الأسورة النحاسية

http://www.al-zin.com/vb/uploadcente...1366051368.gif

الأسورة النحاسية

من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ سلمه الله وتولاه.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فقد وصلني كتاب كاملكم الكريم وصلكم الله برضاه، وأشرفت على الأوراق المرفقة المتضمنة بيان خصائص الأسورة النحاسية التي حدثت أخيرا لمكافحة (الروماتيزم).
وأفيدكم أني درست موضوعها كثيرًا، وعرضت ذلك على جماعة كثيرة من أساتذة الجامعة ومدرسيها، وتبادلنا جميعا وجهات النظر في حكمها، فاختلف الرأي، فمنهم من رأى جوازها؛ لما اشتملت عليه من الخصائص المضادة لمرض (الروماتيزم)، ومنهم من رأى تركها؛ لأن تعليقها يشبه ما كان عليه أهل الجاهلية، من اعتيادهم تعليق الودع والتمائم والحلقات من الصفر، وغير ذلك من التعليقات التي يتعاطونها، ويعتقدون أنها علاج لكثير من الأمراض، وأنها من أسباب سلامة المعلق عليه من العين، ومن ذلك ما ورد عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: http://www.alifta.net/_layouts/image...s/MEDIA-H1.GIF من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له http://www.alifta.net/_layouts/image...s/MEDIA-H2.GIF ، وفي رواية: http://www.alifta.net/_layouts/image...s/MEDIA-H1.GIF من تعلق تميمة فقد أشرك http://www.alifta.net/_layouts/image...s/MEDIA-H2.GIF ، وعن عمران بن حصين رضي الله عنهما، http://www.alifta.net/_layouts/image...s/MEDIA-H1.GIF أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا في يده حلقة من صفر فقال ما هذا؟ قال من الواهنة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: انزعها فإنها لا تزيدك إلاّ وهنا فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا http://www.alifta.net/_layouts/image...s/MEDIA-H2.GIF ، وفي حديث آخر http://www.alifta.net/_layouts/image...s/MEDIA-H1.GIF عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه في بعض أسفاره أرسل رسولاً يتفقد إبل الركب ويقطع كل ما علق عليها من قلائد الأوتار التي كان يظن أهل الجاهلية أنها تنفع إبلهم وتصونها http://www.alifta.net/_layouts/image...s/MEDIA-H2.GIF فهذه الأحاديث وأشباهها يؤخذ منها أنه لا ينبغي أن يعلق شيئا من التمائم أو الودع أو الحلقات، أو الأوتار أو أشباه ذلك من الحروز كالعظام والخرز ونحو ذلك لدفع البلاء أو رفعه.
والذي أرى في هذه المسألة هو ترك الأسورة المذكورة، وعدم استعمالها سدًّا لذريعة الشرك، وحسما لمادة الفتنة بها والميل إليها، وتعلق النفوس بها، ورغبة في توجيه المسلم بقلبه إلى الله سبحانه ثقة به، واعتمادا عليه واكتفاء بالأسباب المشروعة المعلومة إباحتها بلا شك، وفيما أباح الله ويسر لعباده غنية عما حرم عليهم، وعما اشتبه أمره وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: http://www.alifta.net/_layouts/image...s/MEDIA-H1.GIF من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه http://www.alifta.net/_layouts/image...s/MEDIA-H2.GIF ، وقال صلى الله عليه وسلم: http://www.alifta.net/_layouts/image...s/MEDIA-H1.GIF دع ما يريبك إلى ما لا يريبك http://www.alifta.net/_layouts/image...s/MEDIA-H2.GIF ، ولا ريب أن تعليق الأسورة المذكورة يشبه ما تفعله الجاهلية في سابق الزمان، فهو إما من الأمور المحرمة الشركية، أو من وسائلها، وأقل ما يقال فيه أنه من المشتبهات، فالأولى بالمسلم والأحوط له أن يترفع بنفسه عن ذلك، وأن يكتفي بالعلاج الواضح الإباحة، البعيد عن الشبهة، هذا ما ظهر لي ولجماعة من المشايخ والمدرسين، وأسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم لما فيه رضاه، وأن يمن علينا جميعا بالفقه في دينه والسلامة مما يخالف شرعه، إنه على كل شيء قدير، والله يحفظكم والسلام.



https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.n...93518507_n.png
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©