المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [بحث] الكلام على زيادة ( التسمية ثلاثاً ) في دعاء الركوب



romaissa
11-08-2013, بتوقيت غرينيتش 01:53 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه


أما بعد :

قال الترمذي في جامعه 3446 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيًّا، أُتِيَ بِدَابَّةٍ لِيَرْكَبَهَا، فَلَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الرِّكَابِ، قَالَ: «بِسْمِ اللَّهِ» ثَلَاثًا، فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَى ظَهْرِهَا، قَالَ: «الحَمْدُ لِلَّهِ» ، ثُمَّ قَالَ: " {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا، وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} "، ثُمَّ قَالَ: «الحَمْدُ لِلَّهِ» ثَلَاثًا، «اللَّهُ أَكْبَرُ» ثَلَاثًا، «سُبْحَانَكَ إِنِّي قَدْ ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ» ، ثُمَّ ضَحِكَ. فَقُلْتُ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ ضَحِكْتَ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَنَعَ كَمَا صَنَعْتُ، ثُمَّ ضَحِكَ، فَقُلْتُ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ ضَحِكْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: " إِنَّ رَبَّكَ لَيَعْجَبُ مِنْ عَبْدِهِ إِذَا قَالَ: رَبِّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ غَيْرُكَ «وَفِي البَابِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ.» هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ "

أقول : انفرد أبو الأحوص بذكر التسمية ثلاثاً من دون جمع رووا الحديث عن أبي إسحاق ولم يذكروا هذه الزيادة وهم

1_ شريك بن عبد الله وحديثه عند أحمد (753) وقد ذكر التسمية ولم يذكر التثليث ورواية شريك عن أبي إسحاق قوية أثنى عليها أهل العلم

2_ معمر بن راشد وحديثه في جامعه (68)

3_ إسرائيل بن يونس وحديثه عند أحمد (1056) وقد ذكر التسمية ولم يذكر تثليثها

4_ علي بن سليمان وحديثه عند ابن حبان في صحيحه (2697)

5_ منصور بن المعتمر وحديثه عند أبي يعلى (586)

6_ سفيان الثوري وحديثه عند المحاملي في الدعاء (13) والآجري في الالشريعة الاسلامية (645) و الخطيب في الجامع ( 1737) وهذا لم يذكر التسمية أصلاً


بل إن أبا الأحوص نفسه قد روي عنه هذا الحديث دون ذكر التثليث ، فقد روى هذا الخبر أبو داود في سننه ( 2602) عن مسدد عنه دون ذكر التثليث ، وكذا رواه البيهقي في الأسماء والصفات (929) من طريق عمرو بن عون عن أبي الأحوص بدون ذكر التسمية ثلاثاً ، وإنما ذكر التسمية فقط

بل إن ابن حبان روى هذا الحديث في صحيحه (2698 ) من طريق الترمذي نفسه عن قتيبة عن أبي الأحوص ولم يذكر التثليث

وكذا رواه النسائي في الكبرى (8799 ) عن قتيبة دون ذكر التثليث في التسمية

بل إن الترمذي نفسه روى الخبر في الشمائل المحمدية فقال 231 - حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا أبو الأحوص ، عن أبي إسحاق ، عن علي بن ربيعة قال : شهدت عليا ، أتي بدابة ليركبها فلما وضع رجله في الركاب قال : بسم الله ، فلما استوى على ظهرها قال : الحمد لله ، ثم قال : ( سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ) ( وإنا إلى ربنا لمنقلبون ) . ثم قال : الحمد لله ثلاثا ، والله أكبر ثلاثا ، سبحانك إني ظلمت نفسي ، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، ثم ضحك . فقلت له : من أي شيء ضحكت يا أمير المؤمنين ؟ قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صنع كما صنعت ثم ضحك فقلت : من أي شيء ضحكت يا رسول الله ؟ قال : « إن ربك ليعجب من عبده إذا قال : رب اغفر لي ذنوبي ، إنه لا يغفر الذنوب غيرك »

هذا هو عين طريقه في الجامع ، ولم يذكر التسمية ثلاثاً فلعله وهم من النساخ

ورواية أبي إسحاق لها علة على شهرتها بين الأئمة

قال البخاري في المادة التاريخ الأوسط :" 323- وقال عَبد الرحمن بن مهدي وذكر عنده حديث علي بن ربيعة * الذي رواه يحيى القطان عن شعبة ، عن أبي إسحاق * عن علي بن ربيعة قال : كنت ردف علي فلما أن ركب قال سبحان الذي سخر لنا هذا.
وقال عَبد الرحمن : قال شعبة : قلت لأبي إسحاق : ممن سمعته قال من يونس بن خباب قال : فأتيت يونس بن خباب فقلت ممن سمعته قال من رجل أراه علي بن ربيعة"

وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ( 1/168) :" حدثني أَبي، حَدثنا أَبو زياد حماد بن زاذان، قال: سَمِعتُ عَبد الرَّحمن بن مهدي يقول: قال شُعبة قلت لأَبي إِسحاق: من حدثك عن علي بن ربيعة قال كنت ردف علي فلما ركب قال سبحان الذي سخر لنا هذا؟ قال: سَمِعتُ من يُونُس بن خباب فأتيت يُونُس بن خباب فقلت من حدثك؟، قال: حَدثني رجل عن علي بن ربيعة.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: وكتب إلى عَبد الرَّحمن بن بشر النيسابوري عن عَبد الرَّحمن بن مهدي بنحو ذلك"

وقال ابن أبي حاتم في العلل :" 799- وسألتُ أبي ، عن حديثٍ ، رواه الثوري وغيره ، عن أبي إسحاق ، عن علي بن ربيعة قال كنت رديف على فقال حين ركب الحمد لله ثلاثا سبحان الذي سخر لنا هذا وذكر الحديث.
فقال أبي حدثني أبو زياد القطان عن يحيى بن سعيد قال كنت أعجب من حديث على ابن ربيعة كنت ردف على لأن على بن ربيعة كان حدثا في عهد على ومثله أنكرت ان يكون ردف علي حتى حدثنا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن علي بن ربيعة.
قلت لسفيان سمعه أبو إسحاق من على بن ربيعة فقال سألتُ أبا إسحاق عنه فقال حدثنى رجل ، عن علي بن ربيعة"

أقول : يونس ضعيف بل قال البخاري :" منكر الحديث " واتهمه الجوزجاني بالكذب وتركه القطان وابن مهدي وقال ابن معين :" لا شيء "

فإن قلت أن أبا إسحاق قد صرح في بعض الطرق

قلت : لعل ذلك من آثار اختلاطه فإنه كان قد اختلط وشعبة وسفيان رويا عنه قبل الاختلاط

وقد توبع أبو إسحاق من قبل المنهال بن عمرو فرواه عن علي بن ربيعة عند الحاكم في المستدرك (2537 ) ، والمحاملي في الدعاء ( 19) ، والطبراني في الدعاء (778) وصرح فيها أنه كان ردف علي

ولكن ينبغي النظر فيما انفردت به رواية أبي إسحاق عن رواية المنهال فتضعف تلك الزيادات

قال الطبراني في الدعاء ( وروايته أتم رواية ) : 778 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْعِجْلِيُّ، ثنا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: كُنْتُ رِدْفًا لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَلَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الرِّكَابِ قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ، فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَى ظَهْرِ الدَّابَّةِ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ اللَّهُ أَكْبَرُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} ثُمَّ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، ثُمَّ ضَحِكَ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا يُضْحِكُكَ؟ فَقَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَنَعَ كَمَا صَنَعْتُ، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ كَمَا قُلْتَ لِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَضْحَكُ إِلَى عَبْدِهِ إِذَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، قَالَ: «عَبْدِي عَرَفَ أَنِّي أَغْفِرُ وَأُعَاقِبُ»

تزيد رواية أبي إسحاق المعلولة بذكر ( الحمد لله ) مرةً رابعة قبل الثلاث المتوالية عند الاستواء على الدابة وهذا غير موجود في رواية المنهال

ثم إن الدعاء مختلف بين الروايتين ففي رواية أبي إسحاق يقول :" إِنَّ رَبَّكَ لَيَعْجَبُ مِنْ عَبْدِهِ إِذَا قَالَ: رَبِّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ غَيْرُكَ" ، وهنا في رواية المنهال يقول (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَضْحَكُ إِلَى عَبْدِهِ إِذَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، قَالَ: «عَبْدِي عَرَفَ أَنِّي أَغْفِرُ وَأُعَاقِبُ)

وإن كان الدعاء في البداية متفقٌ تقريباً

وفي رواية أبي إسحاق يقول ( إن الله ليعجب ) ، وكذا هي رواية الحاكم لحديث المنهال ، ولكن في رواية المحاملي والطبراني ( إن الله ليضحك ) وهي أصح لأن المحاملي رواها عن أبي حاتم الرازي ، والطبراني رواها عن بشر بن موسى كلاهما عن عبد الله بن صالح العجلي وهو ثقة عن فضيل به ، وأما رواية الحاكم وإن كان رجالها ثقات إلى أنني أخشى من دخول الروايات على بعضها ، ويبدو أن الأكثر أولى بالحفظ فروايتها رواها اثنان أولى من رواية واحد ، وقد وردت رواية ( يضحك ) في بعض روايات حديث أبي إسحاق والأكثر رواها عنه ( يعجب )

والخلاصة : أن زيادة التسمية ثلاثاً شاذة ، وكذا زيادة الحمد لله الرابعة التي قبل الثلاث المتوالية

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم


https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى