المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حروف الجر



admin
11-08-2013, بتوقيت غرينيتش 04:28 AM
حروف الجر


إلى: حَرْفُ جر، تجرُّ الظَّاهرَ والمضمر، نحو {إلى الله مرجعكم} (الآية "4" من سورة هود "11" ) و{إليه مرجِعُكُم} (الآية "4" من سورة يونس "10" ) ولها مَعَانٍ كَثِيرة منها:
أنَّها تَأْتِي لانْتِهاءِ الغَاية مَكَانِيَّةً نحو: {مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إلى المَسْجِدِ الأَقْصَى} (الآية "1" من سورة الإسراء "17" ) أو زَمَانِيَّة نحو {ثُمَّ أَتمُّوا الصِّيَامَ إلى اللَّيْلِ} (الآية "187" من سورة البقرة "2" ) وإنْ دَلَّتْ قرينَةٌ على دُخُولِ ما بعدها فيما قبلها نحو "قَرأتُ القرآنَ من أَوَّلِه إلى آخِرِهِ" ونحو قولِه تَعَالى: {وأيْدِيَكُم إلى المَرَافِق} (الآية "6" من سورة المائدة "5" )، وإلاَّ فلا يَدْخل ما بَعْدَها فيما قَبْلها في الصحيح نحو {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إلى اللَّيْلِ} (الآية "187" من سورة البقرة "2" ).
وتأتي للمَعِيَّة، من ذلك قَوْلُهُمْ في المَثَلِ: "الذَّوْدُ إلى الذَّوْدِ إِبِلٌ" (معناه: إن القليل مع القليل كثير والذود من ثلاثة إلى عشرة من الإبل).
ومنه قولُه تَعَالَى: {ولا تَأْكُلُوا أمْوالَهم إلى أَمْوالِكُم} (الآية "2" من سورة النساء "4" ) ومنها: أنْ تأتيَ بمعنى اللام نحو: {وَالأمْرُ إلَيْكِ} (الآية "32" من سورة النمل "27" ).
وتأتي للتَّبيين وهي المُبَيِّنَةُ لِفاعِليَّة مَجْرُورِهَا بعدَ ما يُفِيدُ حُبّاً أو بغضاً من فِعلِ تَعَجُّب أو اسْمِ تَفْضيلٍ نحو {رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إليَّ} (الآية "33" من سورة يوسف "12" ).
وتأتي لِمُوافَقةِ "في" نحو قوله تعالى: {لَيَجْمَعنَّكُم إلى يومِ القِيَامَةِ} (الآية "87" من سورة النساء "4" ) أي في يَوْمِ القيامة. وكقول النابغة:
فَلا تَتْرُكَنِّي بالوَعِيدِ كَأَنَّتِي * إلى النَّاسِ مَطْلِيٌّ به القَرُ أجْرَبُ
(الوعيد: التهديد، والقار هنا: القطران وهو نائب فاعل لمطلي، ويرى ابن عصفور أن "إلى" هنا على أصلها لأن قوله "مطلي إلخ" معناه: مكروه مبغّض وهو يتعدى بإلى
البَاءُ: مِنْ حُرُوفِ الجرِّ، وتَجُرُّ الظَّاهر والمُضْمَر نحو{آمَنُوا بِاللَّهِ} (الآية "62" من سورة النور "24" ) {آمَنَّا بِهِ} (الآية "7" من سورة آل عمران "3" ) ولَهَا أَرْبَعَةَ عَشَر مَعْنًى وهي:
-1 الاسْتِعَانَةُ، وهي الدَّاخِلةُ على آلَةِ الفِعْلِ نحو "كتَبْتُ بالقَلَمِ".
-2 التَّعْدية، نحو{ذَهَب اللَّه بِنُورِهِمْ } (الآية "17" من سورة البقرة "2" ) أي أَذْهَبَهُ.
-3 التَّعْوِيضُ أو المقابلةُ نحو "بعْتُكَ هذا الثَّوبَ بِهذه الدَّنانير".
-4 الإِلْصاق، حَقِيقةً أو مَجازاً نحو "أمْسَكْتُ بِزَيدٍ" ونحو "مرَرْتُ به" والمعنى: ألصقتُ مروري بمَكَانِ يقرُبُُ منه، وهذا المعَنْى مجازي.
-5 التَّبْعيض، نحو{ عَيْناً يَشْرَبُ بها عبَادُ اللَّهِ} (الآية "6" من سورة الدهر "76". ) ونحو{ فَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ}. (الآية "7" من سورة المائدة "5" ).
-6 المُجَاوَزَة، نحو{ فَاسَأَلْ بِهِ خَبِيراً} (الآية "59" من سورة الفرقان "25" ) أي عَنْهُ، ومِثْلُهُ قولُ عَلْقَمة بنِ عَبَدَة:
فَإنْ تَسأَلُوني بالنِّسَاءِ فإنني * بَصِيرٌ بأَدْواءِ النِّساءِ طَبِيبُ
-7 المُصَاحبة، نحو: { وَقَدْ دَخَلُوا بالكُفْرِ} (الآية "61" من سورة المائدة "5" ) أي مَعَهُ.
-8 الطَّرْفِيّة، نحو: { وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الغَرْبي} (الآية "44" من سورة القصص "28" ) أيْ فيهِ، ونحو: {نَجَّيْنَّاهُمْ بِسحَرَ} (الآية "34" من سورة القمر "54") أي في سَحَر.
-9 البَدَل، كقول رَافِع بنِ خَدِيج: "ما يَسُرُّني أَنِّي شَهِدْتُ بدراً بالعَقَبة" أي بَدَلها.
-10 الاستِعْلاَء، نحو: { وَمِنْ أَهْلِ الكِتابِ مَنْ إنْ تأمَنْهُ بِقِنْطَارٍ} (الآية "75" من سورة آل عمران "3" ). أي على قنطار.
-11 السَّببيَّة، نحو: {فِبِما نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ} (الآية "155" من سورة النساء "4" ).
-12 الزَّائِدَة، وهي لِلْتَّوْكِيد، نحو: { كَفَى باللَّهِ شَهِيداً} (الآية "79" من سورة النساء "4" )، { وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيَكُمْ إلى التَّهْلُكَةِ} (الآية "195" من سورة البقرة "2" . )
-13 الغاية، نحو: { وَقَدْ أَحْسَنَ بيَ} (الآية "100" من سورة يوسف "12" ) أي إليَّ، ودخول "ما" الزَّائدة عليها لا تكُفُّها عن العمل، نحو: { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ} (الآية "159" من سورة آل عمران "3" ) (= الجار والمجرور).
-14 القَسَم، والبَاء\ُ هي أَصْلُ أَحْرُفِ القَسَم الثلاثةِ" الباءِ، والوَاوِ، والتاء". ولذلكَ خُصَّت بجَوازِ ذِكرِ الفِعلِ مَعَها نحو: "أُقْسِمُ باللَّهِ لَتَفْعلنَّ" وجوازُ دُخُولِها على الضمير نحو" بِكَ لأفعلنَّ وجوازُ استِعْمَالها في القَسَم الاسْتِعْطَافي نحو: " باللَّه هَلْ تَشْفعُ لي" أيْ أَسْألكَ باللّه مُسْتَعطِفاً، وهي من حُرُوفِ الجر، وتَجُرُّ المُقْسَم به.
البَاءُ المحذُوفة: قدْ تُحذَفُ الباءُ، فينتصِبُ المَجْرُور بعدها على المَفْعُول به، لأنه نزع الخافِض، ووُصل الفعل بمفعوله نحو قوله تعالى: { ألا إنَّ ثُمودَ كَفَرُوا ربَّهُم} (الآية "68" من سورة هود "11" . ) أي بربهم. ومثله: "أمَرْتُك الخيرَ" والأصل: بالخير.
تاءُ القَسَم: مِنْ حُروفِ الجَرِّ وهُوَ مُختصٌّ بـ "اللّه" [هل هنا نقص؟؟] {تاللّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ} (الآية "57" من الأنبياء "21").
والصحيح كما يقول سيبويه: أنَّ العرَبَ لا يُدْخِلُونَ تاءَ القَسَمِ في غَيرِ اللَّهِ. فلا يُقَال: تَرَبِّ الكَعْبَةِ، ولاَ تَرَبِّي لأَفعلَن.
اللاَّمُ الجَارَّة: وتَجُرُ الظَاهِرَ والمُضمَرَ، وهي مَكسورةٌ مع كُلِّ ظَاهِرٍ، إلاَّ مع المُستَغَاثِ المُبَاشِرِ لـ "يَا" نحو "يَالَلَّهِ" وأمَّا مع المُضمَرِ فَتُفتَحُ أيضاً إذا كانَ للمخَاطَبِ أو للغائِب وإذا كانَ مع ياءِ المتكلم فتُكسَر للمُنَاسَبَة. ولهذِه اللاَّم نحوٌ مِنْ ثلاثين معنىً (ومن أراد استقصاءها فليرجع إلى كتاب كامل"الجنى الداني" ففيه ثلاثون معنى وفي"مغني اللبيب" عشرون) وهاكَ بعضَها:
(1) المِلك، نحو: {للَّهِ مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرضِ} (الآية "284" من سورة البقرة "2" ) .
(2) شِبهُ المِلك، ويعبَّرُ عنه بالاختصَاصِ نحو: "السَّرجُ للفَرَسِ" و "ما أحَبَّ محمّداً لبَكرٍ" .
(3) التعليل، نحو:
وإنِّي لَتَعرُوني لِذ كرَاكِ هِزَّةٌ * كما انتَفَضَ العُصفُور بَلَّلَهُ القَطرُ
(4) الزَّائِدة، وهي لمُجَرَّدِ التَّوكيدِ كقول ابنِ مَيّادة:
وَمَلَكتَ ما بينَ العِراقِ ويَثرِبٍ * مُلكاً أَجَارَ لِمُسلِمٍ ومُعاهَدِ
(5) تقويةُ العَامِل الذي ضَعُف، إمَّا بكونه فَرعاً في العَمَلِ نحو: {مُصَدِّقاً لما مَعَكُم} (الآية "41" من سورة البقرة "2" ) {فَعّالٌ لِمَا يُرِيدُ} (الآية "16" من سورة البروج"85") .
وإمَّا بتأخِّير العَامِلِ عن المَعمُول نحو: {إنْ كُنتُم للرُّؤْيَا تَعبُرُون} (الآية "43" من سورة يوسف "12" ) .
(6) لانتِهاءِ الغَايَةِ نحو: {كُلٌّ يَجرِي لأجَلٍ مُسَمَّى} (الآية "2" من سورة الرعد "13" ) .
(7) القَسَم، نحو "للَّهِ لا يُؤَخَّرُ الأجَل" أي تاللَّهِ. وهذا قليل.
(8) التَّعّجُّب، نحو "لِلَّهِ دَرُّك" و "للَّهِ أَنتَ" .
(9) الصَّيرُورةُ، وتُسَمَّى لامَ العَاقِبَة نحو:
لِدُوا للمَوْتِ وابنُوا للخَرابِ * فَكُلُّكُمُ يَصِيرُ إلى ذهاب
(10) البَعدِيَّة، نحو: {أَقِمِ ااصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمسِ} (الآية "78"من سورة الإسراء "17" ) أي بَعدَه .
(11) بمعنى على نحو: {يَخِرُّونَ للأَذْقَانِ} (الآية "107"من سورة الإسراء "17" ) أي عليها .
* مِنْ الجَارَّة: وهي من حُرُوفِ الجَرّ، وتجُرُّ الظّاهِرَ والمُضمَر نحو: {وَمِنْك وَمِنْ نُوحٍ} (الآية "7" من سورة الأحزاب "33" )، وزيادةُ "مَا" بعدها لا تكُفُّها عنِ العمل، نحو {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا} (الآية "25" من سورة نوح "71") ولها خمسَة عشرَ معنىً نجتزِئ منها بسبع:
(1) بَيَانُ الجِنْسِ نحو: {يُحَلّوْنَ فيها مِنْ أسَاوِرَ مِنْ ذَهَب} (الآية "31" من سورة الكهف "18" ).
(2) التبعيض نحو: {حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّون} (الآية "92" من سورة آل عمران "3" ).
(3) ابْتِدَاءُ الغَايَةِ "المَكَانِيّةِ" نحو: {سُبْحَانَ الَّذي أَسْرَى بعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ المَسْجِد الحَرَامِ} (الآية "1" من سورة الإِسراء "17" ) و "الزَّمَانيَّة" نحو: {مِنْ أوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ} (الآية "108" من سورة التوبة "9" ) وقَوْلُ النّابِغَةِ يَصِفُ السُّيُوف:
تُخَيِّرْنَ مِنْ أَزْمَانِ يَوْمٍ حَلِيمَةٍ * إلى اليَوْمِ قد جُرِّبْنَ كلَّ التَّجَارِبِ
(الضمير في "تُخُيِّرن وجُرِّبْن" للسيوف، و "يوم حَليمةَ بينَ الغَساسِنة والمناذرة، وحليمة هي بنت الحارث بن أبي شمر الغساني، وحليمة هذه طيبت الفُرْسانَ تفاؤلاً بالنصر فسمَّيَ اليومُ باسمها وقِيلَ فيه المثلُ "مَا يومُ حَلِيمةَ بسِرِّ")
(4) الزَّائدة، وفائِدَتُها: التوكيد، أو التنصيص على العُمُومِ، أو تَأكِيد التَّنْصِيصِ عَليه، ولا تَكونُ زَائِدةً إلاَّ بِشُرُوطٍ ثَلاثَةٍ:
(1ً)أنْ يَسْبِقَها نَفْيٌ، أو نَهْيٌ، أو استِفْهامٌ بـ "هَلْ".
(2ً) أَنْ يَكُونَ مَجْرُورُها نَكرةً.
(3ً) أَنْ يَكُونَ إمَّا فَاعِلاً نحو: {مَا يَأتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ} (الآية "98" من سورة مريم "91")، أو مُبْتَدَأ نحو: {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غيرُ اللَّهِ} (الآية "3" من سورة فاطر "35" ).
(4) البَدَل، نحو: {أَرَضِيتُم بالحَياةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ} (الآية "38" من سورة التوبة "9" ).
(5) الظَّرْفِيَّة، نحو: {مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأرْضِ} (الآية "40" من سورة فاطر "35" ) ونحو: {إذا نُودِيَ للصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الجُمُعَةِ} (الآية "9" من سورة الجمعة "62").
(6) التَّعليلُ نحو: {مِمّا خَطِيْئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا} (الآية "25" من سورة نوح "71").
وإذا دَخَلَتْ على "مِنْ" الجارَّة ياءُ المتكلم لَزِمَهَا نُونُ الوِقَاية لأَنَّ النُّونَ مِن "مِن" لا تَتَحوَّلُ عن سُكُونِها إلاَّ لضَرورةِ الْتِقَاءِ السَّاكنين فَنُون الوِقَاية تَقي نون "مِنْ" من التحرُّكِ وتُدْغَم بِنُونِ الوقَاية فتقول: مِنِّي.
عَنْ: (1) مِن حُرُوف الجَر، وتجُرُّ الظَّاهِرَ والمُضْمَرَ، نحو {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ} (الآية "19" من سورة الانشقاق "84")، و{رَضِيَ اللّهُ عَنْهُم} (الآية "8" من سورة البينة "98")، وزيادةُ "ما" بعدَها لا تكُفُّها عن العَمَل نحو "عَمَّا قليلٍ" ولها نحو من تسعةِ مَعَانٍ:
منها: المُجَاوزة (ولم يذكر البصريون غيرها)، وهي الأصل، نحو "سِرْتُ عَنِ البَلَدِ" و "رغِبْتُ عن مُجالَسَةِ اللَّئيم".
ومنها: الاسْتِعْلاء كقوله تعالى: {وَمَنْ يَبْخَلْ فَإنَّما يَبْخَلُ عن نَفْسِهِ} (الآية "38" من سورة محمد "47")، أي علَى نَفْسه.
ومنها: التَّعليل، نحو {وَمَا نَحْنُ بِتَارِكي آلِهَتِنَا عِنْ قَوْلِكَ} (الآية "من سورة هود "11" )، أي لأَجلهِ.
(2) قد تكون "عَن" اسماً إذا دَخَلَتْ عَليها "مِن" وتكون "عن" بمعنى جَانب كقولِ قَطَريّ بن الفُجَاءَة:
فَلَقَد أرَاني للرِّماحِ دَريئَةً * مِن عَنْ يميني مَرَّةً وأمَامي
(الدريئة: حلقة يتعلم فيها الطعن والرمي).
واو القسم: مِنْ حُرُوفِ الجَرِّ، وهي من أكثَر أدوَاتِ القسَم اسَتِعْمالاً، تدْخُل على كلِّ مَحْلُوفٍ به. ولا تَجُرُّ إلاَّ الظَّاهِرَ، ولا تَتَعَلَّق إلاَّ بمَحْذوفٍ نحو{وَالعَادِيَاتِ ضَبْحَاً} (الآية "1" من سورة العاديات"100") فإنْ تَلَتْها واوٌ أخرى نحو: {وَالتِّينِ والزَّيْتُونِ} (الآية "1" من سورة التين"95").
فالتالية واو عطفٍ، وإلاَّ لاحْتَاجَ كلٌّ مِنَ الاسمين إلى جَوابٍ.
عَلَى: (1) مِنْ حُرُوفِ الجر، وتَجُرُّ الظّاهِرَ والمُضْمَرَ، نحو {وَعَلَيْها وَعَلَى الفُلْكِ تُحْمَلُونَ} (الآية "22" من سورة المؤمنون "23" ) ولها نحو تِسعةِ مَعَانٍ أشْهَرُها:
الاستِعْلاءُ، وهو الأصلُ فيها نحو {وَعَلَيْها وَعَلى الفُلكِ تُحْمَلُونَ} (الآية "22" من سورة المؤمنون "23" ).
الظَّرفِيَّة، نحو: {وَدَخَلَ المَدينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ} (الآية "15" من سورة القصص "28" ) أيْ في حينِ غَفْلَةٍ.
المُجَاوَزَة، كـ "عَنْ" كَقَولِ القُحَيْف العُقَيْلي:
إذا رَضِيَتْ عَلَيَّ بَنُو قُشَيرٍ * لَعَمْرُ اللّهِ أعْجَبَني رِضَاها
أي رَضيت عني.
المُصاحَبَة، نحو {وَإنَّ رَبَّك لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ} (الآية "6" من سورة الرعد "13" ). أيْ مَعَ ظُلمِهِمْ.
موافَقَةُ "مِنْ"، نحو {إذا اكْتَالُوا عَلى النَّاسِ} (الآية "2" من سورة المطففين "83").
الاسْتِدْرَاك كقولك "فُلانٌ أطَاعَ الشَّيْطانَ على أنَّنا لا نَيْأَسُ مِنْ إصْلاحِهِ".
(2) يمكنُ أنْ تكُونَ "على" اسْماً إذا دَخَلَتْ عَليها "مِنْ" كقول مُزَاحِمٍ العُقَيْلي يصف القَطَا:
غَدَتْ مِنْ عَلَيهِ بَعدَما تَمَّ ظِمؤُها * تَصِلُّ وعَنْ قَيضٍ بزَيزاءَ مجْهلِ
("غَدَتْ" من أخوات "كان" ولسمها يعود إلى القَطَا "الظِمءُ" ما بين الشُّرَبين للإِبل، و "تصلِّ" تصوِّت أحْشاؤها "القيض" قشر البيض الأعلى ، وأراد به الفرخ و "زيزاء" الغليظ من الأرض، "المجهل" القفر لا علامة فيه).


في: من حُروفِ الجَرّ، تَجرُّ الظّاهر و المضمر، نحو {وفي الأرْضِ آياتٌ} (الآية "20" من سورة الذاريات "51") و {وفِيهَا ما تَشتَهِيهِ الأنفُسُ} (الآية "71" من سورة الزخرف "43") .
ولها عَشَرةُ معَانٍ أشهَرُها:
(1) الظَّرْفِيَّةُ الحَقِيقِيَّة، مَكانِيَّةً كانَتْ، أو زَمَانِيَّةً نحو {غُلِبَتِ الرُّوم في أَدنَى الأرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعدِ غَلَبِهِمْ سَيغلِبُونَ في بِضعِ سِنِين} (الآية "2 و 3 و 4"من سورة الروم "30" ) والمَجَازيَّة نحو {وَلَكُمْ في القِصَاصِ حَيَاةٌ) (الآية "179" من سورة البقرة "2" ) .
(2)السَّبَبِيَّة نحو {لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَفَضتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (الآية "14" من سورة النور "24" ) أي بِسَبَب مَا خُضتُمْ فِيهِ .
(3) المُصَاحَبَةُ نحو {قَالَ ادْخُلوُا في أُمَمٍ} (الآية "38" من سورة الأعراف "7" ) .
(4) الاستِعلاء نحو {ولأُصَلِّبَنَّكُمْ في جُذوعِ النَّخلِ} (الآية "71" من سورة طه "20" ) على الاستِعَارَة التَبَعِيَّة .
(5) المُقَايَسَة، وهي الواقِعَةُ بينَ مَفضولٍ سَابِقٍ، وفَاضِلٍ لاحقٍ، نحو {فَمَا مَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنيَا في الآخِرَةِ إلاَّ قَلِيلٌ} (الآية "38" من سورة التوبة "9" )، أي بالقياس للآخِرَةِ .
(6) أنْ تكونَ بمعنى الباءِ كقول زَيد الخَيلِ:
وَيَركَبُ يَوْمَ الرَّوعِ مِنَّا فَوَارسٌ * بَصِيرُونَ في طَعنِ الأباهِر ِوالكُلى
* كافُ الجَرَّ : (1)تَختَصُّ بالظَّاهِرِ المُطلَقِ ولها أربَعَةُ مَعَان:
الأوَّل: التَّشبِيهُ، وهو الأصلُ نحو: "يُوسُفُ كالبَدرِ" .
الثاني: التَّعليل، ولم يُثبته الأكثرون، نحو: {وَاذْ كُرُوهُ كما هَدَاكُمْ} (الآية "198"من سورة البقرة "2" ) وقيد بعضهم جواز التعليل بأن تكون الكاف مَكفُوفَةً بمَا، كحِكَاية سيبويه "كما أنَّه لا يَعلَمُ فَتَجاوز اللّه عنه" .
الثالث: التَّوكِيد، وهي الزَّائِدَةُ نحو: {لَيسَ كمِثلِهِ شيءٌ} (الآية "11" من سورة الشورى "42" ) .
الرابع: الاستِعلاء وهو قليل ذكره الأخفش والكوفيون، كقول رؤبة، وقد سئل: شيف أصبَحتَ؟ فقال: كخَيرٍ، أي على خيرٍ، وقيل: هي للتشبيه على حَذْفِ مُضافٍ، أي كَصاحبِ خير وهذا قليل .
وقد تُزَاد "ما" بعد الكَاف فيبقى عَمَلُها قَلِيلاً، وذلك كقولِ عمرو بن برَّاقَةَ الهَمذَاني:
ونَنصُرُ مَوْلانا ونَعلَمُ أنَّهُ * كما النَّاسِ مَجرُومٌ عليه وجَارِمُ
والأكثَرُ أنْ تَكُفَّهَا"مَا" عَنِ العَملِ .
الخَامِس: الكَافُ التَّعَجُّبِيةَّ كما يقال: ما "رأيتُ كاليَومِ" . وفي الحَديث "ما رَأيتُ كاليَوْمِ ولا جِلدَ مُخَبَّأة" (المُخبَّأة: الجارية التي في خِدرها لم تتزوَّج بعدُ، لأنَّ صِيانتها أبلَغُ، ممَّن قد تزوجت كما في اللسان) .
(2) وقد تُستَعمَلُ الكافُ الجَارَّة اسماً والصحيحُ أنَّ اسمِيَّتها مَخصُوصةٌ بالضَّرُورةِ كما هُو عند سيبويه والمحقِّقين كقولِ العجَّاج:
بيضٌ ثلاثٌ كَنِعَاجٍ جُمِّ * يَضحَكنَ عَن كالبَرَدِ المُنهمِّ
(النعاج: بقر الوحش "لجم" جمع جَمَّاء وهي التي لا قرن لها، "البَرَد"المطر المنجَمِد، "المنهمِّ" الذائب، فالشاهد فيه: الكاف "كالبرد" اسم بدليل دخول عن عليها) . وأجَازَه كَثيرونَ (منهم الفارسي والأخفش وتَبِعَهُم ابنُ مالك) في الاختِيار
حَرْفُ جَر لا يَجُرُّ إلاَّ النَّكِرَةَ، ولا يَكُونُ إلاّ فِي أولِ الكَلاَمِ، وهو في حُكْمِ الزَّائِدِ، فلا يَتَعَلَّقُ بِشَيءٍ وقد يَدْخُلُ على ضَمِيرِ الغَيْبةِ مُلازِماً للإِفْرَادِ والتَّذْكِيرِ، والتَّفْسِير بتمييزٍ بعدَه مُطابقٍ للمَعْنى كقول الشَّاعِرِ:
رُبَّهُ فِتْيَةً دَعَوْتُ إلى ما * يُورِثُ المجْدَ دَائباً فَأجَابُوا
وهذا قليل.
وقد تدخل "مَا" النكرة الموصوفة على "رُبَّ" وتوصف بالجملة التي بعدها، نحو قول أمية بن أبي الصَّلْت:
رُبَّما تَكْرَهُ النُّفُوس من الأَمْـ * رِ لهُ فُرْجَةٌ كَحَلِّ العِقَالِ
والتَّقْدير: رُبَّ شيءٍ تكْرَهُهُ النُّفُوسُ، وضمير له يعود على ما. وقد تلحق رُبَّ ما الزَّائِدَةَ فَتكُفُّها عن العَمَل فتدخُل حِينَئِذٍ على المَعَارِف وعلى الأَفْعَال فتَقُول: "رُبَّما عليٌّ قَادمٌ" و "ربَّما حَضَرَ أَخُوكَ". وقد تَعْمَلُ قَلِيلاً كقولِ عَدِيّ الغَسَّاني:
رُبَّما ضَرْبَةٍ بِسَيْفٍ صَقِيلٍ * بَيْنَ بُصْرى وطَعْنَةٍ نَجْلاءِ
والغَالِبُ على "رُبَّ" المَكْفُوفَةِ أنْ تَدْخُل على فِعْلٍ ماضٍ كقول حذيمة:
"رُبَّما أَوْفَيْتُ في عَلَم" وقد تَدْخُلُ على مُضارعٍ مُنَزَّلٍ منزلةَ الماضِي لِتَحَقُّق الوقوع نحو قَولِه تعالى: {رُبَّما يَودُّ الَّذِينَ كَفَرُوا} (الآية "2" من سورة الحجر "15" ) ونَدَرَ دُخولها على الجُملَةٍ الاسْمِيَّةِ كقولِ أَبي دُؤاد الإِيادي:
رُبَما الجَامِلُ المُؤَبَّلُ فيهم (الجامل: القطيع من الإبل، المؤبل: المعد للقنية)
ومعنى "رُبَّ" التَّكْثِير، وتَأْتي للتَّقليل فالأَوَّلُ كقوله عليه الصلاة والسلام: (يا رُبَّ كاسِيَةٍ في الدُّنْيا عَارِيةٌ يَوْمَ القِيامة). والثاني كقول رجلٍ من أزْد السَّراة:
ألا رُبَّ مَوْلُودٍ وليس لهُ أبٌ * وذِي وَلَدٍ لمْ يَلْدَهُ أبوانِ
(سكنت اللام من يلده تشبيهاً بكتف فالتقى ساكنان حركت الدال بالفتح اتباعاً للياء)
وقد تُحذَفُ "رُبَّ" ويَبْقَى عملُها بعد الفاءِ كثيراً كقولِ امرِئ القَيسِ:
فَمِثْلِكِ حُبْلى قَدْ طَرَقْتُ ومُرْضِعٍ * فَأَلْهَيْتُها عنْ ذِي تَمَائِمَ مُحْوِلِ
( طرق: أتى ليلاً، "التمائم" التعاويذ، "محول" أتى عليه حول)
وبعدَ الواوِ أكْثر كقولِ امْرئ القَيس:
ولَيْلٍ كَمَوْجِ البَحْرِ أرخى سُدُولَه * عَلَيَّ بأَنْوَاعِ الهُمُومِ لِيَبْتَلي
( السدول: الستائر واحدها: سدل، ليبتلي: ليختبر)
وبعدَ "بَلْ" قليلاً كَقَولِ رُؤْبة:
بلْ بلدٍ ملءُ الفِجاج قَتَمُهْ * لا يُشْتَرى كَتَّانُه وجُهْرُمُهْ
(الفِجاج: جمع فج: الطريق الواسع الواضح بين جَبلين. "القَتَم": الغبار، "جُهْرُم" أراد: جُهْرُمِيّة بياء النسبة وهي بُسُط الشَّعر تُنْسَب إلى قرية بفَارس تُسَمَّى جُهْرُم.
وبدونهن أقلّ كقولِ جَميل بن مَعْمر:
رَسْمِ دَارٍ وَقفتُ في طَلَلِهْ * كِدْتُ أَقْضِي الحياةَ مِنْ جَلَلَه
(الرسم: آثار الدار "الطلل" ما شخص من آثارها "من جلله" من أجله)


حَتَّى "حرفُ جَرٍّ": وهي بمَنْزِلَةِ "إلى" في انتِهَاءِ الغَايَةِ مَكانيَّةً أو زمانِيَّةً نحو: {سَلاَمٌ هي حَتَّى مطْلَع الفَجْرِ} (الآية "5" من سورة القدر "97") وتَنْفَرِدُ عَنْ "إلى" بأُمُورٍ ثلاثة:
(أ) أنَّ مَجْرُورَها لا يَكُونُ إلاَّ ظَاهِراً فلا تجُرُّ المُضْمَرَ.
(ب) أنَّ مَجْرُورَهَا آخِرٌ نحو "شَرِبْتُ "الكَأسَ حَتَّى الثُّمَالَةِ" أو مُتَّصِلاً بالآخر نحو: {سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الفَجْرِ}.
(جـ) أَنَّ كلاًّ مِنْهُما قد يَنْفَرِدُ بمحَلٍّ لا يَصْلُحُ للآخَرِ، فانْفَرَدَتْ "إلى" بنحو "كَتَبَتْ إلى زَيدٍ" و "أنا إلى عَمْروٍ" أيْ هو غَايَتي و "سرْتُ مِنَ البَصْرَةِ إلى الكوفَةِ".
وانفَرَدَتْ "حَتَّى" بمُبَاشَرَةِ المُضارِعِ مَنْصُوباً بعدَها بـ "أَنْ" مُضْمَرةً وقدْ تَقَدَّمَتْ.


عَنْ: (1) مِن حُرُوف الجَر، وتجُرُّ الظَّاهِرَ والمُضْمَرَ، نحو {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ} (الآية "19" من سورة الانشقاق "84")، و{رَضِيَ اللّهُ عَنْهُم} (الآية "8" من سورة البينة "98")، وزيادةُ "ما" بعدَها لا تكُفُّها عن العَمَل نحو "عَمَّا قليلٍ" ولها نحو من تسعةِ مَعَانٍ:
منها: المُجَاوزة (ولم يذكر البصريون غيرها)، وهي الأصل، نحو "سِرْتُ عَنِ البَلَدِ" و "رغِبْتُ عن مُجالَسَةِ اللَّئيم".
ومنها: الاسْتِعْلاء كقوله تعالى: {وَمَنْ يَبْخَلْ فَإنَّما يَبْخَلُ عن نَفْسِهِ} (الآية "38" من سورة محمد "47")، أي علَى نَفْسه.
ومنها: التَّعليل، نحو {وَمَا نَحْنُ بِتَارِكي آلِهَتِنَا عِنْ قَوْلِكَ} (الآية "من سورة هود "11" )، أي لأَجلهِ.
(2) قد تكون "عَن" اسماً إذا دَخَلَتْ عَليها "مِن" وتكون "عن" بمعنى جَانب كقولِ قَطَريّ بن الفُجَاءَة:
فَلَقَد أرَاني للرِّماحِ دَريئَةً * مِن عَنْ يميني مَرَّةً وأمَامي
(الدريئة: حلقة يتعلم فيها الطعن والرمي).
بوقرط الطيب













https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى