المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شعبة تسيير واقتصاد يقول ديكارت: "إن حضارة كل امة إنما تقاس بقدرة ناسها على التفلسف"؟ دافع عن هذه الأطروحة



said
11-08-2013, بتوقيت غرينيتش 08:16 AM
يقول ديكارت: "إن حضارة كل امة إنما تقاس بقدرة ناسها على التفلسف"؟ دافع عن هذه الأطروحة
طريقة الاستقصاء بالوضع
طرح المشكلة:
إذا كان التفكير ملازم للعقل باعتباره وظيفة جوهرية له،يمارسه الإنسان،فإن الفلسفة تعتبر شكلا من أشكال التفكير الإنساني،وتعني في أصلها اليوناني محبة الحكمة وقد أشار إليها الفيلسوف اليوناني أرسطو أنها ذلك العلم الكلي بالمبادئ والأسباب الأولى للوجود بمعنى البحث عن المعرفة في أقصى حدودها،وقد اختلف مفهوم الفلسفة من فيلسوف غلى آخر ومن مذهب فلسفي إلى آخر ،وقد ساد الاعتقاد في القرون المتأخرة أن الإنسان ليس بحاجة إلى فلسفة ،خاصة بعد ظهور العلم،كما أنها لم تنتهي إلى حلول ونتائج يقينية فاعتبروها مجرد ثرثرة،بينما أكد بعض الفلاسفة أنها ضرورية للحضارة الانسانية كإنتاج فكري وعليه كيف يمكن الدفاع عن الأطروحة القائلة أن حضارة كل امة إنما تقاس بقدرة ناسها على التفلسف؟
محاولة حل المشكلة:
أ/عرض منطق الأطروحة:
يرى بعض المفكرين أن الفلسفة ضرورية للإنسان باعتبارها إنتاج فكري حيث ذهب الفيلسوف اليوناني أرسطو إلى أن المعرفة والعلم كليهما إنتاج للتأمل الفلسفي حول الإنسان والكون والعالم،فالفلسفة دهشة ووعي بالجهل ،غاية ممارستها المعرفة من أجل المعرفة،فالدهشة التي دفعت بالمفكرين الأوائل كما هو اليوم إلى النظر الفلسفي،وعن طريق الفلسفة فقط تم تجاوز الطبيعة الحيوانية والعفوية للإنسان،فالفلسفة معرفة تأملية تبحث في الوجود كله ،لهذا يعرفها أرسطو:« علم الوجود بما هو موجود»،واعتبارها العلم الكلي الذي يشمل العلوم الأخرى ويعلوها لأنها تبحث في الأسباب والعلل الأولى للوجود ،وقد كانت الفلسفة في العصر الحديث أم العلوم والغذاء الحقيقي للفكر،هذا ما أكده الفرنسي روني ديكارت حيث يقول: «وكنت أريد إن أوجه النظر إلى الفلسفة وأبين أنها نظر لكونها تشمل كل ما يمكن للفكر الإنساني أن يعرفه...إن حضارة كل امة إنما تقاس بقدرة ناسها على التفلسف أحسن»فالفلسفة كانت بمثابة العلم في العصر الحديث بل ومقياس تحضر الأمم،بل يعتبرها ديكارت ضرورية لتنظيم أخلاقنا وسلوكنا في هذه الحياة،ويذهب ابن الرشد المفكر المسلم إلى القول :« أن فعل الفلسفة ليس أكثر من النظر في الموجودات واعتبارها من جهة دلالتها عل الصانع»لإغذا كانت الفلسفة نظر وتأمل في الموجودات فإنها تقودنا إلى معرفة الله حسب ابن رشد،ومن بين الفلاسفة المعاصرين الذي يؤكد انجليزي برتراند راسل حيث يقول: «أن أهمية الفلسفة متأتية من كونها تشد أنفسنا أو إن شئت يقضتنا الفكرية لأن هناك قضايا خطيرة في الحياة لا يستطيع العلم أن يعالجها» فالفلسفة تبحث في ما يعجز العلم عن البحث فيه كالأخلاق والقيم ومشاكل الإنسان المعنوية ،عدا كونها تقوي في نفووسنا النزعة النقدية باعتبارها تساؤل دائم.

ب/تدعيم الأطروحة بحجج شخصية:
ومادة التاريخ العلم يثبت ذلك فظهور الفلسفة سابق وجوديا عن ظهور العلم بل كانت تصم جميع أنواع المعارف: الفلك ،المادة العلوم الفيزيائية و التكنولوجية،المادة الرياضيات،الفن،الأخلاق ....وبعد ظهور العلم والمنهج التجريبي شهدت انفصالا عنها ،وإذا كانت الفلسفة تساؤل فكري عقلي مستمر،والتفكير هو ممارسة لوظيفة طبيعية،وهي وظيفة عقلية،فالتفلسف لا ينفصل عن التفكير،وهذا ما يميز الإنسان عن الحيوان،وأول دافع للتفلسف هو الدهشة الفلسفية كما أشار إليها أرسطو ،والدهشة الفلسفية ماهي إلا شعور وعي بالجهل وهذا ما دفعه إلى التساؤل،فالإنسان منذ وجوده يتساءل حول الموجودات وأصلها حيث يقول أفلاطون:« أن ميزة الفلاسفة الدهشة من كل شيء».والدين الإسلامي من جهة أخرى فيه دعوة إلى التدبر والتعقل والتأمل.

ج/نقد خصوم الأطروحة بعد عرض منطقهم:
بينما نظر أنصار الوضعية المنطقية أو ما يعرف عنهم بجماعة فينا في هذا العصر نظرة سلبية ورفضوها باسم العلم باعتبار أن العلم مبني على الاتفاق وان معارفه يقينية وتتقبلها جميع العقول البشرية بينما الفلسفة منذ فجر المادة التاريخ لم تصل إلى حقائق يقينية وقطعية،بل مجرد أسئلة إشكالية لانهاية لها،ومن جهة أخرى لم تحل مشاكل الإنسان الواقعية بل أنها ادعاءات ميتافيزيقية فارغة عكس العلم فقد استفاد الإنسان منه- خاصة بعد ظهور المنهج التجريب- والتطور التكنولوجي الذي ساهم في تطور الإنسانية وتقدمها بل وتحقيق السعادة له حيث ذهب فريديريك وايزمان ،وهو أحد أنصار الوضعية المنطقية إلى القول:« البراهين الفلسفية ليست استدلالية لذا فإنها ليست حاسمة ولا تثبت شيئا،ووجود اختلافات في الفلسفة شاهد على خلو البراهين الفلسفية نظرا للصرامة المنطقية التي تتسم بها المادة الرياضيات والعلوم الدقيقة»لكن يرى برتراند راسل ان العلم بحاجة إلى الفلسفة حيث يقول :« إننا بفضل الفلسفة نعرف أن هناك أشياء في الماضي كانت محل يقين علمي لا يتطرق إليها الشك ولكن تبين أن ذلك اليقين خطأ فادح»،وإذا كانت الفلسفة لم تنتهي إلى نتائج فهذا من طبيعتها حيث يرى الوجودي كال ياسبرز أن وظيفة الفلسفة ليست الإجابة عن أسئلتنا،وإنما هي تمهيد الطريق أمام العلم،فالسؤال في الفلسفة أهم من الجواب وهكذا نتقدم أكثر فأكثر نحو معرفة الحقيقة،فهي تساؤل نقدي مستمر ومتجدد.
3/الفصل النهائي للمشكلة:
أن الإنسان بحاجة دائمة للفلسفة ،فهي أسلوب من أساليب التفكير.إذن الأطروحة السالفة الذكر يمكن تبنيها والدفاع عنها والأخذ برأي مناصريها



https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى