المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة تعيد طفلة إلى أمها



ام بهاء
09-29-2013, بتوقيت غرينيتش 11:52 PM
رسالة تعيد طفلة إلى أمها

أخواتي وإخواني حفظكم الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحقيقة أنه لم يسبق لي بتاتاً أن شاركت في أي من المنتديات وإنما أنا من النوع الذي يحب التصفح فقط ، ولكن نوعية المواضيع التي تطرح في هذا المنتدى والإقبال عليه هما ما جعلاني أفكر في المشاركة آملاً ومن خلالكم أن أوصل مغزى مشاركتي إلى مجتمعنا الخليجي بوجه خاص والعربي بوجه عام

مشاركتي هي قصة حقيقية عشت أنا شخصياً أحداثها وكانت قصة مؤلمة ومفرحة في آن واحد وهي كالتالي:-


كان لي زميلة عمل وجدتها ذات صباح تبكي فسألتها عن سبب بكائها فأجابتني أن لديها صديقة متزوجة ولديها أربعة أولاد والخامسة وهي أصغرهم طفلة تبلغ من العمر حوالي الثلاث سنوات وأن هذه الصديقة منفصلة عن زوجها منذ ستة أشهر وتسكن مع أهلها ، قام الزوج ومنذ أن بدأ الإنفصال بترك الأولاد مع والدتهم واحتفظ بالطفلة لديه لعلمه بمدى تعلق الأم (الزوجة) بها مستخدماً إياها للضغط على زوجته للعودة إلى بيت الزوجية ، إلاً أن صديقتها (الزوجة) وبسبب كبريائها أبت أن تخضع للضغط وتعود إليه ، وأن حال الأم والطفلة هو ما يبكيها .


والله وما أن سمعت القصة ودون سابق إنذار وإذا بي أشعر بدفىء على وجنتي ، لقد نزلت دمعتي دون أن أشعر .

السؤال الذي يطرح نفسه كيف تهزني مثل هذه القصة التي أبكاني فيها حال الطفلة من خلال حرمانها من رؤية أمها وأنا غريب عنها .... ولا تهز والدها ؟؟؟ ... إنه والله أمر غريب وعجيب !!!!

المهم لقد سلبتني هذه القصة كل تفكيري معظم ذلك اليوم وأنا أردد داخل أعماقي (( معقول يصير مثل هالكلام ، معقول أن يكون هناك آباء بمثل هالقساوه )) ومضى اليوم إلى أن جاءت ساعة نومي المعتادة ، لكن من كثرة التفكير في الموضوع أصابني الأرق وما زاد الطين بله رؤيتي لطفلتي نائمة في سريرها بقرب أمها (زوجتي) وأنا أعلم أن هناك طفلة قد تكون تبكي الآن تنادي على أمها وأن هناك أم تبكي ألمً على فراق طفلتها ، والله ظللت أتقلب على فراشي يمنةً ويسرى وأحس بغصة في حنجرتي " مثل العقدة في البلعوم " وكنت طوال الليل أسأل نفسي : الكل يتحدث ويعبر عن رأية من كلا الطرفين (( الزوجة و الزوج )) ولكن ماذا عن الطفلة هل أحد استمع إليها ... هل سألها والدها بما تشعر ؟؟

عندها وإذا بي أقوم من فراشي وآتي بقلم وورقة وبدأت أكتب ما أحسست بأن الطفلة ترغب في قوله لأمها بسبب فراقها عنها وكأنني أتقمص شخص الطفلة في تلك الليلة وبدأت أكتب وأنا والله لست بكاتب أو أديب ولا أفقه في هذا المجال ولكن آمنت بأن الله جعل لكل شيء سبباً (( في نهاية القصة سوف تعلمون سبب قول هذا الكلام ))

كانت الرسالة التي اعتقدت أنها تعبر عن رأي الطفلة كالتالي :-

رسالة من طفله لأمها :-
أماه .. أنا مشتاقة لحنانك
أماه .. هل ترينني بمنامك
أماه .. حارت الدمعة في عيني
وأنا أسيرة أحزانك

البعد في صدري يؤلمني
والموج عنك يجرفني
أصارع فيك أنفاسي
وحنيني إليك يرجعني

سنين حياتي أمضيها
وأنت أحلى ما فيها
وإذا الأيام بنا طالت
سأعود كي لا تنسيها

أماه .. حضن دافئ يؤويني
أماه .. بك أحيا وتحيني
أماه .. لا بد القدر أن يخضع
ومن عطشي إليك ترويني


الأمر الغريب أنني ما أن فرغت من كتابة هذه الرسالة وإذا بي أحس براحة عجيبة بعدها تمكنت وبفضل من الله من النوم وفي صباح اليوم التالي قمت بطباعتها وتوجهت إلى زميلتي في العمل ومددت إليها بالورقة دون أن أنطق بكلمة وانصرفت عائداً إلى مكتبي ، وما حدث وعلمت به لاحقاً أنها قامت بإيصال هذه الرسالة إلى والدة الطفلة التي قامت هي بدورها من إيصالها إلى زوجها ، وكم كانت المفاجئة لي المخلوطة بالفرح أن علمت أنه وبسبب هذه الرسالة ولله الحمد والشكر حضر الأب ومعه الطفلة في نفس اليوم الذي استلم فيه الرسالة بعد غياب ستة أشهر إلى بيت أهل زوجته وكانت سبباً بعد الله في الصلح بينهما .

(( ٍٍسبحان من ألهمي كتابة هذه الرسالة وساق الأحداث في أن تصل إلى يد والد الطفلة وأنا لا أعرفه ولم يسبق لي أن قابلته لا سابقاً ولا لاحقاً ، مما زادني ذلك إيماناً أن لكل شيء سببا ))

انتهت القصة لكن تبقى العبرة

لماذا غير والد الطفلة موقفه الصلب ؟
لماذا غيرت والدة الطفلة موقفها الصلب ؟

الحقيقة : (( إن الكلام اللين يغلب الحق البين ))
أي أننا بالكلام اللين الرقيق نستطيع أن نأخذ ما نريد من صاحب الحق وهذا ما حصل في اعتقادي مع الزوجين

فإن كان هناك زوجان يعيشان حالة انفصال كالتي سردتها عليكم ، أتمنى عليهم أن يتمعنوا في حال أطفالهم فلذات أكبادهم قبل أن يتمادوا في عنجهيتهم وتفكيرهم الضيق المحدود الذي يدور حول ((أين كبريائي..أين كرامتي)) سواءً من رجل أم امرأة ، يا أخواني ويا أخواتي التنازلات في الحياة الزوجية أمر هام وضروري ، وإن كان ولا بد من الانفصال الذي قد يقود إلى الطلاق وهو ما لا يحثنا عليه ديننا الحنيف ، إلاً أنه يظل أمره عائداً أولاً وأخيراً للزوج والزوجة ولكن يجب عليهما ألاً يدخلا أطفالهم في صراعاتهم التي غالباً ما تكون أسبابها :-
سلطوية

فلنخاف الله جميعاً في أطفالنا الذين هم أمانة في أعناقنا

وأتمنى لي ولكم جميعاً حياة زوجية أسرية سعيدة
قولوا آمين



https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png
موضوع حصري لمنتديات شباب باتنة

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى