المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [بحث] الكلام على زيادة ( وَمَا ازْدَادَ عَبْدٌ مِنْ السُّلْطَانِ قُرْبًا إِلَّا ازْدَادَ مِنْ اللَّه



linnou
11-08-2013, بتوقيت غرينيتش 01:53 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

أما بعد :

قال العلامة مقبل الوادعي في أحاديث معلة ظاهرها الصحة ص421 :" 447- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص371): حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَكَمِ النَّخَعِيِّ عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مَنْ بَدَا جَفَا وَمَنْ اتَّبَعَ الصَّيْدَ غَفَلَ وَمَنْ أَتَى أَبْوَابَ السُّلْطَانِ افْتُتِنَ وَمَا ازْدَادَ عَبْدٌ مِنْ السُّلْطَانِ قُرْبًا إِلَّا ازْدَادَ مِنْ اللَّهِ بُعْدًا).

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح ، إلا الحسن بن الحكم وقد وثقه ابن معين وأحمد بن حنبل وحمل عليه ابن حبان ، وابن حبان يتجاوز الحد في التجريح.
لكن علة الحديث أن إسماعيل بن زكريا تفرد به ، هكذا قال ابن عدي (ج1ص312) : وهذا الحديث لا أعلم يرويه هكذا غير إسماعيل بن زكريا.
وقد خالف إسماعيلَ يعلى ومحمداً ابنا عبيد الطنافسيان فأبهما شيخ عدي بن ثابت.
قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص440): حدثنا يعلى ومحمد ابنا عبيد قالا حدثنا الحسن بن الحكم عن عدي بن ثابت عن شيخ من الأنصار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فذكره.
ولا يقال : إن الذي من الأنصار هو أبو حازم الأشجعي فإن أبا حازم الأشجعي هو مولى عزة الأشجعية نُسِبَ بأنه كوفي كما في "تهذيب الكمال" و"تهذيب التهذيب" و"الخلاصة" و الله أعلم.
ثم رأيت ابن أبي حاتم ذكره في "العلل"(ج2ص246) :فقال: وسألت أبي عن حديث ؛ رواه إسماعيل بن زكريا - فذكر السند المتقدم - قال أبي : كذا رواه ، ورواه غيره ، عن الحسن بن الحكم ، عن عدي بن ثابت ، عن رجل من الأنصار ، عن أبي هريرة ، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ ، وهو أشبه" انتهى كلامه

وجاء في علل الدارقطني :" س 1548- سُئِل عَن حَدِيثٍ رُوِي عَن أَبِي حازِمٍ ، عَن أَبِي هُرَيرة ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم : مَن بَدا جَفا ، ومَن تَبِع الصَّيد غَفَلَ.
فَقال : يَروِيهِ الحَسَنُ بِهِ الحَكَمُ النَّخَعِيُّ ، واختُلِف عَنهُ ؛ فَرَواهُ إِسماعِيلُ بن زَكَرِيّا ، عَنِ الحَسَنِ بنِ الحَكَمِ النَّخَعِيِّ ، عَن عَدِيِّ بنِ ثابِتٍ ، عَن أَبِي حازِمٍ ، عَن أَبِي هُرَيرة ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم.
ورَواهُ حاتِمُ بن إِسماعِيل ، ويَعلَى بن عُبَيدٍ ، ويَحيَى بن عِيسَى
الرَّملِيُّ ، عَنِ الحَسَنِ بنِ الحَكَمِ ، عَن عَدِيِّ بنِ ثابِتٍ ، عَن شَيخٍ مِن الأَنصارِ ، عَن أَبِي هُرَيرة ، قال رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلم.
وَرُوِي عَن شَرِيكٍ ، عَنِ الحَسَنِ بنِ الحَكَمِ ، عَن عَدِيٍّ ، عَنِ البَراءِ ، حَدَّثنا مُحَمد بن القاسِمِ بنِ زَكَرِيّا ، حَدَّثنا عَباد بن يَعقُوب ، حَدَّثنا شَرِيكٌ بِذَلِكَ من حديث الحسن عن أبي هريرة عنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم. "

أقول : وللحديث شاهد من حديث ابن عباس

قال أحمد في مسنده 3362 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ سَكَنَ الْبَادِيَةَ، جَفَا ، وَمَنِ اتَّبَعَ الصَّيْدَ، غَفَلَ ، وَمَنْ أَتَى السُّلْطَانَ، افْتَتَنَ "

أقول وأبو موسى الصنعاني شيخ سفيان مجهول عين فصارت رواية مبهم تعضد رواية مجهول ، وليس في خبر ابن عباس زيادة (وَمَا ازْدَادَ عَبْدٌ مِنْ السُّلْطَانِ قُرْبًا إِلَّا ازْدَادَ مِنْ اللَّهِ بُعْدًا) فدل على نكارتها

وقد قال الفيروزآبادي في رسالته في بيان ما لم يثبت فيه حديث من الأبواب :" باب إنشاد الشعر بعد العشاء وحفظ العرض بإعطاء الشعراء ومذمّة التعبّد بغير فقه، ومذمّة العلماء الذين يمشون إلى السلطان، ومسامحة العلماء، وزيارة الملائكة قبور العلماء، لم يثبت في ذلك شيء"

فلعله رأى أن رواية مجهول العين أو رواية المبهم لا تصلح في الشواهد

أو رأى أن هذا الحديث يخالف الحديث الصحيح

الذي رواه أحمد فقال 20265 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ عُقْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَمُرَةَ بْنَ جُنْدُبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمَسَائِلُ كُدُوحٌ يَكْدَحُ بِهَا الرَّجُلُ وَجْهَهُ، فَمَنْ شَاءَ أَبْقَى عَلَى وَجْهِهِ، وَمَنْ شَاءَ تَرَكَ، إِلَّا أَنْ يَسْأَلَ الرَّجُلُ ذَا سُلْطَانٍ، أَوْ يَسْأَلَ فِي الْأَمْرِ لَا يَجِدُ مِنْهُ بُدًّا "، قَالَ: فَحَدَّثْتُ بِهِ الْحَجَّاجَ، فَقَالَ: " سَلْنِي فَإِنِّي ذُو سُلْطَانٍ "

قال العلامة ابن الوزير في العواصم (8/200) :" ومن ذلك ما رواه أبو داود في " سننه " عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه نهى عن المسألة، إلاَّ أن يسأل الرجل ذا سلطانٍ، فهذا عامٌّ في سلاطينِ العدلِ والجَوْرِ، وليس يمكنه السؤال إلاَّ بضربٍ من المخالطة"

ومعلومٌ أن تحسين الحديث لغيره مرتبطٌ بكونه لا يخالف الأحاديث الصحيحة كما قال الترمذي ( وألا يكون شاذاً )

وقد عقد ابن الوزير باباً في العواصم في جواز ذلك ، وصنف الشوكاني رسالةً أسماها ( رفع الأساطين ) ، ولكنك تجد في بعض آثار السلف التثريب على من يخالط السلاطين فكيف يجمع بين هذا وذاك

فيقال : أن الأمر يختلف باختلاف السلاطين وعدلهم وجورهم ، وباختلاف حال الداخل عليهم ومقدرته على الاحتراز منهم ، وبذل النصح لهم

قال ابن الجوزي في تلبيس إبليس ص149:" وقد كان سفيان الثوري رضي الله عنه يقول ما أخاف من إهانتهم لي _ يعني الأمراء _ إنما أخاف من إكرامهم فيميل قلبي إليهم وقد كان علماء السلف يبعدون عن الأمراء لما يظهر من جورهم فتطلبهم الأمراء لحاجتهم اليهم في الفتاوى والولايات فنشأ أقوام قويت رغبتهم في الدنيا فتعلموا العلوم التي تصلح للأمراء وحملوها إليهم لينالوا من دنياهم ويدلك على أنهم قصدوا (ذلك) بالعلوم أن الأمراء كانوا قديما يميلون إلى سماع الحجج في الأصول فأظهر الناس علم الكلام ثم مال بعض الأمراء إلى المناظرة في الفقه فمال الناس إلى الجدل ثم (مال) بعض الأمراء إلى المواعظ فمال خلق كثير من المتعلمين إليها ولما كان جمهور العوام يميلون إلى القصص كثر القصاص وقل الفقهاء"

أقول : ما قاله ابن الجوزي مشاهد والله المستعان ، ولعل الحديث إن صح يحمل على من كان ضعيف الديانة ، أو من كان أئمته لا ينتصحون ويفتنون الناس

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم



https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى