وقد رافقت "الشروق"، أمس، الأساتذة المصححين، طيلة اليوم، وكان ولوجنا المركز متزامنا مع فترة الاستراحة، في حدود الحادية عشرة صباحا، وكانت مجموعة من الأساتذة بعضهم يرتشف القهوة والآخر الشاي، وبعض الحلويات جزائرية، فيما كان مصحح آخر يدخن سجارته، وعبروا لنا عن ارتياحهم بأن الأمور تسير بشكل عادي، وكشف لنا أحدهم أنه قادم من تيزي وزو، فيما امتعض أستاذ آخر من حرمانه إدخال القهوة لقاعة التصحيح نمذجي مفصل بحكم أنه مدمن على هذه العادة.
رئيس المركز، أحمد مغزي، قال لنا بأنه يستحيل إدخال القهوة لقاعة التصحيح نمذجي مفصل، مؤكدا أن "الورقة التي بين يدي المصحح تمثل مصير المترشح، وعليه لا يمكن أن تدخل أكواب القهوة أو الشاي إلى قاعة التصحيح نمذجي مفصل، لأن هذه العادة يجب التخلص منها في هذه المواقف، مخافة إتلاف ورقة المترشح وضياع محتواها".
وتحدثنا إلى بعض المصححين، وسألناهم عن مضمون الإجابات ومستواها، فعبروا لنا عن ارتياحهم للظروف، كما استبشروا ببعض العلامات الجيدة المسجلة في أول يوم، وقالت السيدة براهيمي أستاذة في مادة الفلسفة والآداب أن "الأسئلة في المستوى، بدليل أنني وجدت مقالة متكاملة من حيث البناء المنطقي والمعارف والتنسيق، والتلميذ المترشح دافع عن رأيه بحجج قوية"، وعبرت عن انبهارها بقوة المقالة ومنحت تلك الورقة علامة 16.5 من 20، وأشارت المصححة أنها منحت في اليوم الأول 3 من 20 كأدنى نقطة.
من جهته، قال الأستاذ بغدادي، مدرس المادة العلوم الفيزيائية و التكنولوجية والكيمياء أن الأسئلة كانت من البرنامج وفقا لعتبة الدروس مفصلة المحددة من قبل وزارة التربية، موضحا أن الظروف جيدة، وأفاد المتحدث أن لديه علامات تصل 18 و18.5 من 20 في المادة العلوم الفيزيائية و التكنولوجية، وأن أدنى نقطة لديه كانت 4 من 20، لكنه استبشر بأن تكون النتائج جيدة مقارنة بالأوراق التي خضعت لتصحيح نمذجي مفصله، وقال أن هناك إجابات في المستوى المطلوب.
من جهة أخرى، أكد مغزي رئيس مركز التصحيح نمذجي مفصل، الذي وافق على زيارتنا، أن الشائعات عن تسريب الأسئلة لم تؤثر على السير العام للتصحيح نمذجي مفصل، واعتبر أن استراحة الحادية عشرة تعطي نفسا جديدا للمصححين، فيما أكد أن استخدام الهاتف ممنوع إلا لحالات طارئة ويكون خارج القاعة وليس داخلها لتفادي التشويش على المصححين والحفاظ على تركيزهم، حفاظا على التقييم الجيد لإجابة التلميذ الممتحن، كما أن التنقل من قاعة لقاعة ممنوع.
وأطلعنا رئيس المركز -الذي كان حريصا على متابعة أطوار التصحيح نمذجي مفصل- على بنك الأوراق، الذي تصطف فيه جميع الأظرفة التي تحتوي أوراق الإجابات، وقال أن مهمة نقل الأوراق تسند للمفتش المشرف على كل مادة، حيث توجد 13 لجنة تقابلها مواد الامتحان شامل، ويبقى المفتش هو المسؤول عن تسليم الأوراق للمصححين واسترجاعها، وطمأن رئيس المركز الأولياء والتلاميذ المترشحين، وقال بأن الأوراق تخضع لتصحيح نمذجي مفصل دقيق، حيث أن التصحيح نمذجي مفصل الأول سيتبع بتصحيح نمذجي مفصل ثان، وفي حال وجود فارق شاسع في التصحيح نمذجي مفصل تخضع الورقة لتصحيح نمذجي مفصل ثالث، مع مقابلة المصحح الأول مع الثاني لإظهار سبب الخلل.
وستتم عملية التصحيح نمذجي مفصل في ظرف 10 أيام ويومين اثنين لمقارنة سلم التنقيط، أي 12 يوما، سيقوم فيها 644 مصحح على مستوى مركز حسيبة بن بوعلي بمعالجة 24 ألف و683 ورقة إجابة، وكل أستاذ لديه حصة 150 ورقة، في الأسبوع الأول ويمكن أن تضاف له 150 ورقة أخرى في الأسبوع الثاني، ويتقاضى الأستاذ -حسب مدير الديوان الوطني للامتحان شاملات والمسابقات- 35 دينارا عن كل ورقة مقابل 600 دينار لليوم كمنحة.
http://www.dzbatna.com/images/smilies/19.gif