المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أين نحن من هؤلاء في رمضان ؟؟؟



admin
11-08-2013, بتوقيت غرينيتش 01:38 PM
أين نحن من هؤلاء في رمضان ؟؟؟

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير خلق الله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه إلى يوم الدين أما ... بعد :

شهر رمضان وما أدراك ما رمضان ، فيه تنزل الرحمات وفيه تسكب العبرات ، كم من عباد لله من المعتقين من النار فيه وكم من عباد رضي عنهم الرحمن وكم من عباد قد غضب عليهم الجبار ، وإنه فيما مضى كان هناك عباد لله تتساقط دموعهم من خشية الله ومن كلام الله ، ترى جباههم ساجدة خاضعة لله وقد سالت على خدودهم أغلى الدموع وأعز الدموع ، يقرأون القرآن بسعادة ليس لها مثيل ، ويرددون ببهجة وفرحة التهليل والتسبيح والتكبير ، لو رأيتهم لأصبت بالدهشة والذهول ، أتعبوا من بعدهم ، لو قرأت عن أخبارهم وسيرتهم لذرفت عيناك حبا ً لهم وشوقا ً لملاقاتهم ، نحن نحبهم ونريد أن نكون مثلهم ونسير على خطاهم وسيرتهم ، استقوا الأخلاق الفاضلة العظيمة من سيد البشر أجمعين فتوارثوها المخلصون المتقون جيل بعد جيل ، إنهم أعلام الهدى ومصابيح الدجى ، السلف الصالح رضي الله عنهم .



وقبل الشروع في سيرة هؤلاء الأعلام لنا وقفة مع معلمهم وحبيبنا وحبيبهم سيد البشر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كيف كان في رمضان عليه الصلاة والسلام :



أولاً: الأسوة الحسنة صلى الله عليه وسلم

قال ابن القيم رحمه الله تعالى في زاد المعاد (2/32) : فصل : وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان: الإكثار من أنواع العبادات، فكان جبريل عليه الصلاة والسلام يدارسه القرآن في رمضان، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجـود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، يكثر فيـه الصدقة،والإحسان، وتلاوة القرآن والصلاة والذكر، والاعتكاف. وكان يخص رمضان من العبادة ما لا يخص غيره به من الشهور ، حتى إنه كان ليواصل فيه أحياناً ليوفر ساعات ليله ونهاره على العبادة).





لا إله إلا الله ، حق لهؤلاء الأفذاذ أن يكونوا أعلاما ً في الهدى والتقى فقدوتهم سيد الأولين والآخرين فاستحقوا الثناء العطر والسيرة الجميلة الندية .





ثانياً : حال السلف مع القرآن

* عن مسبح بن سعيد قال : كان محمد بن إسماعيل البخاري ، إذا كان أول ليلة من شهر رمضان ، يجتمع إليه أصحابه فيصلي بهم ويقرأ في كل ركعة عشرين آية، وكذلك إلى أن يختم القرآن .

وكان يقرأ في السحر ما بين النصف إلى الثلث من القرآن ، فيختم عند الإفطار كل ليلة ويقول : عند كل الختم ؛ دعوة مستجابة . (مادة التاريخ بغداد 2 / 12 صفة الصفوة 4/170).

* عن ذي الرياستين قال : إن المأمون ختم في شهر رمضان ثلاثاً وثلاثين ختمةً ، أما سمعتم في صوته بحوحة؟ إن محمد بن أبي محمد اليزيدي في أذنه صمم ، فكان يرفع صوته ليسمع ، وكان يأخذ عليه . (مادة التاريخ بغداد 10 / 190) .

* عن عبد الله بن محمد بن اللبان أنه صلى بالناس صلاة التراويح في جميع الشهر ، وكان إذا فرغ من صلاته بالناس في كل ليلة لا يزال قائماً في المسجد يصلي حتى يطلع الفجر، فإذا صلى الفجر دارس أصحابه ، وسمعته يقول : لم أضع جنبي للنوم في هذا الشهر ليلاً ولا نهاراً وكان ورده كل ليلة فيما يصلي لنفسه سبعاً من القرآن يقرأه بترتيل وتمهل ولم أرى أجود ولا أحسن قراءة منه . (مادة التاريخ بغداد 10 / 144) .

* * عن منصور بن إبراهيم قال : كان الأسود يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين، وكان ينام بين المغرب والعشاء، وكان يختم القرآن في غير رمضان في كل ست ليال. [صفة الصفوة 3/23]

* أبو الأشهب قال : كان أبو رجاء يختم بنا في رمضان كل عشرة أيام. [صفة الصفوة 3/221] .

* سلام بن أبي مطيع عن قتادة أنه كان يختم القرآن في كل سبع ليال مرة، فإذا جاء العشر ختم في كل ليلة مرة. [صفة الصفوة 3/259]




ثالثاً : حال السلف مع الصدقات


* كان محمد بن عبد الله الأسدي يصوم الدهر, وكان إذا تسحر برغيف لم يصدع , فإذا تسحر بنصف رغيف صدع من نصف النهار إلى آخره , فإن لم يتسحر صدع يومه أجمع . (مادة التاريخ بغداد 5 / 404 ) .

* صام داود الطائي أربعين سنة ما علم به أهله , وكان خرازاً , وكان يحمل غداءه معه , ويتصدق به في الطريق , ويرجع إلى أهله يفطر عشاء لا يعلمون أنه صائم . (مادة التاريخ بغداد 8 / 350) .

* كان أحمد بن سلمان النجاد يصوم الدهر , ويفطر كل ليلة على رغيف, ويترك منه لقمة , فإذا كان ليلة الجمعة تصدق بذلك الرغيف, وأكل تلك اللقم التي استفضلها. (مادة التاريخ بغداد 4 / 191)

* كان محمد بن جعفر شجاعاً عاقلاً فاضلاً ، وكان يصوم يوماً ويفطر يوماً ، وكانت زوجته خديجة بنت عبد الله بن الحسين تقول : ما خرج من عندنا في ثوب قط فرجع حتى يكسوه . (مادة التاريخ بغداد 2 / 113) .

* عن الحسن بن علي الوشاء قال : كنت عند معروف , وكان قد أعد لإفطاره رغيفاً وجزرة كبيرة . قال : فجاء سائل , فسأله . قال : فطوى الرغيف بابتين فأعطى السائل نصفه , وأكل هو النصف الآخر, والجزرة . قال : وجاء سائل , فسأل فلم يعطه شيئاً . فقال لـه : ادع بكذا وكذا دعاء علمه إياه , فإنه ما دعا به أحد إلا رزق . قال : فدعا به السائل , فجاءه انسان فأعطاه شيئاً. (مادة التاريخ بغداد 13 / 203) .

* عن ابن سعد قال: كان أبي سعد بن إبراهيم إذا كانت ليلة إحدى وعشرين وثلاث وعشرين، وخمس وعشرين، وسبع وعشرين، وتسع وعشرين، لم يفطر حتى يختم القرآن وكان يفطر فيما بين المغرب والعشاء الآخرة. وكان كثيرا إذا أفطر يرسلني إلى مساكين فيأكلون معه رحمه الله. (صفة الصفوة 2/146-147) .




رابعاً : حال السلف مع القيام


* كان محمد بن إسماعيل البخاري، إذا كان أول ليلة من شهر رمضان، يجتمع إليه أصحابه فيصلي بهم ويقرأ في كل ركعة عشرين آية، وكذلك إلى أن يختم القرآن .

وكان يقرأ في السحر ما بين النصف إلى الثلث من القرآن ، فيختم عند الإفطار كل ليلة ويقول : عند كل الختم ؛ دعوة مستجابة . (مادة التاريخ بغداد 2 / 12) .



* عن عبد الله بن محمد بن اللبان أنه صلى بالناس صلاة التراويح في جميع الشهر ، وكان إذا فرغ من صلاته بالناس في كل ليلة لا يزال قائماً في المسجد يصلي حتى يطلع الفجر، فإذا صلى الفجر دارس أصحابه، وسمعته يقول : لم أضع جنبي للنوم في هذا الشهر ليلاً ولا نهاراً وكان ورده كل ليلة فيما يصلي لنفسه سبعاً من القرآن يقرأه بترتيل وتمهل ولم أر أجود ولا أحسن قراءة منه . (مادة التاريخ بغداد 10 / 144)



* عن زر بن حبيش قال : قلت لأبي بن كعب : إن عبد الله بن مسعود يقول : من يقم الشهر يدرك ليلة القدر فقال : إنه ليعلم أنها ليلة سبع وعشرين . (مادة التاريخ بغداد 4 / 218) .

* أبو الأشهب قال: كان أبو رجاء يختم بنا في رمضان كل عشرة أيام. [صفة الصفوة 3/221] .

* عن هشام قال: كان ابن سيرين يحيى الليل في رمضان. [صفة الصفوة 3/247] .




خامساً: حال السلف مع النفس

* عن أبي عبد الرحمن سفيان بن وكيع بن الجراح قال : حدثني أبي قال : كان أبي وكيع يصوم الدهر, فكان يبكر, فيجلس لأصحاب الحديث إلى ارتفاع النهار , ثم ينصرف , فيقيل إلى وقت صلاة الظهر, ثم يخرج , فيصلي الظهر, ويقصد طريق المشرعة التي كان يصعد منها أصحاب الروايا, فيريحون نواضحهم, فيعلمهم من القرآن ما يؤدون به الفرض رائع إلى حدود العصر, ثم يرجع إلى مسجده , فيصلي العصر, ثم يجلس فيدرس القرآن , ويذكر الله إلى آخر النهار , ثم يدخل إلى منزله فيقدم إليه إفطاره, وكان يفطر على نحو عشرة أرطال من الطعام, ثم يقدم لـه قربة فيها نحو من عشرة أرطال نبيذ فيشرب منها ماطاب لـه على طعامه , ثم يجعلها بين يديه, ويقوم فيصلي ورده من الليل , وكلما صلى ركعتين أو أكثر من شفع أو وتر شرب منها حتى ينفذها , ثم ينام . (مادة التاريخ بغداد 13 / 471) .

* عن أبي الفرج محمد بن عمران الخلال قال : كان ورد القاضي أبي بكر محمد بن الطيب في كل ليلة عشرين ترويحة ، ما يتركها في حضر ولا سفر ، قال : وكان كل ليلة إذا صلى العشاء وقضى ورده، وضع الدواة بين يديه وكتب خمساً وثلاثين ورقة تصنيفاً من حفظه، وكان يذكر أن كتبه بالمداد أسهل عليه من الكتب بالحبر ،فإذا صلى الفجر دفع إلى بعض أصحابه ما صنفه في ليلته ، وأمره بقراءته عليه وأملى عليه الزيادات فيه. (مادة التاريخ بغداد 5/ 380) .


* عن الحسن قال : كان عامر بن عبد قيس إذا صلى الصبح تنحى في ناحية المسجد فقال: من أقرئه؟ قال: فيأتيه قوم فيقرئهم حتى إذا طلعت الشمس وأمكنته الصلاة قام يصلى إلى أن ينتصف النهار، ثم يرجع إلى منزله فيقيل ثم يرجع إلى المسجد إذا زالت الشمس فيصلى حتى يصلى الظهر، ثم يصلى إلى العصر فإذا صلى العصر تنحى في ناحية المسجد، ثم يقول: من أقرئه ؟ قال: فيأتيه قوم فيقرئهم حتى إذا غربت الشمس صلى المغرب ثم يصلى حتى يصلى العشاء الآخرة ، ثم يرجع إلى منزله فيتناول أحد رغيفيه فيأكل، ثم يهجع هجعة خفيفة، ثم يقوم فإذا أسحر الراوي رغيفه الآخر فأكله ثم شرب عليه شربة من ماء، ثم يخرج إلى المسجد. [صفة الصفوة 3/209-210] .





سادساً : حال السلف مع دروس مفصلة العلم

* عن أبي الفرج محمد بن عمران الخلال قال : كان ورد القاضي أبي بكر محمد بن الطيب في كل ليلة عشرين ترويحة ، ما يتركها في حضر ولا سفر ، قال : وكان كل ليلة إذا صلى العشاء وقضى ورده، وضع الدواة بين يديه وكتب خمساً وثلاثين ورقة تصنيفاً من حفظه ، وكان يذكر أن كتبه بالمداد أسهل عليه من الكتب بالحبر ،فإذا صلى الفجر دفع إلى بعض أصحابه ماصنفه في ليلته ، وأمره بقراءته عليه وأملى عليه الزيادات فيه . (مادة التاريخ بغداد 5 / 380) .





سابعاً: حال السلف مع أسرهم

* عن محمد بن زهير بن محمد قال: كان أبي يجمعنا في وقت ختمة القرآن في وقت شهر رمضان في كل يوم وليلة ثلاث مرات تسعين ختمة في شهر رمضان (مادة التاريخ بغداد 8/485 ، صفة الصفوة 2/400) .





ثامناً : حال السلف مع الاعتكاف

* عن عطاء قال : المعتكف كأنه محرم بين يدي الرحمن تعالى، يقول لا أبرح حتى تغفر لي . (مادة التاريخ بغداد 5 / 175) .




هذه أحوالهم فما أسعدها من أحوال وما أجملها من حياة ، أحبوا الله فقرأوا كتاب كامله وتدبروا معانيه وأحبوا رسوله صلى الله عليه وسلم فساروا على نهجه وسلكوا طريقته ، نشروا دين الله في الآفاق وجاهدوا في سبيله لإعلاء كلمته سبحانه حبا ً في الله وفي رسوله صلى الله عليه وسلم وحبا ً في دين الاسلام ونشره فكافأهم الله تعالى بجهادهم وصبرهم وبذلهم النفس في سبيله برضوانه عليهم ودخول جناته والنعيم المقيم .




وهذه حالنا نحن في رمضان وغيره تقصير في الواجبات وارتكاب للمعاصي والمحرمات ، فمن قطيعة رحم إلى استماع للأغاني المحرمة والغيبة والنميمة ، وشرب الدخان المحرم ، وظلم الناس وغيرها من الأمور المخالفة للشرع والتي نهى عنها سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم .


فإلى الله نشكو ضعفنا وقلة حيلتنا وتسلط الشيطان علينا وظهور المنكرات التي لم تكن من قبل وفشوها بين المسلمين وتسلط أهل الشر على أهل الخير ، إلا أننا ندعو إلهنا وخالقنا ومعبودنا لا إله بحق سواه أن يغفر لنا زلاتنا وأن يكفر عنا سيئاتنا وأن يقبل توبتنا وأن يتوفانا وهو راض عنا وأن يلحقنا بالصالحين ، والله جل وعلا ناصر دينه وكتاب كامله وعباده المؤمنين لا شك في ذلك وكل ما نراه ابتلاء ليعرف الصادق الصابر من الكاذب الجازع .


{ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ ، وَلَنُسْكِنَنَّكُمْ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ } سورة الحجر الآية : 13 -14 .



والحمد لله رب العالمين .

منقول



https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى