المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [مقال] (خمس حلقات) لتحذير من امتهان آيات القرآن التي في الصحف والمجلات الشيخ فريحان الحارثي



said
11-08-2013, بتوقيت غرينيتش 01:28 PM
التحذير من امتهان آيات القرآن التي في الصحف والمجلات بسائر أنواع الامتهان للشيخ جمال أبو فريحان الحارثي –حفظه الله-

التحذير من امتهان آيات القرآن
التي في الصحف والمجلات بسائر أنواع الامتهان

الحلقة الأولى:

بسم الله الرحمن الرحيم

إنَّ الحمدَ للهِ نحمدُه ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومِن سيئات أعمالنا، مَن يهده اللهُ فلا مُضِل الله، ومَن يُضلِل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسولُه.
أما بعد:

فإنَّ أصدق الحديثِ كتاب كاملُ اللهِ، وأحسنَ الهَدْي هَديُ مُحمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ مُحدثاتُها وكُلَّ مُحدثَةٍ بِدْعَة، وكُلَّ بِدْعَةٍ ضلالة، وكُلَّ ضلالةٍ في النار.

فمن الأمور التي انتشرت انتشارًا هائلا في هذا العَصر وابتلي بها كثير من المسلمين اليوم؛ الاستهانة بكلام الله تعالى وأسمائه الحسنى وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ وذلك من خلال رمي الجرائد والصحف والمجلات والكتب المدرسية ـ والتي تتضمن بعض آيات القرآن الكريم أو لفظ الجلالة " الله " أو اسماً من أسماء الله تعالى الحسنى، وهذه ظاهرة سيئة في أوساط المسلمين هنا وهناك ـ، تُرمى هذه الأوراق في براميل الزبالة وبين القاذورات وتداس بالأرجل في الشوارع والطرقات وكأن الأمر لا يعنينا بشيء، وقليل من ينكر ذلك.

فأين تعظيم الله تعالى وتعظيم كلامه وأسمائه الحسنى { وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ }.

والشعائر: كل شيء لله تعالى فيه أَمر أَشعر به وأَعلم، وكلام الله تعالى من ذلك ولا ريب.

وقد بلغ أحد السلف ـ وهو عَلَمٌ من أعلام أهل السّنة ـ مبلغا كبيرا وذاع صيته وعلا شأنه وذلك بتعظيمه ورقة رفعها من الأرض كانت مرمية وفيها بسم الله الرحمن الرحيم، إنه بشر بن الحارث الحافي رحمه الله، فهو يروي قصته مع هذه الورقة.

روى أبو نعيم بسنده قال: سمعت عبدالله بن محمد بن جعفر يقول: سمعت عبدالله بن محمد يقول: سمعت محمد بن داود الدينوري يقول: سمعت محمد بن الصلت يقول: سمعت بشر بن الحارث وسئل ما كان بدء أمرك لأن اسمك بين الناس كأنه اسم نبي؟ قال: هذا من فضل الله! وما أقول لكم ؟! كنت رجلا عيارا صاحب عصبة فجزت يوما فإذا أنا بقرطاس في الطريق فرفعته فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم فمسحته وجعلته في جيبي وكان عندي درهمان ما كنت أملك غيرهما فذهبت إلى العطارين فاشتريت بهما غالية ومسحته في القرطاس فنمت تلك الليلة فرأيت في المنام كأن قائلا يقول لي يا بشر بن الحارث رفعت اسمنا عن الطريق وطيبته لأطيبن اسمك في الدنيا والآخرة ثم كان ما كان" .
"الحلية" (8/336) لأبي نعيم، وأخرجه بسنده أيضاً؛ أبو محمد ابن قدامة المقدسي في كتاب كامله "التوابين" (ص/210).

فيا ليت شعري لو رأى ابن الحارث الحافي الأوراق اليوم بل كتب بأكملها ـ مملوءة بكلام الله تعالى وكلام رسوله صلى اله عليه وسلم ـ وهي تُرمى بين القاذورات !! ـ تعالى الله عما يفعله الجاهلون علواً كبيرا ـ فماذا عساه أن يفعل ؟؟.

فعظموا الله تعالى أيها المسلمون في قلوبكم؛ يرفعنا ربنا تبارك وتعالى في الدرجات العُلى، وربوا أبناءكم على ذلك و ازرعوا في قلوبهم تعظيم شعائر الله عز وجل.
إن كثيراً من البالغين الراشدين وللأسف هم آباء بل ومعلمين لأجيال؛ تراهم ستهينون بهذا الأمر،
فتجدهم يفترشون الجرائد والصحف سفرة لطعامهم ويجلسون عليها ولا يبالون بما فيها من الآيات من كتاب كامل الله تعالى وبما فيها من أسماء الله الحسنى وبما فيها من أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم.
والبعض من أصحاب المحلات؛ يجعلونها لفافات للأطعمة أو البضائع والحاجيات.
والبعض الآخر يجعلها أداة تنظيف للزجاج وغيره؛ بحجة أنها أجيد وسيلة لذلك.
ـ الله أكبر الله اكبر ـ.
قويت همتهم في الدنيا وضعف في قلوبهم تقوى الله تعالى.
فالقرآن كلام الله تبارك وتعالى أنزله على عبده ورسوله محمّد صلى الله عليه وسلم ليكون هدىً ونوراً للعالمين إلى يوم القيامة، وقد أكرم الله تعالى صدر هذه الأمة بحفظه في الصدور والعمل به في جميع شؤون الحياة والتحاكم إليه في القليل والكثير، ولا يزال فضل الله- سبحانه- ينزل على بعض عباده فيعطون القرآن حقه من التعظيم والتكريم حساً ومعنى ولكن هناك طوائف كبيرة وأعداد عظيمة ممن ينتسب إلى الإسلام حرمت من القيام بحق القرآن العظيم وما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وأخشى أن ينطبق بحق على كثير منهم قوله تعالى: { وقال الرَّسول يا ربِّ إنَّ قَوْمي اتَّخذوا هذا الْقُرآن مَهجوراً } [الفرقان: 3]

إذ أصبح القرآن لدى كثير منهم مهجوراً، وهجروا تلاوته وهجروا تدبره والعمل به، فلا حول ولا قوة إلا بالله.

ولقد غفل كثير منهم عما يجب عليهم من تكريم كتاب كامل الله، وحفظه إذا قصروا في مجال الحفظ والتدبر والعمل كما لم يقوموا بما يجب من التعظيم والتكريم لكلام رب العالمين، ولقد عمت بلاد المسلمين المنشورات والصحف والمجلات، وكثيراً ما تشتمل على آيات من القرآن الكريم في غلافها أو داخلها لكن قسماً كبيراً من المسلمين حينما يقرءون تلك الصحف يلقونها فتجمع مع القمائم وتوطأ بالأقدام بل قد يستعملها بعضهم لأغراض أخرى حتى تصيبها النجاسات والقاذورات والله سبحانه وتعالى يقول في كتاب كامله الكريم: { إنَّه لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ . فِي كِتَابٍ مَكْنُون . لا يَمَسُّهُ إلاَّ المُطَهَّرُون . تَنزِيلٌ مِن رَّبِّ الْعَالمِين }
[الواقعة:77- 80].
بعد هذه المقدمة؛ نستعرض بعض فتاوى العلماء في حكم ........

كتبه
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي
الثلاثاء 25/1/1433هـ.

تابع باقي الحلقات في الملف وارد
أخوكم أبو عبد المصور مصطفى

الملفات المرفقة http://www.ajurry.com/vb/images/styles/smartblue/attach/doc.gif التحذير من امتهان آيات القرآن التي في الصحف والمجلات بسائر أنواع الامتهان0.doc‏ (http://www.ajurry.com/vb/attachment.php?attachmentid=17802&d=1328116199) (90.5 كيلوبايت)


https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى