المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقالات فلسفية اطلب ستكون بين يديك شكرا aissa fatma



walid
11-08-2013, بتوقيت غرينيتش 08:23 AM
أثر المادة الرياضيات في العلوم المختلفة
يقال : المادة الرياضيات هي اللغة التي يجب أن تتكلم بها مختلف العلوم ، ما رأيك ؟
مقدمة: تنقسم العلوم إلى شعبتين أساسيتين :
- علوم تجريبية: تعتمد على الاستقراء كمنهج و على إجراء التجارب كوسيلة و هي تدرس الواقع الحسي .
- و علوم نظرية: تعتمد على دراسة المعقولات و تتخذ الاستنتاج كمنهج كما هو حال المنطق و المادة الرياضيات فإذا علمنا أن العلوم المختلفة تعبر عن أفكارها بلغة المادة الرياضيات فالمشكلة المطروحة :
- كيف نفسر ذلك و بتعبير أوضح : كيف نفسر خصوبة المادة الرياضيات و تأثيرها في العلوم المختلفة؟
طبيعة الشيء:
المادة الرياضيات تفكير عقلي مجرد موضوعها دراسة الكم قال عنها ديكارت هي علم القياس موضوعها الكميات الموجودة و تعرف المادة الرياضيات على أنها هي علم المقدار أو الكم القابل للقياس المتصل و المنفصل و الكم المتصل يتمثل في المكان أو الامتدادات الهندسية و الكم المنفصل يتمثل في الأعداد - الحساب- و منها ما هو متغير القيمة و يسمى علم الحساب و منها ما هو متغير القيمة مثل استخدام الحروف بدل الأعداد و هذا هو علم الجبر و المقصود بالكم القابل للقياس أن هناك بعض الكميات لا تقاس مثل الانفعالات التي لا تقبل عمليات القياس .و رأت جماعة من الرياضيين الفرنسيين المعاصرين تعرف بجماعة نيوكولابروباكي أنه هناك اتفاق ساد إلى غاية القرن 19 على أن موضوع المادة الرياضيات هو ما قاله أفلاطون قديما هو الأعداد و المقادير و الأشكال و كان قديما ما يضاف إلى المادة الرياضيات الميكانيك و الفلك و البصريات و الموسيقى لكن الإغريق فصلوها عن المادة الرياضيات و ميزوها عن الحساب و الهندسة حتى جاء عصر النهضة فدخلت هذه العلوم سريعا في عداد العلوم المستقلة و للمادة الرياضيات مبادئ هي مجموعة من القضايا العامة و الأولية التي يقبلها الرياضي دون برهان عليها قال عنها أرسطو : هي ما يجب أن يتعلمه الطالب قبل تعلم العلم نفسه . و هي على ثلاثة أنواع مسلمات ،تعريفات ، بديهيات .
إثبات وجود الشيء:
من الناحية المادة التاريخية يعتبر فيثاغورس أبرز من تحدث عن أهمية المادة الرياضيات حيث قال في عبارة مجازية ( الأعداد تحكم العالم) و معنى ذلك أن الكون قد صنع وفق حسابات رياضية و جاء من بعده أفلاطون و كتب على باب الأكاديمية (لا يدخلها إلا من أتقن المادة الرياضيات ) و الهدف واضح من ذلك و هو غرس الأسلوب العلمي بين التفكير و مطالع العصر الحديث تجسد الاهتمام أكبر بالمادة الرياضيات حيث استعارت العلوم المختلفة اللغة الرياضية فأصبحت المادة العلوم الفيزيائية و التكنولوجية تستعمل الأرقام أو الحروف و هنا تسارع التطور داخل هذا العلم بل و باقي العلوم الأخرى و من هذا قال الفرنسي برغستون(العلم الحديث ابن المادة الرياضيات لم يتولد إلا بعدما صار الجبر مرنا قادرا على شبك الحقائق و الإيقاع بها في شباكه) و أكثر من ذلك أصبحت المادة الرياضيات هي المرجعية التي نعود إليها عندما نريد التأكد من صحة أي علم و هذا ما نلاحظه في العلوم ط و المادة العلوم الفيزيائية و التكنولوجية حيث يتم استعمال المعدلات المادة الرياضيات و المنحنيات البيانية بل و حتى الرسومات لتوضيح الأفكار العلمية و من ثم البرهنة عليها قال أو جستت كونت ( المادة الرياضيات هي الأدلة الضرورية لكل العلوم ) و نستطيع أن نلخص مدى اهتمام العلوم المختلفة بالمادة الرياضيات فهي عبارة تؤكد ذلك حيث قال أوجست كونت ( المادة الرياضيات أكثر من علم إنها النظام العام للفكر و الأشياء).
قيمة الشيء:
تتجلى قيمة المادة الرياضيات في نقاط كثيرة و أول هذه العناصر لغة المادة الرياضيات إنها لغة كمية تعتمد على الأرقام و الحروف و الثوابت و المتغيرات مما يجعلها لغة دقيقة نتيجة الاتفاق حول معاني الرموز و موضوعية لأن لا مجال فيها للعواطف و الأهوال و سريعة و مختصرة للوقت و الجهد قال عنها برغستون (المادة الرياضيات هي اللغة الوحيدة التي يجب أن يتكلم بها كل علم ) و من مزايا المادة الرياضيات أنها تتغير بمنهج منظم هو المنهج الاستدلالي مما يسهل اكتشاف الأخطاء و تصحيح نمذجي مفصلها بل أن المادة الرياضيات عبارة عن نسق يقبل التعديل و التغيير و نتائج المادة الرياضيات أكثر مصداقية و لهذا قيل إن العلوم المختلفة لا تطبق المادة الرياضيات بل تتضمنها .
-------------------------------------------------------

الإحساس والإدراك
الأسئلة:
- هل الإحساس الخالص وجود؟
- هل يمكن الفصل بين الإحساس والإدراك؟
- هل الإدراك إدراك لنظام الأشياء أم ارتباط بالتجربة الحسية ؟
مقدمة:
يعيش الإنسان في بيئة مادية واجتماعية تحيط بها آثارها من كل جانب وفي كل الحالات هو مطالب بالتكيف معها ومن الناحية العلمية والفلسفية تتألف الذات الإنسانية من بعدين أساسيين, أحدهما يتعلق بالجانب الاجتماعي والآخر ذاتي يتعلق بطبيعة ونوعية الاستجابة, هذه الأخيرة منها ما هو إحساس ومنها ما هو تأويل وإدراك, فإذا علمنا أن الإنسان يعيش في بيئة حسية وأن الأشياء تظهر منظمة في الواقع فالمشكلة المطروحة:
- هل الإدراك إدراك لنظام الأشياء أم ارتباط بالتجربة النفسية ؟
الرأي الأول(الأطروحة):
انطلق أنصار هذه الأطروحة من فكرة عامة أن الإدراك يرتبط بسلامة الأعضاء لأنه من طبيعة حسية ومعنى ذلك أنه إذا لم يوجد عضو لما وجد أصلا إدراك, ويتحدثون عن العوامل الموضوعية المتمثلة في الشيء المدرك {إن الإنسان لا يدرك بعض الأصوات إذا زادت عن حدّها أو ضعفت}, تعود هذه النظرية إلى "أرسطو" الذي قال {من فقد حاسة فقد معرفة} ومن حججهم الحجة التمثيلية إن التمثال بمقدار زيادة الحواس تزداد معارفه مثله مثل الإنسان, حتى قيل في الفلسفة الإنجليزية{العقل صفحة بيضاء والتجربة تخطّ عليها ما تشاء}وشعارهم {لا يوجد شيء في الأذهان ما لم يكن موجودا في الأعيان}, غير أن هذه النظرية لم تتضح معالمها إلا على يد "ريبو"الذي لاحظ أن النشاط العضلي يصحب دائما بإدراك, وان الإنسان يتعلم خصائص المكان(الطول, العرض, العمق) من التجربة الحسية, قال في كتاب كامله [السيكولوجيا الألمانية]{إن حالة الشعور التي ترافق بعض أنواع الحركات العضلية هي الأصل في إدراكنا للطول والعمق والعرض} والحقيقة أن هذه النظرية هاجمت التيار العقلي بل وأثبتت عجزه كما أكدت على دور وأهمية التجربة الحسية, قال "مولينو" {إذا علَّمنا الأكمة قليلا من الهندسة حتى صار يفرق بين الكرة والمكعب ثم عالجناه فسقي ثم وضعنا أمامه كرة ومكعب فهل يستطيع قبل التجربة الحسية أن يدررك كلا منهما على حدى وأن يفصله على الآخر}, ويرى "سبنسر" أن البصر هو أهم حاسة في إدراك موقع الأشياء وإذا افترضنا وجود سلسلة من الحروف (أ, ب,ج, د) فإن انتقال البصر من (أ)إلى(ب) ثم(ج ود) بسرعة بعد إحساس بالجملة كاملة لأن الأثر لا يزول إلا بعد مرور 1\5 من الثانية, وأكد على نفس الفكرة "باركلي" الذي تحدث عن الإحساس اللمسي البصري.
نقد:
ما يعاب على هذه النظرية هو المبالغة في التأكيد على دور الحواس وإهمال العقل ثم أن الحيوان يمتلك الحواس ومع ذلك لا يدرك.
الرأي الثاني(نقيض الأطروحة):
أسس أنصار هذه الأطروحة موقفهم من مشكلة الإدراك بقولهم أن نظام الأشياء هو العامل الأساسي, أي كلما كانت الأشياء منظمة يسهل إدراكها, ولهذا حاربت هذه النظرية الاعتماد على فكرة الجزء (التجزئة) ودافعت عن فكرة الكل, وتعود هذه النظرية إلى "وايتمر"و"كوفكا"و"كوملو" هؤلاء العلماء اعتمدوا على طريقة مخبرية من خلال إجراء التجارب, وكانت أكثر تجاربهم أهمية تلك التي قام بها "وايتمر" حول الرؤية الحركية وكل ذلك تم في جامعة فرانكفورت عام 1942, هذه النظرية جاءت ضد العضوية التي اعتمدت على منهجية التحليل والتفكيك فكانت تقسم الموضوع إلى إحساساته البسيطة, ومثال ذلك الغضب أو الفرح فيدرسون وضعية العينين والشفتين والجبين, ثم بعد ذلك يؤلفون هذه الإحساسات البسيطة ويقدمون تفسيرا لتلك الظاهرة بينما "الجشتالت" يرون أن الغضب لا يوجد في العينين أو الشفتين بل في الوجه ككل والفكرة التي نأخذها عن الإنسان أفضل وأوضح عندما نركز في كامل الوجه بدلا لتركيز على الأشياء مفككة, وهكذا رفض "الجشتالت" التمييز بيم الإحساس والإدراك وعندهم لا وجود لإحساس خالص كما دافعوا عن العوامل الموضوعية المتمثلة في الشيء المدرك ولم يهتموا بالعوامل الذاتية, ووقفت هذه النظرية التجريبية أننا {نرى القلم في الماء منكسرا رغم أنه في الحقيقة ليس كذلك} وحصروا مراحل الإدراك في ثلاثة مراحل [إدراك جمالي] يتم دفعة واحدة ثم [الإدراك التحليلي] الذي يعقبه [الإدراك التركيبي التفصيلي], وقالوا أن هناك خصائص ومميزات أطلقوا عليها اسم عوامل الإدراك وذكروا منها (عامل التشابه) أي {كلما تماثلت وتشابهت سهل إدراكها} و(عامل الصورة أو الخلفية) وكذلك عامل التقارب وملخص شامل الأطروحة أن الصورة أو الشكل الذي تظهر به الأشياء هو العامل الأساسي في إدراكنا.
نقد:
إن التركيز على الصورة والشكل هو اهتمام بالعوامل الموضوعية وإهمال للعوامل الذاتية ثم أننا نجد نفس الأشياء ولكن الأشخاص يختلفون في حقيقة إدراكنا.
التركيب:
إن الموقف التجريبي لا يحل مشكلة الإدراك لأن التركيز على الحواس هو تركيز على جزء من الشخصية, والحديث عن الصورة أو الشكل كما فعل "الجشتالت" هو إهمال لدور العقل وهذا ما أكدت عليه النظرية الظواهرية التي وقفت موقفا وسطا جمعت فيه بين الحواس والعقل والشعور أي ربط الإدراك بكامل الشخصية, قال "مارلوبنتي" {العالم ليس هو ما أفكر فيه وإنما الذي أحياه}, والحقيقة أن الإدراك ليس و مجرد فهم المعنى جافة وآلية بل هو الوصول إلى عمق المعنى, ولا يكون ذلك إلا بالشعور, ومثال ذبك عند الظواهرية أن الفرق بين العجلة الخشبية الفارغة والعجلة التي تحمل ثقلا هو فرق في الشعور أي أننا نختلف في إدراكنا للشيء الواحد اختلاف الشعور والشخصية ككل.
الخاتمة:
ومن كل ما سبق نستنتج: الإدراك لا يرتبط بالعوامل الذاتية المتمثلة في الحواس ولا العوامل الموضوعية المتمثلة الصورة أو الشكل بل يرتبط بالشخصية ككل.(الحواس والعقل والشعور).
----------------------------------------------------------------------------

الأصالة شرط كاف لاستمرار الأمة ؟
مقدمة:
تتألف الذات الإنسانية من بعدين أساسيين :أحدهما يرتبط بطبيعة و نوعية الاستجابة و الآخر يشير إلى ميل الإنسان إلى المجتمع حتى قبل الإنسان كائن اجتماعي بطبعه) و الحقيقة أن البشرية عرفت عدة أنواع من التجمعات بداية من القبيلة وصولا إلى الدولة و الأمة فإذا علمنا أن الأمة مجموعة من الأفراد تربطهم روابط روحية و أن الأصالة ترتبط بالماضي و التراث فالمشكلة المطروحة : هل الأصالة كافية لبقاء و استمرار الحياة ؟
الأطروحة الأولى :
ذهب أنصارها إلى الربط بين بقاء الأمة و مدى تمسكها بالتراث و الأصالة فالأمة من حيث المفهوم ترتكز على الروابط الروحية و المعنوية و على حد تعبير جاك مارتان (يربط بين أفرادها التضامن و الإخلاص و الشرف ) و هذه الروابط المعنوية لا يمكن أن نقوم و نستمر إلا في ظل المحافظة على العادات و التقاليد و القيم الروحية و كذا اللغة و المادة التاريخ قال ساطع الحصري (القرابة التي يشعر بها أبناء الأمة الواحدة هي قرابة معنوية تنشأ من الروابط الإجتماعية المختلفة و لا سيما الاشتراك في اللغة و المادة التاريخ (و يعتقد أنصار هذه الأطروحة أم الأصالة تمنح للأمة الجذور و الثبات و الإحساس بالهوية و من لا هوية له لا شخصية له فيسهل اقتلاعه و من ثمة السيطرة عليه،و استقراء الواقع و المادة التاريخ يؤكد أن الحركات الاستعمارية على اختلاف أشكالها حاولت باستمرار القضاء على مقاومة الأمة التي تستعمرها و بخاصة مقو م اللغة و المادة التاريخ و السر في ذلك حسب ساطع الحصري في كتاب كاملة محاضرات في نشوء الفكرة القومية إن اللغة بمثابة روح الأمة و حياتها و المادة التاريخ بمثابة وعي الأمة و شعورها و من الشواهد التي تثبت أهمية الأصالة أن جميع الأمم في أوقات الشدة و المحن تعود إلى تراثها و تذكر بأمجدها و أصالتها قال في كتاب كامله رينان - ما هي الأمة- ( الأمة مجموعة من البشر يجمعهم وعي خاص و شعور بانتهاء أعضائها إلى بعضهم بعض ) و من هذا المنطلق ذهب البعض إلى المطالبة بالعودة إلى حياة السلف الصالح و القاعدة عندهم أنه لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أو لها ،و الأصالة فكرة شائعة عن كثير من الأمم فالأمة اليهودية تعتمد على القصص و الأساطير الشائعة في التوراة لأجل خلق الوحدة الوطنية بين أفرادها و يمكن القول أن فكرة الأصالة لها امتدادات في المجالات السياسية و الثقافة.
نقد: إن التعصب الماضي قد يؤدي إلى الجمود و الانغلاق حول الذات مما جعل الأمة غير قادرة على مواجهة مستجدات العصر.
نقيض الأطروحة:
ذهب أنصار المعاصدة إلى المطالبة بضرورة التفتح على الثقافات الأخرى و عندهم أن منطق العصر يقتضي الاعتبار بفكرة الحوار الحضاري بين الشعوب و المعاصرة عن محمد أركون تعني الحداثة فقال :أن المعاصرة ترتكز على عنصرين : الحداثة المادية و تعني التحسينات التي تلحق الغطاء الخارجي للوجود الإنساني و الحداثة الفكرية تجديد المناهج و المواقف و الواقع أن أخطار هذه الأطروحة يطالبون بفكرة التكامل و أن الحلول المختلفة إنما يجب البحث عنها في الأساليب التقنية و الأفكار العلمية و يرى المفكر المغربي عبد العزيز الحبابي أن التفتح ضروري و أن معرفة الأخرى تؤدي إلى اكتشاف العيوب و النقائص :إن كل شعب لا يمكن أن تشكل هويته إلا بافتتاح على الشعوب الأخرى و هذه الفكرة هي التي دفعة كمال أتاتورك إلى محاولة بناء الأمة التركيبية من منطلق التفتح من الحضارة الغربية كما رأى طه حسين أن استعارة المنهج السيكرافي في التفكير ضرورة محلة لتجديد الفكرة العربي و طلب أنصار فكرة الاندماج في الجزائر بضرورة الاندماج بين الأمة الجزائرية و الأمة المادة الفرنسية و من المعاصرة ظهرت فكرة العولمة و هي فكرة تأمن سياسة تكتلات و أن تحسين الاقتصادي العالمي هو الأداة الضرورية لتطوير جميع الأمم حيث بين المفكر فورا : أن استعمال الآلة الحديثة زاد في كمية الإنتاج و سرعته و المعاصرة لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال تحرير المرأة و نشر حقوق الإنسان و الدفاع عن حريات الفردية.
نقد: إن التفتح من منطلق المعاصرة قد يؤدي إلى زوال هوية الأمة و ذوبانها في ثقافات الأمم الأخرى.
التركيب:
إن استمرار الأمة في الوجود و قدرتها على الإبداع الحضاري يجب أن يرتبط برأي نقدية توازن فيه الذات بين الأصالة و المعاصرة فلأصالة التي ترمز إلى الماضي و التراث تحتوي على جوانب معقولة و أخرى لا معقولة حيث أكد زكي نجيب محمود في كتاب كامله- تجديد الفكر العربي- أن شرط أي نهضة هو في العودة إلى الأصول المعقولة و رأى هنتر ميد أنا واجب الأمة هو البحث عن الوسائل المفيدة فقال إن قيمة التراث( إن قيمة التراث عندي هم أنه يحتوي على وسائل طبقها السلف بنجاح و يمكن الاستفادة منها في حاضرنا ) فالنهضة الحقيقية عند مالك ابن نبي هي التي تستلهم من التراث المبادئ و الأحداث و من المعاصرة منطق العلم و العمل.
الخاتمة:
و مجمل القول إن الحديث عن شروط النهضة عند الأمم هو حديث في المقام الأول عن إشكالية الأصالة و المعاصرة و في هذه المقالة استطعنا التميز بين أطروحتين :واحدة رأت أن خصوصيات الأمة تقتضي الحفاظ على .. و الأخرى دافعة على ضرورة بين الحضارات و منه نستنتج : الأصالة وحدها لا تكفي ما لم تقترن بالمعاصرة
----------------------------------------------------------------------------------------------------

الحرية و التحرر: هل الإنسان مسير أم مخير؟
مقدمة:
تتنوع أفعال الإنسان و تتعدد بحسب المصدر و الغاية فهناك أفعال غريزية ثابتة تهدف إلى تحقيق مطالب البيولوجية و هناك المنعكسات الشرطية من صيغة منبه و استجابة و بينهما تظهر الأفعال الإرادية بمراحلها المختلفة (التصور،المداولة،الاختيار،التنفيذ).
هذه الأخيرة تصلنا إلى مسألة فلسفية هي مسألة الحرية.
الرأي الأول :
ذهب أنصار هذه الأطروحة الإنسان مسير و معنى ذلك أن السلوك الإنساني يسير في دائرة الحتمية فهو يفتقد إلى عنصر الإرادة و قدرة الاختيار و السبب في ذلك أن وجود الحتمية يلغي بضرورة وجود الحرية فعلى المستوى العضوي تظهر الحتمية البيولوجية حيث أثبت الروسي بافلوف أن السلوك الإنساني هو سلوك آلي حيث إذا توفرت المنبهات تحدث حتما الاستجابة و هي فكرة وافق عليها الأمريكي واتسون و تؤثر الغدد الصماء على كامل الشخصية حتى أن وليام جيمس قال (نحن تحت رحمة غددنا الصماء فهي المسؤولة عن عواطف المرأة و الشابة و انفعالات الشيخ الكبير) أما على المستوى النفسي فقد أثبت فرويد (الإنسان سجين عقده و مكوناته) و حجته في ذلك أن السلوك الإنساني يجري من مجرى اللاشعور و يرى آدلر أن الشعور بالنقص هو محرك نشاط الإنسان مما يجعل الفرد في حالة بحث دائم عن التعويض بالإضافة إلى ذلك الطبع ينفي الحرية فصاحب الطبع الانفعالي يغلب عليه المزاج العصبي و الانفعال محدود التصورات و على المستوى الاجتماعي تعتبر الأحكام التي يطلقها الإنسان صدى لثقافة المجتمع .
فالإنسان لم يختر اسمه و لا أسرته أو لغته مما جعل دوركايم (إذا تكلم الضمير فينا فإن المجتمع هو الذي يتكلم ).
نقد :
التسليم بالحتمية يعني عدم القدرة على تغيير حياة الإنسان غير أن المادة التاريخ يقدم أمثلة عن الأشخاص غيرو أمسار حياتهم و مجتمعاتهم .
الرأي الثاني :
ذهب أنصار هذه الأطروحة إلى القول أن الإنسان مخير في السلوك الإنساني إرادي يرتبط بوجود 0 القدرة على الاختيار) و حجتهم في ذلك أن شهادة الشعور تثبت وجود الحرية حيث أثبت المعتزلة في الفلسفة الإسلامية وجود ما يسمى الأفعال الإرادية و قالوا (الإنسان يحس من تلقاء نفسه وقوع الفعل فإذا وقع أراد الحركة تحرك و إذا أراد السكون سكن ) و هكذا يعتبر الحدس النفسي أداة ضرورية لفهم الحرية و هذا ما أشار إليه في الفلسفة الحديثة ديكارت قائلا (لا يصح أن أشك من أن الله لم يهبني حرية اختيار أو إرادة ذات حظ كاف من الرحابة الكمال فالواقع أن تجارب وجداني تشهد بأن لي حرية لا تحصرها و لا تحبسها حدود ) و ترى هذه الأطروحة أن التجربة النفسية تظهر أن الحرية نشعر بها أثناء الفعل و بعده فالندم مثلا تجربة نفسية تدل على أن صاحب الفعل قام بفعله بحرية كاملة و في هذا المعنى قال بوسوي (كل من يصغي إلى صوت قلبه و يستشير نفسه يشعر بحرية إرادته كما يشعر يدركه و يفعله ) و أثبت الفرنسي جون بول سارتر (أن افنسان يولد أ ولا ثم يكون شخصيته أي الوجود أسبق من الماهية ) و الإنسان يشعر بقدرته على إعدام الأشياء أو ما يسمى بالرفض فهو حر في تكوين شخصيته و قسم برغستون الأنا إلى قسمين :أنا سطحي يتجلى في المعاملات اليومية و هو جانب لا وجود للحرية فيه ،و أنا عميق يتمثل في تلك اللحظات التي يجلس فيها الإنسان مع نفسه و يشعر بحريته الكاملة إنه يفكر دون قيود فالحرية فهذا المعنى تدرك بالحدس النفسي.
كما أثبت بعض فلاسفة الحرية عن طريق البرهان الأخلاقي قال كانط (كان يجب عليك فأنت تستطيع ) أي القيام بالواجبات يدل على وجود الحرية نو استعمل بعض آيات قرآنية تثبت حرية الاختيار (من شاء فليؤمن و من شاء فليكفر) و قال تعالى (إنا هديناه السبيل إما شكورا و إما كفورا).
نقد:
لا يمكن اعتبار الشعور حجة في إثبات الحرية لأنه متغير و قد يكون مجرد وهم و خداع تركيب تتجلى حقيقة الحرية في الممارسة العملية لأن الشعور لا يصلح لإثبات الحرية لأن ذلك الشعور يتجاهل وجود الحتميات نقال ايمانويل موبي(إن الحرية ليست معطى أولي للشعور و انعدام الاعترافات بالحتميات مخادعة من مخادعات الشعور) و هذه الحقيقة أثبتها سبينوازا حيث رأى الإنسان يجهل الدوافع الحقيقية لأفعاله و يتظاهر بأنه صاحب ذلك الفعل .
إن الحرية الحقيقية تشترط الفهم الفلسفي و العلمي لمختلف الحتميات ثم العمل عل وضع الحلول المناسبة لتلك الحتميات فعلى المستوى النفسي يستطيع الإنسان التغلب على عقده و مكبوتاته و من ثمة التحرر عن المشاكل النفسية عندما يعتمد على علم النفس و يرسم خططا مناسبة و كما قال لايبنتر (كلما كان سلوكنا أكثر مطابقة لأحكام العقل كانت حريتنا أوسع و كلما كان خضوعنا لأهوائنا أشد كانت عبوديتنا أعظم) و على المستوى الاجتماعي يستطيع الإنسان أن يتحرر من سلطة العادات و التقاليد عندما يوظف علم الاجتماع فيهم الأسباب الحقيقية و كما قال بول فاليري(كلما اعترف الإنسان بالحتمية اكتشف الوسائل التي تساعده على تحويلها لصالحه).
------------------------------------------------------------------------------------



https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى