استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع
سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى
-
10-19-2013, بتوقيت غرينيتش 01:01 AM
#1
Administrator
ابو نواس ..والجاريه جنان
كان أبو نواس يعشق جنان جارية آل عبد الوهاب عبد المجيد الثقفي المحدث ، و هو أبو محمد عبد الوهاب بن عبد المجيد بن الصلت بن عبد الله الحكم بن أبي العاص ، الثقفي ، البصري ، أحد الأئمة ، و أخذ عنه الإمام أحمد ابن حنبل ، و ابن معين ، و المديني ،
و الإمام الشافعي ، و له كتاب في الحديث .
قال عنه ابن المديني (( أنه ليس في الدنيا كتاب عن يحيى الأنصاري أصح من كتاب عبد الوهاب )) و توفي سنة
194 هـ و كان ابن مناذر يصحب ابنه محمد بن مناذر مولى بني صبير بن يربوع ، و قال الجاحظ : إنه كان مولى سليمان القهرمان ، و محمد مناذر شاعر فصيح مقدم في العلم باللغة و إمام فيها ، و قد أخذ عن أكابر أهلها و كان يجالس سفيان بن عيينة المحدث ، فيسأله سفيام عن معاني حديث النبي صلى الله عليه و سلم فيخبره لها ، و يقول له كذا و كذا ، مأخوذ من كذا ، فيقول سفيان : كلام العرب بعضه يأخذ برقاب بعض ،
و أدرك المهدي و الرشيد و مدحهما ، و مات في أيام المأمون ، و قال حماد الأرقط : لقيني بن مناذر بمكة فأنشدني قصيدته التي أولها :
كل حي لاقى الحمام فمود
ما الحي مؤمل من خلـوذ
ثم قال لي : اقريء أبا عبيدة مني السلام ، و قل له : يقول لك ابن مناذر اتلله و احكم بين شعري و شعر عدي بن زيد ، و لا تقل ذلك جاهلي و هذا اسلامي ، و ذاك قديم و هذا محدث ، فتحكم بين الشعرين ودع العصبية .
و كان ابن مناذر ينحو نحو عدي بن زيد في شعره ،
و يميل إليه و يقدمه / و كان عبد المجيد بن عبد الوهاب الثقفي من أحسن الناس وجها ، و أدبا ، و لباسا ، و أكملهم في كل حال ، و كان على غاية المحبة لابن مناذر و المساعدة له ، و الشغف به ، و كان يبلغ خبره أباه ، على جلالة قدره و سنه ، و موضعه من العلم ، فلا ينكر ذلك لأنه لم يكن تبلغه عنه ريبة ، و كان ابن المناذر حينئذ حميد الأمر ، حسن المروءة ، عفيفا ، و مدح عبد المجيد بن عبد الوهاب بقصيدة رائعة من مختار ما قاله ، يقول فيها:
مني إلى الماجد المرجــى
عبد المجيد الفتى الهجان
خير تقيف أبا و نفســـــا
إذا التقت حلقتا البطـــان
نفسي فداء له و أهلـــي
و كل ما تملك اليـــــدان
كان شمس الضحى و بدر
الدجى عليه معلقان
نيطا معا فوق حاجبيه
و الشمس و البدر يضحكان
مشمر همه المعالي
ليس يرث و لا يوان
بنى له عزة و مجدا
في أزل الدهر بانيان
فاسأله مما حوت يداه
يهتز كالصارم اليماني
و خرج ابن مناذر يوما من صلاة التراويح و هو في المسجد بالبصرة ، و خرج عبد المجيد بن عبد الوهاب خلفه ، فلم يزل يحدثه إلى الصبح ، و هما قائمان : اذا انصرف عبد الحميد شيعه ابن المناذر إلى منزله فإذا بلغه و انصرف ابن المناذر ، شيعه عبد المجيد ، لا يطيب احدهما بفراق صاحبه حتى أصبحا .
و لما مات عبد المجيد رثاه ابن المناذر بقصيدته المشهورة ،
و قد ذكرها أبو العباس المبرد في كتابه ( الكامل ) في باب
المرائي و أثنى عليها و أولها :
كل حي لاقي الحمام فمود
ما الحي مؤمل من خلــود
يقول فيها :
ان عبد المجيد يوم تولـى
هد ركنا ما كان بالمهدود
ما درى نعشه و لا حاملوه
ما على النعش من عفاف و جود
نعود إلى ( جنان ) لنقول أنها كانت حلوة ، جميلة المنظر ، بديعة الحسن ، أديبة ، ظريفة ، عاقلة ، تعرف الأخبار ، و تروي الأشعار ، و كانت مقدودة ، حسنة القوام ، و يقال :
أن أبا نواس لم يصدق في حب امرأة غيرها .
و كان أول كلفه بها ، أنها مرت و هو جالس في المربد مع فتيان من أهلها يتنزهون ، و ينشدهم الأشعار ، فأبرزت عن وجه بارع في الجمال ، فجعل ينظر إليها ، و أنشأ يقول :
إني صرفت الهوى إلى قمر
لم يتحد العيون بالنظر
إذا تأملته تعاظمك الإقرار
في أنه من البشر
ثم يعود الإنكار معرفة
منك إذا قسته إلى الصور 2014
مباحة ساحة القلوب له
يأخذ منا أطايب الثمر
و شغف بها أبو نواس حبا ، و هام بها لبا ، و قال فيها أشعارا كثيرة ، و شكا وجده بحبها و هو لا يعرفها ، و طال سؤاله عنها ، فلم يقع على خبر منها بعد اليوم ، الذي رآها فيه ، فقال :
كما لا ينقص الأدب ، كذلك لا يفتر الطلب ، و تناقل أهل البصرة شكايته من حسنها ، و حسن شعره فيها ، و أكثروا ذكره في كل محفل و مجمع .
و أخبرت إحدى النساء ، جنانا بأمره و أنشدتها بعض شعره ، فقالت جنان :
و الله لقد رأيته بالمربد ينشد الأشعار ، و ما زال يتبعني نظره إلى أن عبت عنه .
فتواعدن أن يخرجن ، و يعبثن به ، و يمازحنه ، فخرجن يوما و أبو نواس على غفلة من ذلك حتى وافينه ، فلما رآها كاد عقله يذهب ، و تحير ، و أقبل و أدبر ، فدنت منهن واحدة إليه و قالت :
ــ يا فتى ، أنت أبو نواس ؟
فقال لها : نعم أنا المعني من لا ترئي لشكايتي .
فقالت له : بالله أنت عاشق ؟
قال : إي و الله
قالت : لمن ؟
قال : لمن لا يعلم ما بي و لا أعلم من هو .
قالت : فاجعلني رسولا إليه ، فلعل الله يمن علي و عليك .
قال : هي و الله التي معك ... و أومأ إلى جنان ، فانصرفت عنه جنان و هي تضحك ، فأعلمتها ما دار بينها و بينه ، فأنكرت ذلك عليها و قالت :
ــ بمثل هذا ال*** تكمعينه في ... و انصرفت و اتبعها حتى عرف منزلها و مولاها ، و سأل عن اسمها فأخبروه عنها و انصرف ، و قال فيها قصيدته التي منها :
تراءت لنا كالبدر وسط الكواكب
ثم لم يزل يشبب باسمها و يظهره ، حتى عرف بها و اشتهر أمره ، و أرسل إليها ، فانتهرت رسوله و شتمته ، و قال فيها أشعارا كثيرة في هذا المعنى .
قال أبو نواس : ثم سمعت بعد ذلك أنها للثقفيين ، فعاشرتهم و نادمتهم حتى اشتهرت بذلك ، ثم راسلتها بعد ذلك كله ، فجعلت تشتمني و تشتم رسلي دهرا .فمما قال في سبها له قوله :
أتاني عنك سبك لي فسبي
أليس جرى بفيك اسمي فحسبي
و قولي ما بدا لك أن تقولي
فما ذا كله إلا لحبي
فصار له الرجوع إلى وصالي
فما تهوين من تعذيب قلبي ؟
تشابهت الظنون عليك عندي
و علم الغيب فيما عند ربي
قال أبو نواس : ثم اتصلت بي بعد ذلك بحين ، و خرجت إلى بغداد و في نفسي بقايا من حبها ، ما فارقتني إلا مع خروج روحي .
قال : و أرسلت إليها رسولا مرة فقالت لها :
ــ واضيعتاه ... لم يبق لي غير أن أحب هذا ال*** ؟
قال : فجاءتني رسولي متعيرة ، فأبلغتني ما قالت فقلت :
**ر الحب نشاطي
و لقد كنت نشيطـا
جاءني عنه كــلام
رادني فيه قنوطــا
واضياعاه أمثلــي
يرتجى فيه خليطا
قلت: لا أقــرب إلا
آل عمرو أو لقيطا
قد رأينا عربيات
يواصلن نبيطـا

©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة Chakira في المنتدى التحضير لبكالوريا 2014
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 11-07-2013, بتوقيت غرينيتش 12:52 AM
-
بواسطة Chakira في المنتدى التعليم الإبتدائي
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 11-02-2013, بتوقيت غرينيتش 11:38 PM
-
بواسطة said في المنتدى قسم الصور و الترفيه
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 10-19-2013, بتوقيت غرينيتش 11:31 PM
-
بواسطة Chakira في المنتدى ديوان الروايات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 10-19-2013, بتوقيت غرينيتش 12:50 AM
-
بواسطة ام بهاء في المنتدى العناية بالبشرة
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 10-01-2013, بتوقيت غرينيتش 03:17 AM
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى