المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا سميت لغتنا بلغة الضاد؟ ومتى كان ذلك؟



said
11-05-2013, بتوقيت غرينيتش 04:38 AM
لماذا سميت لغتنا بلغة الضاد؟.....ومتى كان ذلك ؟

http://www.hrmla.org/uploaded/6295_01217840396.jpg

وحرف الضاد أحد حروف الهجاء مادة اللغة العربية وله منزلة فريدة بينها ولذلك اختاروه ليكون مميزا للعرب عن غيرهم في لغتهم وأطلقوا اسم الحرف على اللغة مادة اللغة العربية ,فقالوا : لغة الضاد ولسان الضاد والناطقون بالضاد ومنذ الصغر ونحن نردد:
بلاد العرب أوطانـــــــــــــــــي من الشـــــــــــــــــام لبغدان

ومن نجد إلى يمـــــــــــــــــــن إلى مصـــــــــــــــر فتطوان

لسان الضاد يجمــــــــــــــــعنا بعدنان وقحطــــــــــــــــان

فلماذا خصوا هذا الحرف بهذه الميزة؟

ومتى كان ذلك؟




أما لماذا خصوا حرف الضاد من بين الحروف , فذلك لأسباب أذكر منها

1- صعوبة نطق حرف الضاد لدى غير العرب بل وبعض القبائل مادة اللغة العربية .

2- خلو اللغات غير مادة اللغة العربية من صوت الضاد تماما

3- عجز الناطقين بغير مادة اللغة العربية عن إيجاد الصوت البديل الذي يغني عن صوت الضاد في لغاتهم

ولكن هذا الاصطلاح لم يكن قديما قدم اللغة مادة اللغة العربية ولم يكن معروفا في الجاهلية وصدر الإسلام بل والعصر الأموي ,لأن التنبه إلى قيمة الضاد في لغة العرب برز منذ تعرب العجم وعجز هذه الأفواج الجديدة والطارئة على اللغة مادة اللغة العربية في نطق هذا الحرف مما جعل علماء اللغة مادة اللغة العربية يولونه الاهتمام ويخصونه بالدراسة ولعل أقدم النصوص التي وصلتنا الحديث الذي روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم (( أنا أفصح من نطق بالضاد , بيد أني من قريش )) وهذا الحديث من جهة المعنى صحيح لا شك فيه ولكن هذا الحديث أدرج ضمن الأحاديث الموضوعة ونحن لسنا بصدد دراسة سند ومتن الحديث لأننا لم نستشهد به على موضوع ديني يخص العقيدة وحتى لا يخص فضائل الأعمال وإنما فضائل النبي صلى الله علي وسلم.
أما ما نحن بصدد توضيحه فهو التأريخ لمصطلح لغة الضاد فكان في نهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث وقت تدوين وتقعيد اللغة .

وهذه الفترة الافتراضية هي الفترة التي برز فيها الخليل وسيبويه والأصمعي وغيرهم وهي الفترة التي بدأ علماء اللغة يتحدثون فيها عن حرف الضاد فهذا سيبويه (183هـ)يقول يعد حرف الضاد ضمن الأصوات غير المستحسنة ولا الكثيرة في لغة من ترتضى عربيته ولا تستحسن في قراءة القرآن ولا في الشعر) ذلك أن بعض العجم بل وبعض العرب يخلطون بين الظاء والضاد في النطق, وقال الأصمعي( 284هـ) ليس للروم ضاد.
وإزاء هذه الظاهرة (غياب الضاد وإبدال الظاء بالضاد ) ألف بعض اللغويين رسائل تميز بين الحرفين ومنها أرجوزة في التمييز بين الضاد والظاء لابن قتيبة( 276هـ) ورسالة (الفرق بين الضاد والظاء للصاحب بن عباد (385هـ) ومقامة الحريري المكونة من تسعة عشر بيتا جمع فيها قدرا كبيرا من الألفاظ الظائية ومنها قوله

أيها السائلي عن الظــــــاء والضا د لكيلا تُضلّه الألفـــــــــــاظ

إن حفظت الظاءات يغنيك فاسمعـ ها استمـاع امرئ له استيقاظ

هي ظميـــــــــــاء والمظالم والإظ لام والظلم واللحــــــــــــــاظ

ورغم بروز هذه الظاهرة( ظاهرة التأليف في الضاد ) وإظهار خصوصية اللغة مادة اللغة العربية بها إلا أنها لم تجعل لغتنا تسمى لغة الضاد بعد

وأغلب الظن أن أبيات المتنبي ( 303-354) التي يفخر فيها يقول:

لا بقومي شرفت بل شرفوا بي وبنفســــــي فخرت لا بجدودي

وبهم فخر كل من نطق الضـــا د وعوذ الجاني وغوث الطريد

كانت قد مهدت لهذا الاصطلاح فالمتنبي لا يريد بالضاد اللغة مادة اللغة العربية وإنما أراد حرف الضاد بوصفه حرف الفصاحة وفخر كل عربي لأن الضاد كما يقول العكبري لم ينطق بها إلا العرب.
أما جعل الضاد مساوية للغة مادة اللغة العربية فهذا في العصور اللاحقة عندما بدأت الحركات القومية تأخذ طريقها بين العرب فقد لقيت هذه الظاهرة عناية عند الأدباء في العصر الحديث ولا سيما قصيدة فخري البارودي التي بدأنا مقالتنا فيها.






https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى