المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقالة الانظمة الاقتصادية



admin
11-08-2013, بتوقيت غرينيتش 07:21 AM
الاقتصاد هوالعلم الذي يدرس كل ما يتعلق بالنشاط الانساني المؤدي الى خلق المنافع و زيادتها أوهو علم تنظيم الثروة الطبيعية و البشرية انتاجا و توزيعا و استهلاكا.لكن النظمالاقتصادية اختلفت ماضيا باختلاف موقعها من الملكية وما يصل بها من حيث النوع والحقوق و الواجبات فهناكمن حيث النوع قسمان ،ملكية فردية وهي التي يكون فيها المالك معنيا ، وملكية جماعية وهي التي يكونفيها المالك معنوياأي معينفي شخص بعينه كالدولة و العشيرة و القبيلة ومن هنا فقد اختلفجمهور الفلاسفة في تحديدالنظام الاقتصادي الذي يحقق ازدهاراً اقتصادياً و بالتالينتساءل : هل النظام الرأسمالي كفيلبتحقيق حياة اقتصادية مزدهرة أم أن هناك نظاما آخر كفيل بذلك ؟
ـ يرىأنصار النظام الرأسماليوهم العالم الاقتصاديآدم سميثفي كتاب كاملهبحوثفي طبيعة وأسباب رفاهيةالأمموبعده عدد منالمفكرين الفرنسيين في القرنأمثالساي و هم في الجملة يزعمون أن قوانين الاقتصاد السياسي تجري على أصول عامة وبصورة طبيعية كفيلةبسعادة المجتمع و حفظ التوازنالاقتصادي فيه و أن هذا الأخير كفيل بتحقيق حياة اقتصادية مزدهرة .

و يستندون فيذلك إلى حجج و براهين أهمهاأن الاقتصاد الرأسمالي مؤسسعلى تصوررومانيللحقوق يجعل من الملكية حقا مطلقا لا تحده حدود . فهو يقوم على الإيمان بالفردإيمانا لا حد له و بأن مصالحه الخاصة تكفل بصورة طبيعية مصلحة المجتمع في مختلف الميادين وأن الدولة ترمي في وظيفتهاإلى حماية الأشخاص والدفاع عن مصالحهم الخاصة ولا يحق لها أن تتعدى حدود هذه الغاية في نشاطها ، كماأنه لا بد أن تقر بالحرية الاقتصادية وما يتبعها من حريات ، فتفتحالأبواب وتهيأ الميادين بحيثيجوز للفرد التملك ولاستهلاك والإنتاج بكل حرية ،وانتهاج أي طريق لكسب المال و مضاعفته و يقوم هدا النظام على مبادئ هي :
ـ الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج :فللفرد الحرية التامة في امتلاكالأراضي و الآلات و المصانع ووظيفة القانون في المجتمع الرأسمالي هيحماية الملكية الخاصة و تمكين الفرد من الاحتفاظ بها.وكذا المنافسة الحرة التيتضمن النوعية و الكمية والجودة.
ـ عدم تدخل الدولة في الحياةالاقتصادية: من جهةتحديد الأسعار و الأجور و الإنتاج حتى لا تعيق النشاطالاقتصادي،فمتى تدخلتالدولة في تحديد الأسعار مثلاوالأجور والمعاملات التجارية خلقت معظم المشاكل الاقتصاديةوالاجتماعية، فلا بد من أنتترك القوانين الاقتصادية تسير على مجراها الطبيعي و بذلك ينظم الاقتصاد نفسه ويهدف إلى خير المجتمع . لهذا يقول آدم سميث : * دعه يعمل أتركه يمر *.
ـ قانونالعرض و الطلب:وهو القانون الطبيعي الذي ينظم الاقتصاد و يحفظ المستوى الطبيعي للثمن بصورة تكاد ميكانيكية ، فالثمن إذا تعدى حدوده الطبيعية العادلة إنخفض الطلب على تلك السلعة المعروضة ، وعندما تحدث هذه العملية < إنخفاض الطلب> ينخفض الثمن إلى مستواه الطبيعي السابق علما أن هذا القانون لا ينطبق على البضائع في السوق فحسب بل ينطبق أيضا على مختلف القضايا الإجتماعية الاخرى كمشكلة العلاقة بين اليد العاملة و الاجور حيث نجدها هي الاخرى تخضع إلى نظام طبيعي فلو كانت منخفضة في مهنة معينة إزداد الطلب عليها و بالتالي ترتفع الاجرة التي يتقاضاها العامل ، لكنها إذا إرتفعت بصورة غير عادية قام تنافس بين عدد كبير من العمال طلبا للعمل مما يستلزم إنخفاضا للأجرة التي يتقاضاها العامل و بهذه الطريقة يصل المجتمع إلى تحقيق العدالة الاجتماعية بين الافراد بطريقة لا إرادية و تحقيق التوازنالاقتصادي و الخير العام .
ـ التنافس الحر بين المنتجين: يعتبر الوقود المحرك للآلة الاقتصادية فالحرية الاقتصادية تفتح آفاقا واسعة للمبادرات الفردية الخلاقة بحيث أنكل المتعاملين يبذلون قصارى جهدهم لإنتاج ما هو أحسن وأفضل وبكمية أكبر و بتكلفة أقل ولا خوف في خضمهذا النشاط على حركة الأجور والأسعار لأن قانون العرض و الطلب يقوم بتنظيم هاتين الحركتين وفيهذا يرى آدم سميث أن سعرالبضاعة يساوي ثمن التكلفة زائد ربح معقول ، لكن إذا حدث بسبب ندرة بضاعة معينة أن ارتفع سعر بضاعة ما فوقسعرها الطبيعي فإن هذه البضاعة تصبح مربحة في السوق الأمر الذي يؤدي بمنتجيها إلى المزيد منإنتاجها فيرتفع العرض و هذايؤدي بدوره إلى انخفاض ثمنها و إذا زاد العرض عن الطلب بالنسبة لسلعة مافإن منتجيها يتوقفون عنإنتاجها أو يقللون منه لأنها غير مربحة و هذا يؤدي آليا إلى انخفاض العرض ومن ثمة ارتفاع الأسعار من جديديقولآدم سميث: * إن كل بضاعة معروضة في السوق تتناسب من تلقاءنفسها بصفة طبيعية مع الطلب الفعلي *.
ــ لكن بناء الحياة الاقتصادية على هذا الاساس جسد صورة المجتمع الرأسمالي القائم على تقسيم المجتمع إلى فئتين و هما فئة الرأسماليين دوو النفود و فئة العمال الذين يمثلون الطبقة الكادحة ، هذا التقسيم يجسد عدم المساواة بين الافراد و ذروة الاستغلال بينهم و بالتالي أستحالة تحقيق العدالة ، والمادة التاريخ يثبت ان القوى التي تسير على مجراها الطبيعي تحقق اللاعدل بدل من روح العدالة وهذا ما أدى إلى ظهور الازمات والمحن و المآسي داخل المجتمعات وما النتائج التي خلفتها أحداث 1920-1929 نتيجة الكساد الاقتصادي و الافلاس وطرد العمال إلا دليل على ذلك ، فهذه الاحداث ما كانت لتظهر إلا عندما أصبحت وسائل الانتاج في يد فئة معينة من أفراد المجتمع الشئ الذي ولد المنافسة الحرة بين المنتجين و سعيهم الدائم إلى غزو الاسواق بالمنتوج و كفى ، وبدلا من النظر إلى مصلحة العمال الذين أصبحوا غرباء عن منتوجهم و عدم قدرتهم على شراءه وما يسود المجتمع الجزائري في وقتنا الحالي إلا دليل على ذلك حيث أصبح المنتجون لا تهمهم إلا مصلحتهم الخاصة و السيطرة على السوق حتى وإن كان ذلك بالطرق الغير شرعية .
ــ وعلى عكسالرأي السابق نجدأنصارالنظام الاشتراكيالذي ظهر على أنقاض الرأسمالية وأهم روادهكارلماكس وزميلهانجلزفي كتاب كاملهـ رأس المالـ أن الاشتراكية هي التي تحقق الرخاء الاقتصادي والعدالة الاجتماعية. فماركس يرىأنه أكتشف تناقضات رأس المال أي كيف أن الرأسمالية تقضي على نفسها بنفسها لهذايقول إن صاحب رأس الماليعامل نشاط العمال معاملته لسلعة إذ يفرض رائع عليهم العمل في مصانعهفي مدة لا يمكن الزيادة عليها بأثمانلا تفيإلا بالحياة الضرورية لهم ،وإنقيمة كل سلعة إنما هي قيمة العمل الإنساني فيها ،ولكن العامل لا يأخذ هذه القيمة كلها بل يأخذ منها مقدار مايكفيه للمعيشة الضرورية ، ويذهبالباقي أي القيمة الفائضة إلى صاحب رأس المال بغير عمل ، وهو يتغافل أن العمال يختلفونفي بنياتهم البيولوجية وإنتاجهم هذه كلها حقائق لم تدخلفي حساب رأس المال ، و يرىماركسالمادية الجدلية هي المحرك الأساسي للمادة التاريخ فالنظام الاشتراكي يسعى من خلال توطين الشروطالمادية إلى تحقيق العدالةالاجتماعية وحياة اقتصادية مزدهرة وهذا من خلال مبادئ و أسسأهمها :
ـ الملكية الجماعيةلوسائل الإنتاج: أوما اصطلح عليهبتأميم وسائل الإنتاجمثلما فعل الزعيم المصريجمال عبدالناصرمع قناة السويس و الزعيم الجزائريهواري بومدينعندما أممالمحروقات وكل ذلك من أجل الحفاظ على الثروات الطبيعية الوطنية من النهب و الجشع وتوجيهها نحو المصلحة الجماعية و إزالة الطبقية ـ فالأرض لمن يزرعها والمصانع للعمالـ وهذا ما عبر عنه أول رئيس للاتحاد السوفياتيفلاديمير لينينفي قوله: *يجب أن يكون كل طباخ قادرا علىإدارة البلاد*.
ـ التخطيط المركزي: و يعني التخطيطالاقتصادي الذي ترسمه الدولة وتحاول التوفيق بين حاجة المجتمع والإنتاج في كميته وتوزيعه وتحديده لئلا يبتليالمجتمع بنفس الأمراض التي أصيب بها المجتمع الرأسمالي فتحدد الأسعار و الإنتاج و توفق بينه وبين الاستهلاك مثال ذلك تدخل الدولة الجزائرية في ضبط أسعار المواد الغذائية واسعةالاستهلاك كالسكر و الزيت و الدقيق و الحليب وهذا حتى لا يحدث التضخم و تكديس السلع .
ـ تحقيقمبدأ تكافؤ الفرص: و الذي يعني ضمان حصول و ممارسة الجميع على فرص متساوية مع ضمان القضاء على كلأنواع المعاملة غير العادلة في بعض نواحي الحياة العامة , كأماكن العمل والتعليم والانتفاعبخدمات المرافق العامةو تحطيم الفوارق الاجتماعية و لخلق مجتمععادل يسوي بين جميع الناس يقولكارل ماركس * كل ما يأخذه الاقتصاد منكمن أسلوب حياتك و إنسانيتك يرده إليك في شكل ثروة و نفوذ *.
ـ مبدأتوزيع السلع على حسبالحاجة الاستهلاكية للأفراد، ويتلخص في قولماركس :* من كل حسب قدرتهولكل حسبحاجته * ذلك لأنلكل فرد حاجات طبيعية لا غنى له عنها ، فهو يدفع للمجتمع كل طاقاته فيدفع له المجتمع متطلباتمعيشته .
ـ لاشك أن النظام الاشتراكي استفاد من بعض عيوب الرأسمالية لكنه لم يستفد من نقاطه أوجوانبه الإيجابية بل رفضه جملة وتفصيلاً وهذا الخطأ الذي ارتكبه المنظرون الاشتراكيون ضف إلى ذلكأنه بالرغم من الغاياتالإنسانية التي يسعى إليها النظام الاشتراكي فقد أوجد جملة منالسلبيات أهمها أنه فشل فيإيجاد حلول لظاهرة التسيب و الإهمال و اللامبالاة وروح الاتكال كذلك أنه أوجد نوعا من التسيير البيروقراطيالإداري الذي عرقل المشاريع الاقتصادية بالإضافة إلى ظهور المحسوبيةوالرشوة وضعف الإنتاجورداءته ، في ظل غياب المنافسة ومصادرة حرية الفرد التي تعتبر حقا من حقوقهالطبيعية لأن الفرد لا يمتلك و هذا ما يتنافى مع طبيعة الانسان المفطورة على حبالتملك. هذا بالإضافة إلى الخيال النظري الشيوعي الذي أدى إلى سوء تقدير الواقع و النتائج الاقتصادية، كما أنه يرتكز على نظرة مادية و بهمل القيم الأخلاقية بحجة أن التطور الاقتصاديمحكوم بقوانين ضرورية لا تحتاج مثل هذه القيم.
ـ ومما سبق يمكن القول أن النظام الإقتصادي الحر كما نادى به أنصاره لا يحقق العدالة الإجتماعية لأنه منبع للمصائب و الأزمات المختلفة منها ما ينشأ بين العمال وأرباب المصانع أو بين الرأسماليين أنفسهم ، ومنها الأزمات الخارجية كالحروب و لأن مقاييسه التي ترتد إلى المنفعة لا تتماشى مع الحياة الأخلاقية . أما الماركسية فرغم فضحها لعيوب الرأسمالية لم يتسنى لها تحقيق العدالة الإجتماعية لأنها تخفي وراءها استغلالا من نوع خاص و تفضي إلى إقامة طبقة جديدة ولهذا فكلا النظامين لا يحققان روح العدالة الإجتماعية .
و الرأي الصحيح هو الذي يرى أن النظام الانسب لتحقيق العدالة عن جدارة هو النظام الذي يجمع بين عنصري الاقتصاد و الاخلاق في آن واحد ، وهذا هو النظام الذي يدعوا إليه الإسلام حيث لم يجعل فيه الفرد آلة ميكانيكية في الجهاز الإجتماعي ولا المجتمع هيئة قائمة على حساب الفرد . بل وضع لكل منهما حقوق و كفل للفرد كرامته المعنوية و المادية معا ، ولهذا فرض رائع الاسلام الزكاة و حرم كل وسائل الكسب الغير مشروع كالربا و السرقة ، وشرع للتملك وسائل منها الميراث و الوصية إلا أنه يوصي بالعمل و يلح عليه ، وفي هذا يقول تعالى < وقل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون >و هو لم يحارب الغني الطاهر الشريف الذي استعمل وسائل مشروعة ، وإنما حارب الغني المنحرف و الكنز والشح و يقاتل الفقر، إن العدالة في نظر الإسلام هي هدف هذا النظام الذي يؤمن بالتعاون بين الجميع حيث يحترم الفرد و الجماعة في آن واحدة على حد سواء ، فالنظام الإسلامي في وضعه تكاملي هو وسط من وسط و خيار من خيار . ولذلك فإن العدالة الاجتماعية التي يدعوا إليها هذا الدين هي أفضل عدالة .
ـ ومنه نستنتج أن الاقتصاد الحر لا يحقق العدالة الاجتماعية لأنه قائم على تصور الملكية الفردية لوسائل الانتاج و المنافسة الحرة و خضوع هدا كله إلى قانون طبيعي ثابت تسير من خلاله عملية الانتاج و العلاقة بين العرض و الطلب و اليد العاملة و المنتوج هي فكرة يعجز الفرد على تطبيقها على ارض الواقع دلك لأنها تحمل تناقضا في طياتها و هدا مالا يتقبله العقل إد كيف للمنفعة الفردية أن تحقق المنفعة الجماعية رغم الاختلاف بينهما ، و تعدد المصالح و المنافع يؤدي لإلى اللاعدل و بالتالي التفاوت بين الأفراد خاصة و المالكين عامة ، كما أن النظام الاشتراكي هو الآخر فشل في تحقيق العدالة لأن الماركسية تصل في الواقع إلى إستغلال آخر للعمال ، لأن العمال لا يعملون لأنفسهم و إنما للأجيال القادمة ، ثم إنها تفضي إلى محن داخلية لأن عدم الملكية لأدوات العمل يصطدم بواقع الطبيعة البشرية و يتنافى مع القانون الدي ينص على أن للعامل الحق في أن يملك القيم التي ينتجها أو فيما يماثلها ، وعليه فالنظام الدي يجسد العدلة الاجتماعية الكاملة هو النظام الدي ينص بالاقرار الدي تمليه الاخلاق بين الأفراد و المجتمع ، وعدم إهمال طرف لآخر ، أي التعامل مع الفقير و الغني و المالك والعامل ،وهده هي وجهة النظر في الدين الاسلامي الدي يقر بالملكية الخاصة والملكية الجماعية وملكية الدولة ، وهي في مجملها تدل على وجود الحرية المحدودة بالقيم الروحية و الخلقية و المقيدة بالسلطة العليا التي لها حق الطاعة و التدخل و هدا ما تجسده الآية الكريمة :{ يا أيها الدين آمنوا اطيعوا الله و اطيعوا الرسول و أولي الامر منكم }و بهدا نجد الاسلام يدعوا الى التكامل من جهة و منع الإسراف من جهة أخرى ليحقق التوازن الاجتماعي التنظيم الاقتصادي الدي يستلزم بدوره تحقيق العدالة .


تمت اضافة جديد و ح>ف اشياء لا يحتاجها و هي للاستاد ابراهيم



https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى