المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تخريج حديث: « أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم »، وشواهده



romaissa
11-08-2013, بتوقيت غرينيتش 01:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فإن من الأحاديث المعروفة في أبواب الحدود: حديث: «أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم»، وقد ورد بأسانيد وطرق متعددة، وجاءت له شواهد بعدة ألفاظ.
وضعف الحديث بعض الأئمة، وقواه بعضهم، فكتبت هذه الدراسة؛ ليتبين الأمر. والله الموفق والمسدد.

أولاً: تخريج حديث عائشة -رضي الله عنها-:
1- ابن حزم عن عمرة بنت عبدالرحمن عن عائشة:
أ- أبو بكر بن نافع عنه:
أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده (1142)، والطحاوي في بيان مشكل الآثار (2369) عن إبراهيم بن مرزوق، كلاهما عن أبي عامر العقدي، والبخاري في الأدب المفرد (465) والطحاوي في بيان مشكل الآثار (2370) من طريق عبدالله بن عبدالوهاب الحجبي، ومحمد بن خلف وكيع في أخبار القضاة (1/175) عن علي بن شعيب، وأبو الشيخ في الأمثال (124) من طريق أحمد بن منيع، كلاهما عن أبي قطن عمرو بن الهيثم بن قطن، وأبو يعلى في مسنده (4953) عن أبي معمر القطيعي، والطحاوي في بيان المشكل (2368) عن صالح بن عبدالرحمن بن عمرو بن الحارث، وابن حزم في المحلى (11/404) من طريق أبي عبدالله([1] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn1))، كلاهما سعيد بن منصور، والطحاوي في بيان المشكل (2367) من طريق أسد بن موسى، و(2371) من طريق يحيى بن مسلمة، وابن حبان في صحيحه (94) عن الحسن بن سفيان، وأبو الشيخ في الأمثال (123) عن أبي يعلى الموصلي، وأبو الشيخ([2] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn2)) -ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال (33/149)- عن محمد بن الحسن البصري، ثلاثتهم عن سعيد بن عبدالجبار، وابن حبان (94) من طريق قتيبة، وابن حبان (94) وأبو الشيخ([3] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn3)) -ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال (33/148)- من طريق محمد بن الصباح، والطبراني في الأوسط (3139) ومكارم الأخلاق (61) من طريق نعيم بن حماد، والبيهقي في السنن (8/334) والشعب (7956) من طريق يحيى بن يحيى،
كلهم -اثنا عشر راويًا- عن أبي بكر بن نافع، قال: حدثني أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، قال: قالت عمرة: قالت عائشة: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: «أقيلوا ذوي الهيئات زلاتهم»، لفظ وإسناد أبي عامر العقدي -عند ابن راهويه-، ولبعضهم: «عثراتهم»، وزاد نعيم بن حماد: «ما لم يكن حدًّا».
إلا أنهم اختلفوا في شيخ أبي بكر بن نافع:
- فقال أبو عامر العقدي -عند الطحاوي-، وعبدالله بن عبدالوهاب، وأبو قطن، وسعيد بن منصور -عند الطحاوي-، وأسد بن موسى، وسعيد بن عبدالجبار -عند ابن حبان-، وقتيبة، ومحمد بن الصباح، ويحيى بن يحيى: عن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم،
- وقال أبو عامر العقدي -عند ابن راهويه-، وأبو معمر القطيعي، وسعيد بن منصور -عند ابن حزم-، وسعيد بن عبدالجبار -عند أبي الشيخ في الأمثال-، ونعيم بن حماد: عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم -والد محمد-،
- وقال سعيد بن عبدالجبار -عند أبي الشيخ في الحدود-: عن عبدالله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم،
- وقال يحيى بن مسلمة: عن أبي الرجال.
ب- عبدالملك بن زيد عن ابن حزم:
أخرجه أحمد (6/181) -ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال (18/310)- والنسائي في الكبرى (7254) -ومن طريقه الطحاوي في بيان المشكل (2377) وابن حزم في المحلى (11/405)- وأبو نعيم في الحلية (9/43) من طريق عبدالرحمن بن مهدي، وأبو داود (4375) -ومن طريقه ابن حزم في المحلى (11/404)- عن جعفر بن مسافر، ومحمد بن سليمان الأنباري، والطحاوي في بيان المشكل (2376) والبيهقي في الكبرى (8/267، 334) والصغرى (3488) ومعرفة السنن (13/75) والضياء المقدسي في المنتقى من مسموعاته بمرو (ق48أ) والمزي في تهذيب الكمال (18/309) من طريق محمد بن عبدالله بن عبدالحكم، والطحاوي في بيان المشكل (2376) عن يونس بن عبدالأعلى، وابن عدي في الكامل (5/308) من طريق أحمد بن عمرو بن السرح، والدارقطني (3/207) من طريق رزق الله بن موسى، ستتهم عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك،
كلاهما (ابن مهدي وابن أبي فديك) عن عبدالملك بن زيد، عن عن محمد بن أبي بكر بن حزم، عن أبيه، عن عمرة، عن عائشة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود»، إسناد ولفظ عبدالرحمن بن مهدي.
إلا أنه اختُلف على ابن أبي فديك في ذكر والد محمد بن أبي بكر بن حزم وإسقاطه:
- فأسقطه جعفر بن مسافر، ومحمد بن سليمان الأنباري([4] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn4))،
- وذكره الباقون.
ج- عبدالرحمن بن محمد بن أبي بكر بن حزم عنه:
أخرجه النسائي في الكبرى (7253) والطحاوي في بيان المشكل (2372) والعقيلي في الضعفاء (2/343) -ومن طريقه ابن حزم في المحلى (10/524)- من طريق عطاف بن خالد، قال: أخبرني عبدالرحمن بن محمد بن أبي بكر بن حزم، عن أبيه، عن عمرة، عن عائشة، قالت: قال رسول -صلى الله عليه وسلم-: «أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم».
د- عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالله بن عمر عنه:
أخرجه الشافعي في الأم (7/368) -ومن طريقه البيهقي في معرفة السنن (13/75)- عن إبراهيم بن محمد، والنسائي في الكبرى (7257) والطحاوي في بيان المشكل (2373) والخرائطي في اعتلال القلوب (265) وابن حزم في المحلى (11/404) وابن عساكر في مادة التاريخ دمشق (36/298، 299) من طريق عبدالرحمن بن أبي الرجال، والنسائي في الكبرى (7258) والطحاوي في بيان المشكل (2374) من طريق معن بن عيسى، والنسائي في الكبرى (7256) عن هلال بن العلاء، عن عبدالله بن مسلمة بن قعنب، ثلاثتهم (ابن أبي الرجال ومعن وابن قعنب) عن ابن أبي ذئب، والنسائي في الكبرى (7255) -ومن طريقه الطحاوي في بيان المشكل (2375) وابن حزم في المحلى (11/405)- من طريق عبدالله بن المبارك، وابن حزم في المحلى (10/524) من طريق عثمان بن فائد،
أربعتهم (إبراهيم بن محمد وابن أبي ذئب وابن المبارك وعثمان) عن عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالله بن عمر، عن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن عمرة، عن عائشة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «تجافوا لذوي الهيئات عن عثراتهم»، إسناد ولفظ إبراهيم بن محمد، ولبعضهم: «أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم»، وذكر ابن أبي الرجال عن ابن أبي ذئب قصة.
إلا أن الرواة اختلفوا في شيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن عمر، وفي ذكر عائشة:
- فقال إبراهيم بن محمد: عن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن عمرة، عن عائشة، مرفوعًا،
- واختُلف عن ابن أبي ذئب:
* فقال ابن أبي الرجال: عن أبي بكر بن عمرو بن حزم([5] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn5))، عن عمرة، عن عائشة، مرفوعًا،
* وقال معن: عن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن عمرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-،
* وقال ابن قعنب: عن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن أبيه ، عن عمرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-،
- وقال ابن المبارك: عن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن عمرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-،
- وقال عثمان بن فائد: عن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن عمرة، عن عائشة، مرفوعًا -مثل رواية ابن أبي الرجال عن ابن أبي ذئب-.
هـ- أبو حرة عنه:
أخرجه ابن عدي في الكامل (7/87) من طريق محمد بن أبي عون البغدادي، عن أبي قطن عمرو بن الهيثم بن قطن، عن أبي حرة، قال: قال محمد: قالت عمرة: قالت عائشة: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أقيلوا ذوي الهيئة زلاتهم».

2- القاسم بن محمد عن عائشة -رضي الله عنها-:
أخرجه أبو عروبة الحراني في حديثه -برواية أبي أحمد الحاكم- (38) -ومن طريقه القضاعي في الشهاب (655) وابن عساكر في مادة التاريخ دمشق (38/79، 80)- والطبراني في الأوسط (5774، 7240)، وأبو الشيخ في الأمثال (125)، والبيهقي في الشعب (7982)، من طرق عن المثنى أبي حاتم العطار، عن عبيدالله بن العيزار، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «تهادوا تزدادوا حبًّا، وهاجروا تورثوا أولادكم مجدًا، وأقيلوا الكرام عثراتهم»، واقتصر بعضهم على قوله: «أقيلوا الكرام عثراتهم».

* دراسة أسانيد حديث عائشة -رضي الله عنها-:
1- دراسة رواية ابن حزم عن عمرة بنت عبدالرحمن عن عائشة:
وقد جاءت عنه من طرق، واختُلف فيها اختلافًا كثيرًا، وهذا بيانه:
أ- دراسة رواية أبي بكر بن نافع:
اختُلف عنه وعن بعض الرواة عنه في اسم شيخه:
فاتفق: عبدالله بن عبدالوهاب، وأبو قطن عمرو بن الهيثم، وأسد بن موسى، وقتيبة، ومحمد بن الصباح، ويحيى بن يحيى= على تسمية شيخه: محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم،
واتفق: أبو معمر القطيعي، ونعيم بن حماد= على تسمية شيخه: أبي بكر بن عمرو بن حزم،
واختُلف عن:
- أبي عامر العقدي:
* فقال إسحاق بن راهويه عنه: عن أبي بكر بن عمرو بن حزم،
* وقال إبراهيم بن مرزوق: عن محمد بن أبي بكر بن حزم.
وإسحاق بن راهويه إمام حافظ، وإبراهيم بن مرزوق من الثقات، لكن قال الدارقطني: (ثقة، إلا أنه كان يخطئ، فيقال له، فلا يرجع)([6] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn6)). فرواية ابن راهويه أرجح.
- واختُلف عن سعيد بن منصور:
* فقال صالح بن عبدالرحمن بن عمرو بن الحارث عنه: عن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم،
* وقال أبو عبدالله -لعله: محمد بن وضاح-: عن أبي بكر بن عمرو بن حزم.
وإن صح أن أبا عبدالله هو محمد بن وضاح، فإنه من الحفاظ الثقات، وأما صالح بن عبدالرحمن؛ فقال فيه ابن أبي حاتم: (سمعت منه بمصر ومحله الصدق)([7] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn7))، فرواية محمد بن وضاح أصح.
وإلا يصح ذلك؛ فالأمر محل توقُّف، حتى يتبين الراوي الثاني عن سعيد بن منصور.
- واختلف عن سعيد بن عبدالجبار:
* فقال الحسن بن سفيان: عن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم،
* وقال أبو يعلى الموصلي: عن أبي بكر بن عمرو بن حزم،
* وقال محمد بن الحسن البصري: عن عبدالله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم.
وقد قرن الحسنُ بن سفيان سعيدَ بن عبدالجبار بقتيبة ومحمد بن الصباح، وهذان يرويانه بذكر محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، وقرن الروايات محل خطأ؛ فلعل الحسن بن سفيان حمل رواية سعيد بن عبدالجبار على روايتهم، وقد فَصَلَها أبو يعلى الموصلي -وهو حافظ-، فبيَّن أنها عن أبي بكر بن عمرو بن حزم.
وأما رواية محمد بن الحسن البصري؛ فلم أتبينه، إلا أن يكون محمد بن الحسن بن علي بن بحر، وهذا قال فيه ابن المقرئ: (الشيخ الصالح)([8] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn8))، ولم أجد فيه جرحًا ولا تعديلاً.
والظاهر أن روايته خطأ، ولم يأتِ لعبدالله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم ذكرٌ في هذا الحديث إلا في روايته، ورواية أبي يعلى أصح وأرجح.
وبهذا ينضاف أبو عامر العقدي، وسعيد بن عبدالجبار، وسعيد بن منصور -على احتمال- إلى من رواه بذكر أبي بكر بن عمرو بن حزم -والد محمد-.
ولم يُختَلَف عن يحيى بن مسلمة في جعله شيخَ أبي بكر بن نافع: أبا الرجال محمد بن عبدالرحمن بن حارثة، وهو ابن عمرة بنت عبدالرحمن.
# الترجيح:
أما رواية يحيى بن مسلمة، فهي خطأ واضح؛ لأن الناس يختلفون بين محمد بن أبي بكر وأبيه، وأما ذكر أبي الرجال؛ فقد انفرد به يحيى، وقد قال فيه العقيلي: (حدث بمناكير)([9] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn9)).
وخطَّأه الطحاوي، فقال: (فكان في هذا الحديث مكانَ محمدِ بن أبي بكر -فيما رويناه قبله-: أبو الرجال، وقد خالف يحيى هذا فيه: أبو عامر، وسعيدُ بن منصور، وأسدُ بن موسى، وعبدُالله بن عبدالوهاب الحجبي= فذكروا أنه عن محمد بن أبي بكر، وأربعةٌ أولى بالحفظ من واحد)([10] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn10)).
وأما الرواة الآخرون، فليس الأمر كما مشَّاه الطحاوي من أن المحفوظ: ذكر محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، فقد اختلف الرواة فيه على وجهين، وفي رواة كلا الوجهين ثقات وأثبات؛ كقتيبة، وأبي قطن، وأبي معمر القطيعي، وأبي عامر العقدي، وغيرهم.
وشيخ الجميع الذي اختُلف فيه: أبو بكر بن نافع، نسب مدينيًّا، وقال سعيد بن منصور وأسد بن موسى: مولى العمريين، وقال قتيبة ومحمد بن الصباح: العمري، وقال نعيم بن حماد: مولى ابن عمر، لكن خالفه أبو معمر القطيعي وعبدالله بن عبدالوهاب الحجبي، فقال الأول: مولى آل زيد بن الخطاب، وقال الثاني: مولى زيد بن الخطاب، وهذا أصح وأرجح.
وثمرة هذا: التفريق بينه وبين أبي بكر بن نافع -مولى ابن عمر، الذي أبوه الراوي المشهور-.
فالتفريق بينهما من وجوه:
1- اتفاق راويين ثقتين عليه. قال الطحاوي: (فاحتمل أن يكون أبو بكر هذا هو أبو بكر بن نافع مولى عبدالله بن عمر، الذي حدث عنه مالك بن أنس، فإن كان كذلك فهو رجل مقبول الرواية، فنظرنا في ذلك، فوجدنا محمد بن سليمان الباغندي قد حدثنا، قال: حدثنا عبدالله بن عبدالوهاب الحجبي...)، ثم ساق روايته، ثم قال: (فعقلنا بذلك أنه غير أبي بكر بن نافع الذي روى عنه مالك، وأنه في الحقيقة مولى زيد بن الخطاب، لا مولى عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-)([11] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn11)).
2- كون أبي بكر بن نافع مولى ابن عمر متقدمًا؛ إذ يروي عنه مالك بن أنس وغيره من القدماء، وأما أبو بكر بن نافع مولى زيد بن الخطاب؛ فإنه متأخر عنه، ويروي عنه من ذُكر من طبقة مشيخة الشيخين وأصحاب السنن. قال ابن حزم: (وليس هو أبا بكر ابن نافع مولى ابن عمر، ذلك عالٍ ثقة، وهذا متأخر)([12] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn12))، وقال الذهبي بعد تعداد شيوخ الاثنين وتلاميذهما: (تبرهن لي أن الأول من جيل الأعمش، وأن الثاني من جيل هشيم)([13] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn13)).
وقد فرق بينهما البخاري وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان أيضًا([14] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn14)).
وإذا ثبت ذلك؛ فأبو بكر بن نافع مولى زيد بن الخطاب -راوي هذا الحديث- فيه ضعف شديد، قال ابن معين: (ليس بشيء)، وقال أبو زرعة الرازي: (أبو بكر بن نافع صاحب حديث عائشة: «أقيلوا ذوي الهيئات»= ضعيف)، وذكره يعقوب بن سفيان في باب من يُرغَب عن الرواية عنهم وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم، وقال أبو أحمد الحاكم: (ليس بالقوي عندهم)([15] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn15)).
وإلى هذا الضعف الذي ضعَّفه به بعض الأئمة، ونقله بعضهم عن مجموع الأئمة= فقد قال أبو داود فيه: (لم يكن عنده إلا حديث واحد: «أقيلوا ذوي الهيئات زلاتهم»)([16] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn16))، وأشار إلى ذلك أبو زرعة الرازي في كلمته المنقولة آنفًا.
وكونه ضعيفًا بتلك الدرجة، مع كونه لا يروي إلا هذا الحديث= دليلٌ على أن حديثَه منكرٌ عند الأئمة، ولم يضعِّفوه إلا بسببه، والأئمة إنما يضعِّفون الرواة بنكارة أحاديثهم، وأخطائهم، فكيف إذا كان كل ما عند الراوي حديثٌ واحد فقط؟
قال ابن حجر: (وقد نصَّ أبو زرعة على ضعفه في هذا الحديث)([17] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn17)).
فكيف وقد اضطرب فيه، فقد سبق أن الأثبات يروونه عنه على وجهين مختلفين، فمرة يذكر أن شيخه: أبو بكر بن عمرو بن حزم، ومرة يذكره أنه: محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم.
ولا يبعد أن منشأ الاختلاف عن الرواة عنه: أبو بكر بن نافع نفسه.
وهذا يزيد ضعف هذا الرجل وروايته إلى ضعفهما.
فالخلاصة: أن هذه الرواية منكرة مضطربة.
ب- دراسة رواية عبدالملك بن زيد:
رواه عنه: عبدالرحمن بن مهدي، وابن أبي فديك، عن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن عمرة، عن عائشة، مرفوعًا.
إلا أن جعفر بن مسافر ومحمد بن سليمان الأنباري في روايتيهما عن ابن أبي فديك لم يذكرا (عن أبيه)، وقد خالفهما محمد بن عبدالله بن عبدالحكم، ويونس بن عبدالأعلى، وأحمد بن عمرو بن السرح، ورزق الله بن موسى، ورواية هؤلاء بثقتهم واجتماعهم أصح رواية من الاثنين، خاصة أن جعفر بن مسافر صدوق ربما أخطأ([18] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn18))، والأنباري صدوق([19] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn19)).
ثم إن رواية الجماعة عن ابن أبي فديك موافقة لرواية عبدالرحمن بن مهدي عن عبدالملك.
وعبدالملك بن زيد قال فيه علي بن الحسين بن الجنيد: (ضعيف الحديث)، وحُكي مثله عن الأزدي، وقال النسائي: (ليس به بأس)، وذكره ابن حبان في كتاب كامل الثقات([20] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn20))، وروى عنه عبدالرحمن بن مهدي -كما في هذا الحديث-، وقال عبدالحق الإشبيلي -فيه وفي راوٍ آخر-: (ضعيفان)([21] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn21)).
وهو بهذا صدوق له أخطاء، ولعله لأجل هذا قال الطحاوي: (فوقفنا على رواية ابن أبي فديك وعبدالرحمن بن مهدي هذا الحديثَ عن عبدالملك بن زيدٍ هذا، فصار عن عدلين من أهل الحديث عنه، وقوي هذا الحديث في قلوبنا...)([22] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn22))، وقال ابن حزم -بعد سياقه بعض أسانيد الحديث-: (وأحسنها كلها: حديث عبدالرحمن بن مهدي، فهو جيد، والحجة به قائمة)([23] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn23)).
إلا أن الحافظ ابن عدي أسند لعبدالملك بن زيد حديثَهُ هذا، وحديثًا آخر، ثم قال: (وهذان الحديثان منكران بهذا الإسناد، لم يروهما غير عبدالملك بن زيد، وعن عبدالملك: ابن أبي فديك)([24] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn24)).
وإن كان ابن عدي يقصد بعبارته الأخيرة: الحكم بتفرد ابن أبي فديك بالحديث عن عبدالملك بن زيد= فهذا مناقَشٌ برواية عبدالرحمن بن مهدي عن عبدالملك.
وأما حكمه بالنكارة، وتفرد عبدالملك بالحديث بهذا الإسناد، فيأتي الكلام عنهما -إن شاء الله-.
ج- دراسة رواية عبدالرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم:
رواه عطاف بن خالد عنه، عن أبيه، عن عمرة، عن عائشة، مرفوعًا.
وعطاف بن خالد مختلف فيه، وقواه بعض الأئمة وضعَّفه بعضهم، إلا أن أغلب من قوَّاه ألمحوا إلى أنه لم يكن بذاك الضابط، وقد وقفت لابن حجر على تفصيل جيد في حاله، قال -في كلامه على أحد الأحاديث-: (وفي هذا السند علتان... والثانية: أن عطاف بن خالد مختلف في توثيقه وتجريحه... قال فيه مالك -وهو ممن عاصره- لما بلغه أنه يحدث: "ليس هو من أهل الثقة"([25] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn25)) انتهى. وهذه العبارة يؤخذ منها أنه يُروى حديثه ولا يحتج به؛ لما لا يخفى من الكتاب كاملة المذكورة([26] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn26)).
وحاصل نظر أهل النقد فيه: أنه يكتب حديثه، ولا يحتج بما ينفرد به)([27] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn27)).
وهذا الحديث مما ينفرد به عطاف، بل انفرد به عن مجهول، قال الطحاوي: (فكان هذا الحديث قد جاء من طريق عبدالرحمن بن أبي بكر من رواية العطاف إياه عنه، ولم نسمع لعبدالرحمن هذا ذكرًا في غير هذا الحديث)([28] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn28))، وقد قال فيه البخاري: (روى عنه الواقدي عجائب)([29] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn29))، وقد ذكره العقيلي وابن عدي في الضعفاء، ونقلا كلمة البخاري([30] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn30))، والعجائب التي يستغربها الأئمة تكون مناكير عادةً.
فالرجل فيه ضعف وجهالة، وحديثه هذا مما أُنكر عليه، فقد أسنده العقيلي في ترجمته لإثبات أحقيته بالدخول في جملة الضعفاء.
فاجتمع في هذا الإسناد ضعيفان، فهو إلى النكارة أقرب، ثم إن فيه مخالفةً في جعلِهِ محمدَ بن أبي بكر يرويه عن عمرة مباشرة، والصواب أنه يرويه عن أبيه عن عمرة، كما سيأتي -إن شاء الله-.
د- دراسة رواية عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالله بن عمر:
وقد رواها عنه أربعة على اختلاف في رواياتهم:
1- إبراهيم بن محمد، وهو ابن أبي يحيى الأسلمي، رواه عن عبدالعزيز، عن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن عمرة، عن عائشة.
وابن أبي يحيى متروك الحديث، مشهور بالضعف الشديد.
2- عثمان بن فائد، رواه عن عبدالعزيز، عن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن عمرة، عن عائشة.
وعثمان ضعيف جدًّا مع قلة حديثه، قال ابن عدي: (وهو قليل الحديث، وعامة ما يرويه ليس بالمحفوظ)([31] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn31)).
3- محمد بن عبدالرحمن بن أبي ذئب، وقد اختُلف عليه:
* فرواه عبدالرحمن بن أبي الرجال عنه، عن عبدالعزيز، عن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن عمرة، عن عائشة، مرفوعًا، كرواية عثمان بن فائد،
* ورواه معن بن عيسى عنه، عن عبدالعزيز، عن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن عمرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، مرسلاً،
* ورواه عبدالله بن مسلمة بن قعنب عنه، عن عبدالعزيز، عن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن أبيه ، عن عمرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
فانفرد ابن أبي الرجال بوصله، واتفق الأخيران على إرساله، لكنهما اختلفا في شيخ عبدالعزيز، فجعله معنٌ أبا بكر بن عمرو بن حزم -ووافقه في ذلك ابن أبي الرجال-، وجعله ابن قعنب محمد بن أبي بكر عن أبيه.
أما وصل ابن أبي الرجال الحديثَ، فإنه خطأ، والرجل موصوف بوصل الأحاديث عامة، وأحاديث عمرة خاصة، وإن كان صدوقًا في الأصل، قال أبو زرعة الرازي -وقد سئل عن حارثة وعبدالرحمن ابني أبي الرجال-: (عبدالرحمن أشبه، وحارثة واهٍ، وعبدالرحمن أيضًا يرفع أشياء لا يرفعها غيره)، وقال أبو داود: (أحاديث عمرة يجعلها كلها عن عائشة)، وقال ابن حبان: (ربما أخطأ)([32] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn32)).
واتفاق معن وابن قعنب مع ثقتهما وثبتهما على إرسال الحديث يدل على أن وصله خطأ متحقق، وأن الصواب فيه أنه من مراسيل عمرة. قال الطحاوي: (فوقفنا على أن معن بن عيسى قد خالف ابن أبي الرجال في إسناد هذا الحديث عن ابن أبي ذئب، فرواه عنه مقطوعًا موقوفًا على عمرة([33] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn33)), ثم نظرنا هل روي من غير طريق ابن أبي ذئب عن الشيخ الذي رواه عنه ابن أبي ذئب...)، ثم أسند رواية ابن المبارك، ثم قال: (فوقفنا بذلك على قطع ابن المبارك إياه، وعلى موافقته فيه معن بن عيسى، وعلى مخالفته فيه ابن أبي الرجال)([34] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn34)).
وبقي الأمر في اختلاف معن وابن قعنب في شيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالله بن عمر، وقد سبق وصفه.
والاثنان ثقتان ثبتان حافظان، إلا أنه يظهر أن معنًا قد قصَّر فيه، فجعله عن أبي بكر بن عمرو بن حزم، ولم يذكر فيه محمدًا ابنَه، وإنما محمدٌ هو الذي يروي الحديثَ عن أبيه، ويرويه عنه عبدالعزيز بن عبدالله بن عمر، وعلى هذا جاءت رواية ابن قعنب عن ابن أبي ذئب.
والقرينة الدالة على ذلك: أن ابن المبارك رواه عن عبدالعزيز، فتابع ابنَ أبي ذئب على الوجه الذي رواه ابن قعنب عنه، وهي الرواية التالية.
4- عبدالله بن المبارك، رواه عن عبدالعزيز، عن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن عمرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، مرسلاً.
وبهذا يتبين أن الراجح عن عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالله بن عمر: ما اتفق عليه ابن أبي ذئب وابن المبارك، من الرواية عنه، عن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن عمرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، مرسلاً.
هـ- دراسة رواية أبي حرة واصل بن عبدالرحمن:
رواه محمد بن أبي عون البغدادي، عن أبي قطن عمرو بن الهيثم بن قطن، عن أبي حرة، عن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن عمرة، عن عائشة، مرفوعًا.
ومحمد بن أبي عون قال فيه الدارقطني: (من الثقات)([35] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn35))، لكنه خالف هنا اثنين: أحمد بن منيع -وهو ثقة حافظ([36] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn36))-، وعلي بن شعيب -وهو ثقة([37] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn37))-، حيث روياه عن أبي قطن، عن أبي بكر بن نافع، عن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، به.
وروايتهما أصح، وهي عائدة إلى رواية أبي بكر بن نافع السابقة.
## الخلاصة في رواية ابن حزم عن عمرة بنت عبدالرحمن عن عائشة:
تبين مما سبق أنه صح من الخلاف في الحديث ما يلي:
- رواه أبو بكر بن نافع -وهو ضعيف-، واضطرب فيه، فرواه مرةً عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمرة، ومرة عن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عنها، وروايته هذه منكرة،
- ورواه عبدالرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن عمرة، عن عائشة، مرفوعًا، وهذا الراوي فيه ضعف وجهالة، وفي الراوي عنه ضعف أيضًا،
- ورواه عبدالملك بن زيد عن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن عمرة، عن عائشة، مرفوعًا،
- ورواه عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالله بن عمر، عن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن عمرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، مرسلاً.
وخلاصة الخلاف: الوجهان الأخيران، وأما الأولان فإن نكارتهما بيِّنة.
فتلخص أنه اختُلف على محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم في وصل الحديث وإرساله، فرواه عبدالملك بن زيد موصولاً، ورواه عبدالعزيز بن عبدالله بن عمر مرسلاً.
وقد سبق أن عبدالملك بن زيد متكلَّم فيه، وضعَّفه بعض الأئمة، وحكم بتفرُّده بالحديث على وجه الوصل المذكور: ابن عدي -وقد تبيَّن صحة ذلك-، وأنكر هذا الحديث عليه.
وأما عبدالعزيز بن عبدالله بن عمر، فلم أجد من تكلم فيه، وكان ذا نباهة([38] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn38))، بل قال النسائي: (ثقة)([39] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn39))، وهذه إشارة من النسائي إلى أنه أقوى من عبدالملك بن زيد؛ فإنه قد قال فيه -كما سبق-: (ليس به بأس).
ورواية عبدالعزيز المرسلة أقوى وأولى بالصواب من رواية عبدالملك بن زيد الموصولة، وهذا وجه النكارة التي حكم بها الحافظ ابن عدي على الرواية الموصولة.
والله أعلم.

2- دراسة رواية القاسم بن محمد عن عائشة:
وقد رواه المثنى أبو حاتم العطار، عن عبيدالله بن العيزار، عن القاسم بن محمد، به.
قال الطبراني: (لم يروِ هذا الحديث عن القاسم إلا عبيدالله بن العيزار، تفرد به المثنى أبو حاتم)([40] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn40)).
والمثنى هو ابن بكر العبدي، وقد كناه البخاري وبعض الأئمة: أبا جابر، وكناه بعضهم: أبا حاتم. وقد قال فيه أبو حاتم الرازي: (مجهول)، وقال أبو زرعة: (بصري لا بأس به)([41] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn41))، وذكره العقيلي في الضعفاء، وقال: (بصري، عن بهز بن حكيم، ولا يتابع على حديثه)([42] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn42))، وقال الدارقطني: (بصري متروك)([43] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn43)).
وظاهرٌ أن الدارقطني جرحه جرحًا شديدًا، وأدخله العقيلي في الضعفاء، وهما من أهل الاستقراء، والظاهر أن حال المثنى لم تظهر لأبي زرعة، ولم تبدُ له مناكيره التي رواها، فلذلك قال فيه ما قال. والصواب في الرجل: أنه ضعيف جدًّا.
فهذا الإسناد منكر.

_______________

الهوامش:
([1]) أظنه محمد بن وضاح، فإن الراوي عنه عند ابن حزم: محمد بن عبدالملك بن أيمن= مكثرٌ عنه، وابن وضاح يروي عن سعيد بن منصور. والظاهر أن إسناد ابن حزم هذا إنما هو إلى سنن سعيد بن منصور.
([2]) لعله في كتاب كامل (الحدود) له، فإن له فيه بعض الأسانيد لهذا الحديث، انظر: التلخيص الحبير (4/80).
([3]) لعله في كتاب كامل (الحدود) له.
([4]) قال البيهقي -في سننه (8/334)-: (ورواه جماعة عن ابن أبي فديك، دون ذكر أبيه فيه)، ولم أجد من الجماعة إلا هذين الاثنين.
([5]) فيه قصة هذا نصُّها: عن عبدالعزيز بن عبدالله بن عمر، قال: استأدى علي مولى لي جرحته -يقال له: سلام البربري- إلى ابن حزم، فأتي بي، فقال: أجرحته؟ قلت: نعم، فقال: سمعت من خالتي عمرة تقول: قالت عائشة: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أقيلوا ذوي الهيئات عثرتهم»، قال: فخلى سبيله، ولم يعاقبه.
ولهذا قال المزي في سياق هذا الإسناد -في تحفة الأشراف (12/431)-: (... عن عبدالرحمن بن أبي الرجال، عن ابن أبي ذئب، عن عبدالعزيز بن عبدالله بن عمر بن الخطاب، عن ابن حزم به -ولم يسمِّه-...).
لكن يتبين من قوله: سمعت من خالتي عمرة... أن ابن حزم المذكور هنا هو أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم؛ والد محمد، لأنه هو ابن أخت عمرة، لا ابنه.
([6]) تهذيب التهذيب (1/141).
([7]) الجرح والتعديل (4/408).
([8]) معجم ابن المقرئ (214).
([9]) ضعفاء العقيلي (4/430).
([10]) بيان مشكل الآثار (6/144).
([11]) بيان مشكل الآثار (6/143، 144).
([12]) المحلى (11/405).
([13]) ميزان الاعتدال (4/506).
([14]) الكنى، للبخاري (ص13)، الجرح والتعديل (9/343)، سؤالات البرذعي لأبي زرعة (2/439).
([15]) تهذيب التهذيب (12/43، 44)، سؤالات البرذعي (2/439).
([16]) تهذيب الكمال (33/148).
([17]) التلخيص الحبير (4/80).
([18]) تقريب التهذيب (957).
([19]) تقريب التهذيب (5932).
([20]) انظر: تهذيب التهذيب (6/350)، البدر المنير (8/730).
([21]) الأحكام الوسطى (4/104).
([22]) بيان مشكل الآثار (6/149).
([23]) المحلى (11/405).
([24]) الكامل (5/308).
([25]) كذا، ولعلها: (ليس هو من إبل القباب)، كما في المصادر الأخرى .
([26]) كذا، ولعل صوابها: (من الكناية المذكورة).
([27]) رسالة ابن حجر في حديث أم رافع، ضمّنها السيوطي كتاب كاملَه: تحفة الأبرار بنكت الأذكار (ص54).
([28]) بيان مشكل الآثار (6/145).
([29]) المادة التاريخ الكبير (5/344).
([30]) ضعفاء العقيلي (2/343)، الكامل (4/317).
([31]) الكامل (5/159)، وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب (7/134).
([32]) انظر ترجمته في تهذيب التهذيب (7/92).
([33]) يعني بذلك: أنه رواه منقطعًا غير موصول إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولم يجاوز به عمرة، بل وقف عندها، ولم يذكر عائشة.
([34]) بيان مشكل الآثار (6/147، 148).
([35]) مادة التاريخ بغداد (3/199).
([36]) تقريب التهذيب (114).
([37]) تقريب التهذيب (4745).
([38]) انظر: مادة التاريخ دمشق (36/300).
([39]) انظر ترجمته في تهذيب الكمال (18/158، 159).
([40]) المعجم الأوسط (7/190)، ونحوه وزيادة في (6/55).
([41]) الجرح والتعديل (8/326).
([42]) الضعفاء (4/248).
([43]) سؤالات البرقاني (482).



https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى