة ربما تكون أكثر وضوحاً .
أولاً : نحن كمُسلمين لدينا الإيمان و هو أعلى و أول و أقوى ما يساعدنا .. المهم أن نؤمن و نُسلم بقضائنا و ما قُدّر لنا .. و نؤمن بأن لا حد لهذه القُدرة الإلهية التي تحرك هذا الكون من حولنا، لو كانت أزمتنا تتمثل في مرض مثلاً فإننا نؤمن بأن الله هو القادر على الشفاء التام و ليس فقط هو القادر على مساعدتك للتخلص من الآلام .
ثانياً : للتخلص من رهبة أي مصيبة حلت عليك .. حاول أن تتحدث عنها و تستفسر عن أبعادها كلها و جميع إحتمالاتها و ذلك لزيادة معرفتك الذاتية بما أنتَ فيه و ما أنت مُقبل عليه، و لأن بالمُقشركة ابل عندم الحديث عن ما يخيفك يزيد من حدّة هذا الخوف داخلك و لن تنجو منه ببساطة وحدك، دائماً أنتَ تحتاج ليَد تُمسكها و تشد عليها .
ثالثاً : لا تفكر في ما لا تعرف .. لا تضع إحتمالات سلبية و لا تتخيّل موتك آتي ليأخذك .. دع الغَد لرَب الغد، تمسك بلحظتك الحالية و بمتعتك التي تعيشها واقعاً كل يوم .. لا تترك الأفكار تهاجمك بما قد يصيبك غداً أو بعد غد أو ربما بعد سنة لأنه لن يفيد مهما أرهقت رأسك تفكيراً و مهما توصلت لنتائج فإنها لن تتوافق و ما هو آتٍ بالتأكيد .. عِش اللحظة كاملة و لا تبتعد عن الأرض التي تحملك و تمسك بها جيداً .. المُستقبل مجهول لماذا نفكر فيه و نخاف منه إن كنّا لا نعرفه مسبقاً .
رابعاً : فكّر بسعادتك، بلحظتك كيف تعيشها حتى و إن كان هناك أزمة تمرّ بك .. فقط رتّب أفكارك و أولوياتك على أن تعيش بأقصى سعادة ممكنة و بأقصى إستفادة ممكنة من هذا اليوم .. لا تترك يوماً يرحل منك و أنت لم تسعد به جيداً و لم تخرج منه عند نهايته بفائدة تزيد معدل كل المعاني الجيدة داخلك و كل معاني القوة التي تملكها .. و هذا فعل لو تعلم طريقةون كم هو عظيم في تأثيره الذي يزيد من معدل قوة الإرادة داخل الإنسان .
اذاً...الانسان المهموم و يمر بمشكلة أو أزمة أو مرض أو أياً كان غيره .. و همه هذا و كل ما يشعر به من تعب و أسى ليس من مرضه و لا من أزمته مهما كانت .. بل هي من ما يتملكه من وسواس التفكير، و تفكيره بيومه البعيد و ضرب الأخماس بالأسداس عن كيف ممكن أن تكون الأمور غداً .. الإنسان السعيد هو من يستطيع أن يجعل من يومه او من أغلب يومه أو حتى ولو من جزءاً صغيراً من يومه جزءاً مفيداً إيجابياً عليك .
شوية ممنوعات :
لا ترفض ما حَل عليك من مُصيبة و لا تتعامل معها بغضب و لا تترك أناكَ تشعر بالذنب و تلقي اللوم على نفسك و لا تعتزل بنفسك و ترفض الحياة .. قِف و واجه المُشكلة مهما أخذت معكَ من وقت، و لا تهتم لردود الأفعال حولك ربما تكون محبطة أكثر من ما أنت نفسك مُحبط، لا ترفض الحياة و تتركها تأتي بالموت إليك . لا تتكىء مستسلماً لموت مؤكد في كل الحالات .. عندما يرتبط الأمر بالحياة فإنك تبذل كل طاقاتك للبقاء .
تمسّك بـ علاقاتك الصادقة العميقة المرتبطة بحُب و ثقة و حياة مشتركة لن تخذلك بالتأكيد. إهتم لردود الأفعال التي ترفع من سعادة روحك و من معدل أملك بكل شيء على هذه الأرض ..
..
ع جنب / ع خفيف :
طيب هلأ فهمتيّ علييّ كيف ؟
ولك يا دِبة طاقتك قادرة على إرسال الحياة ليّ !
فكيف سيكون للموت عليكِ سبيلاً ؟
الحكي كتييييير و ما حسيت أني قلت كل ما أريد قوله .. بس انقطع نفسي
لستُ وسيطاً روحياً و لا أخصائياً نفسياً .. لكني سأحاول أن أكون حاضراً مع أي فكرة قد تخطر على بال أحد و يريدنا أن نستفيد من بعضنا البعض و نفكر بها سوياً .
شكراً للويكي على ما قدمه لي من معلومات ساعدتني .