موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة







دخل إلى غرفته الباردة المعتمة

يريد أن يخفي ألامه داخل ذالك الغطاء الذي شاركه أحزانه و ضحكاته وآهاته

أخفى وجهه وجسده كعادته داخله ليستسلم لدموع بالمرور دون أن يخجل

فيبقى على تلك الحال حتى يغلبة النوم


:


مع صوت العصافير ونور الشمس المتسلسلة بين ستائر الغرفة رمقت عيناه ليوماَ جديد

استيقظ وهو يحس بألم الجروح التي مازالت تخنقه

سحب الستائر الغرفة ليتخلل النور لها

فإذا بيه يراء امراَ اشدة كثيراَ


:


اقترب إلى النافذ فإذا يرى طفلا يلهوا مع قطته الصغيرة في حديقة الحي

جلس يتأمل تلك الأفعال البريئة

التي لم تمنعها جروح و ألام الزمان

كل مايهمها ألهو بعيدا عن الأنظار


:


ابتعد قليلا عن النافذة وجلس محايدا لها لتتخلل الأفكار إلى ذهنه دون تتوقف


:


لما أنا هكذا ..؟

إلى متى سوف أصارع مرارة الماضي ..؟

متى أنسى ما حصل لي ..؟

إلى متى استسلم لجروح ..؟

ماذا أريد من هذا كله ..؟

لماذا لا أعيش كالطفل البريء ..؟


:


زفر بقوة يحس بالاختناق

امسك رقبته يتحسسها يريد الهروب إلى أي شيء ينسيه

لكن لم يستطع فصور 2014ة الطفل مازالت تراوده

قام واقفا يريد أن يخرج من هذا المكان كله

اخذ وشاحه و معطفه

خرج بعيدا لا يدري أين يذهب

كل ما يريده هو الهروب


:


وما هو كذلك بين أحبال التفكير شدته أيادي صغيره إليها

وعندما دنا إلي الطفلة

فإذا بهاء تمسح وجهه بمنديلها بصمت

لم يعرف سبب فعلها

فقط فعلت ذالك وهربت بعيدا و اختفت عن أنظاره فجأة


:


أكمل شرح طريقة طريقة وهو في غاية الدهشة من فعلها

فأنها طفله بين الرابعة أو الخامسة من عمرها

فلماذا فعلت ذالك ..؟


:


وصل إلى شاطي المدينة الذي كان مقر تجمع الأطفال

وبقي واقف يتأمل تلك الأجسام الصغيرة التي تلهو هنا وهناك

اقترب إلى صخره أمامه جلس عليها بعد أن أحس بتعب

وما هو كذلك إذا بشمس تغيب لتبدأ النجوم بتزين السماء الصافية

فأحس بالهدوء يمل المكان

فليس هناك أطفالا يملئون المكان بأصواتهم وحركاتهم

ابتسم ابتسامه ذشركة ابله لم تظهر منذ زمن ع وجهه

وقال : للإنسان أن يعيش مرتين مادام ع قيد الحياه

نعم فلماذا لا اعيش مره اخرا


:


قام واقفا مهمهم برجوع إلي منزله

فإذا بهي تفاجئ برؤية الطفلة أمامه

من الذي اتى بهاء إلى هنا ..؟

من الذي أعادها إلية ..؟

ماذا تريد ..؟


:


اقترب إليها وقبل جبينها

قرأ بعينيها برائة الطفولة

مسح ع رأسها وقال لها : ماذا تفعلين هنا يا صغيرتي

قالت بصوتها البريء : انك تشبه والدي الذي مات في حادث سيارة

طأطئ الرجل رأسه لا يعلم ماذا يقول لها

كل ما فعلة شدها إلى حضنه ويمسح دموعها بين يديه

حملها معه لا يعلم أين يريد أن يذهب بهاء

فإذا بهاء تقول : أنزلني

انزلها وهو لا يعلم ماذا تريد


:


فإذا بهاء تمسك يده وتسحبه وهي تقول هيا يا أبي فاأن بيتنا قريب


:


وصلا إلى ذاك المنزل البسيط التي كانت في استقبالهم امرأة كبيرة في السن

حضنت طفلتها وهي تنظر لرجل ممتنة له بعودة حفيدتها

و لقد رأى بهاء امرأة ضعيفة هدها الزمن والمرض

ولكن ابتسامتها لم تضعف ولم يهدها المرض

فسار بعيدا بعد أن تطمئن ع حالهما


:


وصل إلى بيته ليرها ككل ليله

معتمدة الظلام شديدة البرودة


:


فتح أنوار الغرفة وهو يتأمل في كل مكان عاش بهاء حزين وأسير لأفعاله في الماضي

فقال لنفسه :


:


إلى متى وأنا ع هذا الحال ..؟

إلى متى ألوم نفسي ع ما فعلته ..؟


:


فإذا بصور 2014ة الطفلة وجدتها تراود مخيلته

فقال أنها طفلة بريئة فقدت والداها

ومع هذا كله رأت للحياة ألوان وبهجة

و المرأة أيضا ابتسمت للحياة وهي في شدة المرض

أنها قوية استطاعت النسيان أو التناسي


:


أما أنا فقد بدأت اهرم و أنا ما زلت أتذكر الماضي واشكوا ع حاله


:


إذا لماذا لا أعيش من جديد ..؟

لماذا لا تبدا حياتي من جديد ..؟

إنني مازلت أعيش وأتنفس ..؟


:


إذا فـللإنسان أن يعيش مرتين أو ثلاثة مادام ع قيد الحياه



:


فلنعيش دون أن نجعل للأحزان وذكريات قيودا ع سعادتنا


















بقلم
بنووووووووووووووته
بحرينية


موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©