المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقالة في الشعور أريد تصحيح نمذجي مفصلها والتنقيط من الأستاذة ام عيسي



salima
11-08-2013, بتوقيت غرينيتش 07:48 AM
هل الشعور كافٍ لمعرفة كل حياتنا النفسية ؟ الجدلية .

المقدمة( طرح المشكلة http://www.dzbatna.com/images/smilies/smile.gifتمهيد: إن علم الخبرة والسلوك والسيكولوجيا بمفهوم الحديث أو علم الروح كما عرفه القدماء هو علم كغيره من العلوم الأخرى فهو علم يبحث في الظواهر النفسية شعورية كانت أو لا شعورية و التعقيد الذي تتميز به الحياة النفسية جعلها تحظى باهتمام علماء النفس القدامى والمعاصرون ، فحاولوا دراستها وتفسير الكثير من مظاهرها . فاعتقد البعض منهم ان الشعور هو الأداة الوحيدة التي تمكننا من معرفة الحياة النفسية ،واعتقد الآخرأن لا شعورهي الكتلة الضخمة التي لا ينالها الشعور ، فهل يمكن التسليم بهذا الرأي ؟
طرح الإشكال:
او بمعنى آخر : هل معرفتنا لحياتنا النفسية متوقفة على الشعور بها ؟

التوسيع : محاولة حل المشكلة :
عرض الاطروحة(مسلمات القضية نسلم بصحتها دون برهان) : يذهب أنصارعلم النفس التقليدي من فلاسفة وعلماء ، إلى الإعتقاد بأن الشعور هو أساس كل معرفة نفسية ، فيكفي أن يحلل المرء شعوره ليتعرف بشكلٍ واضح على كل ما يحدث في ذاته من أحوال نفسية أو ما يقوم به من أفعال ، فالشعور والنفس مترادفان ،والشعورالتأملي أوضح وأدق من التلقائي لأنه يقتضي التمييز العارف من المعروف وفي هذه الحالة فبالشعور يستطيع المدرك أن يعرف ما في نفسه وهذه من خصائصه الهوية بإرجاع كثرة الأحوال النفسية إلى وحدة النفس المدركة ، وكذلك إبقاء الأحوال النفسية الماضية متصلة بالأحوال الحاضرة، ومن ثـمّ فكل نشاط نفسي شعوري ، وما لا نشعر به فهو ليس من أنفسنا .

الحجة (البراهين): ولعل من أبرز المدافعين عن هذا الموقف الفيلسوفان الفرنسيان " ديكارت " الذي يرى أنه : « لا توجد حياة أخرى خارج النفس الا الحياة الفيزيولوجية » ، وكذلك " مين دو بيران " الذي يؤكد على أنه : « لا توجد واقعة يمكن القول عنها انها معلومة دون الشعور بها » . وهـذا كله يعني ان الشعور هو أساس الحياة النفسية ، وهو الأداة الوحيدة لمعرفتها ، ولا وجود لما يسمى بـ " اللاشعور ويعتمد أيضا انصار هذا الموقف على حجة مستمدة من " كوجيتو ديكارت " القائل : « أنا أفكر ، إذن أنا موجود » ، وهذا يعني أن الفكر دليل الوجود ، وأن النفس البشرية لا تنقطع عن التفكير الا اذا انعدم وجودها ، وأن كل ما يحدث في الذات قابل للمعرفة ، والشعور قابل للمعرفة فهو موجود ، كما ذهب الطبيب العقلي النمساوي ستيكال (stekel) إلى أن الأشياء المكبوتة ليست في الواقع غامضة لدى المريض إطلاقا إنه يشعر بها ولكنه يميل إلى تجاهلها خشية تطلعه على الحقيقة في مظهرها الأصلي وقد قال : (( لا أومن باللاشعور ، لقد آمنت به في مرحلتي الأولى ، ولكنني بعد تجاربي التي دامت ثلاثين سنة وجدت أن كل الأفكار المكبوتة إنما هي تحت شعورية ( تحجز الشعور) وأن المرضى يخافون دائما من رؤية الحقيقة )) ، كما يرفض الفيلسوف الفرنسي جون بول سارتر أيضا فكرة اللاشعور ويرى أن السلوك الإنساني يجري دائما في مجال الشعور .
إذن لا وجود لحياة نفسية لا نشعر بها ، فلا نستطيع أن نقول عن الإنسان السّوي إنه يشعر ببعض الأحوال ولا يشعر بأخرى مادامت الديمومة والإستمرار من خصائص الشعور، ثـم إن القول بوجود نشاط نفسي لا نشعر به معناه وجود اللاشعور ، وهذا يتناقض مع حقيقة النفس القائمة على الشعور بها ، فلا يمكن الجمع بين النقيضين الشعور واللاشعـور في نفسٍ واحدة ، بحيث لا يمكن تصور عقل لا يعقل ونفس لا تشعر.

وأخيرا ، لو كان اللاشعور موجودا لكان قابلا للملاحظة ، لكننا لا نستطيع ملاحظته داخليا عن طريق الشعور ، لأننا لا نشعر به ، ولا ملاحظته خارجيا لأنه نفسي ، وماهو نفسي باطني وذاتي . وهذا يعني ان اللاشعور غير موجود ، وماهو موجود نقيضه وهو الشعور .

النقد : ولكن الملاحظة ليست دليلا على وجود الأشياء ، حيث يمكن ان نستدل على وجود الشئ من خلال آثاره ، فلا أحد يستطيع ملاحظة الجاذبية أو التيار الكهربائي ، ورغم ذلك فأثارهما تجعلنا لا ننكر وجودهما .
ثم إن التسليم بأن الشعورهو أساس الحياة النفسية وهو الأداة الوحيدة لمعرفتها ، معناه جعل جزء من السلوك الإنساني مبهما ومجهول الأسباب ، وفي ذلك تعطيل لمبدأ السببية ، الذي هو أساس العلوم .

عرض نقيض الأطروحة : بخلاف ما سبق ، يذهب الكثير من أنصار علم النفس المعاصر ، أن الشعور وحده ليس كافٍ لمعرفة كل خبايا النفس ومكنوناتها ، كون الحياة النفسية ليست شعورية فقط ، لذلك فالإنسان لا يستطيع في جميع الأحوال أن يعي ويدرك أسباب سلوكه . فالشعور ليس هـو النفس كلها ، بل هناك جزء هام لا نتفطن عادة إلى وجوده رغم تأثيره المباشر على سلوكاتنا وأفكارنا وانفعالاتنا ، واللاشعور هو تلك الكتلة الضخمة التي لاينالها الشعور مثل بعض هفوات اللسان الغير مقصودة واستيقاض النائم بلإيحاء ( التنويم الإيحائي) وتنفيذه لما طلب منه ساعة النوم، فعملية اللاشعور لاتخضع للزمان ولا للمكان كونهما لا تتأثر بهما ،فلاشعورهو مجموعة من الأحوال النفسية الباطنية اللاواعية التي تؤثر في سلوك الشخص بدون أن يشعر بها

الحجة : وما يؤكد ذلك ، ما دافع عن ذلك طبيب الأعصاب النمساوي ومؤسس مدرسة التحليل النفسي " سيغموند فرويد " الذي يرى أن : « اللاشعور فرض رائعية لازمة ومشروعة .. مع وجود الأدلة التي تثبت وجود اللاشعور » . أن معطيات الشعور ناقصة ولا يمكنه أن يعطي لنا معرفة كافية لكل ما يجري في حياتنا النفسية ، ويعتبر الفيلسوف ليبنتز من الفلاسفة الأوائل الذين أشاروا إلى وجود فكرة اللاشعور حيث أكد أن هناك دلالات كثيرة تثبت أن لدينا في كل لحظة عددا لا حصر له من الإدراكات تفلت من قبضة تأملنا وأن نفوسنا تنطوي على تغيرات لا ندركها إلا بصورة مبهمة وهذ ا يعني أن في نفوسنا أفكار تخفى على الشعور . لكن مع ظهور الدراسات التجريبية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر هو الذي أدى إلى إكتشاف اللاشعور وإثبات وجوده ،وقد كان إكتشافه على يد الطبيب النمساوي سيغموند فرويد ، حيث رأى أن الكثير من مظاهر السلوك كالأحلام ، هفوات اللسان ، أخطاء الإدراك ، النسيان لا يمكن تفسيرها إلا بافتراض اللاشعور، وقد وضع فرويد طريقة التحليل النفسي وكشف من خلالها العلاقة بين المكبوتات النفسية وظهور الأعراض واختفائها وهذا ما بين له أن اللاشعور ليس غريبا عن مجال الحياة النفسية بل منبثق عنها فهو مصدر أزمتها ومرضها النفسي وبالتالي فهو فرض رائعية مشروعة ولازمة لتفسير مظاهر سلوكية عجز الشعور عن تفسيرها والكشف عن أسبابها .

النقد: لا شك أن مدرسة التحليل النفسي قد أبانت فعالية اللاشعور في الحياة النفسية ، لكن اللاشعور يبقى مجرد فرض رائعية قد تصلح لتفسير بعض السلوكات ، غير أن المدرسة النفسية جعلتها حقيقة مؤكدة ، مما جعلها تحول مركز الثقل في الحياة النفسية من الشعور الى اللاشعور ، الأمر الذي يجعل الإنسان أشبه بالحيوان مسيّر بجملة من الغرائز والميول المكبوتة في اللاشعور، وحقا لقد تمكن فرويد من أن يكشف عن جوانب خفية من الحياة النفسية ، وبين الدور الذي يمكن أن يلعبه اللاشعور بالنسبة لنشاط الإنسان ، لكن فرض رائعية اللاشعور لا ترتقي إلى مستوى الفرض رائعية العلمية لأنه لا يمكن التحقق من صحتها دائما ، خاصة وأن تجارب فرويد إقتصرت على المرضى ولم تمتد إلى الأقوياء .

التركيب(أو التجاوز) إن للحياة النفسية جانبان متكاملان الشعور واللاشعور ، فالكثير من مظاهر الحياة النفسية لا يمكن تفسيرها بالإعتماد على الشعور وحده لكون فرض رائعية اللاشعور سلطت الضوء على حالات نفسية كثيرة لم تكن مفهومة وهكذا يتجلى بوضوح ، أن الحياة النفسية كيان معقد يتداخل فيه ماهو شعوري بما هو لاشعوري ، أي أنها بنية مركبة من الشعور واللاشعور ، فالشعور يمكننا من فهم الجانب الواعي من الحياة النفسية ، واللاشعور يمكننا من فهم الجانب اللاواعي منها .

الخاتمة: حل المشكلة :وهكذا يتضح ، أن الإنسان يعيش حياة نفسية ذات جانبين : جانب شعوري يُمكِننا إدراكه والإطلاع عليه من خلال الشعور ، وجانب لاشعوري لا يمكن الكشف عنه إلا من خلال التحليل النفسي ، مما يجعلنا نقول أن الشعور وحده غير كافٍ لمعرفة كل ما يجري في حيتنا النفسية . إذن فاللاشعور بالنسبة للعلاج النفسي يعد مفتاحا يشعر أصحابه أنه لا يمكنهم الإستغناء عنه ، ولكنه من الخطأ أن نجعل منه مفتاحا عموميا ( passe partout ) نفتح به جميع الأبواب بحيث نفسر كل سلوك إنساني على ضوء معطيات التحليل النفسي ، وبناء على هذا تكون الحياة النفسية مبنية على أساس التكامل بين الشعور واللاشعور.

أرجو من الأستاذة تصحح المقالة مع التنقيط بارك الله فيكم



https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى