بينما كنتُ أُصّلح حذائي عند أحد الحذائين على الرصيف المقشركة ابل لكراجات // الهوب هوب // ،
اقترب منَّا طفل لا يزيد عمره عن عشر سنوات ، وببراءة الأطفال قال ضاحكاً : (( انظروا كم جمعت
مصاري اليوم )) ، ونظرنا إلى حفنة من القطع النقدية ذات الخمس والعشر ليرات تملأ راحتي الصغير 0
بداية خلته ابن الحذَّاء ، ولما سألته : هل هو ابنك ؟ قال لي بشيء من الشفقة :
لا والله ليس ابني ولا أعرفه ، عندي كل الأولاد بالمدارس والجامعات ، وكما ترى أعمل وأقدم لهم جميعاً 0
فسألت الطفل : ومن أين لك بكل هذه النقود ياعمو ؟ 0 قال وما زالت الفرحة تملأ عينيه : جمعتها ..
أنا أعمل .وماذا تعمل ؟
أجاب : أقف بجانب السرفيس وأنادي على الركاب وعندما يمتلئ يعطيني السائق خمس ليرات ،
ثم انتقل إلى سرفيس آخر وهكذا 0
وعند سؤاله لماذا أنت هنا في هذا الوقت من النهار ، المفروض أن تكون الآن في المدرس مفصلة ؟
قال لي ببراءته لقد تركت المدرس مفصلة 0
ولماذا تركتها ؟ هل أنت كسلان ؟
وهنا بدأت ملامح الصبي تتغير مع الإجابة بكلمة لا 0
لماذا إذن . . أظن أنك لا تحبها ؟ 0
وبسرعة أكد لا. . لا , إني أحبها كثيراً , لكن والدي طلب منّي أن أترك المدرس مفصلة لكي أعمل
وأساعده في مصروف المنزل 0
وماذا يعمل والدك ؟
يعمل في نجارة البيتون 0
وهنا انقطع الحوار بيننا لأنه ذهب مسرعاً باتجاه سرفيس توقف ، لكن الأسئلة في رأسي لم تتوقف 000
https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.n...93518507_n.png
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©