المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أرجو تقيم مقآلتي حول المادة التاريخ شعبة علوم تجريبية



loulou ange
11-08-2013, بتوقيت غرينيتش 07:35 AM
أرجو تقييم مقآآلتي شعبة علوم

مقدمة

يعد البحث العلمي وسيلة العصر الحديث لفهم مختلف الضواهر وذلك بتطبيق المنهج التجريبي كطريقة علمية سواء فيما يتعلق بالعلوم الطبيعية أوحتى العلوم الانسانيه التي تنشغل بفهم ذات الانسان والتي من اصنافها المادة التاريخ الذي هو دراسة للحوادث المادة التاريخية الماضية وتفسيرها مما وضعت العلماء في تساؤل حول امكانية تطبيق المنهج التجريبي عليها فاذا كنا امام اطروحتين متناقضتين إحداهما ترى انه من الممكن دراسة الحوادث المادة التاريخية دراسه علمية والاخرى ترى عكس ذلك فالمشكلة المطروحة هل يمكن دراسة الحادثة المادة التاريخيه دراسه علمية؟

القضية الاولي

ذهب بعض المفكرون امثال ابن خلدون الى القول بان المادة التاريخ علم يستوفي الوسائل العلمية في دراسته للحوادث الماضية .وقد اعتمدوا في تفسير ذلك على منهج خاص بهم مكيف على المنهج التجريبي يدعى "بالمنهج المادة التاريخي الاستقرائي" ويقوم على خطوط كبرى نبدأها بمهمة جمع المصادر والوثائق ,فبعد اختيار الموضوع يبدا المؤرخ بجمع الوثائق والاثار المتبقية الضرورية لاي بحث مادة التاريخي فهي السبيل الوحيد الى معرفة الماضي وفي هدا يقول سنيويوس (لا مادة التاريخ بدون وثائق وكل عصر ضاعت وثائقه يضل مجهولاالى الابد ) والباحث في المادة التاريخ لا يستعمل هذه الوثائق الا بعد نقدها وتحليلها خارجيا من حيث نوع المادة والخط والورق وداخليا من حيث الموضوع فنظرا لكون تلك الآثار قد تكون مزيفة أو متأثرة بالعوامل الطبيعية فكان على الباحثين أن يمارسوا عليها هذا نقدا و تحليلا ماديا ومعنويا فمن الناحية المادية على المؤرخ أن يكون كيميائيا مثلا ليستطيع التعرف على طبيعة الوثيقة ونوعية مادتها المتكونة منها وأن يفحص المادة المكتوب بها من حبر او صبغ . أما من الناحية المعنوية فعلى الباحث في المادة التاريخ أن يكون بسيكولوجيا ليفهم مضمون الوثيقة وما تنطوي عليه من أفكار وتوجيهات تدل على صاحبها كهل نقل الحادث غثا أو سمينا.كما قال ابن خلدون هل الموضوع معالج بطريقة فكاهية أو جادة والالمام بالظروف الاجتماعية والجغرافية والسياسية والاقتصادية التي جرى فيها الحادث ,اذن فاعمال الباحث في المادة التاريخ شاقة تستلزم عليه اكتساب خبرات متعددة فانه يحتاج الى ألفة بفقه اللغة ومعلومات عن اللأنتروبيولوجيا وعلم الخرائط والنقود والخط وغيرها فالباحث يبدل قصار جهده لتمحيص الخبر واعطاءه صفة الموضوعية حيث قال مؤسس المادة التاريخ ابن خلدون في كتاب كامله " المقدمة" في هذا الصدد "النفس اذا كانت على حال من الاعتدال في قبول الخبر أعطته حقه من التمحيص والنظر " وينتهي الباحث بسلسله البحوث عن وقائع الحادثة بشكل نتائج جزئية مبعثرة فيعمل على ترتيبها وتركيبها وتصنيفها فيضعها في إطارها الزماني والمكاني مما قد يترتب عنها من ظهور فجوات مادة التاريخية فيجد نفسه أما سلسلة فاقده لإحدى حلقاتها يضطر لأن يسدها بواسطة الإفتراض مستندا إلى الخيال الواقعي والإستنباط المنطقي ثم يربط نتائجها ببيان العلاقات التي توجد بينها وهو يعرف بالتعليل المادة التاريخي فيقول إبن خلدون في هذا الشأن "إعلم ان فن المادة التاريخ فن عزيز المذهب ,جم الفوائد شريف الغاية ...فهو محتاج إذا ماخذ متعددة , ومعارف متنوعة وحسن النظر وتثبيت يقضيان بصاحبهما إلى الحق .ينكيان المزلات والمغالط " إلا ان الباحث في المادة التاريخ لايمكنه ان يجرب ولذا لا يمكنه ان يقارن بين الماضي والحاضر فهو غير مضطر أصلا للتجريب وبهذا يكون قد طبق خطوات المنهج التجريبي وتمكن بذلك تجاوز مختلف العقبات ومن هذا كله يمكن القول أنه بإمكان دراسة الحوادث المادة التاريخية دراسة علمية

النقد

مما لاشك فيه أن علم المادة التاريخ ق تجاوز الكثير من الصعوبات التي كانت تعوقه وتعطله لكن رغم ذلك لا يجب أن نبالغ في إعتبار الحوادث المادة التاريخية موضوعا لمعرفة علمية بحته ولذا تبقى هذه الأطروحة نسبية شكلا ومضمونا لأن الدراسات المادة التاريخية لم تصل بعد إلى الموضوعية التي وصلت إليها المفاهيم الرياضية والفزيائية .

القضية الثانية

يرى مؤيدي ماكس فيبر أنه لا يمكن أن تكون الحوادث المادة التاريخية موضوعا لدراسة علميه .ذلك لوجود عقبات مصدرها خصائص الحاثة المادة التاريخية وأول هذه العقبات غياب الموضوعية و إفلات الظاهرة المادة التاريخية من الدراسة النزيهة فالباحث في المادة التاريخ يحتكم إلى عقيدته ويدخل أحكامه المسبقة ويتأثر بعاطفة لأن المؤرخ في الأخير انسان ينتمي الى عصر معين, في وطن معين,دون ذات خاصة... وهذا يجعله يسقط ذاتيته بقيمها ومشاغلها على الماضي الذي يدرسه حتى أن فولتير قال "المادة التاريخ مجموعة من الاباطيل والخدع يديرها الأحياء على الاموات حتى تناسب رغباتهم ." ومن خصائص الحادثة المادة التاريخية أنها حادثه إنسانية تخص دون غيره من الكائنات وإجتماعية لانها لاتحدث إلا في مجتمع إنساني فالمؤرخ لايهتم بالأفراد إلا من حيث إرتباطهم والتأثير في حياة الجماعة فالحادثه المادة التاريخية فريدة من نوعها تحدث مرة واحدة ولا تكثر وفي هذا الشأن يقول ماكس فيبر : "إن الحادثه المادة التاريخة هي ما يحدث مرة واحدة " وبناءا على هذه العوائق التي تواحه الباحث في المادة التاريخ قامت إعتراضات على القول بأن المادة التاريخ علم منها
إنعدام الملاحظة المباشرة للحادثة المادة التاريخية الماضية وهذا على خلاف الظواهر الطبيعية الأخرى ثم إستحالة إجراء التجارب فالباحث في المادة التاريخ لا يمكنه أن يحدث لنا حربا حتى يبرهن لنا على صحة ما يقول وهذا ما يجعل المؤرخ بعيدا عن إمكانه وضع القوانين فالعلم لا يقوم إلا على الأحكام الكليه كما يقول أرسطو (لا علم إلا بالكليات ) ثم إن لكلمة علم تطلق على البحث الذي يمكن من التنبؤ في حين أن نفس الشروط تؤدي إلى نفس النتائج وبالتالي لاقدرة على التنبؤ بالمستقبل في المادة التاريخ لأنه يصعب علينا تحديد بدايتها ونهايتها وقد وصف جون كميني ذلك بقوله "التنبؤ يستحيل مع البشر لأنهم يتمتعون بالارادة والحرية "
ومن هذا كله يمكن القول بأنه لايمكن دراسه الحوادث المادة التاريخية دراسة علمية.

النقد

مهما كانت الإعتراضات والإنتقادات فإنه لها ما يبررها من الناحية العلمية غير أنه ينبغي أن نؤكد بأن هذه الإعتراضات لاتستلزم الرفض القاطع لعلمية المادة التاريخ لأن كل علم له خصوصياته المتعلقة بالموضوع وإلا كيف لن أن نفسر ما أضافه هذا العلم لفهم الإنسان لمادة التاريخه وذاكرة شعوبه الماضية ويستفيد من تجاربها وعليه فإن هذه الأطروحة تبقى نسبية شكلا ومضمونا لأن الباحث في المادة التاريخ إستطاع تجاوز مختلف هذه العقبات والبحوث التي قاموا بها الباحثون في عصرنا تثبت ذلك .

التركيب

ان اللحادثة المادة التاريخية خصائصها مثلما للظواهر الحية او الجامدة وهذا يقتضي اختلافا في المنهج وهو مت جعل المادة التاريخ علما من نوع خاص ليس استنتاجيا كالمادة الرياضيات ولا استقرائيا كالمادة العلوم الفيزيائية و التكنولوجية وانما هو علم يبحث عن وسائل علمية لدراسة الماضي وتفسيره وعلى هذا الاساس فإن القول بأن المادة التاريخ لا يمكن ان يكون علما لانه يفتقر الى شروط العلم امر مبالغ فيه كما ان القول بان المادة التاريخ يمكن ان يصبح علما دقيقا امر مبالغ فيه ايضا وعليه فان الحوادث المادة التاريخية ذات طبيعة خاصة مما استوجب ان يكون لها منهجا خاصا.

الخاتمة

وخلاصة القول ان للمادة التاريخ فائدة كبرى فهو يرسم لنا كيف كانت نهايه طريق الرذيلة ويخبرنا عن اللذين دافعو عن مبادئهم وسلكوا طريق الفضيلة وقد تبين لنا ان المشكلة تدور حول امكانية تطبيق المنهج العلمي على المادة التاريخ وعليه فان مقعد المادة التاريخ بين العلوم الاخرى يتوقف على مدى التزام الباحثون بخصائص الروح العلمية والاقتراب من الموضوعية وبذلك يمكن القول ان المادة التاريخ علم لكن على منواله.





https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى