المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : احتساب الأجر وإخلاص النية



admin
11-08-2013, بتوقيت غرينيتش 01:42 PM
http://www.allshmr.com/salaam.gif

احتساب الأجر وإخلاص النية
إن المسلم يعلم أن الله عز وجل خلق البشر من أجل عبادته سبحانه، ولذلك فإن المسلم يؤدي جميع أعماله التي تعود عليه أو على غيره بالنفع في الدنيا أو الآخرة طلباً للأجر من الله عز وجل كما قال سبحانه (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رءوف بالعباد ) البقرة 207
ولا يقتصر احتساب الأجر على الأعمال التي لا تفعل على جهة العبادة، بل احتساب الأجر عند الله يكون على جميع الأعمال النافعة كما جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن المسلم إذا أنفق على أهله نفقة وهو يحتسبها كانت له صدقة)، وفي الحديث الآخر: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) وهذا يشمل جميع الأعمال .
والطبيب المسلم يمكنه المتاجرة مع الله من خلال إخلاص النية لله واحتساب الأجر، وذلك من أوجه عديدة منها ما يأتي
1. أن علم الطب مما أمر الله بتعلمه ودراسته لحاجة الناس إليه وعدم استغنائهم عنه، فينوي المسلم بدراسته التقرب لله بذلك. ومن المقرر عند كثير من فقهاء الالشريعة الاسلامية أن دراسة الطب من فروض رسمية الكفايات التي تأثم الأمة إذا لم يوجد من يتخصص فيه، ويسقط الإثم بتوجه البعض إليه
ومن لم يقل ذلك قال بأنه يستحب تعلمه، ويؤجر العبد على ذلك إذا نوى الحصول على الأجر الأخروي .
2. أن تقديم الخدمات الطبية مما يؤجر عليه الطبيب إذا احتسب الأجر فيه عند الله عز وجل، فإن الله حث على نفع الخلـق وإغاثة الملهوفين قـال تعالى (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً) المائدة 32
ومما فسرت به الآية عمل الأطباء، وفي الحديث: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) .
3. زيارة المريض من القربات التي جاءت النصوص الشرعية بفضلها وعظيم أجرها، ففي الحديث: (من عاد مريضاً لم يزل في خرفة الجنة)–يعني ثمارها-، وفي الحديث الآخر: (ما من مسلم يعود مسلماً غدوة -أي صباحاً- إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن عاده عشية إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح وكان له خريف في الجنة ) فينوي الطبيب بزيارته للمريض الحصول على هذا الأجر؛ ليحصل على الثواب المذكور. وكون الطبيب يتقاضى مرتباً أو أجرة من المريض أو المستشفى لا ينافي احتساب الأجر في معالجته أو زيارته، لأن هذه الأعمال يصح للعبد أن ينوي فيها الأمرين معاً؛ وإذا كان النظام يسمح لطبيب المستشفيات الحكومية بالعمل في القطاع الخاص فلا يصح أن يؤثر عمله الخاص على عمله الحكومي، ولا يصح له استغلال عمله الحكومي لمصلحة عمله الخاص كما لو استمال مراجعي المستشفى إلى عيادته الخاصة .
وباستحضار هذه النية يخلص الإنسان في عمله، ويجعله ذلك يؤدي واجبات هذه المهنة على أحسن وجه وأفضل طريقة؛ لأنه يرجو الأجر والثواب من الله الذي يطلع عليه ويعلم خفايا أمره وسيحاسبه على كل أعماله .

منقـــــــــــــــــــــــــــول من
كتاب كامل
أخلاقيات الطبيب المسلم
للشيخ الدكتور . سعد بن ناصر الشثري حفظه الله .






https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى