أوراقٌ مبعثرة لا تنشدُ بياضاً !!
(1)
سفرٌ و بياض و طريقٌ مليءٌ بالخطوط و النقاطِ و اشارات الاستفهام , يملؤني فراغٌ كبير , منذ نزولي هناك و المكان يضيق بي
و يخنقُ تفاصيلي كنتُ أفتقد فيهِ الصُّحبة و مشاكساتِ رفيقاتي بدءً بأبرار و تراتيلُ الشوق تعزفها نجاة لتغرقني ببحرها أكثر و أكثر
كنت أفتقد صحبة القلم المتعثربآهاتِ حنينهِ و لهفةِ اشتياقه للحريةِ , للحبِ و الحلم
كنتُ أفتقد فيها صوتكَ الذي يخترقني ليشغلني أملاً و براءة ..
لن أخفي شعوراً كان يتلبسني فـ لقائي الثاني للقدس أغنيةُ الطفولةِ و معقدُ الأمالِ كان يملأُ قلبي فرحاً و أمنية .
تلكَ المدينة الحرة رغم أنها بعيدة لكنها تسكن قلوبنا منذ الصّغر .. منذ استشقتُ عطرها في يومي الأول و الشوقَ لها ازدادَ أضعافا مضاعفة
ازداد شوقي للحبيبِ بعد رؤيتهِ / ليتني ما رأيتُ الحبيبِ ولا رآني
و رغم قلةِ تجوالي بتلك المدينة إلا أن عبق الأماكن كان يصلني حيثُ أنا في هذا المبنى الكئيب و الذي كنت أكرههُ و كلُّ من فيهِ
و كان لي بمثابةِ سجنٍ كبير و أنا سجينةٌ فيهِ لا أعلم متى يحين الافراجَ عني و أولئك الذين يسعون في ممراتهِ مرتدين الأبيض هم من قاموا بسجني !!
و تسألني احدى ملائكةِ الرحمة ( ولا أعلم من أطلق عليهم تلك التسمية ) وهي تَهمُ باعطائي جرعةَ دواء , لماذا تنظرين لي بحقد قلت لها لي سؤال ربما كان فيهِ اجابةٌ لما تريدين !
مَن منا يحبُ سجانه !!
سلامٌ إلى أرضٍ فقدناها وفقدنا معها كبريائنا
شاخت على جروحها حماقاتنا و خيباتنا لنضحى بلا روح
https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.n...93518507_n.png
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©