أستاد من فضلك صحح لي مقالتي . شكرا مسبقا و جزاك الله خيرا.
المقدمة
إن الإبداع هو التفنن في تجسيد أمر ما على ارض الواقع و إخراجه من الظلام إلى النور. لكن لا يتم هدا إلا عن طريق عوامل معينة اختلف الكثير من الفلاسفة في تحديدها. ففريق يرى أن الإبداع راجع لعوامل نفسية بينما يردها الفريق الثاني إلى عوامل اجتماعية. فهل يمكن القول أن الإبداع راجع للعوامل النفسية الذاتية أم إلى العوامل الاجتماعية ؟
الموقف الأول
يتمسك بعض الفلاسفة بفكرة أن الإبداع راجع لعوامل ذاتية خاصة بالفرد,فالمبدع مختلف عن الإنسان العادي لأنه يمتلك ميزات تجعله مختلف, فتجده شديد الانتباه ,دقيق الملاحظة ودلك لما يختلجه من شعور و أحاسيس تدفعه للإبداع , فلا يستوي من يبدع بمن لا يبدع. و هدا ما أشار إليه الفيلسوف " هنري برغسون" و الذي يعد من أهم أنصار هدا الموقف,حيث يرى أن الإبداع راجع للانفعال ودلك لأن المبدع يمر بمراحل ينفعل فيها ,مما ينعكس إيجابا على أفعاله.
و يرى " بوان كاري" أن هناك عوامل ذاتية تخص المبدع دون غيره, و هي التي تدفعه إلى التميز و هو القائل أن " الحظ يحالف النفس المهيأة ".
أما" فرويد" صاحب نظرية اللاشعور فهو يرجع الإبداع إلى المكبوتات وهي تلك العلبة السوداء
المتواجدة بأعماقه فهي التي تقوم بتحريك الإنسان و تتحكم في تصرفاته و أفعاله.
و يبررون الفلاسفة رأيهم هدا بحالة المبدع المنحدر من عائلة متواضعة, محدودة الدخل و الثقافة.
نقد الموقف
لكن رد الإبداع إلى العوامل الذاتية يعد إجحافا في حق المجتمع ودلك بإلغائهم مبدأ التأثير و التأثر وكأن المبدع يعيش وحده, في عزلة عن الغير. كما أنه كيف للمبدع أن يفكر و يخترع ويبدع إدا لم يكن يعيش في بيئة حديثة و وسط مواكب للتطور.
الموقف الثاني
يرى أنصار النظرية الثانية و المؤيدة لكون الإبداع راجع لعوامل اجتماعية ,أن المجتمع وحده المسؤول عن بروز المبدعين.و من بين أهم من دافع عن هدا, الفيلسوف " دور كايم " حيث يرى أن " الحاجة أم الاختراع " وأن العوامل الخارجية الموجودة في المجتمع وحدها كفيلة بصنع المبدع .فالمجتمع يقوم بتهيئة الجو و توفير الوسائل و ما على المبدع إلا طلق العناع لإبداعاته.
نقد الموقف الثاني
إدا كان الإبداع راجع للمجتمع فلكان كل أفراد المجتمع مبدعين.
التركيب
إن الواقع أثبت أن الحالة النفسية وحدها لا تؤدي إلى الإبداع ,كما ان العوامل الاجتماعية وحدها أيضا لا تؤدي إلى الإبداع. و إنما يجب اجتماع العاملين معا لأن كل واحد منهما يكمل الثاني و يعززه.
الخاتمة
يولد الإنسان و تولد معه فوارق و استعدادات فردية قابلة للتطور,فتمثل هده الأخيرة العوامل الذاتية للإبداع لكن لا تعد وحدها كافية و إنما تحتاج إلى العوامل الاجتماعية التي يستمدها من المجتمع و التي تؤدي إلى صقل مواهبه وتهيئته نفسيا و عقليا للإبداع.
https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.n...93518507_n.png
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©
