المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من جديد يا استاذة عيسى فاطمة



admin
11-08-2013, بتوقيت غرينيتش 06:30 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


هل صح قول المعتزلة في أساس القيمة الأخلاقية ؟؟؟؟



الدين اتراه مثبت اومخير للقيم الاخلاقية ؟؟؟؟؟



مدخل : تعتبر الديانات السماوية عموما اهم منابع القيم الاخلاقية ومن بينها الاسلام الذي تنص تعاليمه على ضرورة الالتزام بالقيم الاخلاقية مستمدين ذلك من القران الكريم والسنة النبوية الشريفة ’ ولذلك فان لكل فريضة غاية أخلاقية فالدين معاملة ’ ومن ثم وجب علينا ان نبحث عن اسس مفارقة تتجاوز المنفعة والعقل والمجتمع ’ واشتد النقاش حول مصدر القيمة الاخلاقية عند المسلمين فراى المعتزلة ان الانسان كان يرتاح لبعض الاعمال ’ وينزعج من الأخرى قبل مجئ الشرع ’ الايعني هذا ان الإنسان كان يعرف الخير والشر بعقله قبل مججئ الشرع ؟ لكن الاشعرية من جهتهم يتساءلون : الم تطلق على المرحلة التي عاشها الانسان قبل الاسلام بالجاهلية مما يدل على جهله للخير ’ وما يجب فعله ’ او تركه الا بعد محئ الشرع ؟ الا يعني هذا ان الشرع هو الذي هدى الإنسان الى الخير ونهاه عن الشر ؟ والتساؤل الذي يطرح نفسه : هل العقل هو مصدر القيمة الأخلاقية ام الشرع ؟



محاولة حل الاشكالية " الطريقة الجدلية "



ق1 : المعتزلة فرقة إسلامية من اهم فرق علم الكلام ’ أقامت مذهبها على النظر العقلي ’ وأولت تعاليم الدين تأويلا يتفق معها ’ من اهم المسائل التي اهتمت بها مسالة الحسن والقبح في الأفعال ’ ليس الخير عندهم خير لان الله امر به ’ وليس الشر شرا لان الله نهى عنه ’ ولكن الخير خير في ذاته ’ والشر شر في ذاته ’ فهما قيمتان أخلاقيتان مطلقتان ’ ولا يمكن ان يكون الصدق قبحا كما لايمكن ان يكون الكذب حسنا ’ واذا كان الله قد فرض رائع الصدق ونهى عن الكذب فذلك لما فيهما من حسن وقبح ومن فساد او صلاح في ذاتهما



وللمعتزلة حجج شتى على هذا الموقف فمن الثابت مادة التاريخيا ان الناس قبل وجود الشرائع كانو يحتكمون للعقل فيما ينشا بينهم من خلاف وسند للعقل في ذلك ما يراه بذاته في الافعال من حسن وفبح ذاتيين دون استناد الى الشرع اذ لم توجد بعد أي الشريعة الاسلامية وكان العقلاء انذاك يستحسنون مثلا الحفاظ على الأنفس ويستقبحون العدوان ’ ومن الحجج المنطقية قولهم لو لم تجب المعرفة الا بالشرع للزم اقحام الرسل ولم تكن لبعثتهم فائدة ووجه اللزوم الى الرسول ؟ اذ قال لاحد: انظر في نبوتي ومعجزتي كي يظهر صدقي لديك ’ فرد عليه قائلا : لا يجب علي النظر في نبوتك ومعجزتك لا بالشرع ولا يثبت الشرع ما دمت لم انظر ان ثبوت الشرع نظري لا ضروري وبهذا يقحم الرسول وتبطل دعوته وهذا غير صحيح ’ ويثبت بهذا ان القبح والحسن ذاتيان في الاشياء يدركهما العقل قبل ورود الشرائع



الحجة : لو كان الحسن والقبح مكتسبين من الشرع لما أمكن استعمال العقل في المسائل التي لم يرد فيها نص شرعي ولامتنع التعليل لان التعليل قائم على ما في الاشياء والافعال من صفات قائمة فيها وفي امتناع التعليل سد لباب القياس وتعطيل للاحكام على الوقائع المستحدثة.



النقد : ان العقل قادر على التمييز بين الخير والشر والارادة تختار الفعل الممكن لكن قد يخطا أي شخص متلا فلا يدفع تذكرة سفر الا إذا أدرك أن هذا الفعل سرقة والسرقة حرام اذا هذا ما يقوله المعتزلة ’ فهل يمكن ان تخل عاطفة الخوف من الله محل عاطفة الاحترام وهل يخاف الله جميع الناس ؟؟؟؟



ق2 : نجد الاشعرية تمثل الموقف المقابل للمعتزلة في مسالة الحسن والقبح في الاسلام ’ فالحسن عندهم ما امر به الشرع ’ والقبح ما نهى عنه ’ لذلك فان العقل عندهم لا يملك القدرة على التمييز بين الخير والشر’ فالخير والشر مصدرهما الدين عن طريق ما امر به الله وما نهى عنه ’ ولهذا يرى الاشعرية ان الواجبات كلها مسموعة ويستدلون بايات من القران الكريم في قوله تعالى : <افعل ما تؤمر > ومما استدل به الاشاعرة ايضا لو كان الحسن والقبح ذاتيين لكانا دائميين في الاشياء والافعال دون أي شرط في حين اننا نرى الشئ الواحد قد يكون حسنا في موضع ويكون قبيحا في مواضع اخرى ’ فالقتل يكون حسنا اذا كان قصاصا ويكون قبيحا اذا كان ظلما والشئ قد يكون حسنا في زمن ولا يكون كذلك في زمن آخر ’ كما قد تاتي الشريعة الاسلامية بتحسين شئ ثم تاتي الشريعة الاسلامية أخرى فتجعل الشئ نفسه قبيحا .



الحجة : النسخ دليل على تعبئة الحسن والقبح لامر الشرع ونهيه . قال ابو &quot;الحسن الاشعري &quot; : &quot; ان الخير والشر بقضاء الله وقدره وقال &quot; الجويني &quot; &quot; فالمعاني بالحسن ما ورد الشرع بالثناء على فاعله ’ والمراد بالقبح ما ورد الشرع بذم فاعله &quot; وعليه فالشرع هو الاساس الوحيد للقيمة الاخلاقية . .



النقد : ما لا نفهمه من موقف الاشعرية قولهم ان فكرة احكام الشرع تتحقق مع العقل ’ انكار لقدرة الله المطلقة



ان هذا العقل الذي ميز الله به الانسان عن بقية الحيوانات ’ من خلقه هو ’ خلق الإنسان وأودع فيه شيئا من حكمته ’ وطبيعي ان تتفق أحكامه الشرعية مع أحكام العقل ’ إما فيما يخص الكذب الذي يصبح حسنا كما في خالة الكذب على المريض ’ فان الحسن العارض لا ينافي القبح الذاتي .



التركيب : لا يمكن ان يكون مصدر القيمة الأخلاقية الشرع وحده على اساس ان الانسان كان يجهل الخير والشر ’ اذ هناك من الاعمال ما اشمأزت منها النفوس ’ ونفرت منها القلوب حتى قبل مجئ الشرع ’ ان الدين الاسلامي اشاد بالعقل ’ ورفع من شانه ’ فلا تناقض بين الدين والعقل بل الدين والعقل اذا تعاونا معا كان مصدرين للتميز بين الحق والباطل ’ وليس هناك ما يمنع القول بان الحسن ما وافق الشرع والعقل معا ’ والقبح ما خالف الشرع والعقل معا ’ وعن وابصة بن مَعبد رضي الله عنه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال &quot; جئت تسال عن البر ؟ &quot; قلت : نعم قال &quot; استفت قلبك ’ البر ما اطمأنت اليه النفس واطمأن اليه القلب , والإثم حاك في النفس وتردد في الصدر وان أفتاك الناس وأفتوك &quot; وهذا تأكيد من الرسول &quot; ص &quot; انه لا فرق بين ما يأمر به الشرع وما تدركه النفس من امور البر والتقوى .



حل المشكلة : واذا أردنا الخروج بحوصلة لما سبق فان الإسلام راع في مسالة الاخلاق ثنائية الانسان : العقل والطبيعة &quot; بحيث نجد الإسلام يرفع بالأخلاق ولم يعتمد في بنائها على مبدأ واحد كاللذة أو العقل أو المجتمع واتخاذها كقاعدة عامة توجه أفعالنا فالإسلام يدعونا الى طاعة اوامر الله واجتناب نواهيه وفي نفس الوقت التوفيق بين متطلبات الواقع والجانب الخلفي للإنسان فالإنسان ليس ملاكا كما انه ليس بشيطان .



شكرا جزيلا على التقييم السابق لقد اعجبني كثيرا وبارك الله فيك وجزاك الف خيرااااااااااا






https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى