المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إلــى الأستــاذ "إبراهيــم" مـن فظلـك



Chakira
11-08-2013, بتوقيت غرينيتش 08:19 AM
الســلام عليــكم ورحمتـه تعالــى وبركاتــه


أستـاذنــا الفـاضل "إبراهيــم" ممــكن تقيملي المقـالة نتــاعي "الحقيقــة نسبيــة"

وسـأكون لك من الشـاكرين، وجزاك الرحمــان من الخيــر كلــه



تمهيد (طرح المشكلة):
إن الإنسان بطبيعته يرغب في المعرفة والتطلع وأن معرفة الحقيقية مهما تعددت مجالاتهـا فإن أقصى ما يمكن أن يبحث عنه الإنسان هو الحقيقة الأولى كما يسميهـا الفلاسفة التي تتصف بالثبات والمطلقية، فقد اختلف الفلاسفة قديما وحديثـا حول المقياس الذي يبنى عليه مفهوم الحقيقة، ومن أشهر المعايير التي عرفها الفكر الفلسفي، معيار الوضوح وهو الشائع عند العقلانيين، ومعيار النفع والمعروف لدى البراغماتيين، ومعيار الوجود لذاته والذي يعتمده الوجوديون. ولقد شاع عند الفلاسفة أن الحقيقة مطلقـة ولكن هنـاك مـن أكـد على فكرة منافية لها تمام وهي أن الحقيقة نسبيـة، وحول هذا ما هي المبررات التي تثبت صحة وصدق هذه الأطروحة؟

أ- عرض منطق الأطروحة:

يرى البرغماتيون أن مقياس الحقيقة هو كل ما يمكن أن يقدم للإنسان منفعة ومصلحة في حياته، ومن ثمة فالحقيقة ليست واحدة بل متعددة ومتغيرة ومتأثرة بشكل الواقع الذي يواكبه الأفراد، ومن الأدلة التي يثبت بها البرغماتيون موقفهم أن الحكم لا يكون متصف بالصدق إلا إذا دلت التجربة على أنه مفيد نظريـا وعلميا، وبالتالي تكون المنفعة هي الدليل على صدق الأشياء وصوابها، يقول سندرس بيرس: "الحقيقة تقاس بمعيار العمل المنتج"، وهذه الفكرة الفارغة من محتواها العلمي ونتائجها الملموسة لا يمكن أن تكون مدلول الحقيقة، وهذه الأخيرة تعكس الحلول العلمية والنفعية التي تنقل الإنسان من أوضاع رديئة إلى أوضاع راقية، ومن صورة سلبية إلى صورة إيجابية، يقول وليام جيمس: "إن النتائج التي تنتهي إليها الفكرة هي الدليل على صدقها ومقياس صوابها"، ونفهم من هذا أن الحقيقة لا يمكن أن تكون مستقلة أو منفصلة عن الفعل أو السلوك.

ب- نقد خصوم الأطروحة:
هنـاك من الفلاسفة من زعموا بأن الحقيقة مطلقة ومنهم ديكارت وسبينوزا، وقد تبنوا مجموعة من الحجج والبراهين وهي أن الحقيقة مقياس عقلي لا يتغير بتغير الزمان والمكان والشيء لا يمكن أن يكون حقيقيا، إلا إذا كان واضحا للعقل وضوحا مطلقا، إن الإنسان يعتقد بجملة من القضايا ويصدر أحكاما حول مواضيع مقترحة و رسمية مختلفة، لكن ليس هناك ما يثبت مصداقية هذه القضايا والأحكام سوى الوضوح والبداهة، لأن الوضوح مقياس تختلف بشأنه العقول ويحادث تغيرات الواقع وتقلباته، ويتجلى هذا الوضوح في البديهيات الرياضية، كبديهية التي ترى أنه كلما طرحنا كمية ثابتة من متساويين كانت النتيجة متساوية، وكقولنا الكل أكبر من الجزء، وفي رأي ديكارت أن الفيلسوف لا يستطيع أن يؤكد أمرا إلا إذا كان بديهيا لذلك كانت أول قاعدة في منهجه هي ألا يقبل شيء على أنه حق ما لم يتبين بالبداهة أنه كذلك، ذلك أن جميع التصورات المؤلوفة أو الخاطئة يجب أن تكون هدفا لشكنا ومحلا لمراجعتنا وتمهيدا لاستبدالها بأفكار صادقة لا يعود لدينا مجال لشك فيها أبدًا، وأهم حقيقة بالنسبة إلى ديكارت هي "ما دليل على وجودها".، حيث يقول: "لاحظت أنه لاشيء في قولي أنا أفكر إذا أنا موجود يضمن لي أني أقول الحقيقة، إلا كوني أرى بكثير من الوضوح أن الوجود واجب التفكير، فحكمت بأنني أستطيع اتخاذ قاعدة عامة لنفسي وهي أن الأشياء التي نتصورها تصورًا بالغ الوضوح والتمييز هي صحيحة كلها، وهذا معناه أن الحكم الصادق لا يترك العقل يشك فيه من جديد، وأن الحكم الصادق ترجحه أذهانا لهذا يقول سبينوزا: "فكما أن النور يكشف عن نفسه وعن الظلمات كذلك الصدق هو معيار نفسه ومعيار الكذب".
نقـدهم: ولكــن لا يمكن الأخذ والتسليم بما ادعاه أصحاب هذا الموقف شكلا ومضمونـا وهذا بحكم أن الحقيقة في نظر العقليين مرادفة للوضوح ومصاحبة لأحكامنا المجردة من الشك، وأن العقل بحكمه عليها يرجحها تلقائيا دون سواها من الأحكام الزائفة، لكن الحقيقة بإرجاعها إلى الوضوح تنقل الحقيقة من مستواها الموضوعي إلى مستواها الذاتي المشخص، إن مادة التاريخ الإنسان يؤكد أن علماء العصر الوسيط قد ركنوا مدة طويلة للفكرة الشائعة التى ترى بمركزية الأرض للكون، كما أنها كانت تتراءى لهم واضحة وبديهية، يقول أ. بايي: "إن الأفكار بالغة الوضوح هي في الغالب أفكار ميتة".

ج- تدعيم الأطروحة بحجج:
من بين الذين دافعوا على صدق وصحة هذه الأطروحة نجد سندرس بيرس، وليام جيمس، وقد تبنوا مجموعة من الحجج والبراهين وهذا بحكم أن وليام جيمس يرى أن النتائج التي تنتهي إليها الفكرة هي الدليل صوابها، وأن الحقيقة لا يمكن أن تكون مستقلة أو منفصلة على الفعل أو السلوك ، وليس في الوجود حقيقة واحدة بل هناك حقائق متكثرة، أي أن الحقيقة مستمدة لأفكارنا، فالصدق هنا هو صدق بالنسبة للواقع الذي يحيلنا إليه، يرى وليام جيمس أن كل ما يؤدي إلى النجاح هو حقيقي.

الخـاتمـة:
وعصارة القول، ومما سبق نستخلص أن هذه الأطروحة "الحقيقة نسبية" هي أطروحة صحيحة وسليمة شكلا ومضمونـا وهذا بحكم قول الفيلسوف سندرس بيرس: "إن كل ما يؤدي إلى النجاح فهو حقيقي، وإن كل ما يعطينا أكبر قسط من الراحة، وما هو صالح لأفكارنا في أي حال من الأحوال فهو حقيقي". لأن الحقيقة هي كل ما يمكن أن تقدم للإنسان منفعة ومصلحة في حياته، وبتالي فهذه الأطروحة سليمة ويمكن تبنيها ومشروعتها.









Lamisse Soy





https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى