تقبلوا مني إخواني هذه المساهمة البسيطة : نص للقراء السنة5 .

الْخِدْمَةُ الْوَطَنِيَة
بَعْدَ تَناوُلِ وَجْبَةَ الْعَشاءِ جَلَسَ أَفْرادُ الْعائِلًةِ قُـرْبَ التِّلْفازِِ لِـمُشاهَدَةِ الأَخْبارِِ وَكانَ أَحْمًدُ جالِساً قُرْبَ أَبيهِ يَسْتَفْسِرُهُ عَنْ دِراسَتِهِ وَفَجْأَةً رَنَّ الْهاتِـفُ ، فَرَفَعَ أَحْمَدُ السّماعَةَ ، فَإِذا بِأَخيهِ الْكَبيرِ الْمَوْجودِ حالِياً بِإِحْـدى الثَّكَناتِ الْعَسْكَرِيَةِ لأَداءِ الْخِدْمَةِ الْوَطََنِيَةِ يُحَيِّيهِ ،فَفَرِحَ أَحْمَدُ بِـهَذِهِ الْمُفاجَأَةِ وَتَهَلَّلَ وَجْهُهُ وَهُوَ يُخاطِبُ أَخاهُ وَيَسْتَفْسِرُهُ عَـنْ أَحْوالِهِ ثُمَّ قَدَّمَ السَّماعَةَ لِوالِدَيْهِ وَعِنْدَ الانْتِهاءِ مِنَ الْـمُكالَـمَةِ سَأَلَ أَحْمَدُ أَباهُ : ما هِيَ الْخِدْمَةُ الْوَطَنِيَةُ يا أَبِِي ؟ فَأَجابَ الأَبُ قائِلاً :
إِنَّ اسْتِقْلالَ بَلادِنا وَسَلامَةَ وَطَنِنا وَتَقَدُّمَ شَعْبِنا هِيَ مَسْؤولِيَة كُلِّ الْجَزائِريين وَحُبَّ الْوَطَنِ والذَّودَ عَنْهُ وَالرَّفـْعَ مِنِ شَأْنِهِ واجِبٌ مُقَـَّدسٌ عَلى كُلِّ مُواطِنٍ ، وَمِنْ بَيْـنِ هَذِهِ الْواجِـباتِ: واجِبُ الْخِـدْمَـةِ الْوَطَنِيَةِ فَـهِيَ واجِبٌ مُقَـدَّسٌ أَقٌـرَّهُ الدُّسْتُورُ الْجَزائِريُّ بِحَسْبِ الأَمْـرِ رَقْم 74/10 الْمُـؤَرّخِ في أَوَّل ذي القِعْدَة 1394هِجْري الْمُوافِق لـِ15 نوفمبر 1974 ميلادي، وَهِيَ إِلْزامِيَةٌ عَلى جَـمِيــعِ الأَشْخاصِ الَّذِينَ يَتَمَتَّعونَ بِالْجِنْسٍيَةِ الْجَزائِرِيَةِ وَتَجاوَزوا الثَّامِنَةَ عَشَرَ مِنْ أَعْمارِهِم . وَتَـهْدِفُ الْخِدْمَةُ الْوَطَنِيَةُ يا بُنَيَّ إِلى إِعْدادِ الْمُواطِنِ إِعْداداً سَليماً يُؤَهِّلُهُ إِلى الدِّفاعِ عَنْ وَطِنِهِ وَحِمايَةِ حُرِّيَّتِهِ،وَكَذا الْمُساهَمَة في التَّنْمِيَةِ الشَّامِلَةِ وَالْبِناءِ. إِنَّ الْخِدْمَةَ الْوَطَنِيَةَ تَعْزيزٌ لِمَناعَةِ الْوَطَنِ وَتكْرِيسٌ لِمَبْدَأ الْمُساواةِ وَتَدْعيمٌ لِمَسيرَةِ التَّنْمِيَة.
لَقَدْ تَأَسَّسَتِ الْخِدْمَةُ الْوَطَنِيَةُ تَلْبِيَةً لِمُتَطَلَّباتِ الدِّفاعِ الْوَطَني وَتَأْمينِ التَّرْقِيَةِ الاِجْتِماعِيَةِ وَالثًَقافِيَةِ لأكْبَرِ عَدَدٍ مُمْكِنٍ وَلِلْمُساهَمَةِ في تَنْمِيَةِ الْبِلادِ. وَأَنَّ الْمُجَنَّدِينَ في الْخِدْمَةِ الْوَطَنِيَةِ هُمْ جُزْءٌ لاَ يَتَجَـزَّأُ مِنْ أَفْرادِ الجَيْشِ الْوَطَني الشَّعْبِي الَّذي هُوَ سَليلُ جَيْشِِ التَّحْريرِ الْوَطَني وَدِرْعُ الثَّوْرَةِ في الْمُحافَظَةِ عَلى اسْتِقْلالِ الْوَطَنِ وَسِيادَتِهِ وَالْقِيام بِتَأْمِينِ الدِّفاعِ عَنِ الْوِحْدَةِ التُّرابِيَةِ لِلْبِلادِ وَسَلامَتِها وَحِمايَةِ مَجالِها الْجَوي وَمَساحَتِها التُّرابِيَةِ وَمِياهِها الإِقْليمِيَة .
ظَلَّ أَحْمَدُ مُصْغِياً لأَبيهِ مٌتَأَمِّلاً فِيَم يَقُولُهُ، وَبَعْدَ أَنْ انْتَهى الأَبُ مِنْ كَلامِهِ ،عَقَّبَ أَحْمَدُ قائِلاً : إِذَنْ لَيْسَتِ الْخِدْمَةُ الْوَطنِيَةُ واجِباً فَحَسْب يا أَبي ، بَلْ هِيَ واجِبٌ وَشَرَفٌ ، أَعِدُكَ يا أَبي أَنْ أُشارِكَ فيها بَعْدَ إِتْمامِ دِراسَتي إِنْ شاءَ الله . نَعَم بُنَيَّ هَذا أَقَلُّ واجِبٍ ،لَقَدْ ضَحَّى الآباءُ بِدِمائِهِمْ وَأَرْواحِهِمْ في سَبيلِ حُرِّيَةِ وَطَنِنا وعِزَّتِهِ وَكرامَتِهِ ،وَعَلى الأبْناءِ دَفْعَ ضَريبَة الْعَرَقِِ مِنْ أَجْلِ الْمُحافَظَةِ عَلى هَذا الْمَكْسَبِ الْعَظيمِ الَّذي تَحَقَّقَ بِفَضْلِ تََضْحِياتِ جِسام ، مَلْيون وَنِصْف الْمَلْيونِ مِنَ الشُّهَداء ، فََرَحِمِ اللَّهُ شُهَداءَنا الأَبْرارِ وَأَسْكَنَهُمْ فَسيحَ الْجِنان .






©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©