المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نظريةالمطلق والنسبي والتركيب بينهما



walid
11-08-2013, بتوقيت غرينيتش 07:31 AM
حقيــــــــــــقـــــــة مطلقــــــــــــــــــــــــة


اذا نظرنا في البدايات الأولى لمادة التاريخ الفلسفة، وجدنا الفيلسوف اليوناني أفلاطون يقول بوجود حقائق يقينية ومطلقة مكانها هو عالم عقلي مفارق سماه بعالم المثل، وهي حقائق يتوصل إليها عن طريق التأمل العقلي الخالص. هكذا اعتبر أفلاطون أن ما يوجد في العالم المحسوس هو مجرد ظلال وأوهام تمدنا بها الحواس، في حين يمدنا التأمل الفلسفي بالحقيقة الموضوعية، الثابتة والخالدة.
وقد بين باسكال فيما بعد أن للقلب حقائقه التي لا يمكن للعقل أن يستدل عليها، وهي حقائق حدسية تدرك على نحو مباشر، يعتقد صاحبها في ثباتها وصحتها المطلقة. ولعل الكثير من الحقائق الدينية هي من مثل هذا القبيل.
وفي نفس السياق اعتبر أبو الفلسفة الحديثة ديكارت بأن العقل يحتوي على مبادئ وأفكار فطرية، لا يمكن الشك في صحتها نظرا لبداهتها ووضوحها وتميزها في الذهن. ومن ثمة فهي تدرك بشكل حدسي مباشر، ومنها تستنبط باقي الحقائق الأخرى.
وعلى خلاف افلاطون يرى ارسطو ان الحقيقة لاتوجد في عالم مفارق عن العالم الحسي بل هي محاثية له أي متضمنة فيه ويميز ارسطو في العالم المحسوس بين ظاهر وباطن او بين عرض وجوهر لذلك فالحقيقة توجد على مستوى الجوهر وهي حقيقة موضوعية ثابتة ومطلقة لاتدرك الا عن طريق الاستدلال العقلي باستخدام عمليتين عقليتين رئيسيتين هما التعميم والتجريد ومن هنا ارسطو لم يقصي الحواس نهائيا مثل افلاطون بل جعلها الوسيط الضروري الذي يمر منه العقل لادراك الجوهر هكذا نحن لانملك من الحقيقة الا الاحكام

اليقينية.


حقيــــــــــــقـــــــة نسبيــــــــــــــــــــــة


وفي مقابل هذا التصور المثالي المطلق للحقيقة، نجد تصورات فلسفية أخرى تقول بنسبية الحقيقة وتطورها. ويمكن أن نورد في هذا الإطار موقف جون لوك، كأحد ممثلي النزعة التجريبية، والذي يرفض وجود أفكار أولية وفطرية كتلك التي ادعاها ديكارت، واعتبر على العكس من ذلك بأن العقل صفحة بيضاء والتجربة هي التي تمده بالمعارف والحقائق. وإذا كانت تجارب الناس مختلفة، فمعنى ذلك أن الحقائق التي تحملها عقولهم ليست على نفس الشاكلة والمنوال.
أما إذا انتقلنا إلى الفلسفة المعاصرة، فيمكن أن نقدم التصور البرغماتي كتصور يقول بنسبية الحقيقة وتعددها. ومن بين ممثلي النزعة البرغماتية نجد وليام جيمس الذي يرى أن الحقيقة ليست غاية في ذاتها، وأنها لا تمتلك أية قيمة مطلقة، بل هي مجرد وسيلة لإشباع حاجات حيوية أخرى. هكذا يقدم لنا جيمس تصورا أداتيا ونسبيا للحقيقة؛ بحيث يقول بارتباطها بالمنافع والوقائع وبمدى قدرتنا على استعمالها في وضعيات مختلفة.
وإذا انتقلنا الآن إلى حقل المعرفة العلمية الخالصة، وإلى مجال مادة التاريخ العلوم الدقيقة، فإننا نرى أن ما عرفه العلم من تطور في الأدوات والمناهج المعتمدة، وما رافق ذلك من ظهور عدة نظريات علمية تتجاوز النظريات السابقة، كان له انعكاس على تصور العلماء و الفلاسفة لمفهوم الحقيقة ومراجعتهم للعديد من المفاهيم والتصورات الكلاسيكية. هكذا نجد الإبيستملوجي الفرنسي غاستون باشلار يؤكد على الطابع النسبي للحقيقة العلمية، ويعتبرها خطأ تم تصحيح نمذجي مفصله. فمادة التاريخ العلوم في نظره هو مادة التاريخ أخطاء؛ ذلك أن الكثير من الحقائق العلمية تم تجاوزها واستبدلت بحقائق ونظريات أخرى جديدة. من هنا نرى أن الحقائق في مجال العلوم الحقة تختلف من حقل علمي إلى آخر من جهة، وتتطور بتطور الأدوات والمناهج العلمية المستخدمة من جهة أخرى. وقد أكد باشلار على أهمية الحوار بين العقل والتجربة في بناء الحقيقة العلمية؛ ولذلك رفض المبادئ والحقائق البديهية كتلك التي تحدث عنها ديكارت، كما رفض اعتبار العقل صفحة بيضاء تتلقى المعرفة جاهزة من الواقع كما ذهبت إلى ذلك النزعة التجريبية الساذجة، وذهب بخلاف ذلك إلى التأكيد على الطابع البنائي والمتجدد للمعرفة العلمية، خصوصا أن بناءات العقل وبراهينه لا تتم في نظره بمعزل عن الاختبار رائعات والتجارب العلمية. هكذا فحقائق العقل العلمي المعاصر مشروطة بطبيعة الموضوعات التي يريد معرفتها، فهي ليست حقائق منغلقة ثابتة بل منفتحة على الواقع العلمي الجديد.


التركيــــــــــــــــــــــــــــــب


يرى كانط ان معرفة الحقيقة لاتكون بالحس وحدة ولا بالعقل وحده بل هي نتاج تضافر وتكامل بين التجربة والعقل معا.هكذا فالحدوس الحسية بدون مباديء عقلية عمياء وعامضة والمباديء العقلية بدون حدوس حسية جوفاء وفارغة.
ان للمعرفة عند كانط مصدران اساسيان هما الحساسية والفهم .
فالحساسية تقوم بتلقي الانطباعات الحسية ويعمل الفهم انطلاقا من مقولاته القبلية على تنظيمها وتحويلها الى معرفة كلية وضرورية ويميز كانط بين الفينومين والنومين
حيث ان العقل بامكانه ان يدرك الفينومين(الظاهر) اما النومين (الشيء لذاته) فلا يمكن للعقل ان ينتج بصدده أيه معرفة صحيحة
الحقيقة اذن عند كانط هي مطابقة الفكر لذاته ومطابقته للواقع .أي مطلقة ونسبية في نفس الوقت فالعقل ينتج الحقيقة انطلاقا من اعادة بنائه للواقع بواسطة مايملكه من صور ومقولات قبلية.





https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى