المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأمثال مادة اللغة العربية



salima
11-04-2013, بتوقيت غرينيتش 05:11 AM
الأمثالمادة اللغة العربية. المثل في الاصطلاح هو العبارة الفنية السائرة الموجزة التي تصاغ لتصورموقفًا أو حادثة ولتستخلص خبرة إنسانية يمكن استعادتها في حالة أخرى مشابهة لهامثل: (رب ساعٍ لقاعد) و (إياك أعني واسمعي يا جارة) و (إن البغاث بأرضنا يستنسر) و (رجع بخفي حنين) و (رب قول أشد من صول).
وقد عرّف العرب القدامىالأمثالوحددوا للمثل شروطًا، وهي أنه يجب أن يجتمع فيه إيجازاللفظ وإصابة المعنى وحسن التشبيه وجودة الكناية. وقد أكدوا كثيرًا على شرطالسيرورة والشيوع مشيرين إلى أهمية المثل التعليمية وإلى دوره وجانبه النفعي. وقدارتبطتالأمثالبالاستدلال واستخلاص الحكمة والعظة.
والأصل السامي العام لهذه الكلمة يتضمن معنى المماثلة، ولهذا عرفه الزمخشريوغيره قديمًا بأنه بمعنى المِثْل والنظير. ومن هذا الأصل تظهر أهمية المثل إذ يمكنله - وهو الذي يحمل إحدى خبرات الحياة- أن يمتد عمره وينتقل عبر حالات أخرىمماثلة.
ويمكن التركيز على معنى التمثيل في المثل الذي يأتي من تشبيه شيء بشيء عن طريقالمقارنة التصويرية التشخيصية. إذ هذه الحاجة للتجريد توجد لدى الشعوب البدائية،ولذلك تعدالأمثالمن أقدم وأعرق أنواع الأدب لدى كل الشعوب تقريبًا. وفيها تتمثل روح الشعب وينعكسفيها الشعور والتفكير وطرائق التعبير، كما تحمل في طياتها صورة عن المجتمع بعاداتهوتقاليده ومعتقداته.
مادة التاريخالأمثالوتحديدها. لايمكن تحديد مادة التاريخ لنشوء المثل،فقد رافق الإنسان منذ القدم. ولكونالأمثالتعكس روح الجماعة ووجدان الأمة، وبسبب من هذه السمةالجماعية الشعبية فهي في القالب مجهولة القائل.
ومع ذلك يمكن مع بعضالأمثالتحديد أو تقريب عصرها وتحديد قائلها، إذا ما ارتبطتبحوادث مادة التاريخية أو ببعض الشخصيات المعروفة. وهناك أمثال ارتبطت بأكثم ابن صيفي أوبالأحنف بن قيس وغيرهما، ونُسبت تحديدًا إليهم.
وبعضالأمثالمادة اللغة العربية ترتبط بأسماء مشهورة، ولكن ليس بالضرورة أن يكون الشخص صاحبها مثل قولنا: جزاه (جزاء سنمار) أو (أشأم من البسوس) أو (أبصر من زرقاء اليمامة).
ولكن بعضالأمثالمادة اللغة العربية احتفظت لها المدونات بأصل قصتها وحدّدت قائلها مثل: (خلا لك الجو فبيضيواصفري) لطرفة بن العبد، أو (سبق السيف العذل) و (إن الحديث ذو شجون) لضبة بن أد،أو (أنا ابن جلا) لسحيم ابن وثيل الرياحي، و (إن غدًا لناظره قريب) لقراد بن أجدعفي قصته مع النعمان بن المنذر.
ولكن إجمالاً يصعب الجزم بمادة التاريخ صدور المثل وتحديد زمنه أو قائله للسمة المشارإليها سالفًا ولأسباب أخرى تتعلق بانتقال المثل وسيرورته.
جمعالأمثالوتصنيفها. ولإدراك العرب جماليات المثل وأثرهعلى الناس فقد اهتموا به اهتمامًا بالغًا ولا سيما وقد جاء ذكرالأمثالفي القرآن الكريمكثيرًا مما حدا بخدام النص الديني إلى المبادرة لجمع وتصنيفالأمثالالقرآنية والأمثالالنبوية منذ بدايات التدوين والتأليف حولها. وقد تنبه المؤلفون العرب إلى غيرها منالأمثالمادة اللغة العربيةالقديمة في الجاهلية والعصور الإسلامية وإلىالأمثالالشعريةوغيرها.
وقد عدّد ابن النديم في كتاب كامله (الفهرست) عددًا كبيرًا من المؤلفات فيالأمثالمنذ منتصف القرنالأول الهجري. وقد وصل إلينا عدد كبير من تلك المؤلفات منها: كتاب كاملالأمثالللمفضل الضبي (170هـ)، وكتاب كاملالأمثاللمؤرج السدوسي (195هـ)، وكتاب كاملالأمثاللأبي عبيدالقاسم بن سلام (224هـ)، وكتاب كامل الفاخرللمفضل بن سلمة (291هـ)، وكتاب كاملجمهرةالأمثاللأبي هلال العسكري (395هـ)، وكتاب كامل مجمعالأمثالللميداني (518هـ)، وكتاب كامل المستقصي في أمثالالعربللزمخشري (538هـ). ويعد مجمعالأمثالللميداني من أكثر هذه المؤلفات دقة وتصنيفًا وشمولاًوضخامة مادة.
وقد حرص معظم من جمعواالأمثالوألفوا فيها، على تصنيفها وشرح مفصلها وإيراد القصصالمرتبطة بها، مع تفسير غريبها. وقد صنفوها غالبًا مرتبة على حروف المعجم، وذيلواكل باب بالأمثال على وزن (أفعل من) من ذلك الباب، مع ختم كل باب بالأمثال المولدة (اللفظ المولد هو المحدث الخارج عن عصور الاحتجاج) المحدثة التي تُتداول في عصرالمؤلف.
وبعض هذه المؤلفات صنفتالأمثالتحت عنوان (أمثال الخاصة) و (أمثال العامة) وهو تصنيفلايعكس رؤية طبقية فحسب وإنما يعكس الرؤية الصارمة التي تحرص على عزلالأمثالالفصيحة التيتتميز بمزايا الجودة والنقاء من شوائب الابتذال والركاكة التي قد تلحقالأمثالالمولدة وأمثالبعض أصحاب المهن ضعيفي اللغة والثقافة، ولذلك يرى بعض الدارسين المحدثين أنه ربماعمد المؤلفون القدامى إلى إجراء بعض التعديلات اللغوية علىالأمثالالمولدة، وعلى ماأسموه (أمثال العامة) حتى تستقيم، ويمكن إدراجها في مؤلفاتهم.
والتصنيف الطبقي عند بعض من جمعواالأمثاليأتي من رؤية تعتقد بتأثير الطبقة والبيئة على أحوالالمتكلمين والمتمثلين بالأمثال. وقد صنف الثعالبي في كتاب كاملهالتمثيلوالمحاضرةوكتاب كاملهخاص الخاصالأمثالحسب طبقات الناس وحرفهم المختلفة، فهناك أمثال الملوكوالسلاطين، وهناك أمثال القادة، وهناك أمثال المعلمين والقصاص والأطباء والإماءواللصوص...إلخ
وقد نبه بعض المؤلفين إلى أثر المنطقة الجغرافية وإلى اختصاص بعض الأمصارمادة اللغة العربية بأمثال بعينها ورواجها عندهم دون غيرهم من أبناء الأمصار الأخرى. فقد ذكرأبو هلال العسكري مثلاً تلكالأمثالالتي يستخدمها أهل البصرة في مقابل نظيراتها ممايستعمله أهل الكوفة، كما ذكر الثعالبي عددًا من أمثال أهل بغداد خاصة.
الأمثالالعامية والشعبية.وقد تنامتالأمثالالمولدة وتنامىالاهتمام بالأمثال في كل قطر منذ فترة مبكرة في تراثنا، فقد أورد ابن هشام البلخي (577هـ) طائفة من أمثال أهل الأندلس في كتاب كاملهلحن العامة. ومازال أبناء كلقطر يدونون أمثالهم الشعبية ويجمعونها.
وقد تزايد الاهتمام بالتأليف فيالأمثالالشعبية بسبب تزايد الفروقات اللهجية بين أبناءمادة اللغة العربية، وبسبب شبه القطيعة معالأمثالمادة اللغة العربية الفصيحة القديمة التي لاتكاد تدور اليوم إلابين المثقفين ونخبة من المتعلمين.
لكنالأمثالالشعبية مع ذلك ليست منبتة الصلة بجذورها وبنظائرها منالأمثالالفصيحة، وبعضهامع بعض التعديل والتحوير الذي لحق الصياغة اللغوية تكاد تكون تلك الفصيحة التينعرفها. فمثلاً المثل العامي النجدي "غذ جرّبك ياكلك" هو نفسه المثل العربي الفصيح "سمن كلبك يأكلك" مع بعض التعديل في الصياغة اللغوية والتلفظ اللهجي.
وكثير منالأمثالمادة اللغة العربية عاميها وفصيحها يمكن إيجاد مقابلاتها من أمثال الشعوب الأخرى؛ وإن المرءلاتزول دهشته حينما يلاحظ هذه التشابهات والتقاطعات، إلا حينما يتذكر أنالأمثالهي وجدان الشعبوروحه الإنسانية، ولاغرو أن تتشابه كثير من خلاصات الحكم وخبرات الحياة بين بنيالإنسان في كل مكان .
أنواعالأمثالمادة اللغة العربية
المثل الموجز. وهو الذي ينطبق عليه التعريف السابق، وهوأول ما يتبادر إلى الذهن عند إطلاق لفظة المثل. ويدخل فيه الحكَم الموجزة التي شاعتحتى أصبحت أمثالاً مثلالسر الأمانة،العود أحمد، وقدأعذر منأنذر. كما يدخل فيه أبيات الحِكَم كقول الشاعر:


أعلمه الرماية كل يوم

فلما اشتد ساعده رماني



وقول الآخر:


المستجير بعمرو عند كُربته

كالمستجير من الرمضاء بالنار



ويدخل في هذا النوع أيضًاالأمثالالتي على وزن ¸أَفْعَلُ من...· كقولهم: أَجْوَدُمن حاتم،أبلغ من سحبان،أعْيَا من باقِل.
المثل القياسي. وهو ذلك السرد الوصفي الذي يستهدف توضيحفكرة أو البرهنة عليها عن طريق التشبيه أو التمثيل. وهذا النوع يكاد يكون معدومًافي مدوناتالأمثالمادة اللغة العربية القديمة، ولكنه موجود بكثرة في القرآن الكريم، كقوله تعالى: ﴿مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كلسنبلة مائة حبة﴾ البقرة:261 .
المثل الخرافي. هو تلك الكلمات الموجزة السائدة التيأجراها العرب على ألسنة الحيوان أو بنوها على قصص خرافي نسجوه حوله، ومنها قولالضَّب حين احتكم إليه الأرنب والثعلب حول تمرة: في بيتِه يُؤتَىالحَكَمُ.


الحقوق القانونيةوحقوق الملكية الفكرية محفوظة لأعمال الموسوعة.
Copyrights (c) 2004 Encyclopedia Works. All Rights Resrverd.






https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى