المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الى اساتذة الفلسفة



salima
11-07-2013, بتوقيت غرينيتش 09:03 AM
رجاءا ممكن تنقيط مقالتي

مقالة المقارنة بين السؤال والمشكلة

في عالمنا هذا يوجد ثلاثة انواع من البشر فلاسفة علماء وعامة الناس منهم من يستعمل لفظة مشكلة ومنهم من يستعمل لفظة سؤال ومنهم من يستعملهم معا كل هذا التنوع بدفع بنا الى التساؤل فما طبيعة العلاقة بين السؤال والمشكة ?وهل هي علاقة تمايز وانفصال او علاقة تكامل واتصال?
يظهر الاختلاف بين المشكلة والسؤال ابتداءا من التعريف فالسؤال هو استدعاء للمعرفة او يؤدي الى المعرفة اما المشكلة فيقصد بها تللك القضية المبهمة المستعصية غير واضحة الحل ويعرفها جميل صليبا على انها مرادفة للمسالة التي يطلب حلها باحدى الطرق العقلية او العملية فنقول المشكلات الاقتصادية او المسائل الرياضية كما ان الاسئلة يطرحها كل الناس مهما صغرت او كبرت اعمارهم فالاطفال مثلا يحملون من الانشغالات والاسئلة مايحرجون به الكبار وهو وسيلة تعليمية وتربوية ناجحة وفق النتائج التي توصل لها علم النفس التربوي اما
المشكلة لا يستطيع أن يطرحها إلا صاحب انفعال واهتمام بمواضيع مقترحة و رسمية تكون أكثر استعصاء ؛ يعالجها بدمه ولحمه وتأخذ كل كيانه وقد تستغرق كل عمره وهذا لا نجده إلى عند ثلة من البشر أعظمهم شأنا العلماء والفلاسفة المعروفين بتميزهم دون غيرهم من الناس .
كما ان الاسئلة التي يطرحها عامة الناس غالبا مايكون حلها معروف
خاصة إذا تعلق الأمر بالصنف المبتذل أو الصنف العملي لأن متطلبات الحياة هي التي تقتضيها .وفي هذا السياق يقول كارل ماركس -ان الانسانية لاتطرح من المشكلات الا تلك التي تقدر على حلها-
اما المشكلات التي يطرحها خاصة الناس من علماء وفلاسفة قد يتوصل إلى حلها ، وقد تبقى إجاباتها مفتوحة أو لا يتوصل فيها إلى حل أبدا. هذا من جهة ، ومن جهة أخرى قد تتعدد إجابتها في شكل أراء مختلف فيها فإجابات الفلاسفة مثلا ليست واحدة حول نفس المشكلة ؛ و لو وحدت الإجابات ما كانت لتكون المذاهب الفلسفية ولا تتعدد النظريات في مادة التاريخ الفلسفة .
كما ان السؤال ليس بالضرورة مشكلة خاصة اذا تعلق الامر بالاسئلة المبتذلة التي لا تثير فينا دهشة ولا اي قلق نفسي او عقلي والمشكلة ايضا اذا اعتبرت سؤال فهي ليست في معناه على انه مطلب او موضوع او مبحث فقط وانما لا تسمى مشكلة الا اذا تركت في اذهاننا تساؤلات سواء صريحة او ضمنية ورغم كل هذا نجد ان كلاهما يطرخه الانسان سواء
كان مثقفا أو كان عاديا ، كان ذكيا أو غبيا وكلاهما يغذيان طموحات الانسان المعرفية وكل شجرة علم نابعة من هذين المنبعين
ونجد انهما يتداخلان لان الباحث عن الحقيقة لا يحق له طلبها الا باللجوء الى المشكلة والسؤال فنجد ان اكبر وظيفة تجمعهما هي التفكير لان الانسان كائن عاقل ومفكر وهو الوحيد الذي يطرحهما وفي هذا السياق يقول جون ديون
« إن التفكير لا ينشأ إلا إذا وجدت مشكلة ، وأن الحاجة إلى حل أي مشكلة ، هي العامل المرشد دائما ، في عملية التفكير »

وإذا نحن انطلقنا من الأسئلة كمطالب ووصلنا إلى المشكلات كمعضلات مستعصية تتطلب الحل فانه يمكن الانطلاق من المشكلة التي لايمكن ان نجد لها حل الا اذا طرحت على شكل اسئلة دقيقة حيث يقول غاستون باشلار -قبل كل شيء يجب ان نعرف كيف نطرح المشكلات



وعليه نستنتج أن علاقة السؤال بالمشكلة من الصعب الحكم عليها لأنها تظهر بكيفيات و صور متعددة فلا هي تتابع و تتالي . أو كشرط و مشروط ، ولا هي تعاكس في التموقع والدور .





https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى