المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقالة وظائف اللغة



romaissa
11-08-2013, بتوقيت غرينيتش 06:55 AM
وظائف اللغة



Funktionen der Sprache


تنقسم وظائف اللغة بشكل عام إلى قسمين أساسيين:
القسم الأول هو الموضوعي، أي ما يتعلق باللغة ذاتها، كونها منظومة منسجمة من العلاقات الداخليّةٌ، التي لها وظائف عديدة تتم تأدِيتها، ويُعْتَمدُ دور وأهمية كل من هذه الوظائف على القدرات الموضوعيَّة للغة المعنية، أي على مستوى تطورها ونضجها، ولكلّ وظيفةٍ من هذه الوظائف الداخليّةٌ حدودُها وشروطُها، التي تأمن بدورها العلاقات المتينة التي تربط هذه الوظائف ببعضها البعض لتجعل منها وحدة متكاملة، ومن أهم هذه الوظائف هي:

الوظيفة الصّوتيّة، الوظيفة الصرفية، الوظيفة المعجميّة، الوظيفة الدّلالية، الوظيفة البلاغيّة أو الأسلوبيّة. وهي بمجملها تتعلق بتطبيق أمور النطق والإسلوب والبلاغة وقواعد النحو والصرف والكتاب كاملة والقراءة
وما إلى ذلك من أمور متداخلة لهذه أو تلك من اللغات، أي بحديث اللغة عن نفسِها أو الوصف اللغوي للغة ذاتها ولعلاقاتها الداخلية.

أما القسم الثاني، والمقصود هنا الجانب الذاتي، وهو ما يتعلق باللغة كونها منظومة متكاملة للتفاهم والتداول والتواصل بين البشر، ويشمل هذا الجانب الوظائف الإجتماعية للغة، بإعتبارها أكبر وسيلة للتفاهم بين البشر على مرّ العصور، فهي ضيفا لا يمكن الإستغناء عنه في كافة مجالات الحياة الإجتماعية سواءاً للفرد أم للمجتمع، وهي بهذا تقوم بتأدية سلسلة متداخلة ومتكاملة من الوظائف الإجتماعية الهامة وتشبع بذلك حاجيّات الفرد والمجتمع على السواء.

إهتم علماء اللغات والإجتماع والفلسفة ومنذ وقت مبكر بدراسة الوظائف الإجتماعية التي تؤديها اللغة وتقديم النماذج المختلفة لكيفية تأدية هذه الوظائف، ولا زالت الإبحاث مستمرة في هذا المجال ومرافقة للتطورات العملاقة التي تجري في مختلف ميادين المعرفة ومنها في باب اللغات، وبالإعتماد على هذه الدراسات تم التوصل إلى وضع نموذج مقترح عام يتضمن مجموعة من الأسس التي يتوجب توفرها في أي نوع من أنواع الكلام المتعارف عليها والمستخدمة في اللغة مثل توجيه نداء أو الحديث الإعتيادي بين شخصين أو تقديم محاضرة أو إلقاء شعر أو القيام بإجراء مكالمة تلفونية وما شابه ذلك من أمور الكلام المختلفة، وهذه الأسس هي:

1. الشخص المُرْسِل، أي المتكلِم، الذي يريد إيصال رسالة إلى الآخرين.
2. الشخص المُرْسَل إليه، أي المخاطب وربما الغائب، الذي يُراد إيصال الرسالة إليه.
3. الموضوع الذي يجري الحديث حوله.
4. القناة المعتمدة في إيصال الرسالة، كأن تكون مباشرة أو عن طريق الهاتف أو التلفاز أو ...الخ.
5. اللغة المستخدمة، هل هي لغة طبيعية كمادة اللغة العربية والإنكليزية والألمانية أم لغة الإشارات وغيرها
6. طريقة إيصال الخبر، أي الطريقة التي تُطْرَح بها اللغة، عن طريق إستخدام أساليب لغوية مختلفة
كالأمر والنهي والرجاء والنصح ... الخ.
7. نص الكلام المطروح، أي المادة اللغويَّة نفسها، كأن يكون نثر أوشعر أوغيرها من النصوص
اللغويَّة المتعارف عليها.

تختلف نوعية الوظيفة التي تقوم اللغة بإنجازها إعتمادا على أهمية ومكانة ودور هذا الجزء أو ذاك من الأجزاء المشار اليها أعلاه في مجمل النص اللغوي المستخدم أو في بعضٍ من أجزائه، وتنقسم الوحدات اللغوية المختلفة التي يصار إلى إستخدامها في أي نوع من أنواع الكلام، إرتباطاً بالنص المَعْنيّ، أو بالحدث المقصود، أو حتى في المكان أو الزمن المحدد، إمّا إلى إشارات من نوع الإيماءات أو التلويحات أو التنبيهات عن أو إلى أمور معينة، أو هي بمثابة رموز تعكس معاني محددة أو تكون عبارة عن إِشارات تعبر عن ظواهر أو أعراض معينة.

نشير هنا إلى بعض مشاهير علماء اللغة الذين تناولوا في أبحاثهم ودراساتهم المختلفة هذه الوظائف، والتي جرى الأخذ بها وتطويرها من قبل البعض الآخر على مرّ السنين.(1)

فقد قدَّم العالم اللغوي الألماني كارل بوهلر KarlBühler
27. Mai (http://de.wikipedia.org/wiki/27._Mai)1879 (http://de.wikipedia.org/wiki/1879)inMeckesheim (http://de.wikipedia.org/wiki/Meckesheim); † 24. Oktober (http://de.wikipedia.org/wiki/24._Oktober)1963 (http://de.wikipedia.org/wiki/1963)inLos Angeles (http://de.wikipedia.org/wiki/Los_Angeles)
نموذج مقترحا أطلق عليه نموذج مقترح الأجهزة (Organonmodell ربما يكون المقصود هنا أجهزة النطق)
حيث إن هذا العالم يشبه اللغة نفسها بالجهاز، ويعتبرها إحدى أجهزة الحياة.
وقد أشار في بحوثه إلى ثلاثة مكونات أساسية تظهر على الأقل عند الحديث عن أي رمز من رموز اللغة وهي الشخص المُرْسِل و الشخص المُرْسَل إليه والموضوع الذي يجري الحديث عنه.
وإنطلاقا من الطريقة التي يتم بواسطتها الكلام، أي إيصال الخبر، يتم تحديد وظيفة اللغة.(2)

أما العالم اللغوي والناقد الأدبي الروسي الأصل رومان جاكبسون (Roman Ossipowitsch Jakobson)
الذي ولد بتأريخ (11/10/1896) في موسكو وتوفي بتأريخ (18/7/1982) في ولاية بوستن الأمريكية، فقد كان هذا العالم أحد أعضاء الحملة العلمية السوفيتية إلى براغ عام 1920 وأحد مؤسسي مدرسة براغ اللغوية عام 1933. غادر براغ عشية الحملة الفاشية الألمانية على تشيكوسلوفاكيا إلى الدانمارك ومنها إلى النرويج ثم إلى السويد، وفي عام 1941 توجه إلى أمريكا للعمل في مجال علوم اللغات في الجامعة المادة الفرنسية في المهجر، وفي أمريكا نفسها عمل في العديد من الجامعات أيضاً بما فيها هارفارد ونيويورك، بالإضافة إلى مساهماته اللغوية الكبيرة في مختلف الجوانب، وإليه يعود الفضل في إكتشاف القوانين التي تعمل بموجبها اللغات البشرية. النموذج مقترح الذي قدمه جاكبسون عام 1960 والذي سمي بإسمه، يرى فيه بأن للغة وظائف أخرى غير تلك الوظاف التي تطرق إليها بوهلر، وإنَّ وظائف اللغة بنظره تتوزّعُ بين الوظائف الداخلية لِلُّغة نفسها من جهة وبين المتكلّم والمُخاطَب وأجزاء الرّسالة اللّغوية من جهة أخرى، وهو بذلك يضيف إلى العلاقة بين المرسل والمستقبل التي أتى عليها بوهلر وظائف إجتماعية جديدة بالإضافة إلى الوظائف الجمالية التي تشع بها اللغة عند الإستخدام المبدع لمفرداتها. وقد حدد جاكبسون في نموذج مقترحه المشار اليه الوظائف اللغوية على الشكل التالي:

الوظيفة التعبيرية، الوظيفة المرجعيّة، الوظيفة التأثيريّة أو الإقناعيّة، الوظيفة اللغوية، والوظيفة الشّعريّة.
قدم من بعده العالم اللغوي الأمريكي ديل هيمس DellHathaway Hymes (07.06.1927)
الذي إهتم بدراسة اللغة وعلوم السّلالات البشرية، عام 1968 نموذج مقترحاً آخر سمي أيضاً بإسمه
HYMEs Modell des Sprechereignisse (1968)
يتناول هيمس في نموذج مقترحه الذي قدمه في إطار النظريات الأدبية لأَحداث الكلام وظائف اللغة من باب أوسع، حيث يضيف أشخاص ومواد وموضوعات ليست من صلب اللغة بل إنها ترتبط بالحديث والمحادثة والمتحادثين بشكل مباشر أو غير مباشر، مثل ساحة العرض والمشاركين والمشاهدين أو بعض الإشارات والإيماءات والنظرات المتبادلة بين الممثلين في حالة عرض مسرحية معينة مثلاً.

وطوَّر العالم اللغوي البريطاني هاليدي Michael AlexanderKirkwood Halliday (1925)
الذي درس علوم اللغة الصينية وحصل فيها على شهادة الدكتوراه ثم قام بتدريسها في جامعتي لندن وسدني. يتحدث هذا العالم عن ثلاثة وظائف كبيرة للغة ويقسم هذه الوظائف إلى قسمين أساسيين تجريبية ومنطقية، تتعلق الوظيفة الأولى بالعلاقات بين الأشخاص بعضهم البعض و بالنص اللغوي، وهذا ما يتوافق مع ما يطرحه كل من العالم اللغوي بوهلر وكذلك جاكوبسون، أما الوظائف الأخرى فهي العلاقة بين المتكلم والمستمع، والعلاقات الداخلية للنص اللغوي، ويخلص من خلال ذلك إلى مجموعة الوظائف التالية التي تقوم اللغة بتأديتها وهي:
الوظيفة النفعية (الوسيلية)، الوظيفة التنظيمية، الوظيفة التفاعلية، الوظيفة الشخصية، الوظيفة الاستكشافية، الوظيفة التخيلية، الوظيفة الإخبارية (الإعلامية) والوظيفة الرمزية.(3)

أما العالم اللغوي الألماني يورجن ميسنج (Jürgen Messing, geb. 1948 in Baden-Baden)
الذي أراد تقديم نموذج مقترح جديد لهذه الوظائف بالإستفادة من المقترحات التي قدمها العالم اللغوي بريفر
(BREVER)، فقد إهتم بدراسة علم النفس بالإضافة إلى دراساته اللغوية، وذلك من خلال محاولته
مناقشة العلاقة بين علم الألسنية وعلم النفس اللساني للتوصل إلى حلول للمشاكل التي طرحها الغوص في علم النفس اللساني، وهو يريد من خلال ذلك الكشف عن وظائف جديدة تأديها اللغة غير تلك الوظائف التي تدور في إطار الوظائف البنيوية المتعارف عليها بين علماء اللغات، وقد توصَّل إلى بعض الإستنتاجات الأوليِّة، إلا أنَّ هذه المحاولات لم تثمر بعد.(4)

إجمالاً يمكن القول بأن وظائف اللغة تتوزع في مجالات وأبواب مختلفة، فهي تساهم بشكل نشيط
في عمليّات التفاهم والإبلاغ والتّواصُل بين البشر، ولها دور أساسي في صناعة الحضارة الإنسانية وإطلاق عجلات التقدم والارتقاء بها إلى حالات أفضل، ولا يمكن لبني البشر أن يتفاعلوا ويمارسوا حياتهم الإعتياديَّة إلا بإستخدام اللغة، فحاجة البشر إلى اللغة كحاجتهم إلى ضروريات الحياة الأخرى.
واللغة، كالكائن الحيّ ، فهي تنمو وتترعرع، تشب وتشيخ وتموت إذا لم تتوفر لها عوامل الديمومة والاستمرار، وهي تستمد كل هذا من مجالات الحياة المختلفة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعلمية، وإِنَّ تطورها وإضمحلالها مرتبط بتطور وتدهور المجتمع حضاريًا وإنتاجيا.

يمكن حصر أهم الوظائف الإجتماعية البنيوية للغة بما يلي:

1. وظيفة دعم عملية التفكير:
تساهم اللغة بقسط كبير في دعمعملية التفكير والتأملات والمراجعات الفكرية لدى كل فرد من أفراد المجتمع بالإضافة إلى دورها في المساهمة بتقديم الحلول لمختلف المشاكل التي يواجهها الناس في حياتهم اليومية، أي أنَّ اللغة ضرورية للإنسان ليتمكن من صياغة أفكاره وبلورتها، فبواسطتها يقوى على صياغة ما يريد قوله ويعبر من خلالها عما يدور في أعماقه وبها يسجل أفكاره وتأملاته، وللغة دور هام في عملية تحليل الأفكار وردها إلى العناصر الأساسية التي تتكون منها وربطها بالمعطيات المكملة للموضوع المثار، بالإضافة إلى قيامها بزيادة الخزين الفكري للإنسان، ولها دور فعّال في عملية تحديد وترتيب وإعادة ترتيب الأفكار لكل فرد، ولولا وجود اللغات لما إستطاع الإنسان من تحليل أفكاره أو الإفصاح عنها.

2. وظيفة تعبيرية:
يتمكن الإنسان من خلال إستخدامه للغة التي يتعامل بها من التعبير عن أفكاره وأحاسيسه ومشاعره وما يختلج في نفسه، فهي بإختصار تستخدم للتعبير عن حاجات الفرد والمجتمع المختلفة، ومن خلال اللغة يقوم المتكلم أو المُرْسِل بالتعبير عما يريده من خلال الأصوات والإشارات والحركات الإيمائية التي تسمح بها اللغة المستخدمة، أي إستخدام إسلوب التّعبير المباشر لطرح الحقيقة أو التعبير عنها بشكل مجازي، وهو يعبر بذات الوقت عن شخصيَّته من خلال الحيوِيَّة التي يستخدم فيها المفردات اللغويَّة.
*فمراكز الفهم والتعبير اللغوي واضحة وثابتة في الدماغ البشري، وما يصيبها من أضرار يؤدي إلى ذات الأعراض والعلامات في أية لغة كانت، فمركز ويرنكا في الفص الصدغي الذي يفهم اللغة ويحل رموزها مرتبط بامتدادت عصبية مع مركز بروكا في الفص الأمامي، وأي خلل في المنطقتين وارتباطاتهما يؤدي إلى اضطراب في التعبير اللغوي.* (5)

3. وظيفة وصفية أو إستعراضيَّة:
تستخدم اللغة لوصف مختلف المواد والحالات والإجراءات التي تحيط بنا بالإضافة إلى وصف ما يجري من أحداث وتطورات في الطبيعة والمجتمع، أي وصف النشاطات الإجتماعية المختلفة التي يقوم بها أفراد المجتمع بالإضافة إلى وصف الظواهر الطبيعية والحالات التي ترافق العمليات الإنتاجيَّة التي يقوم بها الأفراد.

4. وظيفة تأثيرية أو إقناعيّة:
فعند إستخدام الكلمات الهادفة والمؤثرة والمدروس مفصلةة، كذلك عند إستخدام أساليب وأدوات لغوية معينة، كأسلوب الأمر أوالنداء وغيرها من الأساليب اللغوية المتعارف عليها، يمكن من خلال ذلك التأثير على تصرفات الآخرين، المستمع أو المُرْسَل إليه، وعلى طريقة إختيارهم للأفكار أو المواقف المطلوب التوصل اليها، أي إلى القيام بعملية إقناعية لحث المتلقي على الإقبال على سلعة معينة أوالعدول عن نمط سلوكي غير مرغوب فيه .

5. وظيفة تقييميَّة:
تستخدم اللغة لتقييم أفكار وتصرفات كل شخص بالإضافة إلى تقييم أفكار وتصرفات الآخرين ناهيك عن تقييم المشاريع المختلفة في المجالات العلمية والثقافية والإجتماعية والسياسية وغيرها وكذلك المواقف المتخذه هنا وهناك. أي أنها تقوم بوظيفة إصدار الأحكام والمقارنة والاستدلال أو بلورتها.

6. وظيفة إجرائية:
فعن طريق إختيار الصياغات اللغوية الملائمة يمكن تقديم توجيهات إدارية محددة يتم بالإعتماد عليها التأثير على تصرفات وإجراءات الأشخاص المعنيين، كإصدار التوجيهات العسكرية أو الإدارية أو الحزبية أو التربوية وما شابه ذلك.

7. وظيفة تواصلية
تؤدي اللغة وظيفة نقل المعلومات وتبادل المعرفة والمشاعر والأخبار وإرساء دعائم التفاهم والحياة المشتركة بين البشر وتخدم التواصل اليومي بين أفراد المجتمع، وتبدأ هذه الوظيفة عند القيام بتبليغ رسالة من الشخص المتكلم/ المُرْسِل إلى السامع أو المتلقي/ المُرْسَل إليه، وتفترض عملية التواصل هذه أن تكون اللغة ناقلة للأفكار والمشاعر بشكل قابل للإدراك والفهم من كلا الطرفين، وهذا يتم في حالة تواجد لسان مشترك بين المرسل والمرسل إليه. وهي بذلك تحدد حجم مشاركة الفرد كما تحدد مقدار نجاحه في الحياة العملية والإجتماعية. وعند محاولة البعض التعرف على تأريخ أو حضارات المجتمعات الأخرى فلابد من التوصل قبل ذلك إلى التعرف على لغاتهم، فهي المفتاح للوصول إلى فهم الشعوب ألأخرى والتواصل معها والإستفادة من تجاربها.

8. وظيفة تفاهمية:
فاللغة تخدم عملية التفاهم والتحاور والنقاش وتبادل الآراء وتقريب وجهات النظر بين البشر، وهي بحق أكبر واسطة للتفاهم بين البشر على مرّ العصور.

9. وظيفة نقل التراث:
تلعب اللغة دور ناقل للتراث الإنساني بشكل عام ومن جيل إلى آخر، وهي الأداة التي سَجَّلَت منذ أبعد العصور أفكارنا وأحاسيسنا ونشاطاتنا، فبها يتم تدوين كامل تراث البشرية، وهي بهذا حلقة الوصل المتينة التي تربط الماضي بالحاضر والمستقبل.

10. وظيفة إنمائية:

كلما تنمو لغة الفرد تنمو وتزداد معارفه وتتطور مفاهيمه وتتسع مداركه وآفاقه الذهنية، ومن خلال ذلك يستطيع هو بدوره من المساهمة في عملية إنماء وتطوير اللغة ذاتها وإغنائها في مختلف أبوابها، فهذه العلاقة الجدلية الطردية تبقى ملازمة لكل فرد من أفراد المجتمع وتعكس بذات الوقت مستويات

نموّه الفكري وقدراته اللغويَّة.

11. وظيفة نفسية:
فاللغة عامل تنفيس وتخفيف من حدة الضغوطات والإنفعالات والخلجات النفسية الداخلية المختلفة التي يعاني منها البشر، وغالبا ما يحس الإنسان بالإرتياح النفسي والهدوء حين يخفف عن هذه الضغوط بالتعبير عنها بكلمات يطلقها لتعكس ما يدور في داخله من أفكار وأسرار ووجهات نظر وذلك في مواقف معينة مثل الانفعال والإمتعاض والإنزعاج والتأثر ... الخ.

12. وظيفة شِعريّة:
وهي ما تعكسه اللغة من خلال النصوص الشعرية والأدبية التي تتم صياغتها بالإعتماد على المفردات اللغوية التي يجري إختيارها، والتي تخلق جمالية معينة تبعث المتعة والإرتياح في نفس المتلقي، وغالباً ما يكون للشكل الأدبي أثراً على المستمع أكثر فاعليَّة من المضمون.

13. وظيفة مرجعيّة:
حيث يتم تثبيت مراجع ومصادر المعلومات المنقولَة، التي يتم تضمينها أو الإشارة اليها في النصوص اللغوية المستخدمة.

14. وظيفة الكشف والإظهار:
تقوم اللغة بوظيفة الكشف والإظهار، فمن خلال الذخيرة اللغوية التي يستخدمها هذا الشخص أو ذاك، إنما يكشف من خلالها مستوى وعيه وتطوره وإدراكه للإمور وكيفية التعامل معها، وبذات الوقت تقوم بالوظيفة المعاكسة التالية:

15. وظيفة الإخفاء والإضمار: ديكرو O. Ducrot
يرى العالم اللغوي ديكرو بأن اللغة تحمل في ذاتها وسائل للإخفاء والإضمار، حيث يتخذ كل فرد الحيطة والحذر في كلامه، فيضمر كل ما يمكن أن يحاسب عليه، وتعود ضرورة الإخفاء في اللغة إلى وجود محرمات أخلاقية وسياسية وغيرها من جهة، وإلى سعي المتكلم إلى تجنب النقد والاعتراض الذي قد يوجه إليه من قبل الآخرين.
هكذا يعتبر ديكرو أن اللغة ليست مجرد شرط لحياة اجتماعية أو أداة لنقل أخبار واضحة وجلية،
بل إنها نمط لحياة إجتماعية ومعايشات يومية، فهي حاملة للأنظمة السياسية والدينية والأخلاقية ولطقوسها التحريمية. إن اللغة والحالة هاذه هي بمثابة قواعد لعب يومي، ليس بالمعنى المبتذل لكلمة لعب، بل بمعناه الأوسع كإستراتيجية تعتمد على الحساب والتقدير المسبق للنتائج.(6)

16. وظيفة سلطوية: رولاند بارت Roland Part
يرى العالم اللغوي رولاند بارت بأن اللغة تقوم بوظيفة سلطوية، وتتجلى سلطتها إما على مستوى الشكل أو على مستوى المضمون. فعلى مستوى الشكل لا يمكن للفرد أن يمارس اللغة دون أن يخضع لضوابطها وقواعدها النحوية والتركيبية، أما على مستوى المضمون فإن تعلم الفرد اللغة يعني استبطانه لمختلف القيم والمضامين الفكرية التي تختزنها اللغة بحيث تصبح جزءا من شخصية الفرد وتمارس عليه سلطة سواء على مستوى القول أوالفعل.(7)

17. وظيفة معرفية:
فاللغة جهاز للمعرفة، وبواسطتها يتم إقتناء المعارف وبالإعتماد عليها يتم خزن هذه المعارف.

وظائف اللغة عند هاليدي
18. الوظيفة النفعية (الوسيلية):
وهذه الوظيفة هي التي يطلق عليها وظيفة "أنا أريد"
فاللغة تسمح لمستخدميها منذ طفولتهم المبكرة أن يُشبعوا حاجاتهم وأن يعبروا عن رغباتهم.

19. الوظيفة التنظيمية:
وهي تعرف باسم وظيفة "افعل كذا، ولا تفعل كذا"
فمن خلال اللغة يستطيع الفرد أن يتحكم في سلوك الآخرين، لتنفيذ المطالب والنهي،
وبهذا الدور تقوم أيضاً اللافتات التي نقرؤها، وما تحمل بين مفرداتها من توجيهات وإرشادات.

20. الوظيفة التفاعلية:
وهي وظيفة "أنا وأنت"
حيث تستخدم اللغة للتفاعل مع الآخرين في العالم الاجتماعي باعتبار أنَّ الإنسان كائن اجتماعي لا يستطِع الفكاك من أسر جماعته، فنستخدم اللغة في المناسبات، والاحترام والتأدب مع الآخرين .

21. الوظيفة الشخصية:
فمن خلال اللغة يستطيع الفرد أن يعبر عن رؤياه الفريدة، ومشاعره واتجاهاته نحو موضوعات كثيرة، وبالتالي يثبت هويته وكيانه الشخصي ويقدم أفكاره للآخرين. فهي المرآة التي تعكس شخصية الفرد وتفصح عن مستواه العقلي وعن مكانته الإجتماعية، وتنعكس من خلالها صفات وخصائص كل فرد وتتكشف عن طريق إستخدامها نقاط ضعفه وقوتة


22. الوظيفة الاستكشافية:
وهي التي تسمى الوظيفة الاستفهامية"
بمعنى أنه يسأل عن الأشياء التي لا يعرفها في البيئة المحيطة به حتى يستكمل النقص عن هذه البيئة .


23. الوظيفة التخيلية:
تتمثل فيما ينسجه من أشعار في قوالب لغوية، كما يستخدمها الإنسان للترويح، ولشحذ الهمة والتغلب على صعوبة العمل، وإضفاء روح الجماعة، كما هوالحال في الأغاني والأهازيج الشعبية.


24. الوظيفة الإخبارية (الإعلامية):
باللغة يستطيع الفرد أن ينقل معلومات جديدة ومتنوعة إلى أقرانه، بل ينقل المعلومات والخبرات إلى الأجيال المتعاقبة، وإلى أجزاء متفرقة من الكرة الأرضية خصوصًا بعد الثورة التكنولوجية الهائلة .


25. الوظيفة الرمزية:
يرى البعض أنَّ ألفاظ اللغة تمثل رموزًا تشير إلى الموجودات في العالم الخارجي، وبالتالي فان اللغة تستخدم كوظيفة رموزية.(8) فما المسميّات التي نطلقها على الموجودات التي تحيط بنا إلا رموزاً تشير الى تلك الأشياء المرموزة، وهذه الرموز يجري الإتفاق عليها ضمن المجموعة البشرية التي تستخدم لغة مشتركة ليصار إلى فهمها.




https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى