المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دلالة حرف الجر ,,االباء,,



romaissa
11-08-2013, بتوقيت غرينيتش 04:25 AM
دلالات الباء
1-التعدية
قال المالقي: "فإذا كان الفعل لا يتعدى فأدخلتها صار يتعدى نحو قوله قام زيد، فهذا لا يتعدى ثم تقول: قام زيد بعمرو فيصير يتعدى"[12] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn12#_ftn12)، قال المرادي: "وقد وردت مع المتعدي في قولهم صككت الحجَر بالحجر ودفعت بعضَ الناس ببعض. فلذلك قيل: الصواب قول بعضهم: هي الداخلة على الفاعل، فتصيره مفعولاً، ليشمل المتعدي واللازم، فإن قيل: هذه العبارة لا تشمل المثالين؛ لأن الباء فيهما هي الداخلة على ما كان مفعولاً: إذ الأصل: صك الحجرُ الحجرَ، ودفع بعضُ الناس بعضًا. قلت: ليس كذلك بل هي شاملة لهما. والباء فيهما داخلة على ما كان فاعلاً لا مفعولاً والأصل صك الحجرَ الحجرُ، ودفع بعضَ الناس بعضٌ بتقديم المفعول؛ لأن المعنى أن المتكلم صير البعض الذي دخلت عليه الباء دافعًا للبعض المجرد منها"[13] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn13#_ftn13)، ولكن قول المرادي لا ينطبق على المثال الذي ورد عند المالقي. والباء في مثال المرادي هي في الحقيقة للاستعانة. والحق أن التعدية لا تعد من معاني الباء، وذلك لأمرين: الأول أنها لا تستبد بهذا المعنى دون غيرها من حروف الجر والثاني أن التعدية يصاحبها معنى للباء آخر، كما في قام زيد بعمرو فالمصاحبة هنا هو معنى الباء.
2-الإلصاق
وهو أصل معانيها. ولم يذكر لها سيبويه غيره[14] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn14#_ftn14). قال سيبويه: "وباء الجر إنما هي للإلزاق، والاختلاط، وذلك قولك خرجت بزيد ودخلت به، وضربته بالسوط: ألزقت ضربك إياه بالسوط. فما اتسع من هذا في الكلام فهذا أصله"[15] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn15#_ftn15).
ويفرق المبرد بين معاني الباء فهي تجيء للإلصاق والاستعانة، قال: فأما الإلصاق فقولك مررت بزيد وألممت بك[16] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn16#_ftn16). وقال في موضع آخر مفسرًا الإلصاق: فالباء ألصقت مرورك بزيد، وكذلك لصقت به وأشمت الناس به[17] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn17#_ftn17). ومثل للاستعانة بقوله: وأما الاستعانة فقولك: كـتـبـت بالقلم وعمل النجار بالقدوم[18] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn18#_ftn18). وذهب ابن السراج إلى أن الإلصاق قد يكون معه استعانة وقد يكون دون استعانة وعلى الأول كتبت بالقلم وعلى الثاني مررت بزيد[19] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn19#_ftn19). وعد الجرجاني الباء في المثالين السابقين دالة على الإلصاق[20] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn20#_ftn20). ومن أجل هذا قال المالقي عن الإلصاق: وهذا المعنى في كلام العرب في الباء أكثر من غيره فيها، حتى إن بعض النحويين قد ردوا أكثر معاني الباء إليه، وإن كان على بعد، والصحيح التنويع[21] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn21#_ftn21).
والإلصاق على ضربين: حقيقي ومجازي[22] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn22#_ftn22). فالحقيقي نحو: أمسكت الحبل بيدي. أي ألصقتها به[23] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn23#_ftn23). والمجازي نحو: مررت بزيد، فهذا عند الزمخشري "وارد على الاتساع والمعنى التصق مروري بموضع يقرب منه"[24] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn24#_ftn24).
3-الاستعانة

يطلق ابن فارس عليها معنى (الاعتمال) وقال إن ناسًا يدخلونها بالإلصاق[25] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn25#_ftn25). وقد مرت أمثلة لذلك. وشرح مفصل ابن عصفور معنى الاستعانة في قوله: "ومثال كونها للاستعانة: كتبت بالقلم وبريت بالسكين. وكذلك كل ما يدخل على الأدوات الموصلة إلى الفعل، ألا ترى أن ما بعد الباء هو الذي وصل به الفاعل إلى إيقاع الفعل بالمفعول، والقلم هو الذي وصل به الفاعل إلى إيقاع الكتاب كاملة بالقرطاس، والسكين هو الذي وصل به الفاعل إلى إيقاع البري بالقلم[26] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn26#_ftn26).
ويدخل الزمخشري في هذا المعنى ما ليس آلة حسية بل لعله أدخل في السببية، من ذلك قوله: وبتوفيق الله حججت وبفلان أصبت الغرض[27] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn27#_ftn27).
وذكر المرادي أن من ذلك أشهر الوجهين في (بسم الله الرحمن الرحيم) أي أنها للاستعانة[28] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn28#_ftn28). وكان ابن فارس يسميها باء الابتداء، المعنى أبدأ باسم الله[29] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn29#_ftn29). وقال المرادي إن ابن مالك لم يذكر باء الاستعانة في التسهيل[30] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn30#_ftn30)، وأدرجها في السببية[31] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn31#_ftn31). ونقل من شرح مفصل التسهيل سبب مذهب ابن مالك وهو إيثاره للسببية من أجل الأفعال المنسوبة إلى الله؛ إذ استعمال السببية فيها يجوز واستعمال الاستعانة لا يجوز[32] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn32#_ftn32).
وهذا من تداخل الموقف اللغوي والموقف العقائدي، وهو من المواطن التي يجد فيها بعض اللغويين حرجًا، وربما يجرهم هذا إلى الجور على الموقف اللغوي دون حكمة ظاهرة، ففي مثل هذا الموضع: لِمَ جاز السبب ولَمْ تجز الاستعانة ؟ كلاهما في حق الله مجاز يقتضيه التعبير اللغوي؛ إذ لا مفر منه، وكل الموضوعات مهما بلغت من الجلالة إذا عبر عنها بلغة ما خضعت لشروط اللغة وقواعدها دون أن ينال قداسة الموضوع وجلاله شيء. ففي قوله تعالى:)وَلَقَدْ أرسلنا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ( [ 42 – الأنعام ] واضح معنى الاستعانة أما السببية فليس واضحاً وقول النحويين إن الباء للاستعانة لا تعني ضعف الفاعل ولا هوانه فهي لا تعني سوى جعل مدخول الباء أداة للفعل كما قال المرادي. ويجدر بابن مالك أن يمنع السبب كما منع الاستعانة فإذا لم يجز أن يستعين الله بشيء من خلقه فليس يجوز أن يكون غيره سببًا لأفعاله وإذا كانت الاستعانة صفة من صفات الخلق فله ما يليق به من الاستعانة. ويحسن هنا أن نورد ما نقله السيوطي من قول أبي حيان عن موقف ابن مالك ـ قال: قال أبو حيان: ما ذهب إليه ابن مالك من أن باء الاستعانة مدرجة في باء السببية قول انفرد به، وأصحابنا فرقوا بين باء السببية وباء الاستعانة، فقالوا: باء السببية هي التي تدخل على سبب الفعل نحو : مات زيد بالحب، وبالجوع، وحججت بتوفيق الله، وباء الاستعانة هي التي تدخل على الاسم المن التعليم المتوسط بين الفعل ومفعوله الذي هو آلة نحو: كتبت بالقلم، ونجرت الباب بالقدوم، وبريت القلم بالسكين وخضت الماء برجلي، إذ لا يصح جعل القلم سببًا للكتاب كاملة ولا القدوم سببًا للنجارة ولا السكين سببًا للبري، ولا الرجل سببًا للخوض بل السبب غير هذا[33] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn33#_ftn33).
4-السبب والتعليل

من معاني الباء التي ذكرها الجرجاني: أن تكون متضمناً لمعنى على طريق السبب كقولك بنعمة الله وصلت إلى كذا، وبزيد فعلت كذا المعنى بسبب معونة زيد لي فعلت[34] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn34#_ftn34). وبين ابن عصفور أن الفرق بين باء السبب وباء الاستعانة أن باء السبب لم تدخل على شيء وصل به الفعل إلى المفعول ألا ترى أنك وصلت إلى أخذ الدينار ( في أخذت بزيد دينارًا ) بنفسك من غير واسطة إلا أنك أوقعت ذلك الأخذ بسبب زيد، وباء الاستعانة إنما تدخل على الأدوات لوصل الفعل إلى المفعول.
ولو تأملنا المثال الذي ضربه ابن عصفور: قـولـه تـعالى ) فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ([ 11 – آل عمران]، وهذه الآية يستشهد بها المالقي[35] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn35#_ftn35)، لوجدنا شيئًا من الاختلاف، حيث نستطيع القول إن زيدًا كان عونًا على أخذ الدينار، ربما لا يكون آله للأخذ ولكنه في الغالب معين، أما الذنوب التي أخذهم الله بها فليست معينة بحال، بل هي السبب والعلة الدافعة للفعل، والسبب أمر أو قضية أو فعل يكون وراء الفعل الذي يجرى من الفاعل، والأشخاص ليسوا من ذلك إلا بتأويل كقولك: أخذته بزيد أي بجريرة وفعلة زيد، وليس بزيد نفسه، وعلى هذا فالباء في أخذت بزيد دينارًا هي للاستعانة. بقي أن نعود إلى تصحيح نمذجي مفصل مفهوم الاستعانة قليلاً وجعله شاملاً للأدوات الحسية وللأشخاص الذين يعينون على الفعل، ولا شك أن نوع ما تدخل عليه الباء يحدد المعنى المقصود فقولي:
(أخذت بيدي دينارًا) اليد أداة حقيقة
(أخذت بزيد دينارًا) زيد أداة مجازًا
ومثال ذلك: هاجم السلطان بجنوده بعض المتمردين. فالهجوم لم يقع بسبب الجنود. ولو أردنا بيان سبب الهجوم لقلنا: هاجم السلطان بجنوده بعض المتمردين بتمردهم أو بإلحاح من الشعب.
ولعل ضابط ذلك ما ينقله المرادي عن ابن مالك أن الباء الدالة على التعليل هي التي تصلح غالبًا في موضعها اللام[36] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn36#_ftn36).
وعلل المرادي لقول ابن مالك: (غالبًا) بأن ذلك احتراز من مثل قول العرب: غضبت لفلان إذا غضبت من أجله وهو حي. وغضبت به إذا غضبت من أجله وهو ميت[37] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn37#_ftn37). وهذا يعكس لنا الفرق بين الباء واللام. فاللام وإن كانت تعطي التعليل فإنما على سبيل إضافة الفعل لمدخولها: فقولنا، أعطي زيد جائزة لنجاحه يختلف عن أعطي زيد جائزة بنجاحه. فمع اللام الجائزة مقترنة بالنجاح ومع الباء النجاح كان الباعث على الجائزة وهي لزيد، ومع اللام نقول: من أجل نجاحه، ومع الباء نقول: بسبب نجاحه، ولكن المعنى الوظيفي واحد لذلك لا تكون هذه الفروق واضحة في الذهن كل الوضوح، فإذا عدنا إلى قول العرب وجدنا ما قدمناه واضحًا، فقولنا غضبت لفلان، أي أعطيت غضبك له وهذا يمكن حصوله حيًّا، أما إذا مات فلا تستطيع فعل ذلك إذ لا يُعطى ميت، أما غضبت به فإن شأنه وأمره يكون سببًا لغضبك ويمكن أن يقع هذا مع الحيّ، وربما تغضب بأمر الرجل ولا تغضب له، فالغضب لشخص يعني مناصرته والغضب به لا يلزم منه ذلك، ولذلك قد تجتمع اللام والباء تقول: غضبت لزيد بما لحقه من ظلم. وقال المرادي: ولم يذكر الأكثرون باء التعليل استغناء بباء السببية، لأن التعليل والسبب عندهم واحد، ولذلك مثلوا باء السببية بهذا المثل التي مثل بها ابن مالك للتعليل[38] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn38#_ftn38). وابن مالك استخدم مصطلحي السببية والتعليليه[39] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn39#_ftn39)؛ لأنه جعل السببية بدلاً من الدالة على الاستعانة. وذكر ابن فارس باءً سماها: الباء الدالة على نفس المخبر عنه والظاهر أنها لغيره[40] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn40#_ftn40). وهي التي أوردها المالقي بمعنى سماه ( التشبيه ) ومثل له بقوله : لقيت به الأسد وواجهت به الهلا ل[41] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn41#_ftn41)، كأنك قلت: لقيته فكأني لقيت الأسد، وواجهته فكأني واجهت الهلال. ولكن المرادي وصف هذا المعنى بأنه لا تحقيق فيه، والحق أن المالقي مصيب من حيث دلالة مثل هذا التركيب على التشبيه ولكن هذا هو المعنى الوظيفي الظاهر، أما المعنى الأساسي أو ما لعله يكون أساسًا ما نجده عند أبي حيان[42] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn42#_ftn42). وتلميذه المرادي . قال المرادي: "وأما الباء في: لقيت به الأسد وواجهت به الهلال، فهي عند التحقيق باء السببية، والمعنى لقيت بسبب لقيه الأسد وواجهت بسبب مواجهته الهلال، وهي كالباء في قولهم لئن سألت فلانًا لتسألن به البحر، وهذا من باب التجريد، وهو أن ينتزع من أمر ذي صفة آخر، مثله فيها مبالغة في كمالها فيه، وهو من أبواب علم البديع[43] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn43#_ftn43). وجعلها ابن هاشم تحت الباء السببية، قال: "ومنه: لقيت بزيد الأسد أي بسبب لقائي إياه"[44] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn44#_ftn44)، وأحسب أن هذا يخرج المعنى عن التشبيه، ولعل الأوفق عدّ الباء هنا مكانية وعلى هذا يكون المعنى لقيت الأسد حالاً أو نازلاً بزيد، وبسبب هذا النُّزول أو الحلول حصل التشبيه، ثم أن استخدام اللام هنا لا يؤدى إلى معنى، إذ لا نستطيع القول: ( لقيت لزيد الأسد )، أما استخدام (في) فأحسب أنه جائز مستساغ في هذا الموضع وذلك أن نقول: لقيت في زيد الأسد.
5-المصاحبة

مثل لها ابن فارس بقوله: دخل فلان بثيابه وسيفه وبقوله تعالى:)وَقَد دَّخَلُواْ بِالْكُفْرِ( [ 61 – المائدة ] ومنه ذهب به لأنك تكون مصاحبًا له[45] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn45#_ftn45).
وجاء في المفصل: "ومعنى المصاحبة في نحو: خرج بعشيرته، ودخل عليه بثياب السفر، واشترى الفرس بسرجه ولجامه"[46] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn46#_ftn46).
وهذان النصان يجمعان بين دلالتين للباء، دلالة المصاحبة ودلالة الحال، وقد فرّق المالقي بينهما فجعل المعنى الرابع: المصاحبة، وجعل المعنى التاسع معنى الحال والمصاحبة عنده التي تعطي معنى (مع) مثل: جئت به وبقوله تعالى: )فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ( [ 78 – طه ] أي مع جنوده[47] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn47#_ftn47). أما معنى الحال فمثل خرج زيد بثيابه أي وثيابه عليه أي وهذه حاله[48] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn48#_ftn48). ولكن المرادي لا يقف عند هذا التفريق وإنما يجمع بين الأمرين فيقول: إن للمصاحبة علامتين إحداهما أن يحسن في موضعها (مع) والأخرى أن يغني عنها وعن مصحوبها الحال[49] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn49#_ftn49). ومثل بقوله تعالى: )قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ( [170 - النساء] أي: مع الحق، أو محقًا[50] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn50#_ftn50). وقال: "ولصلاحية وقوع الحال موقعها، سماها كثير من النحويين باء الحال"[51] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn51#_ftn51). ولكن كيف يقع الحال في الآية التي استشهد بها المالقي. وأمر آخر وهو أن: جاءكم الرسول بالحق تختلف عن جاءكم الرسولمحقًا. إذ المعنى الأول جاءكم الرسول والحق معه ولا يلزم هذا المعنى في محقًا؛ إذ تفيد محقًا اتصافه ذاتيًا بالحق وتلبسه به، وأحسب أن الفرق بين الاصطحاب والحال أن الأول يكون مع الأشياء المنفصلة عن الذات أما الأشياء التي يراد التعبير عن اتصالها بالذات وتلبسها به كأنها جزء منه فهي التي تكون الباء معها حالية، فقولنا: خرج السلطان بجنوده أي خرج وخرج جنوده معه. أما خرج السلطان بحلة قشيبة فالمعنى أن حاله وقت الخروج هذا الحال أي خرج لابسًا حلة قشيبة. ويمكن القول إن الحالية معنى خاص من المصاحبة أي هي مصاحبة مخصوصة. ولعل هذا ما جعل النحويين يجمعون أمثلتهما في موضع واحد.
6-الحال

قال الرماني: "وتكون حالاً: كقولك خرج بثيابه والمعنى خرج مكتسيًا"[52] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn52#_ftn52). وجاء في الأزهية: وتكون مكان مع: قال الشاعر وذكر فرسًا:


داوَيْتُهُ بالمَحْضِ حتّى شَتى يَجْتذِبُ الآرِىَّ بالمِرْوَدِ

أي: مع المرود. والمرود الوتد"[53] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn53#_ftn53). وأطلق المالقي على مثل هذا: (معنى الحال) ومثل له بقوله: كقولك خرج زيد بثيابه، أي وثيابه عليه، أي: وهذه حاله قال الشاعر :


وَمُسْتَنَّةٍ كاسْتِنانِ الخَرو فِ قَدْ قَطَعَ الحَبْلَ بالمِرْودِ

أي والمرود فيه، أي هذه حاله"[54] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn54#_ftn54).
وواضح أن الهروي والمالقي يتحدثان عن ظاهرة واحدة، وكانت باء الحال قد وجدت إيضاحًا كافيًا عند ابن عصفور قبل المالقي بسنوات حيث قال: "ومثال كونها للحال: جاء زيد بثيابه، أي ملتبسًا بثيابه، وجاء زيد بنفسه أي منفردًا بنفسه وإنما سميت باء الحال لأنها قد حذف معها الحال لفهم المعنى ونابت منابه، فلنيابتها مع ما بعدها مناب الحال سميت باء الحال"[55] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn55#_ftn55).
7-الظرفية

قال الرماني: "وتكون للظرف، كقولك: أقمت بمكة، وكنت بالبصرة، قال الشماخ:


وَهُنَّ وقوفٌ ينَتْظِرْنَ قَضَاءَه بضاحي عذاة أمره وَهو ضَامِرُ"[56] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn56#_ftn56)

ويرى النحويون أنها اكتسبت هذه الدلالة لأنها جاءت بمعنى (في)[57] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn57#_ftn57), أي أن هذا المعنى ليس أصيلاً فيها، قال المبرد: كما تقول فلان في الموضع وبالموضع فيدخل الباء على (في)[58] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn58#_ftn58). ولكنا نجد أن فريقًا آخر لا يذهب هذا المذهب منهم المرادي، فهو يجعل لدلالة الباء على الظرفية علامة قال: وعلامتها أن يحسن في موضعها (في)[59] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn59#_ftn59).
وسوف تناقش علاقة الباء بـ(في) في موضعه.
8-البدل والعوض

ذكر ابن فارس باء البدل، مثل "قولهم هذا بذاك أي عوض منه"[60] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn60#_ftn60)، وتكون عند المالقي "للعوض كقولك: بعت هذا بهذا وأعطيت ذاك بذاك، قال الله تعالى: )وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِم جَنَّتََيْنِ( [16 – سبأ]، وقال الشاعر :


[جاد الزمان بصفو ثم كدّره] هَذا بِذَاكَ وَلا عَتْبٌ عَلى الزَّمَن

أي عوض جنتهم وعوض ذلك"[61] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn61#_ftn61).
قال المرادي: وعلامتها أن يحسن في موضعها (بدل) كقول الحماسي :


فَلَيْتَ لىِ، بِهِم، قَوْمًا، إذا رَكِبوا شَنُّوا الإغَارَةَ، فُرسانًا، ورُكبْانَا"[62] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn62#_ftn62)

9-المقابلة

ذكر هذا المعنى ابن مالك في التسهيل[63] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn63#_ftn63). ونقل المرادي عنه أنها الباء الداخلة على الأثمان والأعواض نحو اشتريت الفرس بألف، وكافأت الإحسان بضعف وقد تسمى باء العوض[64] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn64#_ftn64).
وذكر المرادي أن بعض النحويين رد دلالة الباء على البدل والعوض وقال إنها للسبب فتقدير هذا مستحق بذاك أي بسببه[65] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn65#_ftn65).
10-الزائدة

ويهمنا من أنواعها التي تكون مع المفعول ووظيفتها التأكيد[66] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn66#_ftn66). قال المرادي: وزيادتها معه غير مقيسة مع كثرتها[67] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn67#_ftn67)، ومثل لها بقوله تعالى: )وَهُزِى إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ( [ 25 – مريم ] وقوله تعالى: )ولاَ تُلْقُوا بِأَيدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ([ 195 – البقرة] وقوله تعالى: )فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ( [15 – الحج] وقوله: )وَمَن يُرِدْ فِيِه بإِلْحَادٍ( [25 – الحج] ونقل عن ابن مالك أن زيادتها كثرت مع (عرف) وشبه، وقلت مع ذي المفعولين[68] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn68#_ftn68). وقال: إن المختار أن ما أمكن تخريجه على غير الزيادة لا يحكم عليه بالزيادة وتخريج كثير من الشواهد ممكن على التضمين أو حذف المفعول وقد خرج عليهما قوله تعالى: )وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِكُمْ إِلى التَّهْلُكَةِ( فقيل: ولا تلقوا مضمن معنى لا تفضوا وقيل: حذف المفعول والباء سببية أي لا تلقوا أنفسكم بسبب أيديكم[69] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn69#_ftn69). الزيادة ليست معنى من معاني الحرف ولكنها وسيلة من وسائل تفسير الظاهرة.
وهناك باءات تكون مع تراكيب لغوية خاصة مثل القسم والتعجب وقد أورد معنى التعجب المالقي[70] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn70#_ftn70)، وقال المرادي: إن هذا المعنى لا تحقيق فيه[71] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn71#_ftn71)، وقال: إن فيها مذهبين، أحدهما: عدها زائدة، والآخر: عدها للتعدية[72] (http://www.laal2.com/%D8%B3%D8%B7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A A%D8%A8/HoroofAljar.htm#_ftn72#_ftn72)، وهناك معان أخرى عدها النحويون نتيجة لمجيء الباء بمعنى حروف جر أخرى وسوف نوردها في علاقات حروف الجر .




https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى