المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفساد ينخر في أوطاننا....؟!



romaissa
11-03-2013, بتوقيت غرينيتش 08:58 AM
الفساد ينخر في أوطاننا....؟!

لا يمكنك اليوم في بلداننا قضاء حاجة من حاجاتك أو الاستفادة من خدمة أو حقّ من الحقوق دون دفع المعلوم أو توسيط قريب أو صديق

و أكثر تلك المظاهر سوءا ظاهرة الرّشوة فبعد أن كانت مخفيّة تحت الطّاولة أصبحت تمارس جهارا نهارا، فالمريض في المستشفى لن تجرى له العمليّة حتّى يدفع للطّبيب و الممرّض، في العدالة يربح القضايا من له القدرة على الدّفع و شراء الذّمم و الوثائق و الملفّات ، شهادة الاعتراف بالّنضال و المجهود الثّوري أو بالعضويّة في جيش التّحرير و الانتماء إلى ذوي الحقوق كذلك، المطبوعات المجّانيّة تباع في الإدارات و من طرف أشخاص بعلم الجميع و اطّلاعهم

إن منّت الحكومة ببعض الوظائف فأصحابها معروفون سلفا و إن كانت كلّ الإجراءات القانونيّة و الشّكليّة مطابقة..تجري المسابقة المزعومة في وقتها و يشترك فيها العشرات أو المئات من الطّامعين و الغافلين، الأوراق تُصحّح، النّتائج تُعلن، النّاجحون في الكتاب كاملي كثر و لكن عند الامتحان شامل الشّفاهي يُكرم الأحباب و أهل المحسوبيّة و يهان الآخرون حتّى و إن لمعوا و برعوا و تلك حيلتهم القانونيّة لسدّ المنافذ و درء الذّرائع و إسقاط حقّ الاحتجاج و الطّعن في النّتائج، سيسقط الجميع إلاّ قائمتهم الخفيّة و المبرمجة حتّى قبل الإعلان عن المسابقة بوقت طويل! السّكنات من حظّ الميسورين و الرّاشين و المرتشين و أصحاب المعارف و الوسائط ، المقاولات و المشاريع و المناقصات لا ينالها إلا ّمن ثبتت عضويّته و أقدميّته و جدارته في شبكة الارتشاء و النّصب و الاحتيال و التّحايل و التّزوير؟! النّجاح في الجامعات و التّنقيط و الشّهادات و البحوث و المذكّرات و الرّسائل كلّها تباع بالنّقود أو بالأعراض؟!

دافعي الضّرائب أيضا أخضعوا لنظام و شروط اللّعبة مقابل تزوير الحسابات و الأرقام و إلاّ الويل و الخراب يحلّ و ينزل على من لم يسلم و يستسلم؟!...كلّ شيء يمسّ حياة الإنسان و حاجته أصابه وباء الفساد و الرّشوة، لكنّ الدّفع نقدا ليس الوسيلة الوحيدة لقضاء المصالح و الحاجات و إنّما هناك طرقا أخرى للّدفع لا تقلّ أهمّية مثل " اقض مصلحتي أقضي مصلحتك " أو على رأي الشّائع بين العامّة " كل و دع النّاس تأكل " بالإضافة إلى إمكانيّة الدّفع باللّحم الحيّ و هي طريقة مستحبّة من طرف أصحاب المشاريع و المناقصات و من لهم طموح للإثراء و المجد و الأمر نسبيّ و متباين المستوى و الدّرجة..الجنس إحدى الوسائل المضمونة و النّاجحة و المشهود لها في تحقيق المآرب و الثّروات خاصّة في الكواليس و داخل دهاليز المشروعات و الصّفقات الولائيّة و الوطنية، لكلّ شيء ثمن، من أراد المعالي عليه أن يتنازل و يقدّم المقابل..مآدب و حفلات من ألف ليلة و ليلة تقام في المنازل و الفنادق الفخمة على شرف الرّجالات النّافذة و من بأيديهم الأمر و النّهي و الصّفح و الضّرب، من يصنعون القانون و لا يخضعون له، من بإمكانهم التّحليل و التّحريم و حيث تدبّر و تلد المشاريع و الثّروات و الأموال، لا عجب أن أعدّت الزّوجة أو البنت نفسها و تزيّنت و تبرّجت، لا ضير لو كشفت عن مفاتنها و بعض مواطن الإغراء في جسدها و هي تخدم و تروح و تجيء بين ضيوف زوجها المقاول أو رجل الأعمال و طبعا كلّما زاد الطّموح غلا السّعر!حبّ الإنسان للمال و الجنس متأصّل في دمه و خلاياه و الدّفع بهذا أو ذاك مجز و كاف و إن كان لا يروقك أو لا تملك منهما فابق في الظّل و الظّلمة و انتظر حلول الأجل و بعدك ليحلّ الخراب و ليأتي الطّوفان؟! انطمر تحت الرّكام الأسود العفن و غابت من التّداول مسمّيات لامعة في حياة البشر مثل الكفاءة، الشّرف، الصّدق، الإخلاص،الوطنيّة،الانضباط، الحياء، التّقوى،القناعة و غيرها و تكيّف النّاس بمرور الأشهر و السّنوات و تعدّلت أفكارهم و مفاهيمهم و برامجهم و أولوياتهم و أصبحت الورقة البنكيّة الّتي تذبح العصفور كما يقال و المطالب الشّهوانيّة هما الوسيلة و الغاية و كلّ يصبّ في الآخر و يؤدّي إليه .....!



https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى