المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ]الفيل يا ملك الزمان



admin
11-04-2013, بتوقيت غرينيتش 06:23 AM
الفيل يا ملك الزمان
لايمكن فصل مسرحية "الفيل يا ملك الزمان" عن السياق المادة التاريخي الذي كتبت فيه باعتبارها تشكل تجسيدا إبداعيا لتغوّل السلطة المرموز إليها بالفيل. خلاصة القصة أن ملكا كان يحب فيلا فأطلق له العنان في المدينة. تغول الفيل، فأهلك الحرث والنسل، قطع أرزاق الناس، وحرم محمد الفهد من ابنه إذ داسه فصار "كتلة ممعوسة من اللحم والدم". لم يعد الناس يستطيعون التحمل فأقنعهم زكرياء المتعلم المحرض بالذهاب إلى الملك للشكوى، فهذا حقهم كما يقول. ذهبوا على مضض إلى قصر الملك للشكوى فتعرضوا لكل أشكال الإهانة والازدراء من قبل الحراس، فالشعب في عرف أهل القصر…………. وتسكن ثيابه البراغيث والقمل. الشعب ألف السكن في الزبالة فوجب تذكيره بأنه في قصر الملك. يتحول الحارس من فرد من أفراد الشعب إلى جزء من آلة جهنمية لإنتاج الإهانة لأن الاشتغال عند الملك يفترض طقوسا من الإهانة حتى لأقرب الناس.

قبل الذهاب إلى القصر اتفق زكرياء مع الناس/الشعب أن يبدأ هو الكلام عن الفيل ويقومون بإنهاء الشكوى أمام الملك بشكل موحد. لما وقفوا أمام الملك أفقدتهم الأبهة وطقوس السلطة القدرة على الكلام لدفع الظلم الذي لحق بهم من الفيل. اضطر زكرياء، بعد محاولات عبثية لتشجيعهم على الكلام، أن يطلب من الملك تزويج الفيل حتى لا يبقى وحيدا. تصرف زكرياء هذا يرمز إلى مأزق المثقف في المجتمعات التي استمرأت السكوت. تحول من محرض إلى انتهازي. تحول زكرياء من رمز يسعى لقيادة الشعب في مواجهة السلطة إلى خادم يرافق الفيل. فانتقل من خندق المدافع عن حقوق الشعب إلى الخندق المضاد رغم ما يستتبعه ذلك من نتائج وخيمة على التحول المنشود. العبرة المستخلصة من المسرحية، رغم بساط 2014ة أسلوبها، هي أن تغول السلطة على الشعوب لم يكن ليكون لولا صمتها. القراءة الفاحصة لحركات وأقوال الملك تبين مدى احتقاره لشعبه. الملك لا يعترف بكلام الشعب إلا إذا كان تعبيرا عن ولاء يبقي الشعب في مرتبة الرعية.

المسرحية انتهت برؤيا. رؤيا تنبئ بحياة أفضل للشعوب عندما تتكلم، عندما تتخلص من عبودية الصمت الذي فرض رائعته على نفسها. فزكرياء حاول أن يوقظ القدرة على الكلام في هؤلاء القوم ولكن الخوف الذي يسكنهم أسقطهم عند أول اختبار رائع. سقطوا في اختبار رائع الدفاع عن أنفسهم بالكلام. لم يشأ سعد الله ونوس إنهاء المسرحية المسرحية عند هذا السقوط الشعبي في الاختبار رائع الأول لأنه يبشرنا بأن تكاثر الفيلة بداية حكاية أخرى."حكاية دموية عنيفة". تكاثر الفيلة في حد ذاته يحمل في صلبه أسباب النهاية الحتمية لها: نهاية دموية ليس للفيل فقط بل لصاحب الفيل وعبدة الفيل أيضا




https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى