المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اريد تصحيح نمذجي مفصل الفلسفة



admin
11-08-2013, بتوقيت غرينيتش 07:02 AM
مقدمة:
تعرف العادة كقدرة على تكرار عمل ما بطريقة آلية تتم بالثبات بينما الفعل الإٍرادي كقرار عقلي حاسم يتميز بالتغير و التنوع والتجدد وبناء على هذا الاختلاف يعتبر بعض الفلاسفة العادة ذات طابع سلبي تقف عائقا أمام التكيف بينما يعتبر البعض الآخر عكس ذلك فهل يا ترى أن ثبات العادة يقيد الارادة (الحرية) و من ثم يصعب الحكم في السلوك ؟
....
يرى بعض الفلاسفة على أن العادة طبيعة ثانية لما لها من قوة ما يقرب من الطبيعة الأولى(فالعادة هي امتداد للطبيعة الأولى)، فهي مجرد تهذيب وتجديد للطبيعة الأولى، لها سلطة لاحتفاظها بالتغيرات التي تطرأ على الإنسان في فعل التغير المستمر، تأثر فينا كما تأثر قوانين الطبيعة، ترسم شخصية الفرد ملامحها الخاصة مثلا طريقة المشي والأكل فكل فعل مجرد تكرار لهذه السمات ،فهي تسمح لحياة في الماضي ليستمر في المستقبل، تقضي على حرية الإنسان وإرادته لأن في مخالفة العادات اختلاف للتوازن سواء نفسيا أو حركيا ،تقضي على كل مظاهر التجديد و الإبداع التي يتسم بها الفعل الإرادي، يقول كارل يسبرسfile:///C:/DOCUME%7E1/Hi/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gifالعلماء الكبار يقيدون العلم في بداية نصف الأول من حياتهم ويضرونه في النصف الثاني ) ففي الأول اجتهاد وتنويع وبحث وفي الأخير حد من القدرات الإبداعية لرسوخ المبادئ والأفكار وطريقة التفكير الأولى أما في نظر ابن خلدون، فإن آلية العادة تجعل من الفعل تلقائي خالي من الوعي و الشعور ومجرد انسجامه ميكانيكية بينما الفعل الإرادي قائم على الإرادة وتصور الغايات أساسه الحرية يقولfile:///C:/DOCUME%7E1/Hi/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif المفارقة في العادة إبداع آليات من كائن ليس آليا ) ،وتؤدي العادة إلى تشوهات جسمانية مثلا الحداد الذي تعود العمل بيده اليمنى يصبح مع مرور الزمن كتفه اليسر ويده اليمنى أقوى من يده اليسرى ، وتقضي أيضا على الحساسية الإنفعالية فتقوي الفاعلية العفوية (التلقائية) على حساب الفاعلية الفكرية فمثلا الطالب في كلية الطب عندما يألف القيام بعمليات التشريحيصبح بعد ذلك لا ينفعل و لا يتأثر بما يقوم به كما أن اعتياد الممرضين و الأطباء في المستشفيات على مناظر البؤس والحرمان و الألم يجعلهم لا يتأثرون بها لذلك تقول روسو(إن العادة تقسي القلوب) وأكد برودون فقال(إن الذين تستولي عليهم العادة يصبحون بوجوههخم بشرا وبحركاتهم آلات )إذا العادة تجعل من الإنسان شبيها بالآلة فاقدا للإحساس
لنقد:
ليست العادات هي دوما منبع الشروط فالتحرر من العادات السلبية يجب اكساب عادة ايجابية فلكي لا تكذب يلزم التعود على الصدق إن تكوين بعض العادات و اكتسابها يعود إلى قوة الإرادة وضعفها فالإنسان سعيد أو شقي، شجاع أو جبان، سليم أو سقيم منبعه إرادته وما تعود عليه من عزم و إسرار، العادة لا تكون في غياب العقل إلا لم تكن هناك عادات إيجابية كعادة احترام الوقت و النظافة وغيرها للتخلص من كل عادة يستلزم تعلم عادة أخرى ولغاء عادة يستلزم إبعاد الرغبة التي ولدتها: (للتخلص من عادة التدخين يجب الإبتعاد عن الأصدقاء).
...
يذهب بعض الفلاسفة وعلماء النفس إلى أن التعارض بين العادة والإرادة تعارض ظاهري فكل منهما يعزز الآخر فلا يمكن أن نصدر سلوكا إراديا إلا إذا كانت لدينا عادة القيام بها ، العادة جوهر الفعل الإرادي، فالفعل الإرادي الحقيقي كما تتصوره يتطلب ذلك التحكم في الحركات بدقة وهي خاصية السلوك التعودي الذي يمتاز بإقتصاد الجهد و كلما زادت المعاناة قلت إرادة الانسان كما أن العادات الاجتماعية و القيم تبنى على الإرادة ، فالعادة وليدة التعلم والتعلم هو نتاج الرغبة و الرغبة لن تتحقق إلا بإسرار وعزم وتكرار المحاولات لتهذيب السلوك نحو صورة مثلى يتطلب تدخل الوعي والانتباه ومن ثم يتضمن نشاطا إراديا وفي هذا يقول جوزيف كيندي (إن العادة والتعلم مترادفان لأنه إذا تعلمنا شيئا أصبح عادة ونحن نؤديه دون انتباه ووعي) ، فلإرادة هي الحافز ودافع للعمل والاكتساب والتعلم ، إن العادة تدل على سيطرة الإنسان على قواه النفسية لتقوية الميول و الرغبات على بعضها مما يجعل إخبارها يتم بسهولة يقول مراد (فائدة العادة عظيمة لتهيئة شخص لمواجهة مواقف جديدة بالاعتماد على المهارات و المعلومات المكتسبة )
نقد :
إن التفكير الصحيح و الواعي بالغايات و السلوك المكتسب ، واكتساب عادات إجابية يتم في مرحلة لم يكتمل فيها النضج العقلي و التفكير فأغلب العادات يتلقاها في سن مبكر عن طريق التقليد و المحاكاة للغير لذا يتطلب تنشيط العامل الإجتماعي نشأة ورعاية و متابعة من الوسط الذي ينتمي إليه اله الفرد(أسرة أو مؤسسات إجتماعية أخرى).
التركيب :
يرى العالم الفرنسي شوفالي أن العادة تحمل من جهة سلبيات ومن جهة أخرى إيجابيات فهي سلوك ضار ونافع أي أنها تؤدي إلى الموت من جهة و إلى الحياة من جهة أخرى وقد قسم العادات إلى قسمين هما عادات روتينية غير قابلة للتجديد تتميز بأنها صلبة لا يتمكن المتعود من التخلص منها لذلك فهي تؤدي إلى الموت وعادات خالصة أو حقة قابلة للتجديد و التغيير يتمكن المتعود من تعديلها و التخلص منها فهي تؤدي إلى الحياة يسيطر عليها و يتحكم فيها وهذا واضح في قوله ( العادة هي أداة الحياة أو الموت حسب استخدام الفكر لها )
حل المشكلة :
وهكذا نستنتج مما سبق ذكره أن العادة عملة ذات وجهين وجه إيخابي و آخر سلبي ، فهي تؤدي إلى نتائج نافعة إذا تحكمت فيها إرادة الفرد وكانت قابلة للتجديد و التعديل و موافقة للقيم الأخلاقية و الدينية مثل عادة إفشاء السلام و إطعام الطعام كما أنها تؤدي إلى نتائج ضارة إذا استبدلت بإرادة الفرد وكيفته لصالحها وكانت غير قابلة للتجديد و التعديل ، تتصف بالصلابة مخالفة للقيم الأخلاقية و الدينية مثل عادة البخل و عدم الإحسان للغير



https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى