المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسألة العلمية في العلوم الإنسانية



admin
11-08-2013, بتوقيت غرينيتش 07:02 AM
1)الموضوعية في العلوم الإنسانية.

2) علوم الإنسان بين التفسير والفهم.

3) مسألة نموذج مقترحية العلوم الإنسانية.


مقدمة



ما طبيعة العلوم الإنسانية؟ هل يمكن تحقيق علمية بخصوص موضوع الإنسان وهو الكائن الذي يتميز بخصائص تجعله كائنا فريدا مختلفا كل الاختلاف عن المادة بجميع أنواعها؟ كيق يمكن تحقيق علمية بكائن يتميز بالوعي والرغبة والإرادة والخيال؟



تعرف العلوم الإنسانية عموما بكونها العلوم التي تتخذ الإنسان موضوعا لها، ولقد نشأت متأخرة مادة التاريخيا مقارنة بالعلوم الحقة



المحور الأول: موضعة الظاهرة الإنسانية



- هل يمكن اعتبار الإنسان موضوعا للدراسة العلمية؟ هل يمكن تطبيق منهج صارم على الإنسان قياسا لما يتم في العلوم التجريبية؟



جواب 1: أوجست كونت: من الممكن أن يصبح علم الاجتماع مثلا علما حقيقيا، ولذلك يمكن اعتباره "مادة العلوم الفيزيائية و التكنولوجية اجتماعية"، ويدل هذا النعت على إمكانية استعمال المنهج التجريبي كما هو الشأن في المادة العلوم الفيزيائية و التكنولوجية والحصول على نتائج يقينية...



جواب 2: إميل دوركايم: من الممكن دراسة الظاهرة الاجتماعية دراسة علمية وفق "قواعد منهجية" خاصة بعلم الاجتماع مثلا، والحصول على نتائج جد مقنعة كما تم ذلك في دراسة ظاهرة الانتحار من طرف دوركايم نفسه.



يعبر هذا الموقف عن نزعة علمية هي موضع جدال بين المتخصصين في هذا المجال وذلك لخصوصية الظاهرة الاجتماعية مقارنة بالظاهرة الطبيعية.



نقد النزعة العلمية في العلوم الإنسانية



3/جان بياجي: توجد عدة عوائق تعترض تحقيق العلمية في العلوم الإنسانية تتعلق بطبيعة موضوعاها. فالعلوم الإنسانية تتميز بخصوصية تتمثل في كون الذات الملاحِظة تلاحظ ذاتها (الذات الأخرى موضوع الدراسة)، مقارنة بانفصال الذات عن الموضوع (على الأقل بشكل عام) في العلوم التجريبية. يتعلق الأمر بتداخل الذات والموضوع إضافة إلى التزام الباحث بمواقف فلسفية وإيديولوجية.



وهو الأمر الذي يشدد عليه أيضا



4/ فرانسوا باستيان: لا يمكن للباحث الاجتماعي أن ينفصل كباحث عن مجتمعه كموضوع للبحث لأنه ينخرط رغما عنه، بفعل إكراهية وقسرية الظاهرة الاجتماعية في مواقف وصراعات ومعتقدات مجتمعه.



5/يقول نوربرت إلياس موضحا هذا الإشكال: "لا نحتاج لكي نفهم جزئية من جزئيات الذرة أن نحس بأنفسنا كما لو كنا ذرة من الذرات، لكن للنفاذ إلى داخل التجربة الجماعية والفردية ولفهم نمط اشتغال الجماعات البشرية لا بد من مشاركة وانخراط فعالين في هذه التجارب".



تعليق: يبين هذا القول الفرق الجوهري الذي لا يمكن تخطيه بين موضوع العلوم التجريبية وموضوع العلوم الإنسانية.



ونفس الأمر نجده قبل ذلك عند أحد كبار الأنتروبولوجيين، وأب الأنتربولوجية البنيوية كلود ليفي ستروس الذي يعتبر الوعي العائق الرئيسي لتحقيق علمية في العلوم الإنسانية شبيهة بالعلمية المحققة في العلوم التجريبية، وهذا يتأسس على ثنائية الذات والموضوع المميزة لعلوم الإنسان



المحور الثاني: التفسير والفهم في العلوم الإنسانية


هل تتحدد وظيفة النظرية العلمية في مجال العلوم الإنسانية في الفهم أم في التفسير ؟

1/يرى جيل غاستون غرانجي أن النظريات العلمية في مجال العلوم الإنسانية تتشكل في صورة أبنية عقلية يتراوح نشاط العقل فيها بين نموذج مقترحين معرفيين׃ التفسير باعتباره كشفا موضوعيا للعلاقات السببية القائمة بين الحوادث الإنسانية و الفهم بوصفه نشاطا عقليا تأويليا يستخلص الدلالات و القيم.

2/أما دلتاي فيرى أن الفرق البين بين موضوع العلوم الطبيعية و موضوع العلوم الإنسانية يفرض رائع على العلوم الإنسانية منهجا بلائم موضوعها، و هو المنهج القائم على الفهم.

3/يبين ستروس انه إذا كانت العلوم الحقة حققت تقدما بفضل عمليتي التفسير والتنبؤ،فان وضع العلوم الإنسانية لا زال يتأرجح بين التفسير والتنبؤ، بل إنها علوم محكوم عليها بان تظل في وسط الطريق ׃ بين التفسير والتنبؤ.

4/ينتقد مونرو أيضا النزعة الوضعية. و يمنح للفهم قيمة اساسية في استخلاص معاني و دلالات الظاهرة الإنسانية. و يرى أن الفهم يتميز بالبداهة و الوضوح. قائلا ׃ " الفهم هو بداهة مباشرة في حين أن التفسير هو تبرير أو تعليل حدوث ظاهرة ما بافتراض ظاهرة أخرى".

المحور الثالث : مسألة نموذج مقترحية العلوم الانسانية:

أي نموذج مقترح للعلمية في العلوم الإنسانية ؟
1/يرى ميرلوبونتي بان المعرفة العلمية الوضعية تجاهلت أهمية تجربة الذات فيالعالم .تلك التجربة المعيشية التي تشكل أساس المعرفة بدواتنا و بالعالم .فالذات هي المصدر المطلق لكل معرفة .
2/و من هنا فان ميرلوبونتي يشكك في قدرة المعرفة الموضوعية على النفاذ إلىعمق الوجود الإنساني .فالمعرفة الموضوعية تشييء الإنسان وتجزؤه و تتجاهلتجربته الذاتية التي هي أساس وجوده الموضوعي .ولهذه الأسباب يدعوميرلوبونتي إلى القطيعة التامة مع نموذج مقترح العلوم التجريبية في ميدان العلومالإنسانية .
3/أما دوركهايم فيرى أن الظواهر الاجتماعية يجب أن تدرس كأشياء ،و هو بذلكيدعو إلى محاكاة النموذج مقترح العلمي الموجود في ميدان العلوم التجريبية .ومنهنا قوله "يجب أن يضع عالم الاجتماع نفسه في وضع فكري شبيه بالوضع الذييكون عليه الفيزيائيون و الكيميائيون و الفيزيولوجيون حينما ينخرطون فياستكشاف منطقة مجهولة عن ميدانهم العلمي "
4/و يؤكد لاديير على ضرورة التفاعل مع نموذج مقترح العلوم التجريبية بالشكل الذييحقق الموضوعية و لا يلغي فاعلية الذات ،لأنه إذا اخترنا تناول الوقائعالاجتماعية بوصفها أشياء فإننا بذلك سننفي من مجال المعرفة الإنسانية كلما يتصل بالقيم و الغايات و المقاصد ...و إذا ما اخترنا تناول الوقائعالإنسانية بوصفها أشخاصا سقطنا في منظور ذات

5/يعتبر إدغار موران أن السوسيولوجية الإنشائية هو نمط من أنماط الخطاب السوسيولوجي المعاصر، لكنه لم يتحرر بعد من الثقل الميتافيزيقي والتأمل الأخلاقي، بل أنه لا زال محتفظا بالنظر التأملي في جوهر الموجودات ، فهو يفترض وجود ذوات أو قوى فاعلة تساهم وتؤثر في الظاهرة الاجتماعية، ومن هذا المنطلق فلا يمكن اعتماده على النموذج مقترح الفيزيائي وبالتالي على المنهج العلمي مما يجعله يفتقر إلى الموضوعية.




https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى