المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الى الاستاذة المحترمة عيسى فاطمة



romaissa
11-08-2013, بتوقيت غرينيتش 06:29 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اولا وقبل كل شئ شكرا جزيييييييلا على ردك على مساعدة وجعلها الله لك في ميزان حسناتك
وهذه اول مقالة حول العدالة والمساواة




العدالة والمساواة



مدخل : قال الله تعالى: << ان الله يامركم بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهاكم عن المنكر والفحشاء والبغي يعظكم لعلكم تذكرون >>






*العدل كلمة سهلة المنطق لكنها صعبة ومتشتتة في الواقع لما تحمله من معاني عميقة الأثر في حياة الإنسان لذلك لا يمكننا الوصول إلى المعنى الدقيق الذي توحي إليه ولا يختلف الناس كثيرا في تعريف العدل لكونه الاستقامة وضد الجور . كما انهم لا يختلفون في قيمة تحقيق العدل لكونه اشارة لكل تقدم بشري ودلالة لكل تحضر سياسي . فبما أن فكرة العدل ترتبط بالمساواة وهذا ما يعتقده الكثير . وبما أن احترام التفاوت يراه البعض اقرب إلى العدل يثار الجدل : هل يكمن العدل في تطبيق مبدا التفاوت وتكريسه ؟؟ ام تكمن المساواة في احترام كل الناس وبناء العدالة على أساس المساواة بينهم؟






محاولة حل الاشكالية : &quot;الطريقة الجدلية &quot;






الاطروحة 1: يعتقد الكثير من الفلاسفة ان العدالة الحقيقية تنطلق معالمها من احترام الفروق الفردية بين الناس . فاذا لم تساوي بينهم الطبيعة فكيف لنا ان نساوي بينهم ؟ فالتفاوت قانون الطبيعة كما يعتقد ارسطو , فالفروق موجودة بين مختلف الافراد حيث نجد ان هناك القوي الشجاع وهناك الضعيف الجبان , وهناك العالم وهناك الجاهل , فهذان المفهومان مرتبطان بقوله تعالى : < وهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ... > فهل من المعقول والحكمة ان نساوي بينهم ؟ اذن علينا ان نسلم بتلك الفروق ونبني مجتمع ناجح , ونعزز بذلك القدرات الخاصة ونزيد من فاعليتها داخل مجتمع مبني على مختلف الكيانات والطبقات وهذا ما جعل الفيلسوف اليوناني &quot; افلاطون &quot; في جمهوريته الفاضلة يقسم المجتمع إلى ثلاث طبقات &quot; الطبقة الذهبية &quot; وهي طبقة الحكام والاسياد و &quot; الطبقة الفضية &quot; تضم الجنود الذين يدافعون عن الوطن لكونهم يتميزون بالشجاعة اما الطبقة الاخيرة فهي تضم العبيد وهي تعرف باسم &quot; الطبقة النحاسية &quot; الذين في نظرهم يقومون بالخدمة وطاعة الأسياد فقط , هذا ما أدى بالعبيد إلى الثورة على التقسيم الذي أقامه أفلاطون فانشؤا الديمقراطية , ولعل هذا ما أكده &quot; اكسيس كاريل &quot; قائلا : &quot; فبدلا من ان نحاول تحقيق المساواة بين اللامساواة الجسمية والعقلية يجب ان نوسع من دائرة الاختلافات وننشئ رجال عظماء &quot; فنستنتج من قول كاريل انه سلم بوجود تفاوت في القدرات العقلية والجسمية






الحجة : وخير دليل على صحة هذا الطرح قولة تعالى << ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات >>






النقد : ان التفاوت الذي نادى به اصحاب هذا الموقف يؤدي الى خلق نوع من الفوضى في المجتمع فيظهر الظلم والاستبداد والاخطر من ذلك كله التمييز الطبقي الذي جعل العبيد يقفون في وجهه بحقهم في عيشة كريمة , وان المساواة بين اللامساواة جعل من المساواة ظلما وجورا , والظلم ليس من شيم العدالة , حيث تدعوا الى تكريس المساواة بالنظر الى انسانية الانسان لا الى قدراته وامكانته .






الاطروحة 2 : يقوم العدل في الحقيقة على اساس المساواة بين جميع الناس بدون النظر الى قدراتهم العقلية والجسمية ومكانتهم الاجتماعية ففي نظر هذا الاتجاه لا يمكن ان نتحدث عن المساواة اذا تككلمنا عن التفاوت ففي رايهم التفاوت من صنعنا نحن لا صنع الطبيعة فالبشر هم الذين باحكامهم وتنوع مآربهم بدا في النظر الى الفروق التى لا مكانة لها في ارض الواقع , فالعدل والمساواة لا يتحققان الا في ظل المساواة المطلقة بين الناس وهذا راجع الى الانسانية التي يتميز بها كل فرد وهنا يقول احد خطباء اليونان قديما &quot; شيشرون &quot; : &quot; الناس سواء وليس شيئا اشبه بشئ من الانسان باخيه الانسان &quot; وحتى في الطبيعة الناس متساوين حيث يقول &quot; ديكارت &quot; &quot; العقل اعدل قسمة بين الناس &quot; فاذا لم نتساوي في العلم فاننا نساوي في القدرة على التعلم كما يقول &quot; شيشرون &quot;: &quot; لنا جميعا عقولا وان احتلفنا في العلم فنحن متساوون في القدرة على التعلم &quot; فنحن كلنا نمتلك القدرة على التعلم فالطبيعة لدى الناس هي واحدة وان كنا اليوم لسنا متساوون فهذا راجع الى القوة والقانون الذي ميز بين بنى البشر فيقول الالماني &quot; كانط &quot; &quot; الانسان غاية في ذاته والمساواة قاعدة لتلك الغاية &quot; فلا يمكن للتميز الاجتماعي ان يمنع الانسان الاجتماعي امثال &quot; جون لوك ’ وجون جاك روسو ’ وتوماس هونز &quot; الذين يروا ان الناس يخلقون متساوون ان كانوا يختلفون في المهن التي يقدمونها ويقومون بها فان هذا التفاوت ليس له اهمية فمثلما المجتمع بحاجة الى الطبيب والمهندس وو...’ هم بخاجة الى كناس الشوارع والفلاح وجميع الناس فلو تخلوا كناسو الشوارع عن عملهم ماذا سيحدث ؟






الحجة : لو تخلوا كناسوا الشوارع عن عملهم اكيد ان الاوساخ ستتراكم هذا ما يؤدي الى انتشار المكروبات والامراض الخطيرة فاذا كان الطبيب يعالج المرضى فان كناسوا الشوارع يعالجون اسباب المرض ’ اليس من العدل ان تكون لهم نفس المكانة الاجتماعية ويحصلون على نفس الاجر ؟






النقد: لكن هذا النوع من المساواة غير عملي ولا يحقق المساواة التي يمكن من خلالها تطوير الكفاءات وتشحيع المواهب .






التركيب : اذا كان التفاوت هو اساس العدالة الاجتماعية في تحقيق المساواة فلا يجب مراعاة لا العرق ولا الاصل ولا اللون وانما حسب الكفاءة والاستحقاق هذا هو العدل الذي نادى به ارسطو وكذلك نجد محمود ذكي .






حل المشكلة : ان الدين الاسلامي لا يراعي الفرق بين العرف ولا اللون وانما الايمان القوي لذلك يقول عليه السلام &quot; لا فرق بين عربي ولا عجمي الا بالتقوى &quot; هذا يعني اننا لا نرى الناس حسب المظاهر الخارجية وانما الجمال هو جمال الروح .





https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى